أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - سامحنا ..أيها الصديق..!!














المزيد.....

سامحنا ..أيها الصديق..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2282 - 2008 / 5 / 15 - 11:16
المحور: الادب والفن
    



"كلمات متأخرة إلى روح إنسان ..اسمه زكي العيلة"

مع أن رحيلك كان متوقعا..إلا انه جاء صاعقا لي بالذات..لأني كنت بصدد كتابة كلمات لك في حياتك تستحقها ولتعرف كم نحبك وكم نحمل لك من العرفان في قلوينا ..!!
ويا للمفارقة ..رغم أننا ولدنا في ذات السنة بعد النكبة وعايشنا نفس ظروف اللجوء وتزاملنا في معهد المعلمين برام الله وعدنا لنعيش في قطاع من الأرض منسي لا يتجاوز مساحة عاصمة عربية إلا أننا لم نلتق إلا مرات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة
والآن أصفع نفسى لوما بالأسئلة.. لماذا ..؟!!
هل هو الانشغال الآلي بهموم الحياة..؟!!
هل هو اختلاف الرؤى والمشارب والفصائل و الطموحات و...و...؟!!

هل هو اللهاث وراء مجد شخصي من حبر وورق..؟!!
أكاد يا صديقي الآن أبكي غصة على أني لم اقترب منك أكثر ولم أفهمك أكثر وأكثر..؟!!
أقلب بين عيني بعض ما تركت لنا من عطش .. وأتأمل حيطانا من دم اتكأت عليها فأخالك تتجسد أمامي بابتسامتك الساخرة
أعود للبدايات ..حيث تعرفت عليك وأنت تقدم –يما قد يفاجئ القراء- دور البطولة في مسرحية كوميدية بمناسبة حفل التخرج .. لقد أضحكتنا من القلب أكثر من عادل امام.. ولكن لم يكن يتوقع أحد من مجايليك أن يصبح هذا الفتى الساخر الجريء و المتقد بحركاته اللا إرادية من أهم رموز القصة القصيرة في قطاع غزة وتصل حيطانه العطشى إلى كل مكان ..
ثم التقينا كمشروعين أدبيين مع مشاريع أخرى واعدة في أحضان هلال غزة.. وكنا نتبادل محاولاتنا على استحياء حتى تلقفتنا "البيادر" سنابل غضة لا تعرف المطر ..!!
كانت قبضة الاحتلال تملي علينا حصارها .. وكانت صلتنا بالنجوم اللامعة في الأفق البعيد كتب مهربة ومجموعات شعرية منسوخة باليد ..نخبئها تحت الرموش والوسائد..!!

كنا نحبهم ونلتهم ما يبدعون ولكن كانت لنا خصوصيتنا المتواضعة التي لا تقلد.. فمن منهم حمل "يبنا "بين أضلعه وبثها قصصا قصيرة ..!!
ومن منهم جبل هواء "بشيت " بتفعيلة تهيأت للاشتعال ودسها بين قافيتين ..!!

جمعنا كأبناء للبطة السوداء وبعد استضافات الخيرين ورحلات طويلة من غزة إلى القدس وبالعكس اتحاد كتاب بنيناه لحظة بلحظة ، و اشهد أنك كنت من السابقين وكنا معا عبد الحميد طقش ومحمد أيوب وغريب عسقلاني وعبدالله تايه وعمر حمش ووليدالهليس وصبحي حمدان أكثر حبا وألفة قبل أن يطل علينا القادمون بالصراخ والذهب ..!!
أتذكر يا صديقي يوم زرتني للمرة الأولى والأخيرة في بيتي المهلهل وطلبت مني تجربة طفولتي مع البحر..
كم كنت أنت مستغربا أن يدفن طفل وطفلة مريضان على الشاطئ حتى الرقبة..و تطلق أماهما صيحات الثكالى وتعقبان ذلك بالزغاريد وكل ذلك حسب وصفة شعبية ، وما كان في اليوم التالي إلا أن غادرت الطفلة الدنيا غير آسفة ، بينما تعلق الطفل بقشة الحياة ليقضم ما كتب عليه من شقاء..!!

كان بودي با صديقي أن تقرأ هذه الكلمات وان تسخر كعادتك ما شئت.. وكان بودي أيضا أن يتجدد التلاقي ولو عبر الانترنت كما حدث قبل عام حين جاءت كلماتك الجميلة في وقتها وغسلت ما ران على القلب من تعب..!!
ها أنت ياصديقي ودون قصد ..تتركني أسيرا ولو لبعض الوقت لندم من لم يجرؤ على اقتحام السور الذي سيجه الألم و الكآبة من حولك ..
وليشهد " غريب " أني تمنيت زبارتك برفقته قبل شهر..
لكن للأسف حتى أمنية الصعلوك هذه لم أفز بها..!!
كنت أوطن نفسي على فداحة ما فعل العضال بك.. ولم يدعك حتى تهنأ قليلا بالدكتوراه التي أرهقتك..!!
وكنت مهيأ لاستقبال كلماتك الساخرة العاتبة..!!
وكنت على يقين من أنك ستغفر لي في النهاية مراهنا على قلب من برد ..!!
ولكن لو تحققت الزيارة كنت سأكون بالتأكيد أكثر راحة وأقل ندما ولا أملك الآن وأنا في قمة حزني إلا أن أهمس مخاطبا الجبل الذي لا يأتي بلوعة الفقد:
سامحنا ..أيها الصديق..
واغفر لنا كما عودتنا ذهولنا عمن نحب في وعثاء الطريق..!!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبسولة آاااااا..تحميلة لأ..!!
- حدث هذا الصباح..!!
- بيان هام..!!
- من سلمان الى بنت سلطان..!!
- مصرنة..أسرنة..فتحنة..حمسنة..!!
- صنعا..وإن طال الطفر..!!!
- SXS....!!
- تهدئة أم تهيئة..!!
- أوف..مشعل..أوف..!!
- دحرجة من أسفل الى أعلى..!!
- خمسة في واحد..!!
- مواجهة..وبكل هدوء..!!
- بوليتيكه.. ولا أبو تريكه..!!
- غربت شمس..لتشرق أخرى..!!
- هم التحار ونحن البضاعة..!!
- أخي فلتصالح..!!
- لماذا كل هذا..؟!!
- ليلة القبض على 43 ..!!
- محاولة للهضم..!!
- خروف ..وتخاريف..!!


المزيد.....




- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة
- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - سامحنا ..أيها الصديق..!!