أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - العسل ومعاني العدم














المزيد.....

العسل ومعاني العدم


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:17
المحور: الادب والفن
    


يداي تلفّانك هذا المساء
تطرد الليل عن سواد عينك
وأمضي وإيّاك الى مهجع الشمس
نحو بحار عذراء مفجوعة
تشتاق لسفني وقبلاتي
تكتب أنوثتك بأحرف أولى
ولا يجرؤ على قراءتها سوى
النورس

كوني هنا الليلة رغماً عن الحرائق
والطاعون الذي يهدم المدائن
والصواعق تنقضّ على بقايا الموائد
زارني الليلة طيفك الحائر
فرسمتك بألوان الطيف
ومضيت نحو نبع الماء
عند أوّل الحيّ أنتظر مقامك

أقرؤك بكلّ الكلمات
حتى الممات
الى متى يا حبيبتي الى متى
كلّ هذا الشتات؟

كوني هنا قبل أن تهرب القوافي
وتطلق السماء زخّات من اللعنات
كوني هنا قبل حنّاء الجواري
وقبل أن تأكل النار آثار السبات
كوني هنا قبل أن يهدم القاضي
أحواض السواقي
ويغيب القمر في ثغرك هناك

تنقضي المسافة التائهة نحو حدقتيّ
عينيك
تتدفقين حالمة، قادمة نحو صباحات
الخَفْر
ودبيب القلب قطار هائج
وما زالت دعواتي قائمة – كوني هنا
سنبلة تنشقّ دون مقدّمات

سأقرؤك بكلّ اللغات
أنا لا أرضى بالفتات
والركض على الجمر هوايتي
أركض .. أركض حتى الشتات

كوني هنا فأنت الغواية
وأنت البداية .. ولك مذاق النهاية
وعتبات تتكاثر كالذباب حول قصعات العسل!
أبحث عن هذا العشق منذ عرفت الكراهية
منذ أكل الخدر عضلات القلب
ساعات الفجر فنجان قهوة
وأمّي تنادي: أين أنت أيّها الشقيّ؟
أتستحق النساء كلّ هذا الفراق!
سرقتني الدوّامة ورائحة البرتقال تجلدني
يا غالية
ألم نولد قبل المخاض يا فاضلة
ومضينا نهادن الذئاب
انتهت الأجبان .. احترقت ورقة التوت
وبان عرينا المفضوح شرقيّاً
لهذا رفضت تقبيل شفتيك على مسمع الدنيا
فهل أنا مشعوذ؟
غطت شفتاي مساحيق العسل
فصمتّ طويلاً حتى نسيت سحر الكلام
وبكيت على صدرك يا ليلى
كوني هنا يا زينب
لا تتواني عن الصلاة في محراب الجمال
يا هند

أكتوي كلّ ليلة بأخيلة وظلال
تحاول خنق رجع صوتك
خصخصوا الجامع فأضحى
حانة عند مفترق الحضارات
دهنوا بيتي بلون الزهر بعد أن قتلوا
في عينيّ طفلتي الأمل
تسألني: ما لون الوطن؟
فلسطين كوفية تغطّي جسد شهيد
ومومس تترنّم بأشعار وأغاني
أوكرانية
تصدّعت الجدران في مسقط روحي
أنا المسافر عبر المسافات
أحاول أن أبتسم عبثاً
غطّ العسل شفتاي فصمتّ
لم أعد قادراً على التمرّد
كأنّ اللعنة حلّت في جداريّتي
دفعت رسوم الحزن قديماً
فتناسوا وجودي الحائر في
تلافيف الزمن
وختموا حضوري "غائبأ"
ومضوا يمارسون طقوس الجنس
بعد أن أطلقوا الرصاص في قلبي
وبدأت أدرك معاني الهلاك

كوني هنا زنبقة تتهادى
ساقية تغسل بقايا السأم
دعيني أكتب بجفنيك فصيدتي
دعيني أحلم بقلب أمّي الضائع
في صدرك
دعيني أناجي الحمائم العائدة نحو
الجنوب
أستجدي الحبوب من أفواههنّ
وأطلق لأجنحتي حريّة الانفجار
وأسافر ضدّ التيار
أسافر ضدّ التيار



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستّون عاماً وعام يا وطني نكبة
- طقوس الغرام
- علبة الكبريت
- شتاء الوطن
- مراكبي 3 - 4
- مراكبي المجتمعات المهزومة
- اغتصاب


المزيد.....




- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - العسل ومعاني العدم