أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الأمير المجر - غرامشي يقولِ: -الاستعمار ضروري للأمة العربية- !!














المزيد.....

غرامشي يقولِ: -الاستعمار ضروري للأمة العربية- !!


عبد الأمير المجر

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت طرفة رائجة، ربما قالها احد التلاميذ (الكسالى) او صنعتها مخيلة تلميذ مغرم بالطرائف لتنتشر بصفة (نكتة مدرسية)! راحت تتناقلها السن اهل المدارس واهل المصانع وربما اهل المزارع ايضاً.. لقد كان التلميذ(المفترض) يردّ على سؤال معلم (الوطنية) الذي كثيراً ما اكد على ضرورة محاربة الاستعمار والرجعية ومالف لفهما!.. قال التلميذ، ان الاستعمار ضروري للأمة العربية..!! وكان يريد القول مضرّ بالأمة العربية لكن عدم فطنته وربما عدم ذكائه خانه ان يختار الكلمة الصحيحة في الجملة (الصحيحة) طبعا لتغدو حكايته (فضيحة) مدرسية وحتى (سياسية) تضحك منها الناس.
حتى الآن اين موقع (غرامشي) من هذا؟...
اعتقد ان الفيلسوف الايطالي الماركسي وحده من يستطيع حل مشكلة ذلك التلميذ الكسول ومشكلتنا جميعا ايضاً.. فصاحب المصطلح الشهير (المثقف العضوي) وضع النقاط على كثير من الحروف والجمل المرتبكة أو التي أربكت الوعي الانساني بشكل عام وجعلت الكثير من الخنادق تتداخل بل غالباً ما تتشابك وتتصارع، لقد أكد (غرامشي) ان (الاستعمار) مفردة تنطوي على قيمة انسانية راقية مادام في حدوده الفنية التي تعني اعمار البلدان وإسعاد الشعوب وهي مفردة تستحضر ضمناً مبدأ التكافل والتعاون بين بني البشر ولأن الشعوب والأمم المتخلفة تبقى من حيث القيمة الانسانية والوجودية جزءاً حياً من الأمم المتقدمة والمتطورة وهي في المحصلة النهائية مثلها مثل العضو الضامر في الجسد الانساني الذي الهمته المشيئة الالهية رغبة التقدم للأمام واكتشاف معاني الحياة التي تتجلى بالفعل الخلاق الذي يسمو من خلال وحدة الجهد الجمعي للبشرية التي جاءت لأجلها ولأجل الارتقاء بها، الأديان والرسالات العظيمة سماوية كانت أو ارضية او قل هكذا هو سعي الانسان الذي يظل كادحاً الى ربه كدحاً فملاقيه!..
لقد كان (غرامشي) العظيم يقول هذا ويقصده في احترامه وتأييده لمبدأ (الاستعمار) الذي يريده مبدأ مشتركاً تلتقي عنده الامم.. لكن (الاستعمار) الذي اطل على حياة الشعوب المقهورة والمقصية في العهود المتأخرة كفعل تجسد من خلال العساكر وآلتها الحربية، وكمصطلح سبق قدوم رجاله وآلته محمولاً على أسنة الكراريس والكتب على قلتها وقتذاك، اقصى الكثير من اشراقته الجمالية التي يتعانق على ضوئها الانسان مع أخيه الانسان ليغدو عناق الاسلحة مغمساً بدم الابرياء مثلما سرق جشع (المستعمرين) الكثير من خبز البائسين وغدا ذلك الحلم الجميل (الاستعمار) استعماراً لم تر الشعوب من جماله الكثير الا القليل الذي علينا ان نعترف به وله بفضل لا ينكر وعندذاك انشطر الوعي وتشتت المصطلح وغابت ملامحه التي لم ير منه ذلك التلميذ المسكين سوى الصورة التي حدثه عنها الاهل وعززها في داخله معلمه الذي ظل يردد على مسامع تلاميذه مساوئ الاستعمار و(مناقبه الدموية) واستلابه فغدا عند ذاك ضررا بدلا من ان يكون ضرورياً كما كان ينبغي ان يستقيم معناه في جملة التلميذ التي ظلت بلا شرح ولا تعليق يغلفها كلما ذكرت صدى الضحكات الساخرة، التي تعكس سخرية الاقدار ومأساة الانسان.
والآن لابد انكم سألتم انفسكم وقلتم ماذا نريد بعد كل هذا، واقول اننا اليوم كعراقيين نعيش زمن الاستعمار وبامتياز أكيد ، استعمار اتفق فيه البعض مع جملة التلميذ وليس مع التلميذ طبعاً وهؤلاء مازالوا ينتظرون ولاأدري الى أي مدى سيبقون منتظرين واستعمار اختلف معه البعض الاخر واقصد الضاحكين على التلميذ في قصديته التي أخطأت هدفها.
والآن اين المشكلة؟
ببساطة اقول ان المشكلة موجودة في قدرة (الاستعمار) واهله على القول الفصل في معنى استعمارهم فهم اما ان ينتصروا للتلميذ المسكين وهذا ، وإن أتى ، فهو بعد خراب البصرة التي تحتاج كما كل مدن العراق لاستعمار حقيقي واما ان يعلنوا عن استعمارهم الذي اتى على خراب الف بصرة وبصرة،سيبقى استعماراً ولم يأتِ بعد استعمار غرامشي الذي تنتظره الشعوب!



#عبد_الأمير_المجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (المعدان.. عرب الأهوار)، وصديقنا ويلفرد ثيسغر


المزيد.....




- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الأمير المجر - غرامشي يقولِ: -الاستعمار ضروري للأمة العربية- !!