أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي الاتروشي - رحل نقيب الصحفيين ... ولم تصله ورودي














المزيد.....

رحل نقيب الصحفيين ... ولم تصله ورودي


فوزي الاتروشي

الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة في العراق
كنت نويت ان ابعث باقة ورد الى المستشفى حيث يرقد شهاب التميمي نقيب الصحفيين وقد اشتريتها فعلاً , لكن الموت خطفه واستبقني . وبقيت لي غصة في القلب ودمعة في العين . برحيله استدعيت الى الذاكرة كل شهداء الكلمة الصادقة المتنورة من كتاب ومبدعين وصحفيين ميدانيين رسالتهم فضح الارهاب ونقل الحقائق واعادة تشكيل الوعي العراقي الجديد على انقاض الدمار والخرائب والحرائق التي تحاول ان تلتهم كل شئ جميل على تقاسيم وجه العراق .
برحيل نقيب الصحفيين فقدت مهنة المتاعب اسماً علماً اخر ووتداً من اوتاد الكلمة المقاومة المحرَضة العصيَة على الانكسار والسقوط , واذابطلقة غادرة وبائسة ويائسة من الحياة تخترق جسداً عجز الارهاب عن اسكاته فلجأ لأسقاطه وتصفيته بالغدر .
التحق نقيب الصحفيين بعشرات المدافعين عن حرية الكلمة في العراق الجديد الذين يقفون على خطوط المواجهة الاولى دون خوف او وجل لمنع فيضان الحقد والدمار ان يعود الى العراق ولمسح اثار الحروب وشظاياها عن جسد وطن لم يقتنص فرصة سلام واستقرار على مدى عقود من الزمن , والارهاب مصمم على غلق نوافذ الفرح والامل عليه .
انه الارهاب الاعمى فاقد البصر والبصيرة يعادي الحياة والجمال والحرية والحب والتواصل الانساني ويمارس بمهنية وخبرة اجرامية متميزة فعل تدمير كل شئ ثمين في الحياة وكل قيمة ذات مغزى وكل وعد بمحو الماضي وتزيين الحاضر واستشراف مستقبل اكثر اشراقاً .
لحظة اعلان وفاة نقيب الصحافة العراقية الحرة استحضرت الى القلب قبل الذاكرة صورة (اطوار بهجت) التي كانت تتنقل في ميادين المواجهات بجرأة فائقة لنقل الوقائع والحقائق فسال دمها وتمزق جسدها ليصبح اكبر حقيقة وواقعة اعلامية ذات رسالة معبرَة للجميع مفادها ان الصوت الحر والقلم النابض والفكر المستنير والعقل المبدع هي الاهداف المثالية للارهاب الذي يصدَر الموت الى كل مكان .
مات شهاب التميمي لكن جسده واجساد كل زملاء المهنة الراحلين ستنزف وتظل تضخ الروح في الاقلام الصامدة للبقاء على خطوط النار وفي خنادق المواجهة ودفع ضريبة الحرية .
ونقول للحكومة العراقية انها مطالبة بتوفير اقصى درجات الحصانة والامان واجراءات السلامة للعاملين في حقل الصحافة وتزويدهم بوسائل حماية كافية تنقذهم من خطر الموت الذي يحصد ارواحهم بعد ان اصبح العراق الدولة الاخطر في مجال خطف وقتل الصحفيين لأن الارهاب يعلم ان دولة بلا صحافة هي دولة بلا حرية وبلا سلطة رابعة لا تقل عن السلطات الاخرى شأناً .
الم يقل الرئيس الامريكي جيفرسون ذات يوم (( انني افضل ان عيش في بلد ليس فيه قانون وفيه صحافة حرة , على ان اعيش في بلد ليس فيه صحافة حرة وفيه قانون )) فهذ القول ينمُ عن حكمة ودراية لأن الصحافة الحرة في كل الاحوال تنادي وتعمل على تثبيت حكم القانون وسيادته في المجتمع , وهي المرآة التي تكشف قبح الارهاب الملثم بالسواد وتفضحه , لذلك يلاحقها الارهاب في كل زاوية خوفاً من شمس الحقيقة ومن ربيع الكلمة .
رحل شهاب التميمي ولم تصله ورودي وهو حي ولكنها امانة وستصل الى قبره الذي لا بد ان يزهر بستاناً من الريحان والبراعم النديَة .



#فوزي_الاتروشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابعد من الرثاء .... اقرب الى الوفاء


المزيد.....




- -أنت ترتدي نفس البدلة-.. رد مفاجىء من زيلينسكي على صحفي بالب ...
- شاهد.. ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض
- ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة و ...
- دون تعديلات.. حماس أبلغت الوسطاء بقبولها المقترح الأخير لوقف ...
- الآلاف في شوارع مكسيكو سيتي دعما لغزة ومطالبات بقطع العلاقات ...
- ما خسائر الجيش الإسرائيلي المحتملة إذا اجتاح غزة؟
- تضامن دولي رفضا لتجويع غزة ومغردون: نعيش في عالم بلا ضمير
- اضطرابات ترامب ومصير بوتين.. ادعاءات مثيرة رافقت قمة ألاسكا ...
- عثروا عليه بـ-درون-.. إنقاذ رجل علق خلف شلال كبير ليومين
- ترامب لا يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ويؤكد تواص ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي الاتروشي - رحل نقيب الصحفيين ... ولم تصله ورودي