أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - مساحة إبداعية لاجتهادات فردية















المزيد.....

مساحة إبداعية لاجتهادات فردية


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 10:58
المحور: الادب والفن
    



التجريب في المسرح العراقي
عالم المسرح، هو عالم الحياة بشكل أكثر كثافة وأكثر جمالاً، ومنذ أن ابتدأ المسرح على خشبة الحياة منذ نشأته الاولى في اداء الطقوس الدينية الاغريقية، مروراً بالعصور الوسطى الأوروبية
وبعد انهيارها وازدهار المسرح الاليزابيثي والشكسبيري والفرنسي، والتمرد على القوالب الثابتة، انتهاء بالمسرح الحداثوي الذي يسيطر على مساحة واسعة في ارجاء عالم اليوم. خاض المسرحيون تجارب مختلفة وكثيرة حتى يصلوا للمتلقي والنجاح. وكان لكل حقبة اساتذة يغيرون حركة المسرح في العالم كبريخت الالماني الذي وصف بانه هز العالم من اذنيه. إذ بدأ بالتجديد والتجريب رافضا افكار المسرح الارسطاليسي معتمدا على نظام العالم الذي يؤمن بانه نظام العمليات المتفاعلة والمتغيرة وان الانسان هو مجموعة من العلاقات الاجتماعية ضمن وحدة متناقضات ليقدم تطوراً يتصاعد من خطوط منحنية او مرتفعة رافضا وصف الانسان بحالة واحدة كما هي عند ارسطو حين يصفه اما بطلا او وغدا لكنه يقدم الانسان ككائن بشري متناقض. ومن كل هذه المعطيات احدث بريخت انقلابا كبيرا في عالم المسرح وتتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من محبي عالم المسرح ليس على مستوى المانيا فقط بل في كل انحاء العالم.
ومنها العالم العربي الذي اختلف النقاد والمؤرخون في انه عرف عالم المسرح قديما. وان الكثيرين يعتبرون المسرح فنا طارئا وجديدا على العالم العربي.
مايهمنا هنا هو عالم التجديد ومنه التجريب في المسرح العراقي تحديدا حيث كان متاثراً بعالم المسرح الغربي ثم متاثرا بعالم المسرح العربي لينقلب الى ان يكون مؤثراً وذا خصوصية يشار اليه بالبنان من جراء اساتذة وفنانين قدموا على خشبة المسرح العراقي مدارس مختلفة تناوبت بين التقليدية القديمة وعالم التجديد والتجريب والحداثة..
ملامح التجريب
استوقفنا مجموعة من الاسماء التي عاشت تجربة التجريب منطلقة من فهم وثقافة عالم المسرح، وقد لايعتب علينا بعض الفنانين غير الموجودين بسبب هجرتهم او انقطاعهم عن المسرح لعدة اسباب.
المنشور السري
الفنان غانم حميد تحدث عن تجربته في التجريب بالمسرح قائلاً: اعتقد انه من الافضل ان يتحدث الآخرون عن تجربتي واخص منهم المهتمين بالمسرح والنقاد وأنا احترم رأي الكل. لكنني أستطيع ان أقول وبكل ثقة أنني مخرج مؤثر ولي أسلوبي الخاص وأنني من الأوائل الذين فتحوا باب الجرأة العالية في الطرح المسرحي ابان الحكم القاسي الاستبدادي خاصة مسرحيتي التي قدمتها بعنوان ((الذي ظل في هذيانه يقظاً)) التي أصبحت كالمنشور السري. ثم مسرحية ((المومياء)) كان اهتمامي منصباً على تقديم وتجريب شكل جديد في بنية العرض المسرحي، اعتمدت على الفضاء وعلى قدرة الممثل في خلق اطار محسوس من قبل المتلقي وبالتالي أكدت تماما على الموضوعة العراقية شكلاً ومحتوى والآن بصدد تقديم عمل مسرحي جديد.
وباسلوب تجريبي ومتجدد تماما!.
القصب ومعطف التجريب
