أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم الخالدي - صراع الحضارات حقيقه تاريخيه موضوعيه















المزيد.....

صراع الحضارات حقيقه تاريخيه موضوعيه


هاشم الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتنازع بني الانسان ثلاث قوى محصلتها حركة تطور للحضاره الانسانيه فالانسان قبل كل شيئ كائن غريزي ونتيجة لذلك فان النزعه الغريزيه هي اولى القوى المحدده لتلك المحصله, وثانيها انه كائن عاقل لذلك نزوعه الى تجديد المعرفه اما القوه الثالثه فهي قوه روحيه ذات اثر ايحائي ناشئه انعكاسا عن قيم عليا سائده ومهيمنه لمنظومة الوجود المطلق
في الصراع القائم بين الشرق والغرب جذور تاريخيه قديمه
و مم له اهمية كبيره ودلالات هو اختلاف ظاهرة الدين في الشرق عنه في الغرب وظهور الانبياء المقتصر على الشرق وان ذلك يعود لاسباب طبيعيه وهو الاثر الكبير للبيئه الشرقيه و الواقع البيئي القاسي على الحياة وخشونة العيش ينجم عنه تاجج الصراعات الغريزيه وسيادتها معززه بالوعي الناجم عن قدرة الادراك بموازاتها في الوجود ا تنعكس في التعبير عن وحي الوجود المطلق بالضروره مما ينتج عنه ليس فقط ظهور اديان وانما طغيان التفكير الديني , يتجسد في البحث عن سبل التعبير عنه بالعقل والنفس وظهور انماط التدين الاجتماعيه للاستعانه بها في قيادة المجتمع تترافق مع الحاجه الى السلطه والدوله الحازمه وبالتالي نشوء نظم استبداد الدوله الدينيه , ان الذي ساد تاريخ الشرق هو هيمنة الموازنه الشديده بين المسارات وتوترها , اما الغرب فان الغالب في تاريخهم هو الموازنه السهله بسسب حالة الرخاء للبيئه الغربيه واسترخاء في قدرة الادراك,مما نجم عنه في مراحل التاريخيه القديمه التوازن العكسي في الوعي والمعرفه مع مستوى لازم من وحي الوجود المطلق لم يرتقي الى النبوه كضروره وهي من الشروط المهمه في التقدم والنمو,تعزز النزعه الغريزيه وتنشئ المراحل والاطوار في مستوى المعيشه , فلظاهرة النبي جذور في المجتمعات الشرقيه و ان مصدر الاتجاهات النبويه في الغرب هومن مصدرها الاساسي اي الشرق حيث انتقل الى الغرب في الهجرة والحرب والحث بالاحتكاك ,انتقالا عقلانيا متلائما مع التقدم العقلاني في الغرب وتفوق حضارته ثم في مرحله متقدمه تاليه من تطور حركة التاريخ, ولا زال التفاوت قائما بين الشرق والغرب رغم مروره بمرحلة نكوص سادت الغرب في حقبة زمنيه فيما يسمى بالعصور المظلمه ناجمه عن سلطة الدين التي رافقت مرحلة طبقة الاقطاع وسلطتها الكهنوتيه والتي انتهت مع الثوره الصناعيه وصعود الراسماليه بينما بقيت سياقات الشرق الاستبداديه مع اختلاف مواقعها في التوزيع و التقسيم الاستعماري الدولي اتاح لبعضها الخروج من ازمتها المستعصيه كالصين بعد الثوره مثلا, ان التطور التاريخي فرصة اوجدتها الوفره بينما بقى الركود في الشرق بسبب البيئه الشرقيه الشحيحه وتاثيرها في بروز الحاجه الى الوعظ والدعوه الى الدين المقترن بالسلطه والدوله الابويه لتلبي نشاطات ضروريه لتهيئة وتامين المعيشه في المياه وحاجات للغذاء الغير متوفره او الشحيحه في ظروف قلة الامطار والظروف الحراريه والبيئيه القاسيه الاخرى والتدافع بين المكونات الاجتماعيه القبليه والقوميه ونشوء الحروب والغزوات و توفير قوة القتال والتصدي والسخره وبالتالي فان ارتباط نشوء الدوله المستبده بالوحي المطلق عبر التعبير عنه في العقل والنفس زاد من هيمنة تاثير الدين كمكون ثقافي سائد ومسيطر , ان تاريخ الشرق يبدو دائما تاريخ اديان بعكس الغرب,ان حضارات النيل و واليمن و دجله والفرات والهند و فارس والصين هي حضارات اديان فهي بحاجه الى الدين لبسط ذواتها,لذلك فانها في الحقب المتقدمه ما كان لها الا ان تبقى مجتمعاتها متخلفه عن حضارات الغرب الواقعيه, فحتى الديانه المسيحيه المنتشره الان في الغرب الان ان هي الا شكل من تلك الديانه التي ظهرت في الشرق اعيد انتاجها مجددا من وحي الواقع والوعي الاوربي الغربي تبناها الكهنه العارفين اصحاب السلطه واصحاب الدوله والملك وقد جاء تبنيها لهم في وقت لاحق على اثر تطورات تاريخيه معروفه, لهذا اتخذت العلاقه للدين والايمان بالمطلق صيغة معكوسه في اوربا اذ يتخذ الكهنه من السلطه والدوله ادات لضمان الهيمنه فيصنعوها للسبب هذا من اجل بسط نفوذهم على المجتمع, فقد امتدت الكهنوتيه لقرون عديده منذ العصور الوثنيه مرورا بتبني الكهنه للديانه المسيحيه في القرن الثالث على اعقاب ارهاصات هذه الديانه في الاصلاح و التصدي الى سلطة اليهود الشرقيه المعروفه ودولتهم في فلسطين التي اجادت استخدام الدين اليهودي لذلك فان المسيحيه عجزت دون اقامة سلطتها ودولتها الا بعد اكثر من قرنين على ايدي دولة الكهنه الغزات الوثنيين الاوربيين بعد تبنيهم الديانه المسيحيه عبر مرحلة انتقال (اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله) المنسجمه مع دياناتهم الكهنوتيه الوثنيه اي في اجواء قيمهم الاجتماعيه وشريعتهم محروسة في الفداء - الرب المسيح(ع) بدلا من الاهههم الوثني اوزيريس المصري الاصل اوسيرابيس بالتسميه الرومانيه الذي هو من ديانات الفداء القريبة الشبه(سيد القمني الاسطوره والتراث ص-227) فالمسيحيه الغربيه الان هي ليست تلك الديانه الشرقيه التي ظهرت في الشام كمعارض للدوله وانما هي ديانة مكيفه لديانة الكهنوت من وحي الواقع والوعي الاوربي تناسب الحفاظ على موقع السلطه والدوله(القيصريه) فالمسيحيه الغربيه اذن هي ديانه ذرائعيه في الغرب وليست دعويه....ساعدت هي الاخرى في تفوقه في مرحلة لاحقه على الاقطاع بعد القفزه الصناعيه في ظل المجتمع الراسمالي العقلاني ,بعد عملية الاصلاح التي تعني هزيمة دولة الكهنوت الاقطاعيه لكي تركن لاهوتها الديني جانبا بعيدا عن طريق نموها وبعيدا عن اعاقة مسيرتها وتلك هي البذور الاولى لظاهرة المجتمع المدني ومنظماته .اما الشرق فقد وقع اسيرا بقيود التفاوت في النمو والتقدم في علاقه فرضها التحول الراسمالي الاستعماري الى الامبرياليه,ولم ينشأ اي شكل من اشكال الوسط الاجتماعي المدني.لا قبل وقوعه في الاسر ولا بعده.

