أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ارجدال - -انكي- سيل جارف من القصائد الشعرية الأمازيغية الملتزمة














المزيد.....

-انكي- سيل جارف من القصائد الشعرية الأمازيغية الملتزمة


محمد ارجدال

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


إن أي فعل نهضوي لن يتم بمعزل عن الفعل الإبداعي ،والشعر من أكثر الأصناف الإبداعية الأدبية التصاقا بالإنسان وأكثرها إبانة عن روحه وذوقه وقيمه وأهدافه وأبلغها تأثيرا فيه.
ومن أعماق سوس وبمدينة اكادير انطلق الشاعر الشاب "لحسن ايت عبايد" يحمل في أنفاسه أحلام كل إنسان امازيغي غيور،يحمل رسائل مشحونة بمبادئ إنسانية راقية ،رسائل تدعو إلى الانخراط في استكشاف المكونات الحضارية للثقافة وللغة الأمازيغيتين من أجل أن يتطور الوعي ألهوياتي الأمازيغي بل من اجل أن يصان حق الأمازيغ.
وقد طبع ديوانه الشعري الأمازيغي الأول المعنون بAngi في شهر ابريل سنة 2004 بمطبعة الأطلس الصغير بمدينة اكادير، ويتكون من 45 صفحة كمايضم بين غلافيه 22 قصيدة شعرية بالإضافة إلى تقديم الأستاذ حسن بنحقية H.banhakeia من جامعة الناضور ،وتعلو غلافه لوحة تشكيلية للفنانة المقتدرة Malika Houzig Geldaaaasentكتبت أعلاها عبارة Angi بالحرفين اللاتيني وتيفناغ الأمازيغي.
Angi سيل جارف من القصائد الشعرية التي تناقش الهم ألهوياتي بحمولة قوية،قصائد تذوب فيها دواتنا، قصائد نسجت خيوط عناوينها بلغة رمزية.
Angiنسيج من الكلمات والعبارات الجميلة التي تتسرب إلى دواتنا عبر مقاطع شعرية،تتدفق بحيوية لتصيب أجسامنا برعشة الشعر،شعر يحكي تجارب داخلية،شعر يعبر عن عذاب والآم الشعراء الحقيقين،شعر يتحدث عن قيم سامية ومطامح عزيزة تصبو إليها النفوس الأسيرة، وأحلام تسعى إلى تحقيقها كل الذوات المقهورة، شعر يحكي أمجاد التاريخ من خلال أسئلة حزينة، شعر يدافع عن الكلمة الصادقة بقصائد متألقة وملهبة لجوارحنا، شعر ملتزم منسوج بكلمات صادقة تصنع جمل الإعتاق والتحرر.
Angi تجربة صعبة عاشها الشاعر الأمازيغي" ايت عبايد" بأحاسيسه وعواطفه،انه نسيج من الكلمات الهادفة والرمزية داخل أبيات شعرية قصيرة لا يفهم معانيها إلا بانتهاء القصيدة وخلف هذه الكلمات ذات الحمولة القوية يعاني الشاعر آلامه ثم يروي حقيقته المرة بنبرة رومانسية.
قصائد شعرية تترجم أحاسيسه وأفكاره الخاصة التي تترنم بها حنجرته،أفكارا تحكي حياة الإنسان الأمازيغي في أفراحه وأحزانه ،وتروي تاريخ ارض مقهورة تسلط عليها الإنسان فا ستنزف خيراتها فترك البؤس والفقر ينخر جسمها مما دفع بالشاعر إلى الدفاع عن المحرومين والبؤساء،
وإلى الدفاع عن الحروف التي صاح بها لأول مرة رأت عينيه النور، تلك الحروف لتي تمتمها فنطق أول كلمة فصارت لغته الأم، لغته الأمازيغية التي أرضعها من ثدي أمه وقد عبر عن ذلك في قصيدة "دموع الحياة" Ametta n tudert:
Nezzward agayu swakal
Taghuyit as nesawl
Tin ma as nesawel
وفي قصيدة Asafu lli snnan تحدث الشاعر عن شعلة الأمازيغ، وعن أمل الأمازيغ وعن لغتهم التي سطع نجمها من جديد بعد أن حجبها الظلام الدامس بالأمس، كما ترنمت حنجرته بقصائد تروي الواقع اليومي الذي يعيشه الإنسان الامازيغي في قصائد Asyafi , Tikmi , tiwizi اما في قصيدة" الحقيقة "Tidt التي نطقت أبياتها فوصفت نضال الامازيغ وصمودهم من اجل الحفاظ على هويتهم :
Meneck d ibadan a tudert
Adam sselsan ttyaran
Ma izdaren ad ten iferen !
وفي قصيدة "الخناجر"Tizza اذرف الدموع على العالم فانسابت العبرات وتقاطر دم القلب المجروح لتسيل القطرات إلى أعماق الذات :
Tessengi titt ametta
Arukan sul ittaddum ul
Ixf mmuddan s nnig itran
وفي قصيدة" النسيج" Aztta تحدث عن الكآبة والحزن في سرد متسلسل ومنفرد، وعن التاريخ دون أن ينسى القضية الامازيغية عبر نضالات الأمازيغ وأنشطتهم :
Nessutl i takat a nessferk arraw
Tireqqa d urfan
Gh uzetta n ussan
فشعر "ايت عبايد" من صنف الشعر النضالي الحديث والواقعي، فهو شهادة حق متواضعة على كل ما وقع وما يقع حيث يقول في قصيدة "شهادات"Tugga :
Arunt tillas tiwwurga
Nara tent s usekkil isulen
Zund tawenza d ughenbur
فقصائد ديوان Angi غنية بالمحسنات البلاغية من استعارة وتشبيه حيث وضف الشاعر لفظ
Zund لتشبيه واقعه بعوالم متخيلة حيث الحقيقة الضائعة كما في قصيدة "الخطوة" Azmmazzel :
Zund igh ar neccucuf gh izula
Zund lligh mmaggarent tenfurin
Zund lligh nelsa ger atengh
Zund tawargit
وفي قصيدة "النسيج" Azetta:

