أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي الاتروشي - العراق المخزون في ذاكرة الشعراء ... سيبقى حياً














المزيد.....

العراق المخزون في ذاكرة الشعراء ... سيبقى حياً


فوزي الاتروشي

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


ايها الوطن المستقر في الشرايين والمخبَّأ في ابعد زاوية من القلب استحضرك الى الذاكرة وانا طفل احمل الكتب وكتاب الاناشيد الوطنية التي كنا نرددها صباح كل يوم . كنا بك نستهلُّ الدرس وبك نختتم نهارات التحصيل العلمي . كنت فينا نداء حب يتداعى الى كل ذرات اجسادنا . فاذا فتحنا دواوين الشعر نجدك منتفضاً في "انشودة المطر" السيايبة التي تصرخ :

العراق ابعد ما يكون والبحر اوسع ما يكون

وفي "شظايا ورماد" لنازك الملائكة التي ضمَّتك الى قلبها وانتزعتك لتدفنك تحت ثيابها سواء في بغداد او القاهرة حيث مثواها الاخير .
اما الجواهري اطول القامات الشعرية فكنت حزنه الابدي وفرحه الابدي سواء في "بريد العودة" او في قصيدة (مرحباً ايها الارق ... فرشت انساً لك الحدق) او القصيدة الباسقة كما نخيل العراق والتي كتبها في 11/3/1970 تثميناً باتفاقية السلام بين العرب والكورد شركاء الوطن الواحد والتي يقول فيها :

يعيا الجحيم بأن يسعَّر أمة ً
فاذا هي اختلفت فعود ثقاب

كان الجواهري اكبر عاشقيك على الاطلاق وحملك معه الى مقاهي (براغ) و(دمشق) ولذلك رحل وهو يردد

لثورة الفكر تاريخ يحدثنا .. بأن الف مسيح دونه صلبا

وكـــــانت قصيدة الرثـــــــاء التي كتبهــــــــا حول الشاعر الكوردي (فــــائق بيكــه س) قائلاً ((انت الجميع وانت الاحد)) ايذاناً اخر بأن العراق تسمية لوطن يحوي الجميع ولا يفرَّط بأحد , واذا فرَّط لا سمح الله فلن يعود عراقاً كما عهدنا به .
وكرَّت السبحة وبقيت ايها العراق الحزين والجريح على مدار الزمن مخزوناً في ذاكرة الشعراء , وكان عبد الوهاب البياتي صادقاً في "السيرة الذاتية لسارق النار"والتي فيها ارادك حراً قوياً متمرداً على الظلم رافضاً ان تصبح سيفاً من خشب وقصراً من ورق وسجناً للحرية .
اما (بلند الحيدري) صاحب ديوان "خفقة الطين" الذي واريناه الثرى في لندن فاشهد انك ايها الوطن كنت على مدار اليوم حديثه الشهي وحلمه الذي يملأ عينيه وقلبه وعقله , وكنت حين التقيه يلهج بأسمك ويتورد رغبة بأمل لقياك وكم اغريته بالدخول الى حضنك عبر بوابة كوردستان المحررة ولكنها الاقدار اختطفته قبل انجاز الحلم .
ايها العراق الجميل انك اجمل وانقى لأنك مخبوء بذاكرة الشعراء ففي "الريل وحمد" نراك عاشقة على ضفاف الهور وفي غربات "قطار الليل" وفي سنابل القمح الفاعزة الافواه نحو السماء , انك الحاضر الدائم في قلوب شعرائك الذين منحوك نزيف القلب والقلم ورحلوا دون ان يهنأوا على ارضك ولو بقبر .
لم يكن عشاقك في السهل والهور فحسب , بل وعلى جبال كوردستان كنت حاضراً في حاضنات الشعر الدافئة للشاعر الكوردي المبدع (كوران) وهو يردد :

اخي العربي الاسود العينين ... كان مراً حظك وكان مراً حظي

او في قصائد (فائق بيكه س) المنفي في الناصرية , او في اشعار (كامران مكري) الذي تغنى بك وببطولة "جميلة بوحيرو" رائدة شهداء الجزائر . وما زالت القصائد فيك تتوالى فالشعر يراك دوماً ايها العراق جميلاً رغم قبح الارهاب , ورغم شوائب وضباب الخطاب الاصولي الغائب عن الحياة , وواعداً بالامل والبشائر رغم زارعي اليأس في طريقك , وعاشقاً رغم كل قتلة الحب المنتشرين في شوارعك .
نحن على موعد نراك مشرقاً باسماً ناضحاً بالحياة في المستقبل , فكل ليل الى انتهاء وكل فجر لابد ان ينبلج والشمس اكبر من ان يعتمها الغربال . لأنك ايها العراق العزيز مخزون في ذاكرة (الجواهــــــري) و(السيــاب) و(الملائكة) و(كوران) و(فائق بيكه س) و(عبد الوهاب البياتي) و(بلند الحيدري) و(لميعة عباس عماره) و(سركون بولص) ومئات العناوين الشعرية النابضة ببراعم الحياة والنور لذلك فأنك ستحيا الى الابد .



#فوزي_الاتروشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليونان والعراق ... صداقة تستحق التنمية
- لا للورود الاصطناعية والحب الاصطناعي
- من اليونان لوجه بغداد ... تحية حب وتضامن
- الثقافة العراقية ومسافة الالف ميل ...
- اعلان حب لأربيل
- وقلبي معك يا صافيناز كاظم....
- نوروز يوم دموي لأكراد سوريا
- يا رب أحفظنا من الزاهدين في العمل .. والطامعين في المال والك ...
- حلبجة عنوان قضية ... ورمز مأساة شعب
- دمك ايها المطران الشهيد ضريبة الحرية
- حضارة دون نساء .. محض سراب
- الشاعر جكر خوين : سجل للشعر الكردي المقاوم
- رحل نقيب الصحفيين ... ولم تصله ورودي
- ابعد من الرثاء .... اقرب الى الوفاء


المزيد.....




- وفاة تيرينس ستامب -شرير- أفلام سوبرمان عن 87 عاماً
- نجوان علي: قلة الإنتاج السينمائي دفعتني الى الدراما التلفزيو ...
- الممثلة الإسرائيلية جادوت تزور ساحة المحتجزين في تل أبيب لإظ ...
- العمارة التراثية.. حلول بيئية ذكية تتحدى المناخ القاسي
- صدور -الأعمال الشعرية الكاملة- للشاعر خلف علي الخلف
- القدس تجمع الكشافين.. فعاليات دولية لتعزيز الوعي بالقدس وفلس ...
- زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاري ...
- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي الاتروشي - العراق المخزون في ذاكرة الشعراء ... سيبقى حياً