أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - احتفالية ثانية بالشاعر رعد عبد القادر: سفر إلى أقاصي الجرح في ذكراه الأولى في 03/1/13















المزيد.....

احتفالية ثانية بالشاعر رعد عبد القادر: سفر إلى أقاصي الجرح في ذكراه الأولى في 03/1/13


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 05:35
المحور: الادب والفن
    


( تقول إنني أكرر
شيئا سبق أن قلته
سأقوله ثانية.
أأقوله ثانية؟
 
ت.س.اليوت )

حمزة الحسن
 مرة أخرى أجلس في الشرفة نفسها المطلة على الخليج نفسه، بماء جديد، لكن هذه المرة ينعكس ضوء قمري على السطح الأملس البراق والمعتم لخليج ليس بلون الرماد كما هو في العام الماضي يوم أوقدت لك شمعة( في أول وآخر احتفالية لك في 02/12/30قبل أن تهرب إلى العتمة !) وقبل أن ترفع الستارة بثلاثة عشر يوما فقط كأنك كنت مستعجلا هذا الغياب، وكأنني كنت مستعجلا لوداعك، وكأن الموت كان مستعجلا هذا الحضور.

وما بين موت وموت آخر، وحرب وأخرى، اجلس اليوم  في الشرفة نفسها مع اختلاف الظل والضوء ولون الخليج، لأحتفل هذه المرة بغيابك الأول، وفي الوقت نفسه أراهم يخرجون من الطابق الأسفل تحت الشرفة( كأنها ليست شرفة عادية!) كراسي صديقي الأجنبي الذي مات وحيدا تحتي قبل ليلة واحدة من رأس السنة، أي قبل ذكرى موتك بأيام لكي أبقى محاصرا بين شرفة وخليج ورائحة لموتين ورائحتين: واحد مضى هناك، وآخر حاضر هنا.

أراهم الآن أيضا وقد وضعوا المنفضة والطاولة الصغيرة التي طالما جلسنا حولها والتي كان يمسحها كل يقظة، ثم أخرجوا الآن  السرير ومن ثم ظهرت أواني الزهور تخرج من المنزل للمرة الأخيرة كأن الموت يعاقب الزهور هنا كما هو هناك أيضا.

لكن بين تلك الاحتفالية الأولى، أي قبل موتك بثلاثة عشر يوما، وبين مشهد اليوم تكون أشياء كثيرة قد تبدلت( ليس فقط الحرب!) إلا صورتك التي صارت أكثر وضوحا في الذاكرة كأنك نصل رقيق لسكين ملكي صغير يلمع تحت القمر هذه الليلة أو وردة حمراء على حافة ليل قطبي مثلج.
 
أعرف انه ليس قمرك كما كنت ستقول ضاحكا قبل أن ترفع رأسك نحو الليل أو تتأمل التراب لأن القمر هنا ثلجي أبيض بلا ذاك الوهج المهلك الحارق المتوهج الذي يجعل الثيران تضج بالدم والصراخ على رائحة المد كالكائنات الصغيرة التي تنهض على حافة الشواطئ سرا وليلا في ضوء القمر.

مثيرة هي حكايتك مع الموت كأنك لا تموت إلا وتترك خلفك حكاية مثيرة مثل أي ورّاق قديم في سوق عباسي، أو نقاش محترف أعمى في أزقة اسطنبول خارج توا من رواية للروائي التركي العظيم "أورهان باموق" أو مجلد كتب في سوق بغدادي منقرض، فهؤلاء جميعا يموتون على حكاية تدوم خلفهم طويلا كأنهم يتحدون الموت أو يراوغونه أو يعقدون معه صفقة أو مقايضة : يأخذ الموت منهم جسدا منهكا محطما ذابلا، ويترك لهم الحكاية تدور في أسواق الوراقين الجدد، وعلى مواقد المجلدين المهرة في أسواق الشرق في سمرقند وتبريز ومشهد وبغداد وحضرموت وأصفهان ويزد.

ليس الوقت مناسبا الآن كي أحكي لك كيف قضيت ليلة كاملة عام 88 أبحث في مدينة (يزد) الإيرانية عن بيت صديقي الفلاح المناضل عبد الله الفاضل وأولاده حتى دلني عليهم مجوسي قال لي بفارسية بسيطة أنه مر الفجر من هنا لكي يفتح أبواب المعبد فرآني أبحث عن شيء وظهر له أني غريب: لا أدري لماذا أجد نفسي كل مرة على موعد مع حكاية جنيات غريبة؟ فهل هي مصادفة أن يدلني مجوسي ذاهب لفتح باب معبد النار على منزل شيوعي هارب؟!