الممثل الفنان مازن محمد مصطفى أجاب بقوله كل المجددين خرجوا من معطف المخرج الفنان د. صلاح القصب صاحب مسرح الصورة وبدأوا من هذه النقطة بانطلاقة جديدة في عالم التجريب وأنا كممثل أخوض تجربة التجريب نصاً وحركة مهتماً بوعي المتلقي حيث أنني في التجريب أقدم كممثل عدة قراءات مختلفة مرتكزاً على قراءات النص الذي يحيلني الى كتلة من الاحساس ومحاولة للتواصل بيني وبين المتلقي. لاننسى أن التجريب غالبا مايكون متفرعاً وناجحاً بدرجات عالية ومختلفة لذا هناك تنوع واختلاف في الطرح والمفردة التي يستخدمها المخرج مع فريق العمل كل منهم له أسلوبه. مثال على ذلك ان نصاً واحداً قد يتناوله المخرج باسلوب مختلف تماماًُ عن مخرج آخر وبالتالي أنا كممثل قد أقدم نفس الشخصية باسلوب مختلف ايضاً.
لكن مايهمني هنا أن أقول اننا في عالم التجريب في المسرح يهمنا في الدرجة الاولى همّ الوطن ومانستطيع تقديمه كفنانين لهذا الوطن الغالي.
اجتهادات فردية
المخرج عماد محمد تحدث عن ملامح التجريب في المسرح العراقي بقوله: التجريب بدأ على أساس انتاج فردي بعروض لمخرجين امثال د. صلاح القصب د. سامي عبدالحميد. في كل مشروع مساحة للتجريب لها خصوصيتها الفردية في التجربة. اعتمد القصب على مسرح الصورة. واعتمد عبدالحميد على المسرح الانتقائي. لاتوجد مشتركات (كل فنان له رؤاه الخاصة) ونجحوا نجاحاً باهرا ليس على مستوى العراق فقط بل على المستوى العربي. لكن النتاج التجريبي بقي فردياً حتى الآن. ولو تحدثت انا عن تجربتي؛ حاولت ان اصهر اكثر من تجربة وكان هدفي هو تأسيس هوية لسمات مسرح عراقي خاص به مشتركات بالتجربة على مستوى النص والموروث والجسد (الممثل). احاول أن اجمع هذه المشتركات لانني استفدت من المسرح الانتقائي وعملت فيه، كما قدمت في مسرحياتي ((عودة اشيلوس)) و((البيادق)) و((مكانك ايها السيد)) هذه التجارب الثلاث التي قدمتها اعتمادا على استفادتي من نماذج الحالة التجريبية المختلفة لاقدم او أساهم بتأسيس مسرح عراقي يعتمد على تجارب السابقين كما قلت اضافة للفنان قاسم محمد لتقديم الموروث الجسدي الحديث والحركة التي ترتكز عليها الحداثة. باختصار اقول اننا نستفيد من تجارب الآخرين ونقدم اعمالنا التجريبية ليستفيد الآخرون ايضا. اود ان اكرر ان كل التجارب في المسرح العراقي هي تجارب معروفة وناجحة لكنها فردية لم تجتمع تحت هوية واحدة. والسبب في هذا عدم التواصل بين الاجيال المختلفة باستثناء الفنان سامي عبدالحميد الذي استطاع ان يتواصل في المسرح التجريبي مع كل الاجيال ولم ينقطع عن المسيرة فقد استطاع ان يؤسس سمة تجريبية حقيقية على مستوى النص والمكان والبحث عن التجريب على كل عناصر العرض، المكانية، النص الممثل. لذا اعتبره استاذي الاول.
ممازجة النصار
لو تحدثنا عن ملامح التجريب في المسرح العراقي فاراه ليس جديدا بمفهوم الجديد هكذا بدأ الحديث الفنان المخرج كاظم النصار حيث تابع قوله: أعتقد أن اللحظة الفاصلة وإحداث الحداثة تمت في منتصف الثمانينيات وتحديدا في عروض صلاح القصب وسامي عبدالحميد وفاضل خليل وعادل كريم، ليتبعهم بعد ذلك عزيز خيون وناجي عبدالامير واغلب هؤلاء عملوا على المشهدية والبصر، اضافة الى بعض المخرجين في الخارج كجواد الاسدي. ولكل منهم خصوصيته في عالم التجريب. لو تحدثت عن تجربتي فسأقول انني مزجت بين تجارب هؤلاء جميعا ووازنت بين المنطوق المتقدم (النص المنحدر من رواية او قصة وليس نصاً مسرحيا) والمنظومة الجمالية والبصرية. واريد أن أذكر شيئاً مهما ان ملمح التجريب ظهر في السبعينيات لكن لم يؤسس له نظريا. واعود الى أعمالي ومنها ((عرس الدم)) و((أرض جو)) ((السحب ترنو إلي)) هذه الاعمال بها كل ارهاصات عالم التجريب لكل الاساتذة السابقين.