Ar nesghal tillas
Zund tawwukt ttun ussan !
كما تحدث عن مدينة اكادير التي تقاسم معها همه ونضاله في قصيدة "اكادير العليا" Agadir ufilla ، ولم ينس الطفل الامازيغي مستقبل وأمال الأمة الأمازيغية فخصص له قصيدة آو أنشودة بعنوان Rezem a tafukt ، كما وضف الطبيعة برمزيتها ودلالتها حيث عنون بعض القصائد بأسماء الحيوانات مثل "الشاة" Tixsi و "الثور" Azger ثم ضمن مقاطع شعرية أخرى بأسماء حيوانات مثل "البومة" tawwukt .
Angi تجربة شعرية رائدة من صنف الشعر النضالي الذي يدفع بالقارئ إلى التفكير في كنهها وطرح أسئلة عن مضامينها،قصائد كتبت بأسلوب الاستفهام والاستنكار،إما واصفا حقائق معاشة أو أخرى مضت ربما لطرح سؤال جوهري، أين المستقبل؟؟؟
فوراء سطور أبيات Angi الشعرية يندمج الشعر والواقع،إنها أبيات شعرية سهلة وممتنعة، سهلة بترتيب أفكارها ولغتها وممتنعة بخيالها الشعري الواسع، خيال يدفع بكل قارئ للديوان إلى التفكير وإعادة التفكير بعد الانتهاء من قراءة كل قصيدة من قصائد Angi .
هكذا ترنمت حنجرة الشاعر "ايت عبايد " فأبدع هذه القصائد الشعرية الجادة والتي حكت آلامه وآماله في ديوانه الشعري Angi الذي يختزل مجموعة من الأدوات الفنية والجمالية التي تعد بمثابة مدخل حقيقي لخلخلة واقعنا المرير الذي نعيشه اليوم .



#محمد_ارجدال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الأمازيغية عبر التاريخ
- أية مساهمة الجمعيات التنموية في التنمية المستديمة للساكنة ال ...
- الرومانسية في الشعر الأمازيغي
- الصحراء المغربية:الأمازيغ والتاريخ
- المقاومة النسائية من خلال الشعر الامازيغي
- المرأة الامازيغية بين الأمس واليوم
- الهوية الأمازيغية للصحراء المغربية من خلال الطوبونميا والأعل ...
- تمدرس الفتاة القروية ودورها في التنمية البشرية
- التواصل الثقافي الأمازيغي الحساني


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ارجدال - -انكي- سيل جارف من القصائد الشعرية الأمازيغية الملتزمة