لكن ما هي أطول وأغرب حكاية تركتها خلفك هذه المرة، غير أسطورتك الشعرية التي تتعاظم كل يوم، رغم النسيان، ورغم أنك خارج الحفل والتشابه والأقنعة؟ لا شك هي حكاية عودتك في الصباح مبكرا خلاف عادتك في ذاك اليوم المشؤوم( هل كنت على موعد عاجل غير متوقع  مع أحد؟!)  وفتح النوافذ، كل النوافذ ـ حسب شهود حفلك الأخير ـ وجلوسك، والستائر تلعب فيها الريح، على كرسي وعلى طاولة وقدح قهوة جاء متسقا مع مزاج غامض، ثم تتكئ إلى جنبك، كإوزة منهكة وتنام حتى هذه اللحظة في حين تظل الستائر ـ كما لو في فيلم عن جريمة قتل ـ تتطاير في الريح وأنت تغفو على موسيقى منفى العائلة التي تتصاعد مع ضجة الستائر وأصوات تكسر القهوة في الفنجان آخر الشهود على هذا الموت المرتجل الذي يشبه الاغتيال الماكر الذي شارك فيه الجميع وكل واحد حسب قدرته:بالصمت، بالإهمال، بالشتم، بالإنكار، بالحذف، بالخسة رغم أنك تعطي حماما؟

كنت بعيدا عن كل ما يخدش كرامة الآخرين وترفض توظيف كلماتك في مهرجان تنكري لكي تثبت حضورك بطريقة مهرجانية صاخبة على غرار ثيران السباق  تنطح هذا أو ذاك كما  هو حال غيرك الذين وجدوا ان أفضل حل للخروج من النسيان هو التسلق على شرفات عالية لأن هذه هي طبيعة المزابل.

ولو قيل لي اليوم من قتل رعد؟ كنت سأقول هو نفسه الذي قتل رياض إبراهيم الذي مات غدرا ـ قتلته الحساسية! ـ وهو يتأهب  عبور الحدود فرارا من  نظام الجريمة فاكتشف في ساعة العبور أن خنجرا مسموما كان يحز قلبه طويلا دون أن يدري، فمات بما يشبه القتل( وصمت كالعادة الجميع!) واما رعد فقد قتلته الحساسية أيضا حين داهم رجال الأمن  صديقا له في لحظة زيارته له فعاد إلى المنزل مليئا بالقرف المر لكي يموت بعد أن فتح الستائر لكي يدخل الهواء النقي.

أما  أنا فلست أدري إن كنت تدري أنني مازلت أعيش كما كتبت لك قبل سنوات في رسالة ـ لا أدري  هل وصلتك أم تاهت في الطريق مثل كل الأشياء الأخرى كالناس الذين كانوا يذهبون ولا يرجعون؟! ـ مقطع  قصيدة للشاعر كويفيد الذي عاش في قرية صغيرة شمال سييرا مورينا حيث كان يملك بيتا ريفيا:

منسحبا إلى سلام هذه الصحراء
مع مجموعة من الكتب، قليلة لكن حكيمة
أعيش في حوار مع الراحلين
وأصغي إلى الموتى بعيّني.

والصحراء هنا، حسب تفسير أكتاوفيو باث في كتابه( الشعر ونهايات القرن: الصوت الآخر) لهذه  القصيدة المدهشة، تعني المكان الذي ليس فيه إلا القليل من الناس. وفي هذا النوع من الأمكنة نستطيع أن نصغي للموتى على  رعشة الستائر في الهواء الأزرق والصمت العميق القادم من الصخور أو من ضجة أطراف المنضدة المنعزلة في ركن الغرفة أو من  صخب الهدوء الساقط من ندف الثلج.

لا أدري إن كنا سنشهد ولادة شاعر خلال الأزمنة القادمة في ظروف موت متواصل مثل تلك الظروف التي احتضنتك ويظل وفيا لكبرياء الشاعر. من الصعب جدا أن يكون الشاعر نقيا وحيا في آن واحد في سلطة  لا تنتج إلا خطاب الموت والخراب وتعشش في الأطلال.

لكني أعرف انك أعطيتهم شيئا منك ـ المواطن ـ  في تسوية منطقية مقابل أن يتركوا لك الإنسان: عبثوا بالأول كما شاء لهم الهوى، ولكن الثاني ظل لغزا عصيا. ظل شهما. ظل يحمل صخرة عقابه من أسفل الجبل حتى القمة ولكنها ليست صخرة عقاب آلهة، بل عقاب رعاة وهذا هو المحزن في كل الحكاية، صديقي رعد!

صخرة الآلهة شرف لأنها عقاب قوى كبرى هائلة أسطورية يكون الصراع معها شرفا، كما أن الموت تحتها سحقا بطولة، أما صراع الرعاة، المرضى، فهو إهانة: نوع من الذل أن تسحقك قوة تافهة لا شرف ولا كبرياء في مواجهتها أو حتى الانتصار عليها لأنها تافهة في صورتها الأصلية أو في نسخها المتكاثرة في كل أطراف الأرض، في النموذج أو في الأشباه.

كنت وحيدا في محفل الأقنعة، أعزل، بلا جذور،خائنا اللغة والأرقام، لذلك لم يعثروا عليك إلا في صورة الموظف هنا أو هناك، أما الآخر، الشاعر، اللغز، فقد كان يعيش في مواجهة الشمس كصقر خرج من جزيرة النعاس إلى جحيم عراقي أعظم من جحيم دانتي كما كنت تقول.

