|
أية مساهمة الجمعيات التنموية في التنمية المستديمة للساكنة القروية؟
محمد ارجدال
الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 11:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يزخر المغرب بتنوع جغرافي كبير يتمثل في شواطئ وجبال وسهول , لها ايجابياتها وسلبياتها وقد تغلب السلبيات على الايجابيات لأن اكثر من نصف مساحته تصنف ضمن مناطق قروية طالها الاهمال ونخر فيها الفقر بسبب توالي سنوات الجفاف وانجراف التربة وتصحرها مما ساهم في افراغ معظمها من السكان عن طريق الهجرة الى المدن .ولم يبق في البعض منها الا المعالون بصورة تضامنية من اقربائهم بالخارج . ولا يمكن وضع حد لهذا التردي الا بسن سياسة تنموية هادفة تستهدف الابعاد البشرية والاجتماعية والاقتصادية وتتطلب مخططات بعيدة ومتوسطة المدى , تجند لها كل الامكانيات الانجاز والتنفيذ , وتحشد لها جميع وسائل الدعم والمساندة , من تعبئة الفاعلين , واشراك المعنيين في المتابعة , والحماس لإنجاحها , ولتبرير ضرورة العمل على الاسراع في تنمية العالم القروي لابد من التذكير با لوضعية المتردية التي يعيشها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي والمثمثلة في انخفاض مستوى التنمية البشرية به مقارنة مع الوسط الحضري وكذا ضعف البنيات الاقتصادية والاجتماعية الاسا سية اذ ان ما يقرب من 60 في المئة من القرى تعاني من العزلة والتهميش بسبب غياب التجهيزات الاساسية كالطرق والكهرباء والماء الصالح للشرب والمراكز الصحية والمدارس مما يزيد من استفحال ظاهرتي الامية والفقر حيث ان نسبة مهمة من الساكنة القروية تعيش تحت عتبة الفقر الشئ الذي يؤدي حتما الى ارتفاع البطالة والهجرة بنوعيها الداخلية والخارجية خصوصا السرية منها . وقد عمل المغرب عبر تاريخه على تحسين مستوى عيش السكان رغم قساوة الظروف الطبيعية والبشرية والتي تجعل تلك التنمية غير متجانسة ومنذ بداية التسعينيات اصبح الاهتمام منصبا على تنمية العالم القروي الذي يعاني سكانه من مشاكل عويصة , فظهرت اصوات تنادي بفك العزلة عنه وتنميته وربطه بعجلة التقدم لتقليص الفوارق بينه وبين الحواضر , لكن هذا الاهتمام لم يكن من طرف الدولة وحدها بل برز على الساحة مجموعة من الفاعلين من المجتمع المدني وبالخصوص جمعيات تنموية تجندت بكل امكانياتها المتاحة للعمل على ضمان تنمية مستدامة للعالم القروي. 1- مفهوم التنمية : ان مصطلح التنمية ماهو في الاصل الا ترجمة لكلمتي développement-dévelopment- ومعناها كما يتحدد بشكل واسع في المنابر الاعلامية اليوم , كل المبادرات التي تقوم بها الدول والشعوب لتخطي الفقر والحاجة من اجل تحقيق الرفاه الانساني بكل ابعاده . واما المفهوم الضدي لمصطلح التنمية فهو التخلف . وقد عرف مفهوم التنمية تطورا ملحوظا وتم اغنائه , فألحق به نعوت كثيرة أي تنمية اقتصادية وتنمية اجتماعية فتنمية ثقافية ثم تنمية بيئية وبتعبير ادق لقد تم انسنة هذا المفهوم عن طريق نعته بالمتوازنة والمسندة والمستديمة والمندمجة والجماعية والاصيلة والمستقلة والمحلية فقد اصبحت كلها تتمحور حول الانسان . والحق في التنمية مهم بالنسبة لأي