أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الأمير المجر - (المعدان.. عرب الأهوار)، وصديقنا ويلفرد ثيسغر














المزيد.....

(المعدان.. عرب الأهوار)، وصديقنا ويلفرد ثيسغر


عبد الأمير المجر

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 08:24
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قبل أن أقرأ كتابه ( المعدان.. عرب الأهوار) الذي سمعت عنه من قبل، كانت حكايات مغامراته قد استقرت في رأسي منذ الصغر، اذ كان اهلنا يسمونه (الانكريزي)! وتفاصيل رحلته الاسطورية بين الاهوار، ظل ينقلها باستمرار للناس، مرافقيه (عمارة وسبيتي).. انه ويلفرد ثيسغر الطبيب والرحالة البريطاني الذي عشق الاهوار وتملكه سحرها العجيب، فعرف (لغة) اهلها وتعلم عاداتهم وتقاليدهم حتى أصبح كواحد منهم!.. (المعدان) الكتاب الذي صدرت طبعته الجديدة (الاولى) عن دار الشؤون الثقافية العامة مؤخراً، بترجمة حسن ناصر اعادني الى الجذور أو الى الطفولة التي جاست في ربوعها الخضراء أقدام ثيسغر (الانكريزي) ليس بصفته (محتلآ) بل باحثآ مغامرآ تواقاً لاكتشاف المجهول!.. فهل كنا مجهولين أم اننا بشواخصنا الحضارية التي ملأت تفاصيل كتب الانكليز وغيرهم كنا الحاضرين الغائبين التي كان علينا ان نعيد اكتشاف ذواتنا من خلال الآخرين؟!.. توقفت عند هذا وأنا أتجول بين صبر هذا المغامر الشجاع والذكي الذي ترك خلفه ملذات عاصمة الامبراطورية التي لم تغب عنها الشمس وجاء ليسجل له ولثقافة بلده أثراً خالداً، يعد من مفاخر أدب الرحلات بحق، وتساءلت مع نفسي، كيف تصنع الحضارة؟ وعند ذاك أحسست اني انشطر بين زمنين، الأول لحضارة صنعها اناس مكافحون قبل آلاف السنين (السومريون) وتركوا شواهدهم على أرض صارت كعبة للباحثين عن جذور الانسان، والثانية لحضارة استوفت اسباب اكتمالها من خلال اناس مكافحين (الانكليز) في جهدهم الجمعي، جاءوا يفتشون عن (جذرهم الانساني) في حضارة اندرست وراحوا يقرأونها في الراسب المتبقي منها في سلوك الاحفاد الذين لم يعوا قيمتها، أو قيمة أجدادهم، فكانوا مادة لدرس بليغ علينا نحن الذين تلمسنا طريق النور بعد حين ان نقرأه جيداً!.. لقد كان ثيسغر وهو يستعرض تفاصيل رحلته بين قرانا ومناطقنا في البصرة والعمارة والمجر الكبير والجبايش وفي اعماق الهور الذي عرف دروبه جيداً، وتعلم منه معنى ان يصبر الانسان على كل ماتحمله تلك البيئة من قسوة ليصنع الحياة والحضارة فيها، معيدياً موغلاً في (معيديته)! وبدا لي وهو يتحدث عن الشخصيات التي عرفها، مثل مجيد الخليفة وفالح بن مجيد وصحين وغيرهم، كما لو انه أحد ابناء المنطقة أوانه (محمداوي) نسبة لعشيرة(البو محمد) التي يتزعمها وقتذاك، أقصد في العهد الملكي، مجيد الخليفة، وكان في تشخيصه للواقع الاجتماعي والمعاشي هناك، يتحدث كما لوانه عالم اجتماع، ولعله كذلك، والاّ كيف يكون عالم الاجتماع؟!..استطيع القول ان الطبيب المغامر ثيسغر استطاع وفي اكثر من مكان في كتابة هذا، ان يضع يده على مواطن الألم في الجسد العراقي الذي لم تبارحه الألام منذ زمن طويل.. بقي أن أقول، أن ثيسغر لم يقطع صلته بالعراق وتحديداً المناطق التي افنى بين ربوعها سبع سنين من عمره (العمارة والمجر الكبير) حيث كان يسأل عن اهلها ويتواصل معهم، لاسيما خلال الحرب العراقية الايرانية التي جعلته اخبارها أو اخبار (هجوماتها) المتواصلة ان يبدو كالأم التي تركت أبنها بين لهيب نيران المعارك!.. لقد رحل ثيسغر في ايلول عام 2003 في لندن، وترك ذكرياته الجميلة مادة لاحاديث الناس هناك،أقصد في الجنوب، ولعلها كذلك لمن يقرأ كتابه الرائع.. (المعدان)، فما أجمل ان يترك الانسان كتاباً مفيداً، وذكرى عطرة، وان بدت ناشزة حين تنسب لـ(انكريزي) لايشبه بالتأكيد طاوزند ولا لجمن ولامود الذي جاءنا (محرراً) لافاتحاً ولم تجد مقولته هذه صدى يجعلها محترمه على الصعيد الانساني لان الناس تحب الجميل عادة، مذ خلقت، وبالفطرة!!..



#عبد_الأمير_المجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبد الأمير المجر - (المعدان.. عرب الأهوار)، وصديقنا ويلفرد ثيسغر