أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 27















المزيد.....

من ذاكرة الأسر 27


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 09:29
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الأسيران بلال عوده وجاسر البرغوثي
شموع على طريق الحرية

....تقع قرية لفتا الى الشمال الغربي من مدينة القدس على رقعة مرتفعة من جبالها، وعلى السفح الغربي لجبل خلة الطرحة، وهي بوابة القدس الغربية والشمالية، وهي ثاني قرى القدس مساحة، وقد تم ترحيل وتهجير أهلها في حرب عام 1948، حيث ارتكبت العصابات الصهيونية المجازر بحق أهلها، والمناضل بلال محمود عودة ، والذي يسكن في أرض السمار، وهي جزء من أراضي لفتا التي استولت إسرائيل على القسم الأكبر من أراضيها وبيوتها، ينتمي لعائلة مناضلة، دفعت ثمن نضالها ومقاومتها وصمودها على أرضها دماَ وسجون، وبعض أسرها كانوا وما زالوا من رموز الحركة الوطنية الفلسطينية والمقدسية، فالجميع من المناضلين بغض النظر عن انتماءاتهم ومعتقداتهم السياسية، يعرفون المناضل يعقوب عودة، وهو محط ثقتهم واحترامهم، حيث يمضي الكثير من وقته في القضايا المجتمعية والدفاع عن المقدسيين، وتراه في كل المناشطات واللقاءات والاجتماعات والفعاليات والمهرجانات التي لها علاقة بالدفاع عن عروبة وهوية القدس، وثبات وصمود أهلها سكانها عليها، وأيضا زوجة أخيه المناضل والسجين السابق محمد عودة،روضة عودة والتي عرفت طريقها للنضال مبكراً،حيث سجنت لعدة سنوات في سجون الاحتلال، وهذه الأسرة بالتحديد مناضلة من طراز خاص، حيث أن الوالدين(روضه ومحمد ) تعرضوا للسجن، وأيضاً أبناؤهم لؤي الذي ما زال في المعتقل يقضي حكماً بالسجن لمدة ثمانية وعشرين عاماً ، وأبي الذي تحرر من الأسر قبل عام ونصف، وللأمانة وللتاريخ فالرفيقة روضة عودة ،رغم المرض فهي لم تعرف الكلل ولا الملل، وهي علم من الأعلام النسوية ،في كل الفعاليات والمناشطات الوطنية حاضرة وقائدة، وتحديداً النشاطات التي لها علاقة بالأسرى بشكل خاص، حيث أنها عضو فاعل ونشيط في اللجنة الشعبية لأهالي الأسرى المقدسيين، وباختصار روضة رمز وعنوان نضالي ونسوي.
وبلال ابن هذه العائلة المناضلة، عرف طريقه للعمل الوطني مبكراً من خلال اتحاد لجان الطلبة الثانويين المقدسي،حيث فيه اكتسب خبرات ومعارف في العمل الطلابي والجماهيري، وهذه الخبرات والمعارف التي راكمها، كانت مقدمات لكي يكون كادراً واعداً في إطار جبهة العمل الطلابي التقدمية في جامعة بيت لحم، حيث كان أحد قادة الإطار، وأضحى زعيماً طلابياً ، وليواصل بعض ذلك نشاطه وعمله في إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومع بداية الانتفاضة الثانية، أخذ دوره ومهامه النضالية والتنظيمية في إطار الجبهة الشعبية، وكان يقول بأن حزبنا ،أي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالضرورة أن تعود له هيبته واحترامه بين الجماهير، وان يأخذ دوره ومكانته من خلال الفعل والعمل، وبالفعل كان احد كادرات الجبهة النشيطين على الصعيد المقدسي، ومن هنا كان محط ملاحقة ومتابعة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وليعتقل في عام 2001، ويحكم بالسجن لمدة 18 عاماً، والتقي به في سجن نفحة في عام 2002، وكان من الأسرى الذين يمتلكون حصيلة ثقافية وتنظيمية جيدة، ولعب دوراً بارزاً في قيادة العمل الوطني والثقافي الحزبي والاعتقالي، وكان له رؤيته بان يكون أبناء الحركة الأسيرة،جزء من القرار السياسي الفلسطيني، ولا بد من احتضان ورعاية كل إبداعات وتجارب الحركة الأسيرة، من خلال التوثيق والأرشفة والنشر، فهي تجارب جديرة بالدراسة والتعميم، والكتابة في هذا الجانب،يجب أن تكون نتاج وصناعة الأسرى أنفسهم ،فهم الأقدر على صوغ التجربة ، لكونهم يعيشوا وعاشوا هذا الواقع، وأذكر أنه في المجلة الداخلية للجبهة الشعبية (الهدف)،أنه كان يطرح دائماً،أنه من الضروري إجراء استطلاعات بين الأسرى على الصعيد الوطني لمعرفة أرائهم في القضايا المفصلية والجوهرية في العمل الوطني الفلسطيني.
أما المناضل جاسر البرغوثي،احد قادة حماس الميدانيين، وأحد قيادات كتائب القسام البارزة، وابن قرية كوبر/ رام الله، والتي قدمت الكثير الكثير من المناضلين، فهي بلد قدامى المناضلين ، والذين مضى على وجودهم في الأسر 30 عاماً نائل وفخري البرغوثي، والمناضل عمر البرغوثي ،وحمولة البرغوثي والمتواجدة في سبع من قرى رام الله، عدد من أبنائها المناضلين،كانوا وما زالوا قادة بارزين لمختلف فصائل العمل الوطني الفلسطيني، حيث كان المناضل القائد المرحوم بشير البرغوثي، أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني(حزب الشعب لاحقاً)، ومصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، والقائد مروان البرغوثي أمين سر الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية وعضو مجلسها الثوري،والمنتخب عنها لعضوية المجلس التشريعي، وكذلك سهى وسهام البرغوثي، واللتان شغلتا مواقع قيادية في الجبهة الشعبية وحركة فدا، والمناضل جاسر البرغوثي الذي تعرفت عليه في سجن عسقلان عام 2006 ، فهو في سجاياه وطباعاه، إنسان تشعر بالدفء للعلاقة معه، يحترم المناضل كمناضل لا لانتمائه الحزبي،بل لدوره وانتماءه الوطني، ورغم كونه منتمي لحركة دينية(حماس)، إلا انه إنسان ليس بالعصبوي والمدعي لامتلاك الحقيقة المطلقة، ورغم ما قدمه من نضالات وما قام به من عمليات نوعية وبطولية،فهو الشخص الذي لا يتحدث كثيراً، ولا يتفاخر او يتباهى أو بالإنسان المدعي والمتقول، وهو إنسان مرح وسلس في الحياة،فيه طيبة الفلاحين العالية، وعندما كنا نخرج للمحاكم معاً،ونلتقي في"البوسطات" كان يبدي غيرة عالية على الأسرى ويساعد من يريد المساعدة، ويخوض النقاشات حول المسائل الوطنية والاعتقالية،بعيداً عن التهجم والتجريح الشخصي، وهو لا يبدي أي آسف أو ندم على ما قام به من عمل في سبيل الوطن والحركة، وهو رغم الحكم العالي الذي كان يتوقعه،حيث حكم بعد تحرري بالسجن المؤبد،فإن لديه معنويات عالية جداً،وهو يرى في السجن محطة مؤقتة،وابتلاء من رب العالمين، وللحقيقة جاسر إنسان وحدوي، وكان يتألم جداً على ما آل إليه الوضع الداخلي الفلسطيني، وكان يتفاعل مع الأسرى وبغض النظر عن أرائهم وقناعاتهم وتوجهاتهم السياسية، وكان دائماً يحذر من الفرقة والوقيعة بين أبناء الحركة الأسيرة وشق وحدتها وتلاحمها، وهو يرى أن الجميع في دائرة الاستهداف،من قبل إدارات السجون،وأي خلاف أو اقتتال بين الأسرى، هو خسارة للحركة الأسيرة بمجموعها، وتبديد لمنجزاتها ومكتسباتها،وربح صافي للاحتلال وإدارات سجونه.
بلال وجاسر هم من الأسرى الذين لا تنطبق عليهم حسن النوايا الإسرائيلية، ولن تفلح كل اللقاءات والمفاوضات المارثونية ،في تحرير أي منهم من الأسر،بلال من حملة هوية القدس والذين،لا يحق للطرف الفلسطيني التحدث باسمهم،وهم غير مشمولين في صفقات الإفراج من خلال التفاوض ،أو افراجات ما يسمى بحسن النوايا الإسرائيلية،وجاسر من الأسرى الذين تصنفهم إسرائيل"بالملطخة أيديهم بالدماء" والذين لا تشملهم حسن النوايا الإسرائيلية، وتبقى آمالهم معلقة على صفقات التبادل مع حماس وحزب الله،وهي أملهم في الحرية من الأسر والسجون .