انسان كيفما كان اصله وشكله او طبعه ويصنف هذا الحق ضمن الجيل الثالث من حقوق الانسان المبني اساسا على التضامن , مما ادى بالمنظومة الدولية الى الاعتراف به تدريجيا انطلاقا من ميثاق الامم المتحدة نفسه (المادة 55 والمادة 56 ) وعدد كبير من النصوص والاعلانات التي تنحدر اساسا من الجمعية العامة للامم المتحدة (الاعلان الدولي حول التقدم والتنمية في المجال الاجتماعي لسنة 1969 ) و(الاعلان الدولي بشأن اقرار نظام اقتصادي عالمي لسنة 1974) و(ميثاق الحقوق والواجبات الاقتصادية للدول لسنة 1974) بالاضافة الى القرارات الهامة للجن الاممية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة وبالخصوص القرار الهام 128/41 المثمثل في اعلان الحق في التنمية الذي صدر في 4 دجنبر 1986 (1) ثم قرار الجمعية العامة للامم المتحدة 199/47 بتاريخ 22 دجنبر 1992 الذي اعتب رالتنمية الانسانية الاجتماعية المستديمة الهدف المتوخى من كل عمل تنموي سواء كان دوليا او قطريا او محليا (2) والتنمية حسب اعلان الحق في التنمية هي "صيرورة عامة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية تهدف باستمرار الى تحسين وضعية مجموع الساكنة وجميع الافراد بناء على مشاركتهم الفعلية والحرة والدالة في التنمية والتوزيع العادل لخيراتها " (3) وتقضي النقطة الاولى من المادة 7 من اتفاقية 169 حول الشعوب الاصلية والقبائل التي تبناها المؤتمر الدولي للشغل ب" حق الشعوب المعنية في اتخاد القرار بخصوص الاولويات المتعلقة بصيرورة التنمية لأن القرار له انعكاس على ممارسة المراقبة على تنميتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخاصة ثم ان على هذه الشعوب ان تشارك في اقامة وتفعيل وتقويم خطط لبرامج التنمية الوطنية والاقليمية التي من شأنها ان تعينهم مباشرة "(4) ويعرف الان رون التنمية بأنها " اختيار سياسي واجتماعي واختيار من اجل التضامن في الحاضر وهي بالأخص تضامن مع الاجيال المقبلة في المستقبل" (5) اما مارك بنول من اكبر منظري سوسيو اقتصاد التخلف ويعرفها بكونها "عملية اجتماعية محظة لأنها تؤدي الى تغيير المجتمع بكل مكوناته : الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية والذهنية " (6) اما اسماعيل صبري عبدالله فيرى بأن" التنمية المستقلة هي عملية بناء للقوة الذاتية تمكن القطر المحدد او مجموعة الاقطار المتعاونة من ان تتعامل مع الخارج من موقع اقرب الى التكافؤ وابعد من التبعية , ومن ثمة كانت الدعوة الى الانسلاخ الانتقائي لوضع العلاقات الدولية في خدمة التنمية المستقلة بدل ان تكون قيدا عليها" (7) 2- من الجماعات التقليدية الامازيغية الى الجمعيات التنموية: أ- الجماعات التقليدية الامازيغية : اشتهر المغرب منذ القدم بالانظمة الاجتماعية التقليدية الامازيغية والتي تنظمها مؤسسة "لجماعت" ويديرها مجلس انفلاس وتقوم هذه المؤسسة بسن اعراف (ازرفان) وهي نظام صار من القوانين والضوابط التي ترتكز على مبدأ العقوبة المقرونة عادة بتعويضات مادية تتفاوت حسب خطورة الاتهام وذلك لضبط وصيانة الامن الداخلي والخارجي للقبيلة . وقد ساهمت هذه المؤسسة في اشاعة روح