أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - من يمنحنا أجنحة للطيران؟














المزيد.....

من يمنحنا أجنحة للطيران؟


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 02:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا يدخل الفكر اليهودي الجامعة الغربية ويتسلل مرتاحاً إلى العلوم الاجتماعية فيما تنعت «بالأصولية» أية محاولة يقوم بها الفكر الإسلامي انطلاقاً من العرفان أو التصوف للاسهام في إشكاليات العصر الفكرية بوصفها انتهاكاً دينياً «لحرمات» الحداثة؟ ألا يدعو ذلك لإعادة التفكير والتدقيق بالهويات الفكرية؟ ولماذا غاب الفكر الإسلامي والعربي وكانت آخر محطاته مع ابن رشد؟ ولم يكن هناك أي تيار فلسفي عربي أو إسلامي فرض نفسه في نسغ الفكر الإنساني؟ إذ انحصر الفكر الإنساني الفلسفي على خمسة تيارات فلسفية فرضت نفسها، في هذه الحقبة، بمواجهة أو حدية الكانطية المحدثة التي امتد نفوذها بعيداً خارج الحدود الألمانية: فمع هوسرل Husserl وهيدغر Heidegger نجد ظواهرية تتجه من ناحية نحو منطق استعلائي ومن ناحية أخرى نحو الأنطولوجيا ومع جاسبر jaspers وليت litt وسبرانغر spranger فلسفة حول الحياة تعود إلى ديلته Dilthey وهي ذات صيغة وجودية من ناحية وهيغلية محدثة من ناحية أخرى. ومع شيلر Scheler وبلسنر plessner (وإلى حد ما مع كاسيرر Cassirer أيضا) انتروبولوجيا فلسفية، ومع لوكاش Lukacs، بلوخ Bloch وبنجامين Benjamin وكورش Korsch وهوركهايمر Horkhcimer فلسفة اجتماعية نقدية تنحو إلى العودة إلى ماركس وهيغل. وأخيرا مع ويتغنستاين كارناب Carnap وبوبر Popper وضعية منطقية تدور حول نادي فيينا. ومنذ الحرب العالمية الثانية، أي بعد نفي وقمع هؤلاء الذين مثلوا القوى الحية في إطار الفلسفة الألمانية، لا نجد أي قطع مع هذه التقاليد. وأكثر من ذلك، فهناك ترداد لنفس الأشخاص والنظريات والمدارس من خلال تشكيلات وتيارات تستعاد مع بعض التعديلات الطفيفة. ولا نستطيع نسيان نيتشه Nietzche أو الفلسفة التأملية (مثل أتباع الكانطية المحدثة) ولعل البعض يتساءل: ما الفائدة من الفلسفة-اليوم وغداً؟

نقول: لا بد لنا في محاولة لإيجاد جواب على الأقل، من التبصر بما طرأ من تغيرات بنيوية على الفكر الفلسفي، أحدثها القطع مع التراث عقب موت هيغل. إنّ الفلسفة اليونانية هي التي عملت للمرة الأولى على إبراز تفوق التحليل العقلاني –أياً تكن الدلالة التي تعطي لهذه العبارة– على التفسير الأسطوري للعالم. وتبدو الفلسفة، شبيهة بالأسطورة، نظاماً تأويلياً يحاول الإحاطة بالطبيعة والإنسان في آن معاً: وهي تحيط بالكون أي بالموجود من حيث شموليته. وبهذا المعنى تتمكن الفلسفة من أن تحل مكان الأسطورة. وبالطبع فهي لا تلجأ إلى خطاب ساذج يعتمد الرواية بل إنها تتساءل بصورة منهجية منتظمة عن الأسس والأصول. ورغم أن الفلسفة لم تتخلص كلياً من السمات ذات الطابع الاجتماعي التي تميّـز نظرتها إلى العالم، فإن مستلزماتها النظرية تستتبع حكماً عدم إضفاء أية هوية شخصية على تفسير العالم.

لم تعد الفلسفة لما تستلزمه من تفسير، تكتفي بتركيب للظواهر يبدو ممكناً غير أنه يضعها في إطار حيث يتفاعل ما يشبه الأشخاص الذين يتمتعون بقوى خارقة، من الكلام والأفعال. وهكذا تجد الفلسفة نفسها مضطرة إلى التخلي عن الربط بين الرواية الأسطورية والسلوك الطقوسي.

ورغم أن ممارسة من هذا النوع ما تزال مستمرة من خلال بعض الأشكال التي ترفع إلى مقام متعالٍ، حتى في إطار الجامعة وحلقات أبحاثها، فإنها لم تعد مقبولة بصفتها الأصلية. وتبعاً لذلك، لا يمكن للفلسفة أن تحل مكان الأسطورة من حيث وظائفها المتعلقة بتأمين نوع ٍ من الثبات للممارسة المعيشة. إذ على الفلسفة بالأحرى أن تؤمن بصورة غير مباشرة علاقة مخصوصة بالممارسة من خلال حياة تكرس لصالح النظرية.

لقد كانت الفلسفة محصورة دوماً بالخاصة المثقفة، ولم تنتشر أبداً في أوساط العامة. وقد تغيرت أساليب التدريس الفلسفي والتركيب الاجتماعي لمتلقنيها خلال تاريخ الفلسفة، إلا أن الفلسفة كانت، بحكم وضعها وما ترسمه من صورة عن نفسها، مقصورة منذ نشوئها على هؤلاء الذين يتمتعون بأوقات الفراغ من غير المضطرين للقيام بأي عمل منتج. أي أن الفكرة المسبقة القائلة بعجز السواد الأعظم من الناس، من حيث طبيعتهم، عن الفهم الفلسفي قد رافقت الفلسفة حتى هيغل. صحيح أن فلاسفة الأنوار قد كسروا، لفترة معينة، هذا الحكم المسبق، إلا أن برنامجهم لم يجد، في غياب النظام التربوي المعمم، أية قاعدة يقوم عليها.

لن نسهب طويلا في تاريخ الفلسفة وتحولاتها ومعناها إذ سنتوقف عند (كسرة الأواني) - (ترمز إلى الانفصال بين الخير والشر) متجاوزيها بانتظار محاولة لعودة الفلسفة لروحنا الخاوية، إذ الفلسفة تمنحنا في النهاية المرونة أو الطيران.. فمن سيمنحنا أجنحة للطيران؟



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوغست كومت بعد قرن ونصف من رحيله
- بهجة الاحتضار ومراوغات الجثة
- الإرادة : حينما لا أجد شيء يقلقني فهذا بحد ذاته يقلقني
- خطوة في التوجس . خطوة في اليقين


المزيد.....




- قبيل زيارته إلى المنطقة.. شركة ترامب تعلن عن مشروعين في دبي ...
- وزير الصحة الأمريكي يثير جدلًا بادّعاءات غير دقيقة حول لقاح ...
- المبادرة المصرية تشارك في مؤتمر المنتدى العربي للتنمية المست ...
- سوريا.. شركة فرنسية تستثمر في تطوير ميناء اللاذقية
- والتز يعدد فوائد اتفاقية المعادن المبرمة بين واشنطن وكييف
- إدارة ترامب تدعو لمراجعة برنامج الرعاية الصحية للمتحولين جنس ...
- مستعرضا قدراته الحديثة.. الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية ...
- فعاليات روسية في معرض تونس للكتاب
- فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال الم ...
- البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الهزاع - من يمنحنا أجنحة للطيران؟