أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصرت مردان - الشاعر الاوزبكي محمد صالح، شجرة غريبة في المنفى















المزيد.....

الشاعر الاوزبكي محمد صالح، شجرة غريبة في المنفى


نصرت مردان

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 04:52
المحور: الادب والفن
    


  عجزت من الترحال في هذا العالم 
لم اكتب رباعيات جميلة
لأن الأوزان والقوافي هجرتني
 حينما هجرت الوطن الأم

  من أجل دمعة في المقلة 
من أجل نزول الوحي إلى القلب
  تلزمني شمس محرقة
  وواحات الصحراء

  صديقي،لا تحدثني عن الموانئ الساحرة
 والغابات الظليلة 
   فأنا شجرة غريبة
        لا أنمو إلا في تراب تركستان !
              *********

اسم هذه القصيدة (شجرة غريبة) للشاعر الاوزبكي محمد صالح صاحب ديوان (لو تحولت الأشجار إلى شعراء)الذي كتب مقدمته بولند أجويد رئيس وزراء تركيا السابق . يقول أجويد عن شاعرية محمد صالح :
" نعلم الكثير عن الأدب الروسي ،لكننا ظللنا بمنأى عن ثقافة البلدان الناطقة بالتركية ،وكأن بيننا وبينهم ما يشبه جدار برلين.أما الآن فقد أن أوان هدم هذا الجدار.وتقع هذه المهمة على عاتق الفنانين والكتاب وخاصة الشعراء. فشعراء التصوف التركي كانوا وراء تأكيد حقيقة مهمة ألا وهي : إن التعبد والتهجد بذكر اسم الله ،ليس خشية من عقابه بل للدلالة على التفاني في محبته.
في الغرب لا يمكن العثور بين السياسيين على من يحمل الهوية الشعرية.أما الشاعر الاوزبكي محمد صالح فهو بالإضافة إلى كونه شاعرا من الطراز الرفيع ،إلا أنه في الوقت نفسه زعيم حزب المعارضة (أرك ) في أوزبكستان. لقد كتب صالح قصائده في زمن الانتهاكات والظلم الذي ساد في بلاده بعد انهيار النظام السوفيتي .إن اللغة الشعرية للشعراء الكبار تظل محتفظة بألق الحرية حتى في أقسى حالات الظلم والطغيان والانتهاك. ويفسر محمد صالح حالات الاضطهاد التي تعرض بلغته الشعرية الرائقة قائلا " كيف كان يتسنى لي التحليق في الأعالي ،لو لم تقيدني الأغلال  ؟ " .انه صوت التمرد الذي دفع الشاعر إلى الأعالي ،فلولاه لما استطاع أن يحلق أيضا في سماء الحرية والديمقراطية "

ولد محمد صالح في 1949 ،تم في 1984 أمينا عاما الاتحاد أدباء أوزبكستان .اختار منذ فترة مبكرة من حياته معارضة ممارسات النظام السوفيتي . في كلمة له لمؤتمر الكتاب السوفييت،لم يتوان من القول ،بان هذا النظام ليس إلا إمبراطورية ديكتاتورية . وحينما طلب منه الانضمام إلى عضوية الحزب الشيوعي قال " لقد ولدت شمس الشيوعية من جهة معاكسة ،وسوف تغرب هناك" ."
الشاعر يغادر وطنه 
بعد انفصال أوزبكستان عن الاتحاد السوفيتي وحصولها على الاستقلال ، وجد الرئيس الاوزبكي إسلام كريموف،محمد صالح منافسا صلدا له ،لذلك ظل يتحين الفرص للانقضاض عليه .وقد وجد الفرصة أمامه بعد طعن محمد صالح في نزاهة الانتخابات واتهامه كريموف بتزوير نتائج انتخابات الرئاسة التي كان فيها المرشح الوحيد أمام كريموف.مما اضطر صالح للجوء إلى تركيا في ربيع 1993.وقد حذر كريموف الحكومة التركية قائلا، لا يمكنكم حماية معارض يعمل على تصفيتي.إلا أن رئيسة وزراء تركية في تلك الفترة تانسو تشيلر ردت على كريموف ،بان تركيا دولة ديمقراطية ،ولا يمكن لها إعادة  المعارض محمد صالح ، الذي لجأ فيما بعد  إلى رومانيا ومنها إلى ألمانيا التي رفضت بشدة قبوله كلاجئ سياسي. و لم يلبث أن انتهز الرئيس الأوزبكي كريموف، فرصة محاولة اغتياله ليوجه أصابع الاتهام إلى محمد صالح بالضلوع في المحاولة التي استهدفته في 16 شباط 1999 بمدينة طاشقند ..وقد حكمت السلطات عليه غيابيا بالسجن لمدة خمسة عشر عاما. وهو يعيش الآن في النرويج منذ سبعة أعوام .


