أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فوزي الاتروشي - المسؤول العراقي وبدائية التفكير والتصرف














المزيد.....

المسؤول العراقي وبدائية التفكير والتصرف


فوزي الاتروشي

الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المسؤول العراقي حتى لو لم يكن في موقع حساس او رفيع المستوى يتصرف بوحي من المظاهر الزائفة والرتوش الكاذبة لأفهام المواطن انه ارفع منهم واكثر اهمية وان سياجاً سميكاً ينبغي ان يفصلهم عنه , ولأن المنصب هبة او غنيمة في اكثر الاحوال في ظل المحاصصة التي يبدو انها مصرَّة لتتسرب حتى الى المستويات الدنيا من التعيينات لذلك فأن المسؤولين العراقيين جلـََّهم لا كلهم لا يعيرون ساعات العمل او مقدار الانجاز اليومي او اراء المواطنين بهم اي اعتبار . هذا واقع تعيس ضحيته المواطن والدولة والخدمات الحياتية وما الى ذلك من تداعيات تنحدر بالعراق اذا استمر الحال على هذا المنوال الى مستوى الدول الاكثر فشلاً على المدى البعيد ان لم يجر سريعاً تدارك الوضع . وليت تصرف المسؤولين العراقيين اقتصر على الداخل فحسب فالاكثر من ذلك ان بعض هؤلاء الفارغين من اي خبرة عملية او تحصيل علمي او معرفة بالثقافات الانسانية يتصرف في الخارج ايضاً وكأنه في بغداد , فهو عبوس محاط بالحمايات ولا يقترب من الصحافة العالمية ومنابر الاعلام لأن على الاخيرة ان تستجدي من "سيادته"! ان يدلي بتصريح او مقابلة .
وهو لا يحاول ان يكرس التخصيص المالي المعين للزيارة لنشاطات وفعاليات تزيد من رصيده وبالتالي رصيد العراق بين الناس في دول العالم , ويبقى منعزلاً في دول مفتوحة على مصراعيها على الحرية والعمل والانجاز والمبادرات الخلاقة والافكار المبدعة . فتجد اكثر المسؤولين العراقيين في اوروبا يعدون ايامهم ويختصرون برامج عملهم واحياناً يلغون الفقرات المهمة منه وينجزون ماهو سطحي وتكون زياراتهم ثقلاً اضافياً على ميزانية الدولة . وبعضه يعبر عن استغرابه لأن المسؤولين في اوروبا ملتصقون الى حد الذوبان بالمواطنين ولا يكاد المرء يفرَّق في الشارع بين الوزير والمواطن العادي سواء في الملبس او المسكن او المأكل او طريقة التصرف والسلوك في الحياة اليومية . والمسؤول العراقي "الحديث النعمة" ذو الجاه والسلطان والنفوذ المزيـَّف لا يدرك ان رئيس وزراء هولندا لا يتوانى الى استعمال الدراجة الهوائية للذهاب الى العمل , وان الوزراء في المانيا يجلسون في المقاهي العادية والمطاعم السريعة على الشارع لألتهام وجبة "على الماشي"! , وان في دولة راقية الى ابعد حد مثل السويد يذهب رئيس الوزراء الى السينما برفقة زوجته ويقف في طابور الانتظار مثل الاخرين . الشعار الاجتماعي في اوروبا ان المسؤول اسير رأي وقناعات المواطن وان هذه القناعة حين تنعدم يسقط المسؤول مهما كانت الظروف . ولكي لا تجابهنا سهام النقد الجاهزة حول اخذ الوضع الامني في العراق بنظر الاعتبار اقول انني مع اتخاذ اقصى حدود الاحتياطات الامنية وتحصين الوضع الشخصي وابعاده عن خطر الموت المؤكد الذي يحيق بأغلب المسؤولين في العراق , ولكن ما ارفضه ومعي ملايين المواطنين هو الحاح المسؤول العراقي على الابتعاد عن المواطن بحجة تكوين هالة اجتماعية حول نفسه واشعار الاخرين بقوته وجبروته وتميزه عن خلق الله . وما نرفضه ايضاً هو ان المسؤول العراقي لا يغير جلده وعاداته وسلوكياته المتعالية حتى وهو يتعامل اويعيش او يزور القارة الاوروبية فتبقى زياراته على الاغلب دون المستوى المنشود .
علينا ان لا ننسى اننا ننتمي الى عراق مثخن بالجراح ممزق بين الارهاب والحرب الطائفية واثار الحروب السابقة , وان الوطن العراقي على حافة الهاوية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً رغم كونه على قائمة الدول الغنية على الاقل لجهة الميزانية السنوية . هذا المشهد المثقل بالثقوب والشروخ يفرض على المسؤولين العراقيين على كافة المستويات تعلم عبرة في غاية المغزى ان الوظيفة فانية وان المنصب مؤقت وان ما يتصورونه من اهمية ووجاهة اجتماعية هو امر موسمي بالنسبة لهم . وان الذي يبقى في ذاكرة المواطن هو ابداع وعطاء وصدق واخلاص ومواهب هذا الموظف او المسؤول ذاك , والذاكرة الجمعية العراقية لا يمكن ان تختزن الاسماء النكرة والشخصيات الهزيلة والعقول الفارغة والاداء الفج للعمل والاستهتار بالخدمات الحياتية , ان المواطن العراقي منهك ومتعب وهو يستحق ان نكون جميعاً في خدمته قبل ان نكون اسياده .



#فوزي_الاتروشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيداً عن زخرفة الكلام ... ماذا نريد للصحافة الكوردية
- العراق المخزون في ذاكرة الشعراء ... سيبقى حياً
- اليونان والعراق ... صداقة تستحق التنمية
- لا للورود الاصطناعية والحب الاصطناعي
- من اليونان لوجه بغداد ... تحية حب وتضامن
- الثقافة العراقية ومسافة الالف ميل ...
- اعلان حب لأربيل
- وقلبي معك يا صافيناز كاظم....
- نوروز يوم دموي لأكراد سوريا
- يا رب أحفظنا من الزاهدين في العمل .. والطامعين في المال والك ...
- حلبجة عنوان قضية ... ورمز مأساة شعب
- دمك ايها المطران الشهيد ضريبة الحرية
- حضارة دون نساء .. محض سراب
- الشاعر جكر خوين : سجل للشعر الكردي المقاوم
- رحل نقيب الصحفيين ... ولم تصله ورودي
- ابعد من الرثاء .... اقرب الى الوفاء


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فوزي الاتروشي - المسؤول العراقي وبدائية التفكير والتصرف