التضامن والتعايش بين افراد المجتمع فخلقت لذلك مجموعة من المرافق مثل –اكادير- وهو مؤسسة اجتماعية محصنة تخصص لخزن وايداع المؤن والمدخرات ويسهر على رعايتها امين وينظمها عرف . -انوض : وهو مرفق خاص للحدادة داخل التجمع البشري وملك عام يعين فيه حداد اجير تؤدي له الجماعة اجرة سنوية عينا او نقدا مقابل خدمات من صناعة لأدوات فلاحية : سكك –كؤوس-معاول-... -تيركوين : بمعنى السواقي وهي مرتبطة بالنشاط الفلاحي وتنظم من طرف شخص يسمى امازال كراع للحقول والبساتين ويتم تقسيم مياه السقي وتوزيعها بنظام بديع يتمثل في تناست واسقول . كما تنظم لجماعت بواسطة اعرافها التجارة بالاسواق والتربية بالمدارس العتيقة والمطاحن المائية (ازركان اومان) وتربي الجماعة الامازيغية التقليدية في السكان روح المبادرة والتضامن والمثابرة في العمل والتسامح والتعايش عن طريق انظمة اجتماعية متوارثة مثل : -تيويزي : وهي عمل جماعي تطوعي يعتمد مبدأ التعاون لانجاز بعض الاشغال الفلاحية مثل الحصاد وتنظيف مجاري السواقي من الاوحال والحرث المعروف بتيكويين . -تاولا : وتخص هذا العمل التعاوني التناوبي الرعي حيث يتم رعي اغنام القيبية بالتناوب يوميا على مدار الستة -ادوال : عمل تعاوني يتعاون الافراد اثناء عملية البناء بالطوب بشكل تناوبي -تاسلا : يتعاون الافراد بشكل تناوبي لدرس المحاصيل بالدواب وكلمة تاسلا تجمع على تسلويين وتعني الصفيحة التي تسمر بها حوافر الدواب. لكن اما زالت هذه المؤسسات الاجتماعية التقليدية تؤدي دورها التنموي ؟ ام انها تراجعت بسبب عوامل متنوعة طبيعية كانت ام بشرية ؟ وهل الجمعيات التنموية بديلة عنها؟ ب-الحركة الجمعوية والتنمية: لقد عرف المغرب منذ نهاية الثمانينيات انطلاقة مذهلة للمنظمات غير الحكومية بفضل تطور موقف الدولة منها ,اذ اصبحت هذه الاخيرة تروج خطابا ايجابيا حول فوائد الحركة الجمعوية كما تقوم بتقديم مساعدات لها من اجل القيام ببعض الاعمال التنموية في اطار صياغة تعاقدية كتوفير البنى التحتية . وقد باركت الدولة هذا العمل الجمعوي لاسباب منها : *ايجاد شريك لها في التنمية بعدما تبين لها عدم قدرتها على توفير كل امكانيات الضرورية للنهوض بالعالم القروي . *كون الظرفية التي يعيشها المغرب حتمت عليه تبني سياسة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي , التي ترمي في مجملها الى تقليص نفقات الدولة في مجال القطاع العمومي مع خوصصة هذا الاخير, مما دفع بالدولة الى تحفيز فعاليات المجتمع المدني وخصوصا الجمعيات التنموية قصد المشاركة في الاقلاع الاقتصادي الهادف . ولهذا فإن العمل الجمعوي التنموي يشكل ليس فقط مرجعية لباقي المتدخلين والفاعلين بل قوة يعول عليها لتغيير السلوكات وللنهوض بواقع المجتمع القروي الاقتصادي والاجتماعي وذلك بسن سياسة تنموية مستديمة "لأن التنمية المراد الوصول اليها ذات بعد شمولي تدمج فيه جميع الفئات الاجتماعية وتتحاشى التسبب في تهميش احد ,لذلك يجب ان تنبني على التضامن والتماسك بين كل افراد المجتمع ...