لذلك لا أستغرب في كون الأشباه سيعثرون على المواطن، السجين، الموظف، التسوية، الصفقة، ويبقى الرائي المار العابر ـ عبارة قيلت عن رامبو ـ يحضن الظلام وحيدا وهو يرى جثته بلا ناي ولا شمعدان وبلا منفيين ينشدون لوات وايتمان في كاتدرائية صغيرة في دير جبلي بعطور بابلية يرشها الأعمى بورخيس من خلال جناح الباز الذي دربه طويلا.

كانت الحداثة الشعرية عند رعد عبد القادر هي حداثة الولادة من حافة سكين: فهو لم يخرج من حديقة كما يمكن أن يكون لشاعر سويدي، بل خرج من الموت. وحده رأى الموت وحدق به. العيش في جوار الموت ينتج إما شعرا مجنونا أبديا ، أو ينتج عاهة أو جنازة.

 العاهة لغيرك كما يحدث في كل زمان ومكان هنا أو هناك الذين استعاضوا عن الشعر بالحيلة مع ان( الشعر والحيلة أمران متناقضان!) كما يقول رسول حمزاتوف.

وإذا تأخرت الجنازة قليلا، فلأن الشاعر المجنون لم يكمل نشيده الأخير على حافة السكين لأنه أصعب الولادات وهذه طبيعة الولادة الابهى والابقى والاعمق.

وحين صار جاهزا رفع الستارة وفتح النوافذ على الهواء الأزرق الشفاف وأستعد لحفلة الموت بلا قناع وجلس يشرب الشاي معه وهو يصغي إليه كما أصغي الآن بعيني إلى كلام الموتى. والإصغاء بالعين هو كالسمع بالجلد ليس ناتجا من تشوش الحواس على طريقة رامبو بل نتيجة صيرورة الواقع كثيفا كحلم سهل ولذيذ في يقظة هادئة على طريقة هرمان هيسه في( ذئب البوادي).

رعد عبد القادر شاعر مشى في جنازة مودعيه حتى حدود المقبرة ثم عاد لكي يتسلل، من سياج حديقة خرافية، أسطورية، بأعشاب عجيبة، وقباب مذهبة، من أجل أن  يرفع الستار عن الأمل حتى وهو يعيش أعزل يطبخ في وحدته الحصى والأيام  ويتشاجر كل يوم كطفل مع هدايا ماضيه ويطلب منه أن يركب أول قطار يوصله إلى الجحيم لأن هذا الشاعر ضد كل موت بلا شاعرية!

ــــــــ*
هوامش:
ـ كلمة خاصة أرسلت إلى السيدة الكاتبة إلهام عبد الكريم زوجة الشاعر في بغداد.
ـ مقالات أخرى لنا على موقع الحوار المتمدن:
* احتفالية بالشاعر رعد عبد القادر: دع البلبل يتعجب. بتاريخ 03/12/30 أي قبل وفاته بأيام فقط وهي أول وآخر احتفالية بالشاعر في حياته وهو في بغداد.
* إلى المتماوت رعد عبد القادر: مات طائر بغداد المغرد. بتاريخ 03/1/18.
* الشاعر رعد عبد القادر: أسرار اللحظات الأخيرة. بتاريخ 03/3/4.
ـ لمناسبة ذكرى وفاة الشاعر رعد عبد القادر الأولى في 03/1/13  يوجد على موقعي بالتعاون مع موقع الشاعر أحمد عبد الحسين ديوان ( دع البلبل يتعجب) كاملا لأول مرة مع مقالات  ودراسات نقدية في موقع: أقواس.
www.hamza.ws



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام القبض على الدكتاتور( الأخيرة) ثلاثة قوانين للموت
- أوهام القبض على الدكتاتور14 مثقف التزوير، كريم عبد نموذجا
- أوهام القبض على الدكتاتور13 عقلية المافيا الثورية
- أوهام القبض على الدكتاتور 12 عفريت الفتنة
- أوهام القبض على الدكتاتور 11 المثققف المختلف، سعدي يوسف نموذ ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 10 تفكيك فكر العاهة
- أوهام القبض على الدكتاتور9 النجاسات الثلاث
- أوهام القبض على الدكتاتور 8 العار والفرقة الناجية
- أوهام القبض على الدكتاتور 7 المحاكمة
- أوهام القبض على الدكتاتور6 أحفاد الدكتاتور
- أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي
- أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 3 ذهنية القبو الحزبي
- أوهام القبض على الدكتاتور2 ، القمل موجود في رؤوس الآلهة
- أوهام القبض على الدكتاتور 1 وهم المعنى الوحشي للشجاعة
- من خطاب تبرير الحرب إلى خطاب تبرير الخراب
- أحزان العمة درخشان
- نهرب ونسمّى منقذين،ونخون ونُعتبر أبطالا
- الحروب السعيدة
- المنشق والمؤسسة والراقصة


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - احتفالية ثانية بالشاعر رعد عبد القادر: سفر إلى أقاصي الجرح في ذكراه الأولى في 03/1/13