|
بعد اغتيال مغنية،هل باتت المواجهة العسكرية حتمية ؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 02:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
... .. سماء المنطقة تتلبد سريعاً بغيوم المواجهة العسكرية، وكل الدلائل والمؤشرات والتقارير الاستخباراتية تشير،إلى أن أمريكيا وإسرائيل ومعهم العديد من الأطراف العربية الرسمية، عقدوا ويعقدون لقاءات أمنية على مستوى عال، بهدف إعادة رسم خارطة المنطقة،منطقة الشرق الأوسط، من خلال توجيه ضربات عسكرية قاسمة لقوى المقاومة والممانعة والمعارضة العربية ،وخصوصاً أن التقارير الإستخباراتية الروسية والفرنسية ،تشير إلى أن الإدارة الأمريكية باتت في حالة من الجنون، وأنها في إطار هذه الحالة تستعد لشن حروب أكبر في المنطقة،وأن هاجس التخلص من إيران وسوريا وقوى المقاومة لم يعد هاجساً إسرائيليا فحسب،بل هاجس أمريكي بالأساس،ناهيك عن أن معلومات وصلت لفصائل المقاومة الفلسطينية قبل اغتيال الشهيد مغنية بأسبوع،تقول بأن لجنة أمريكية – إسرائيلية مركزية تشكلت في تل أبيب وواشنطن، وهي تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق ، وبحيث تطال هذه الضربات قوى المقاومة الجهادية في فلسطين(حماس والجهاد الإسلامي) وحزب الله اللبناني، وقوى المقاومة العراقية وسوريا الخ..، وقد رسمت عدة خطط وسينياريوهات للتنفيذ، وخصوصاً بعد أن فشلت كل الضغوط العسكرية والسياسية بعد حرب تموز2006، في تطويع ولجم حزب الله وتقليص مناطق سيطرته ونفوذه في لبنان، وأيضا بعد أن فشلت سياسة الحصار والتجويع في تطويع ولجم قوى المقاومة في قطاع غزة تحديداً، وكذلك منع مواصلة إطلاق الصواريخ على المستعمرات الإسرائيلية، وهذا يجعلنا نقول أن عملية اغتيال الشهيد مغنية أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله، قد تكون ثمرة تعاون إستخباراتي أمريكي – إسرائيليي وبمشاركة من أجهزة أمنية عربية رسمية مباشرة، وهذه التصفية قد تكون مقدمة لسلسلة من عمليات التصفية والاغتيال تطال قادة أساسيين في حزب الله وحماس والجهاد في لبنان ودمشق وغزة، وحتى اللحظة الراهنة فإن ما يرشح من سيناريوهات محتملة، يشير إلى الآتية:- على صعيد قطاع غزه،المؤسسة العسكرية وعلى رأسها باراك واشكنازي، يقولون انه لا مناص من عملية عسكرية واسعة في القطاع ،يتم فيها القضاء على قوى الممانعة والمقاومة الفلسطينية هناك، وعلى أن يتم العمل على تسليم القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية ،وانسحاب الجيش الإسرائيلي منه إلى دول عربية وإسلامية غير معادية لإسرائيل مثل تركيا وماليزيا والأردن وقطر وغيرها ، ولاحقاً يجري تسليمها لسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن يترافق ذلك بالعمل على تصفية قادة التنظيمات الأساسيين مثل مشعل والزهار وهنية وشلح والهندي وغيرهم من قادة الفصائل الأخرىفي دمشق وغزة. أما على الصعيد اللبناني ، فكل التقارير العسكرية والاستخباراتية ،تقول ان أحد المداخل الهامة لتوريط حزب الله ،وبالتالي العمل على ضربه وإضعاف تأثيره وقدراته ، لن يتأتى إلا من خلال تفجير الوضع الداخلي اللبناني، ونحن على هذا الصعيد نشهد حملة لبنانية،تشنها قوى الرابع عشر من آذار على حزب الله، ووصل الأمر ببعض أطراف هذه القوى إلى الدعوة علناً إلى الحرب الأهلية والدعوة لاستقدام قوات دولية إلى لبنان،ناهيك عن عودة التنسيق بين بعض أطرافها وبين إسرائيل، وكذلك تحميل حزب الله المسؤولية عن فشل المبادرة العربية،بتنسيق أمريكي- فرنسي ، وبعض الدول العربية الرسمية، وإغراق الساحة اللبنانية في مسلسل اغتيالات وتصفيات تطال قادة في حزب الله ، وكل ذلك يجب أن يترافق مع دعم أمريكي وغربي لحكومة السنيورة، ولعل عملية اغتيال الشهيد القائد مغنية ، كانت في إطار استباقي لما تخطط له أميركيا وإسرائيل للمنطقة، حيث أن الإسرائيليين بعد انتهاء حرب تموز/2006 ، والتي لم تفلح في تحقيق نتائج عسكرية تذكر، بل جاءت لجنة "فينوغراد" لتؤكد ما قاله حزب الله بأنه حقق نصراً عسكرياً واستراتيجياً على إسرائيل في هذه الحرب، والتخطيط بني على أساس سياسة تقطيع الرؤوس، للتعويض عن الهزيمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي، وعملية اغتيال الشهيد القائد مغنية، لم تكن بالأساس قراراً إسرائيليا،بل عملية بهذا النوع والحجم لا بد أنها تحتاج لمصادقة في أعلى المستويات السياسية، والتي بدورها نسقت مع أمريكيا وأطراف عربية رسمية أخرى، كونها تأتي في سياق استراتيجي، واعتقد أن الرد على هذه العملية سيأتي في إطار هذا