وتتعامل مع كل الامكانات المحلية على تنوعها ثم تقوم باستثمارها " (8) واحدثت بعض المؤسسات المهمة لمحاربة الفقر والدفع بعجلة التنمية في السنين الاخيرة مثل : مؤسسة محمد السادس للتضامن وصندوق الحسن الثاني ووكالة التنمية الاجتماعية .كما اعلن صاحب الجلالة محمد السادس في خطابه بتاريخ 18 ماي 2005 عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وحدد لها برنامجا عمليا يرتكز على ثلاث محاور اساسية تتمثل في : -التصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه المناطق الفقيرة بالقرى وهوامش المدن وذلك بتوفير البنيات والمرافق الضرورية من اجل عيش كريم وحياة سليمة . -تشجيع الانشطة المدرة للدخل القار والموفرة لفرص الشغل. -العمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة او لذوي الاحتياجات الخاصة. 3-الجمعيات التنموية ومجالات تدخلها . أ-على الصعيد الوطني : توجهت الحركة الجمعوية منذ التسعينيات الى العمل التنموي وذلك للنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للسكان الى جانب الدولة وكان انخراطها في التنمية ليس فقط على مستوى تقديم الخدمات الاجتماعية وتلبية الحاجيات , وانما ايضا على مستوى المساهمة في التشغيل واشاعة سلوكيات وقيم جديدة , وقد تعددت مجالات تدخلها من تقديم القروض الصغرى ومحاربة للامية وتشجيع للتمدرس ومساعدة للطفولة في وضعية صعبة ومحافظة على البيئة وتوفير للتجهيزات الاساسية ثم تنمية نشاط النساء الاقتصادي . ويمكن ملاحظة انشطة هذه الجمعيات من خلال مسار نماذج منها : -على مستوى التنمية المحلية القروية فإن المهاجرين المغاربة بالخارج يساهمون في مشاريع التنمية المحلية بواسطة بعض الجمعيات التنموية مثل (جمعية هجرة-تنمية-ديموقراطية) تتألف من حولي ثلااثين جمعية قروية متمركزة بكل جهات المغرب وتهدف اساسا الى التنمية المحلية القروية وتتدخل في مجالات عدة مثل التدبير المائي عن طريق انشاء سدود تلية وتزويد السكان بالماء الصالح للشرب ثم الكهربة القروية وتشجيع الانشطة النسائية المدرة للدخل وكذلك الصحة والنظافة والتمدرس ومحاربة الامية . -على مستوى ادماج المرأة في التنمية فإن الجمعيات المغربية عملت جاهدة في هذا المجال طيلة العقدين الاخيرين وكان اهتمامها في البداية على شكل انشطة تستهدف النهوض بوضعية المرأة القروية بتقديم القروض الصغرى لها لينتقل الى تشجيع المقاولة النسائية وكمثال على ذلك " الجمعية المغربية لتشجيع المقاولة النسائية" التي ساهمت في انشاء تعاونية للطرز اليدوي التقليدي تحت اسم تعاونية اصول1 بالرباط في مارس 2000 وقد استطاعت هذه الاخيرة تعبئة مئة امرأة حرفية في وضعية صعبة بالوسط الشبه الحضري لإعالة اسرهن . - على مستوى القروض الصغرى فقد عرف القطاع حيوية خلال بداية الالفية الثالثة حيث بلغ عدد المتدخلين حوالي اثني عشر متدخلا والذين اسسوا الفيديرالية الوطنية لجمعيات القروض الصغرى في 3 يناير 2003 وكمثال مؤسسة زاكورة التي تأسست في سنة 1995 وتتدخل في مجالات اساسية منها : منح القروض الصغرى للنساء الفقيرات في العالم القروي ودعم التربية غير النظامية ومحاربة الامية بشراكة مع الوزارة الوصية عن طريق انشاء مدارس بالعالم القروي. ب-على الصعيد المحلي:(اقليم كلميم نموذجا)(9) تشتغل