أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الصيداوي - سقوط صدام حسين: الملفات السرية 12














المزيد.....

سقوط صدام حسين: الملفات السرية 12


رياض الصيداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2244 - 2008 / 4 / 7 - 10:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الثالث

صعود وهبوط حزب البعث

حزب البعث لقي مصير الحزب الشيوعي السوفياتي مع ستالين


كانوا مجموعة صغيرة من الطلبة قدموا من لواء الإسكندرون بغاية الدراسة في بغداد. جاؤوا في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات من سوريا وكانوا يحملون معهم أفكار مثقف مسيحي أرثوذكسي اسمه ميشال عفلق، الرجل الذي أسس حزبا في سوريا سنة 1947 اسمه حزب البعث العربي الاشتراكي. لم يعرف هؤلاء الطلبة أن الأفكار القومية التي كانوا يتحدثون بها في أسوار الجامعة هي التي ستحدد تاريخ العراق لمدة عقود من الزمن.

وأخذ بسرعة المشعل من هؤلاء الطلبة الأشقاء السوريين طلبة عراقيون آخرون. كان من بينهم طالب كلية الهندسة الخجول الشاب فؤاد أحمد الركابي، القادم من مدينة الناصرية الجنوبية، وطالب آخر اسمه تحسين معلة، وهو يدرس الطب وقادم من ضريح الإمام علي في منطقة النجف، وطالب ثالث هو شفيق الكمالي، يدرس في كلية الآداب ... ومجموعة أخرى من الشباب أعجبتهم أفكار إخوانهم السوريين فاعتنقوها وأسسوا الخلايا الأولى لحزب البعث في العراق.
لقد بدأ البعث صغيرا في العراق وكبر بسرعة. بدأ مع طلاب رومانسيين ليصبح أجهزة وكوادر ومخابرات ودولة ذات نظام عنيف مغلق. فالطالب فؤاد أحمد الركابي شارك في أول وزارة تشكلت بعد ثورة 1958 ولم يكن عمره يتجاوز 28 سنة. وبعد سنوات، وبعد أن وصل البعث إلى السلطة اعتقله حزبه الذي "سبق أن أسسه"، وأعدمه بشكل وحشي.

أما الطالب الثاني تحسين معلة، "رجل المنظمة القديم، والذي لم يدخل إلى أسرارها، فمازال في منفاه الأنكليزي يشتم الأنكليز ويعاني من ضغوط نفسية، لا تعادلها الضغوط النفسية والخشية من كاتم الصوت" .

ويتذكر حسن العلوي، البعثي القديم، والمعارض لاحقا لنظام البعث، المأساة التي حلت به ويعترف ويقول:
"أما أنا، فمع أنني لم أدخل صميم الحياة الحزبية فقد اتصلت بحزب البعث بطريقة وبأخرى منذ أواسط الخمسينات، ولم يغادر عمودي الصحفي، منذ عام 1958 حتى خروجي من العراق عام 1980، دائرة التبشير الحزبي رغم أن شريطا من أسماء البعثيين الأوائل، كان ينتصب أمامي. قتلى في طور التنفيذ وقتلى في طور الانتظار" .
لقد أكل الحزب أبناءه، بل أكل مؤسسيه الأوائل وذلك الجيل الرومانسي الحالم الذي لم يتصور يوما أن ما حدث قد يحدث ذات يوم.

"فالحزب ظهر في العراق في الخمسينات كحركة سياسية تشكلت من مناضلين متضامنين ومخلصين للقضية القومية العربية. وبفضل عقيدته العلمانية والتقدمية شهد توسعاً سريعاً في أوساط الطلاب وفي عالم صغار التجار وفي الجيش. وقد لعب دوراً حاسماً في انقلاب 17 تموز / يوليو عام 1968 الذي فتح الطريق أمام النظام الحالي. لكن هذا النظام جرده فيما بعد تدريجياً من طبيعته هذه ليحصر دوره في جعله أداة للسلطة مطواعة ومسخرة بلا رحمة" .
"إن حجم الجيل الثاني للحزب والمنتمي في أعقاب ثورة يوليو (تموز) بدأ يطغي على البعثيين الأصوليين في الجيل الأول والذي تشبع جناح واسع منهم بأفكار باندونج والحياد الإيجابي ومبادئ الثورة المصرية وأفكار عبد لناصر بينما تشبع الجيل الثاني بأفكار رد الفعل في ثورة تموز والدعوة لإبادة رموزها والإجهاز على القوى المساندة لها... إن أبرز ممثلي الجيل الثاني هم أبناء القرى والمناطق الواقعة في أعالي دجلة وأعالي الفرات. بمن فيهم العسكريون الذين اكتشفوا في منظمة الحزب مجالا مضاد لثورة تموز، كالعقيد أحمد حسن البكر والعقيد رشيد مصلح وآخرين" .