السياق،أي الرد سيتم تنسيقه بين سوريا وإيران وحزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية،والرد لن يكون في إطار ثأري وانتقامي فقط،بل أن تداعيات هذا الرد ربما ستطول المنطقة بأكملها، وضرورة هذا الرد تكمن في أن حرب تموز/2006،خلقت توازن ردع وهذا التوازن ،حزب الله وقوى المقاومة والممانعة سوريا وإيران غير مستعدة للتخلي عنه،ولعل ما قاله الشيخ حسن نصرا لله في كلماته وخطاباته أثناء تشيع جنازة الشهيد القائد مغنية ،أن أرادوها حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة، وكذلك التقارير أشارت إلى أن سماحة الشيخ حسن نصرا لله،قد ذهب ليلة الرابع عشر من شباط إلى روضة الشهيدين،وجلس عند قبر عماد مغنيه ،وقرأ الفاتحة وخاطبه قائلاً"لا تحتاج مني إلى قسم،لن نترك لهم مجالاً لكي يندموا على جريمتهم. هذا بالنسبة لقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية،أما بالنسبة لسوريا وإيران،فنحن نشهد حملة تحريضية مكثفة،تشنها إسرائيل وإمريكيا وأوروبا الغربية، على هذين البلديين وتحديداً حول الدور السوري في لبنان، ومنع انتخاب رئيس لبناني خارج إطار الدستور والتوافق اللبناني، والوقوف ضد المصالح الأمريكية في لبنان وتحويله إلى مزرعة،تدار من قبل السفارة الأمريكية في بيروت، ولعل ما أعلنته عنه أمريكيا من تجميد لأرصدة أحد رجال الأعمال السوريين،يندرج في هذا السياق، ومقدمة لفرض عقوبات اقتصادية وتجارية ومالية على سوريا من خلال مجلس الأمن وغيره، وكذلك تردد بعض أنظمة النظام الرسمي العربي بحضور القمة العربية التي ستنعقد في سوريا شهر آذار من العام الحالي،له علاقة أيضاً في هذا الموضوع، أما فيما يتعلق بإيران فحملة التحريض الإسرائيلي- الأمريكي- الأوروبي الغربي، على برنامجها النووي،فهي تتصاعد يوماً بعد يوم، مع مطالبات بتشديد العقوبات الاقتصادية والمالية والتجارية عليها، مع تلويح باستخدام القوة العسكرية ضدها، وهذا التلويح والتهديد، له علاقة بالدور الإيراني الإقليمي، الذي يتنامى يوماً بعد يوم، وعلى أكثر من ساحة من أفغانستان وانتهاء بفلسطين، وبما يشكل مخاطر جدية على الدور والوجود الأمريكي، والذي يرى في تلك المنطقة، منطقة نفوذه وخيراته، والتي لا يسمح بدخولها لأية أطراف إقليمية ودولية أخرى. ومن هنا فإن عملية اغتيال الشهيد القائد مغنية، تشير إلى أنها مقدمة لما ستشهده المنطقة من تطورات عسكرية في الثلاثة أشهر القادمة، هذه التطورات ستكون دراماتيكية وتحديداً لسوريا وإيران،فإما أن تنتصر قوى المقاومة والممانعة وتفرض دورها ووجودها وحضورها، وإما أن تذبح تلك القوى،وبما يفسح المجال أمام سقوط المنطقة بالكامل تحت القبضة والسيطرة الأمريكية، وما يترتب عليها من تفتيت للكيانات السياسية العربية، وإغراقها في دائرة الحروب العرقية والطائفية والمذهبية والقبلية والجهوية والعشائرية،وأيضاً استفراد إسرائيلي كامل بالمنطقة العربية.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاءات عباس-أولمرت- وملف الأسرى الفلسطينيين
-
من ذاكرة الأسر 23
-
الدوران في الحلقة المفرغة فلسطينياً
-
مقاربة بين مشهدين لبنانيين
-
من ذاكرة الأسر 22
-
من يفاوض من ؟
-
من ذاكرة الأسر 21
-
بين -فينوغراد- وحزب الله ...
-
من ذاكرة الأسر 20
-
شهر الحزن والوفاء الجبهاوي ....
-
وترجل العملاق / حكيم الثورة وضميرها
-
من ذاكرة الأسر 19
-
حصار وجوع وموت وضمائر غائبة
-
موسم ذبح غزة وأسرلة وتهويد القدس ...
-
من ذاكرة الأسر 18
-
من ذاكرة الأسر 17
-
وترجل د.احمد المسلماني - أبو وسام- مبكراً
-
حكيم الثورة آخر ما تبقى من/ عمالقة النضال الوطني اللسطيني ..
-
مائة وثلاثة وتسعين شهيداً في السجون الإسرائيلية والحبل على ا
...
-
الحجاج الفلسطينيون - بهدله على الدخله وبهدله على الدخله- ...
...
المزيد.....
-
-البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا
...
-
خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في
...
-
قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
-
خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي
...
-
استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي
...
-
السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين
...
-
-مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي
...
-
منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح
...
-
موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن
...
-
7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|