الجمعيات التنموية المحلية بهذا الاقليم في مجالات متعددة وخاصة في مجال توفير المستلزمات الاساسية وفك العزلة عن العالم القروي والاعتناء بالبنيات التحتية وانشاء بعض المرافق الاجتماعية المرتبطة بالمجال الصحي والتعليمي في اطار شراكة مع الجهات المختصة ضمن برامج (baji-pager-pnrr-perg) بالنسبة للتزود بالماء الصالح للشرب فإن هذه الجمعيات المحلية من اهدافها الاساسية توفير الماء الصالح للشرب للساكنة القروية وذلك لحفر آبار وبناء صهاريج وضخ الماء اليها ثم ربط المنازل بهذه الشبكة.وكمثال –جمعية تيسلان للتنمية والتعاون التي زودت دواوير تيسلان واكم بجماعة تيمولاي بالماء الشروب ثم جمعية التوفيق بتيغرداين بجماعة افران وجمعية أداي للتنمية والتعاون هده الأخيرة التي زودت مركز جماعة أداي بالماء الشروب وشغلت أطرا لدلك. _ربط القرى بالطرق وفك العزلة الاقتصادية والاجتماعية عن السكان هو الشغل الشاغل لكل جمعيات المنطقة والتي عمدت الى تسخير كل الوسائل وأبرام اتفاقيات شراكة مع الجهات المختصة من أجل ذلك وقد استطاعت مجموعة من الجمعيات بجماعة افران ربط الدواوير بالطريق الثانوية الرابطة بين مركز افران وبويزكارن مثل جمعية اديشو وجمعية ادبلكضيف بربط أمسرا بالطريق السالفة الذكر. _بالنسبة للعمل الاجتماعي فقد استطاعت هذه الجمعيات بناء عدة مستوصفات في العديد من الحجرات وذلك لتقريب الخدمات الصحية الاولية للسكان كما هو الحال بدوار اديشو بأمسرا وكذلك ما قامت به جمعية سيدي الغازي للعمل الاجتماعي والتربوي من بناء وتجهيز مركز لتصفية الدم بأكلميم وتتوفر على 12 وحدة صحية تستقبل مرضى القصور الكلوي من مختلف مناطق الجهة . كما تقوم هذه الجمعية بتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات غير حكومية أجنبية بأيام طبية لجراحة العيون يستفيد منها مئات من الأشخاص باقليمي أكلميم واسا الزاك. وتقدم هذه الجمعيات مساهمات مادية للمحتاجين من لوازم دراسية وملابس بل أكثر من ذالك تقوم ببناء حجرات دراسية مثل ما قامت به جمعية أوزكان للتنمية من بناء حجرتين دراسيتين بدوار أوزكان جماعة تكانت وكذا توفير مكتبات قروية لتشجيع الأطفال على القراءة والتمدرس وهو العمل الذي قامت به جمعية تيمولاي ازدار للتنمية والمحافظة على البيئة وتحتل محاربة الأمية قسطا كبيرا من اهتمامات هذه الجمعية نظرا لتفشي هذه الظاهرة بشكل كبير بكل أرياف الاقليم . وفي مجال محاربة التصحر والمحافظة على البيئة وحماية شجرة الأركان فقد نشطت جمعيات مثل جمعية اركان للتنمية والتضامن بأيت بوفولن وجمعية تيمسورت للتنمية والمحافظة على البيئة بتكانت وجمعية اميفيس للتنمية والمحافظة على البيئة بالقصابي وقد قامت هذه الجمعيات بتعاون مع المياه والغابات بحماية شجرة الأركان.