أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الأمير المجر - فؤ اد التكرلي.. رحيل قاضي الكلمات!














المزيد.....

فؤ اد التكرلي.. رحيل قاضي الكلمات!


عبد الأمير المجر

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


السؤال الذي مازالت الاجابة عليه تخضع لجدل لاينتهي هو، هل ان الاقدار هي التي تصنع الانسان ام ان الانسان هو الذي يصنعها؟..
مرة، قال نابليون، ما القدر.. أنا القدر! ومن دون أن لا يدري نابليون أو يدري ويغالط نفسه، فانه ما كان له ان يكون (نابليوناً) لو لم تشتر فرنسا جزيرة (كورسيكا) قبل اشهر من ولادته ليولد (فرنسياً)! او يصبح طبقاً لذلك من حقه ان يطلق صوته في فضاء (الثورة الفرنسية) الذي ضج في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر ليعصف بأوروبا ومن ثم بالعالم من خلال تعاليمها التي اسهمت جيوش نابليون في نقلها اليه، من خلال حملات الفتح التي اختلط فيها الدم بالحبر ليمتد سنيناً وسنين!
والقدر هو الذي دفع فؤاد التكرلي ابن العائلة (القانونية) المعروفة ليركب قطار الحياة بقوة ارادة الأهل أو بالتماهي مع (مجدهم) الاجتماعي ليصل الى محطة (القاضي) التي وسمت اسمه قبل ان يصارع قدره ليكتب له اسماً جديداً ويعكس صورة جديدة لانسان أديب اسمه (فؤاد التكرلي)!
لقد كانت بغداد اوائل القرن العشرين تمور بالأحداث المتلاحقة، والبلد الذي انتقل بفعل الاحتلال البريطاني من حالة الركود الى حالة القلق الممتزج بأمل يبرق ويختفي أمام أعين أهل هذي البلاد ترك الف صورة وصورة في رأس الصبي أبن محلة (باب الشيخ) صور للناس وهي تتنقل بين الأحداث أو تتنقل بها الأحداث وكان عليه أن يكون قاضياً عادلاً في الحكم على الأحداث لا على الأشخاص!..
أو هكذا قرر التكرلي قبل أن يركب موجة الأدب التي لمع على سطحها قبله محمود أحمد السيد وأدمون صبري ومن ثم عبد الملك نوري وغيرهم من أوائل المؤسسين للمشروع السردي العراقي الذي راح عمقه (اللوجستي) يتسع مع انتشار المطبوعات وتعقد الحياة الاجتماعية التي تداخلت فيها القيم القديمة بالجديدة لتعكس صورة عراق القرن العشرين!..
لقد كانت كتابات فؤاد التكرلي تمثل تعبيراً حياً عن الحياة العراقية (البغدادية) تحديداً لأنها نزّت من نبضها وتحسست مكنوناتها الدقيقة وسبرت خلجات اناسها، وكانت أهم اعماله رواية (الرجع البعيد) تمثل خلاصة تأملاته في المشهد الحياتي البغدادي، وتعكس أيضاً مقدار توغل التكرلي فيها.
ولعل الذي يتابع حياة هذا الأديب سيجدها خالية من المماحكات السياسية ربما لأن جذوره (القانونية)! كانت تدفعه لعدم التمرد على طريقة الآخرين وربما أيضاً لأنه امتلك بفطرة المتأمل في المشهد الذي تزاحمت فيه النظريات والايديولوجيات، القدرة على الوقوف في المكان الذي مكّنه كأديب من مراقبة الحياة وتداعيات الأحداث فيها في ظل هذا التزاحم مكتفياً بـ(تسجيل) الوقائع وتركها للتاريخ!..
الشيء الذي يعود بنا الى حكاية القدر مع التكرلي، هو انه ولد في مرحلة عاصفة من تاريخ العراق بعد الاحتلال البريطاني وما جاء به وما رافقه من جدل ومات في مرحلة أشد عصفاً من تاريخ هذا البلد، بلده، أي بعد الاحتلال الاميركي وما جاء به وما رافقه من جدل مازلنا نخوض فيه، ترى، هل كانت نبوءة من التكرلي أن يجعل عنوان أول أعماله الأدبية (بصقة بوجه الحياة)؟!
لا أدري!







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس (ديغول) العظيم!
- غرامشي يقولِ: -الاستعمار ضروري للأمة العربية- !!
- (المعدان.. عرب الأهوار)، وصديقنا ويلفرد ثيسغر


المزيد.....




- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية
- لوحة لفريدا كاهلو تباع بـ54.7 مليون دولار محطمة الرقم القياس ...
- انطلق بـ-صوت هند رجب-.. مهرجان الدوحة للأفلام يفتح أبوابه لث ...
- -تعال أيها العالم-: الشاعرة الفلسطينية داليا طه تخاطب العالم ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الأمير المجر - فؤ اد التكرلي.. رحيل قاضي الكلمات!