أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور9 النجاسات الثلاث














المزيد.....

أوهام القبض على الدكتاتور9 النجاسات الثلاث


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 696 - 2003 / 12 / 28 - 04:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين يتمسك الفقيه والدكتاتور والشيخ والزعيم الهرم والمقاول بحرفية اللغة ـ تحت شعار المقدس ـ فليس هذا التمسك بريئا بل لأنه يؤسس حالة الثبات وديمومة الأحوال واستقرار الأوضاع.

فالدكتاتورية، في السلطة أو في الحزب، في المجتمع أو في الثقافة، داخل الفرد، أو في المؤسسة، تتأسس على  النجاسات الثلاث التالية التي تحمل، زورا، معنى المقدس:

النجاسة الأولى:
وهم قدسية اللغة. وهذا الوهم يعني من بين ما يعنيه أن كل ما يقوله الزعيم أو التقرير السياسي أو الحزب أو المؤسسة أو القائد الملهم هو صحيح لا يأتيه الشك ابد الدهر. والقداسة في السياسة هي نجاسة علنية لأن اللغة هي نشاط بشري، احتمالي، أفق، مناخ للتفكير، اتفاق، تصور، إدراك، مقاربة، اقتراب من الواقع وليس الواقع ولا يمكن أن تكون بديلا عنه، بل هي علامة وإشارة، وأنه بعد فوات الأوان ـ حسب نيتشة ـ أدرك الناس خطأ الإيمان المطلق والحرفي باللغة، واليوم تأتي فلسفة الاختلاف لتؤسس تصورا مغايرا عن العالم قائم على التعدد والتنوع والثراء والاختلاف العضوي، أي وحدة المختلف.

لا تكتسب التفسيرات السياسية معنى مطلقا أبدا إلا عن طريق الفرض والإكراه والقمع والقوة. فما هو صحيح اليوم قد يكون غير صحيح غدا، واللغة وجود مستقل عن الواقع وهي تدل وتشير وترمز ولا تحدد: إنها أفق للتفكير وليست سجنا، موجة وليست ساحلا، علامة وليست طريقا.

وضع اللغة السياسية ـ والكارثة اللغة  الأدبية ـ في مستوى المقدس يعني تحويل اللغة إلى فقه، وتحويل السياسي إلى ولي صالح على صورة جديدة.

النجاسة الثانية:
هي نجاسة الماضي المقدس. وهذا الوهم هو الابن الشرعي للوهم السابق ، أي وهم قداسة اللغة: فالماضي لا يصبح مقدسا إلا من خلال لغة تمنحه هذا الحضور الأسطوري، وتجعله، كاللغة، متعاليا على التاريخ، وفوق الفحص، والتغيير، أي انه الماضي الذي  يكون حاضرا في اللغة لا في الواقع، لأن عودته الحرفية والفعلية مستحيلة عمليا. إن حوار الماضي هو البديل عن التبجيل الغبي الذي يسيء إلى الماضي والحاضر والمستقبل.  

النجاسة الثالثة:
هي نجاسة وهم امتلاك الحقيقة.
وهذه النجاسة ـ ليس الأمر مصادفة ! ـ هي من نتاج الوهم الأول كذلك: وهم اللغة المقدسة. فلا شيء، لا أحد، لا فكرة، تكتسب معنى المقدس بدون لغة.

وملاك الحقيقة لا يعرّفون الحقيقة التي يمتلكون ولا يصفونها، في خلط مريع بين حقائق تحمل صفات متناقضة: فالحقيقة الاجتماعية، مثلا، متغيرة، نسبية، ولا يمكن قياسها بالحقيقة الأدبية والثقافية لأن لهذه قوانينها المختلفة، وهذه الحقائق تختلف عن الحقائق العلمية، وحتى هذه متغيرة من زمان إلى آخر، ومن مكان إلى مكان أو في كواكب أخرى.

إن وهم امتلاك الحقيقة السياسية على نحو خاص هو عاهة أخلاقية وجريمة عقلية تقود المجتمع والدولة  إلى كوارث لا نهاية لها: إن ما يعرف ( بالحقيقة السياسية) هو وهم مضحك لأن السياسة هي فن صراع المصالح دون الوقوع في الاحتراب المدني الذي يؤججه وهم امتلاك الحقيقة، كما أن السياسة هي التنافس المشروع والراقي لأفضل الخيارات في مناخ القانون العام.

إذن فإن ملكية الحقيقة ستقود إلى نفي الآخر، نفي الطبقة، نفي الشريحة، ثم نفي المجتمع، والوقوع حتما في الفاشية أو في الحيازة المطلقة وهذه هي الدولة الدكتاتورية.



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام القبض على الدكتاتور 8 العار والفرقة الناجية
- أوهام القبض على الدكتاتور 7 المحاكمة
- أوهام القبض على الدكتاتور6 أحفاد الدكتاتور
- أوهام القبض على الدكتاتور 5 الإمبراطور الحافي
- أوهام القبض على الدكتاتور 4 نقد الأساطير الاجتماعية والمرايا ...
- أوهام القبض على الدكتاتور 3 ذهنية القبو الحزبي
- أوهام القبض على الدكتاتور2 ، القمل موجود في رؤوس الآلهة
- أوهام القبض على الدكتاتور 1 وهم المعنى الوحشي للشجاعة
- من خطاب تبرير الحرب إلى خطاب تبرير الخراب
- أحزان العمة درخشان
- نهرب ونسمّى منقذين،ونخون ونُعتبر أبطالا
- الحروب السعيدة
- المنشق والمؤسسة والراقصة
- سجناء بلا قضبان
- الصحافة الالكترونية وسلوك الزقاق
- آخر طفل عراقي يبكي غرناطة
- قتلى الورق أهم من قتلى الشوارع
- مكتشفو السراب
- ذهنية السنجاب المحاصر
- حين يختزل الوطن بمسميات


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الحسن - أوهام القبض على الدكتاتور9 النجاسات الثلاث