مفاجأة غير سارة في براغ
 تلقى صالح  دعوة من (إذاعة الحرية) في براغ لإجراء لقاء معه حول حقوق الإنسان في بلاده تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2001 ،إلا فوجئ عند وصوله إلى العاصمة الجيكية بإلقاء القبض عليه بحجة كونه إرهابيا ،وعلى علاقة بالإرهاب الدولي، وذلك بعد قيام الرئيس الأوزبكي بالطلب من الانتربول القبض عليه لعلاقته بالإرهاب ،وقد اختار كريموف لذلك توقيتا مناسبا بعد حوادث التفجير نيويورك التي اتهم بها تنظيم القاعدة  . وقد قامت الشرطة الجيكية باعتقال محمد صالح في المطار بحجة انه إرهابي .
 أحدث  اعتقاله ضجة كبيرة بين مراسلي الوكالات الغربية حيث تمكن بيتر غرين مراسل صحيفة نيويورك تايمز اللقاء به في معتقله في سجن بانكراك في براغ ونشر عنه تحقيقا موسعا عنه وعن نضاله ،نشر في العدد الصادر بتاريخ 9 كانون الأول (ديسمبر) نفس العام في الصحيفة المذكورة . قضى صالح 14 يوما في المعتقل ،وبسبب الأصداء الواسعة لاعتقاله تم إطلاق سراحه فيما بعد ،حيث شارك ممثلو ومراسلو 80 صحيفة ومحطة تلفزيونية في أمريكا وأوربا في المؤتمر الصحفي الذي عقده صالح  ، الذي ذكر أن الحادثة رفعت من شعبيته في المحافل الدولية ،وأصبحت فرصة ثمينة له لإدانة نظام كريموف ، كما أثنى على الحكومة النرويجية التي اتخذت موقفا ملتزما وصلبا في الدفاع عنه وحماية حقوقه كلاجئ سياسي .
 بعد إطلاق سراحه رفضت الحكومة الجيكية، إعادته إلى أوزبكستان ،معلنة إلى أن له حرية السفر إلى أية جهة يريدها
لم ينته موقف الحكومة الجيكية من الموضوع عند هذا الحد، بل أن الرئيس الجيكي السابق هافل قام باستقباله في القصر الجمهوري في الساعة الخامسة من مساء 12 كانون الأول . حيث أعرب عن يقينه من براءة محمد صالح من التهمة المنسوبة إليه ،وأعلن أنه محارب قديم من اجل حقوق الإنسان في بلاده .
 والمعروف عن الرئيس الجيكي هافل الذي بدا حياته كميكانيكي ،بأنه كاتب مسرحي معروف ،حاصل على جائزة (اراسموس) ،وقد بدأ حياته الثقافية كمعارض للسلطة في بلاده ،حيث قضي في السجن خمسة أعوام لمعارضته النهج الستاليني ،وقيامه بتشكيل حركة سياسية ديمقراطية ليبرالية.وبسبب نمط حياته والدروس التي استوعبها من نضاله كمثقف وسياسي،فقد أظهر دعمه لموقف محمد صالح منذ الوهلة الأولى.

 


زيارة محمد صالح للعراق

الأمر الذي لا يعرفه الكثيرون ، أن الشاعر الأوزبكي محمد صالح زار العراق، في نهاية الثمانينات كأحد الشعراء المدعوين إلى مهرجان المربد الشعري.وعند تنظيم زيارة للشعراء المشاركين لزيارة مدينة الموصل ،أعلن محمد صالح  في الأمسية التي أقيمت في نادي اتحاد أدباء محافظة نينوى، عن سعادته لزيارة العراق قائلا " إنني لا أحس بأي غربة هنا ..فأجدادي عاشوا ومروا من هذه البلاد .."
عند ترجمة ما قاله الشاعر، إلى رئيس اتحاد الأدباء العراقيين عبد الأمير معلة ،اشتاط غضبا وقال بحدة :
ـ هذا التتري ابن التتري بعد ميدخل العراق !



#نصرت_مردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التركمان في شرق المتوسط
- لوحات ملونة يرسمها الأذربيجاني غضنفر ?اشاييف عن كركوك و التر ...
- تينور في قفص الطيور
- الروائية التركية نازلي آراي : عالمي الروائي فوضوي وغريب..بين ...
- قصائد برقية إلى شعراء مدينتي
- إبراهيم الداقوقي يرسم صورة الأتراك لدى العرب
- كتابات في قفص الاتهام- بودلير يغرد في جحيم البؤس ود.هـ .لورا ...


المزيد.....




- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصرت مردان - الشاعر الاوزبكي محمد صالح، شجرة غريبة في المنفى