لقد اكتسح صدام حسين، وهو أحد أبراز عناصر هذا الجيل، الحزب وحكم العراق طيلة عقد الثمانينات وجزء من عقد التسعينات عبر هذا الجيل، من خلاله وباسمه... لكنه سيأتي تدريجيا بجيل ثالث يهيمن على الحزب والدولة في أواخر التسعينات.
يمثل عدي وأخيه قصي هذا الجيل الشاب أحسن تمثيل. وهو جيل يتندب كثيرا من الكوادر الانتهازية التي ليست لها علاقة كبيرة بـ"مبادئ البعث" وإنما تمثل المصالح المادية اليومية والمنافع التي يمكن أت تقدمها لها بيروقراطية الحزب والدولة.

"لقد قلص الرئيس صدام حسين دور الحزب الى سلطة تنفيذية ثانية تتجاوز دور جهاز الدولة، وهو على الدوام يسد ما يصيبه من عجز. لكن بالرغم من التغيرات فان الحزب يواصل النظام بكل صلف استخدام الايديولوجية التي شوهها في نوع من السفسطة المصطنعة التي لا تفيد بشيء ومن التحايل الذي ينقذ ماء وجه الجميع. وفي الوقت نفسه هو بسياسته هو يهدم بكل استخفاف ركائز العقيدة. فمع انه العدو التقدمي للفكر الظلامي الديني فقد بات ينظم الاحتفالات بذكرى مولد النبي. وقمة السخرية من هذا الحزب العلماني هو أن مؤسس البعث العراقي ميشال عفلق السوري الأصل ومن الطائفة المسيحية الاورثوذوكسية، قد أعيدت تسميته لدى وفاته "أحمد" ودفن رسمياً بحسب الطقوس الدينية الاسلامية" .

"إذن، ما هو حزب البعث؟ إنه شبيكة ضخمة من حالات التعجرف والخبث والتنكر والخوف. فهو في حين يزهو بملايينه من "المتطوعين" الذين جمعوا ليمثلوا في ما يشبه التقليد التام، عملية تحرير فلسطين، يجد نفسه عاجزاً عن جمع 10000 مقاتل لمواجهة الجيش الأميركي على الأرض. فكل حبكة الحزب ستتفكك بمجرد ان يسقط النظام، والى ان يحين ذلك الوقت سيبقى صامداً في العراق واثقاً ومتماسكاً طالما أن المستقبل ليس واضحاً" .



#رياض_الصيداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 11
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 10
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 9
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 8
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 7
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 6
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 5
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 4
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 3
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 2
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 1
- موقع الحوار المتمدن تجربة رائدة ولكنها يجب أن تكون أفضل !
- بين حقوق القبايل المشروعة ومخاطر التفكك... هل يكون القبايل ض ...
- مرة أخرى، نحو استثناء جزائري: سوسيولوجيا النفور من مفهوم الز ...
- انقسام جزائري داخل الانقسام: القبايل والاختيار الصعب: حسين آ ...
- التجربة الجزائرية مثالا - هل يمكن للجيش تطبيق الاشتراكية وال ...
- لماذا لم تشهد الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر زعيما كاري ...
- مشروع ولد ميتاً ولا تتبناه الجماهير ولا تتحمس له - مشروع اتح ...
- هل بدأت عملية الانحدار الجماهيري للحركات الاسلامية؟
- أي دور بقي للمؤسسة العسكرية في الوطن العربي؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الصيداوي - سقوط صدام حسين: الملفات السرية 12