ارى ان جيل التسعينيات وبعضهم في الخارج. كانت لهم ملامح واضحة تتميز عما قبلها ومابعدها. هؤلاء ركزوا على المنظومة الجمالية اكثر من المنظومة المنطوقة. لذا يعتبر هذا الجيل وان اختلف اسلوبيا الا انه يشترك في المؤشرات الجمالية. ولاننسى ان التجريب هو مساحة من الحرية تتيح لكل مخرج ان يذهب للاسلوب والمذهب الاخراجي الذي يتناسب مع وعيه ومشاهدته وثقافته وبالمناسبة فان جيل التسعينيات العراقي (وهذا رأي شخصي) هو من أفضل الاجيال المسرحية العراقية ليس على مستوى العراق فقط بل على المستوى العربي حيث يتصدر قائمة الافضلية بجانب المسرح التونسي نظرياً وعملياً. وهذا الجيل اسميه انا جيل الحساسية الجديدة حيث مرت عليه اكثر من كارثة ومع ذلك قدم ابداعاً وتجديدا في عالم التجريب وهذا الجيل هو: (غانم حميد، حيدر منعثر، ناجي كاشي، احمد حسن موسى، باسم منهار، كريم رشيد، كاظم نصار) وكل من حنين مانع وحامد خضر ومحسن الشيخ وهؤلاء انتقلوا الى رحمة الله.
واعتقد ان هؤلاء جميعا قدموا ملامح مختلفة عمن سبقوهم.
أزمة نص
الكاتب قاسم مطرود يتحدث في لقاء مع احدى الصحف العربية عن التجريب في المسرح بقوله: المسرح التجريبي هو ابداع وحداثة ولايمكن ان يكون هناك مسرح بدون التجريب ومن هنا تأتي خصوصية المسرح العراقي الذي يعتبر من أكثر المسارح تجريبيا كون البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي جعلته ينحو نحو التجريب وعن مواصفات النص التجريبي أجاب:
كأنكم تسألون عن السحر. الكثير يقول أن هناك أزمة نص، رغم أن المكتبات العربية غنية جدا بالنصوص المسرحية لكن رغم ذلك نعاني من أزمة نص ذلك ان النص التجريبي في المسرح عليه ان يحمل السحر والغموض والدهشة، فالنص يجب ان يدهش المتلقي بالفكر والبصر واللغة والصورة ثم الصدمة. عندما تتحقق الصدمة والادهاش نكون حتما في منطقة التجريب. ومؤلف النص التجريبي يجب ان يكون له نزوح نحو التجريب ومتحرراً من التابوهات حيث يكون فكره أخاذاً وغير متوقف عند حدود ويسمح لنفسه ان يجرب مع الكثير مما يحيط به وهكذا يولد النص.



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال في بوتقه العنف اللامرئ
- المرأه في حياه الرجل قاعدة أم إستثناء !!!!
- بين الصراحه والخجل
- ملكات الجمال تفخيخ للأعصاب
- وهما أو خيالا حاجتنا للحب بعيدا عنه
- الخصام
- أريده ذكرا !!!
- الفنانه العراقيه تقف بشموخ
- تدخين المرأه بين السرية والعيب !!!!!
- حين يحتفل الرجل بعيد المرأة !!
- المرأة في عيدها ضحكوا عليها وقالوا..!!
- زواج خلف الجدران بين متعة المرأه ومصلحة الرجل !!!!!!
- رجل بين النساء !!!!
- إمرأه من نوع خاص
- الطلاق صك نجاة !!!!!
- الزواج الثاني تهمة للمرأة وهروب الرجل من نفسه !!!!!!
- جسد تحت العباءة !!!!!!
- أحلام زمن القلق
- أخيراً بدأت أفهم !!
- لماذا يكذب الرجال؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - مساحة إبداعية لاجتهادات فردية