ان استثمار الدوله الشرقيه للدين والايمان بالمطلق وقيمه الفاضله لخدمة مصالحها الطبقيه والقوميه الضيقه قد حوله الى معتقدات مؤدلجه سواء كفعل او رد فعل معاكس لا زال اجترارها قائم في خدمة مصالح شرائح طفيليه في المجتمع قفزت الى موقع متقدم بعد خيبة وفشل الانظمه الشموليه في ازالة التفاوت اوتحقيق النمو والبناء مما حدا بفلافسة الغرب الى اختراع نظرية صراع الحضارات التظليليه,فالتطفل الطبقي يميل في الارتباط بتطفل اكثر فاكثر مع مصالح الامبرياليه والعولمه الراسماليه وفي خدمته ويساعد في الابقاء على حالة التفاوت وتكريسه, الا ان هذا الطريق هو ليس طريق الحياة, فهو لن يحقق تاريخا لانه ليس نموا وبناء ولن يدخل العقلانيه في الموازنه اللازمه لتحقيق التقدم ان التوازن بين المسارات الثلاث الغريزيه والعقليه والروحيه هو الشرط الضروري للتقدم. وان علاقة التخادم بينها في العلاقه التي عاشتها الانسانيه بشكليها المختلفين في الغرب والشرق تتجه للوحده الكليه العالميه في حوار مجسد فقد كان الغرب قد استخدم صنع الدوله لمصلحة كتلة الكهنوت الاقطاعيه كما استخدمت الدوله الشرقيه الدين كمعتقدات مصطنعه, وفي كلا الحاتين افرغ الدين من محتواه الايماني بالفضيله ,ان الموازنه بين فضيلة ووحي الايمان وتقدمية العلم التطبيقي والنظري النابعه من الوعي و فطرة المنفعه النابعه من الغريزه تلك المسارات الثلاث تتكفله الكتله التاريخيه المقاومه المؤهله في كل مجتمع في حركة باتجاه النمو والبناء في وسط منظمات المجتمع المدني , فتلك نوازع الانسان فلايمكن للانسان ان يتخلى عن طبيعة نوازعه.



#هاشم_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مقالات مدخل لوحدة اليسار
- فلسفة الاصلاح الديني في النص شكلا وجوهرا
- حول فلسفة الاصلاح الديني والعلمانيه
- كيف نفهم افكار محمد شحرور فلسفيا
- العلمانيه مدخلها سلطه تؤمن بها
- ملاحضات وتعقيبات حول قانون المساءله
- الفوضى ومصير السلطويه واحزاب القوميه الغربيه
- فشل القاعده من سياق فشل الامريكان
- هل المسؤليه مسؤولية الاحزاب الطائفيه والقوميه في عودة البعثي ...
- اجتياز التفاوت بين الغرب والشرق من الافق الاوسع
- المجتمع المدني من الافق الاوسع
- المقاومه والبناء والتنميه- المعادله الصعبه
- الاساس الفلسفي للتفاؤل
- اعادة تلخيص وثائق سوداء
- بين التقسيم وانتزاع الفرصه التاريخيه خللا اخلاقيا
- تطوير الماديه التاريخيه....او الصراع الطبقي والنماء والفضيله
- الصين بارقة امل تاريخيه ومثل يحتذى في واقعنا الراهن
- المصالحه ليست مستحيله
- الحلقه النوعيه الفريده في قدرة الادراك والايبيجينيتكس
- جدلية العمل _الوعي.....لا تقديس


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم الخالدي - صراع الحضارات حقيقه تاريخيه موضوعيه