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليفني تأمرفنطيع من قطر حتى رام الله
- في داخل السجن سجون
- من ذاكرة الأسر 26
- بين-البوسطة-و -المعبار-
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
- متى يتوقف هؤلاء المساطيل والمهابيل عن الإتاء ؟
- عن الوزراء والنواب الأسرى والمختطفين في سجون الاحتلال
- عن مسرحية التنازلات الممجوجة والتفاؤل بالحل هذا العام
- ديك تشيني ...رايس....ايران والقمة العربية في دمشق
- الحاخامات والتحريض العنصري ضد العرب الفلسطينيين
- حجيج حرب هذا أم ماذا ؟
- من ذاكرة الأسر 25
- الرئيس عباس ينعم غلى روحي فتوح بنوط-نوكيا- ووسام -أورنج- من ...
- القدس ما بعد عملية القدس
- من ذاكرة الأسر 24
- في الذكرى السنوية الثانية لاعتقال سعدات ورفاقه
- رايس تزرع الأوهام مجدداً
- هل ستبدا المواجهة العسكرية من غزة ام من لبنان ؟
- بعد اغتيال مغنية،هل باتت المواجهة العسكرية حتمية ؟
- لقاءات عباس-أولمرت- وملف الأسرى الفلسطينيين


المزيد.....




- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الأمم المتحدة ومنظمات دولية تدين إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة ...
- الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات
- التعاون الإسلامي تحذر من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بغ ...
- هذا ما علق به -غانتس- حول صفقة الأسرى المقترحة والهدنة
- فولودين يتوقع أزمة هجرة في أوروبا بسبب اللاجئين الأوكرانيين ...
- الموقع بين الواقع والمُتوَقِّع
- الاحتلال يشن حملات دهم واعتقالات بالضفة ويحاصر طولكرم


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 27