أما جمعية اميفيس فقد قامت بغرس عشرات الهكتارات من نبات الصبار خاصة وأن الصبار مصدر لدخل العديد من الأسر. وفي مجال تشغيل النساء وتوفير مدخول لهن قامت جمعية النخيل للتنمية الاجتماعية والفنية بتاكموت بتغجيجت بمشروع لتربية الماعز تستفيد منه مجموعة من النساء المعوزات أما جمعية الصداقة بتغجيجت فوفرت أفران لحفظ التمور حتى يتمكن الفلاحون من تسويق التمور في حالة جيدة وتسهر هذه الجمعية على تنظيم موسم سنوي للتمور. كما تعمل هذه الجمعيات على الحفاظ على التراث المحلي ورد الاعتبار له وجعله في خدمة التنمية المستديمة وذالك بعدة وسائل منها تنظيم محاضرات ومهرجانات ومعارض للمنتوجات الأمازيغية التقليدية من حلي ولباس وأدوات ومعارض للكتب التي تعنى بالهوية الأمازيغية وذلك لرد الاعتبار لهذه اللغة والعمل على تدريسها. خاتمة: ان مقاربة التنمية القروية المستديمة تعد الطريق الأهم للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للعالم القروي , وتحقيقها رهين بمدى تظافر جهود كل المعنيين وبذل المزيد من التضحيات لرفع التحديات لتدارك حاجيات الوسط القروي من تعميم للبنى التحتية وتوفير الخدمات الاجتماعية ولانشطة مدرة للدخل . الهوامش: 1- أحمد بلحاج السندك,حقوق الانسان رهانات وتحديات , الرباط ,1996ص :79 2- المرجع السابق ص :96 3- نص القرار ب ص 197 ضمن :عبد العزيز النويضي ,الامم المتحدة التنمية وحقوق الانسان ,الدار البيضاء 1995 4- اتفاقية 169 للشعوب الاصلية والقبائل 1989,منظمة العمل الدولية 5- أمينة المقدم ,وهم التنمية الى أين؟ مجلة المنعطف عدد 23-24 سنة 2004 ص 67 6- المرجع السابق ص63 7- مجلة الوحدة عدد 45 يونيو 1988 ص 49 نقلا عن اسماعيل صبري عبد الله, التنمية المستقلة محاولة لتحديد مفهوم مجهل , مجلة المستقبل العربي عدد90, غشت 1986 8- محمد الصوافي , نحو مفهوم جديد لسياسة اعداد التراب الوطني , المجلة المغربية للتدقيق والتنمية عدد14 يونيو 2002. 9- ينتمي اقليم اكلميم باب الصحراء لجهة اكلميم السمارة ويتكون من بلديتين و18 جماعة قروية تستقر به ساكنة تقدر ب 166.645 نسمة ( احصاء 2004),نسبة السكان الحضريين 64,65 في المئة مقابل 35,35 في المئة في القرى. أرجدال محمد باحث في الثقافة الامازيغية _ المغرب
#محمد_ارجدال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرومانسية في الشعر الأمازيغي
-
الصحراء المغربية:الأمازيغ والتاريخ
-
المقاومة النسائية من خلال الشعر الامازيغي
-
المرأة الامازيغية بين الأمس واليوم
-
الهوية الأمازيغية للصحراء المغربية من خلال الطوبونميا والأعل
...
-
تمدرس الفتاة القروية ودورها في التنمية البشرية
-
التواصل الثقافي الأمازيغي الحساني
المزيد.....
-
ترامب في كاليفورنيا .. أهداف واستراتيجيات في ولاية ديمقراطية
...
-
وفاة رئيس وزراء إسكتلندا السابق أليكس ساموند
-
إيران تنفي صحة التقرير حول علمها مسبقا بهجوم -حماس- على إسرا
...
-
فلوريدا.. نقص حاد فى الوقود بعد إعصار ميلتون
-
وزير خارجية هنغاريا يعلق على معلومات بشأن محاولة اغتيال فيكت
...
-
رويترز: واشنطن تخلت عن مساعيها لوقف القتال في لبنان
-
فرنسا.. التحقيق مع أفغاني بشبهة التخطيط لعمل عنيف
-
اشتباكات بين حزب الله وقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى لبنان
...
-
وفاة شخص في هبوط اضطراري لطائرة روسية صغيرة
-
حكومة غزة: إسرائيل تعزز الإبادة في شمال القطاع لتحقيق خطة ال
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|