أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - مواجهة بين ألجواهري وسهيل إدريس














المزيد.....

مواجهة بين ألجواهري وسهيل إدريس


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 06:20
المحور: الادب والفن
    



في المقال الذي كتبه الأستاذ رواء الجصاني عن ألجواهري الكبير في إحدى مواجهاته الغاضبة وجدت ما يستحق الرد والإضافة ،فالقصيدة موضوعة البحث من الغرر الخوالد في تاريخ الشعر العربي وتلخيص مبدع لما حفل به التاريخ الأدبي من صراع بين الواجهات الشعرية،وللتمهيد لما يريد بدأ الشاعر قصيدته بالتأكيد على انتسابه العراقي بمواجهة الأقاويل التي حاولت نزع هذا الانتماء والتشويش عليه ،ويشير بكل وضوح للصراع المرير الذي خاضه بمواجهة مناوئيه الذين قلبوا له ظهر المجن في كل زمان ومكان وحاولوا بكل الوسائل النيل منه ومن عبقريته الخالدة التي لن تبليها الأيام،وما عانى في حياته الطويلة من آلام ودموع بسب الانتماء ألصميمي للفكر الوطني والصراع الذي خاضه لرفعة الوطن وسموه ،والدفاع المستميت عن شعبه ووقوفه لعقود في مواجهة الأعاصير غير عابئ بما يصيبه من أضرار،وبانتقاله ذكية يعرج إلى الإشارة على ما جبل عليه من نفس أبية تأبى الضيم ولا ترضخ له ومواقفه الخالدة في مواجهة الحكام المستبدين وما ناله جراء ذلك من حيف وظلم، ليصرح وعلى رؤوس الأشهاد رغم الفترة التي يعرف صعوبتها والظروف الحرجة التي يعيشها واحتمالية ما يتعرض له جراء مواقفه التي قد تعرضه لأفدح الأضرار، ويشير بجدارة إلى ما يربطه من علائق مع مالئ الدنيا وشاغل الناس أبي الطيب المتنبي الكوفي الذي ساماه ألجواهري إبداعيا وقرن اسمه بأسمه من قبل النقاد والباحثين ،وهذه القصيدة على ما أرى امتداد لرائعته الرائية التي أنشدها في الحفل المقام لتكريمه بعد عودته من المنفى ومطلعها:
أرح ركابك من أين ومن عثر كفاك جيلان محمولا على خطر
وهي امتداد ورد على قصيدته الأكثر شهرة يا دجلة الخير:
حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين
فقد كان في قصيدة الرائية الكثير من الإحالات على قصيدته يا دجلة الخير،وقد أثارت هذه القصيدة في حينها تحرك الشعراء الموالين للنظام من البعثيين الحاقدين وفرسان شباط الأسود الذي رد عليها أحدهم بقصيدة على نفس الوزن والقافية فيها تهجم على شخص ألجواهري وتذكير بقصيدته الذائعة الرائعة التي يقول فيها:
فضيق الحبل وأشدد من خناقهم فربما كان في أرخائه ضرر

والله لاقتيد زيد بأسم زائدة ولاصطلى عامر والمبتغى عمر
ولا يحضرني الآن نص ما قاله ذلك الشاعر ولم أعثر عليه فيما تحت يدي من أوراق،لذلك كانت السلطة تعمل من وراء الستار وتحرك بعض الأدعياء للنيل منه والتطاول على شاعريته بطرق وأساليب تبدو غير مقصودة بعض الأحيان ,أتذكر يومها كنا نشاهد من خلال التلفزيون وقائع المهرجان،وعندما ألقى ألجواهري قصيدته ووصل إلى المورد التالي الذي يخاطب فيه قالت الشعر ورجال الأدب في محاسبة أو معاتبة على سكوتهم الطويل على ما جرى له:
ويا جديرين بالحسنى مطارحة في كل ما انتقدوا منها وما انتقدوا
لا تغضبوا أن في عتب محاورة وأن في القول إصدار لمن يرد
سبع رمتنا ولم نجرم بقارعة كأننا من رعيل مجرم طردوا
وخلفنا من أحاسيس وأفئدة شتى ملايين فيها الحزن والكمد
تدعوكم أن تذبوا عنهم جنفا يا مسرفين وأن بالحرف يقتصد
فما استدار فم منكم ولا قلم ولا تقطر من بحر الندى ثمد
سبع عجاف وقد كن السمان لكم فيها اللها واللهى والجاه والرغد
وقبل أن ينتقل للمقطع التالي قال بلهجته العراقية المحببة وطريقته في اللفظ السريع (أخونا يوسف إدريس نغزنا) وكان من ضمن المشاركين في المهرجان وقد ألقى كلمة أتهم فيها شيوخ الشعر بالبقاء على القديم ومتزلفا إلى الشباب في شعرهم الجديد ومما قاله وقد آن لكبار الشعراء العموديين ترك الساحة للشعراء الشباب:
وصاحب لي لم أبخسه موهبة وأن مشت بعتاب بيننا برد
نفى عن الشعر أشياخا وأكهلة يزجي بذاك يراعا حبره الحرد
كأنما هو في تصنيفهم حكم وقوله الفصل ميثاق ومستند
وما أراد سوى شيخ بمفرده لكنه خاف منه حين ينفرد
مهلا رويدك لا تبعك موجدة عن الطريق سواء نهجها جدد
بيني وبينك أجيال محكمة على ضمائرها في الحكم يعتمد
إلى أن يقول بعد عدة موارد كلها من العيار العراقي الثقيل في الرد على إدريس ورهطه من المتشاعرين الذين يحاولون النيل منه ويناطحون بقرونهم الطينية:
يا شاتمي وفي كفي غلاصمهم كموسع الليث شتما وهو يزدرد
وعاضضي وفي أفواههم شلل أرخى الشفاه وفي أسنانهم درد
أتلطمون جبين الشمس أن قذيت عيونكم فبها من ضوئها رمد
أم تفرغون مياه البحر أن نضبت حياضكم فهي نزر موحل صرد
يا أبن الركائك والأيام هازئة من ميتين على ما أستفرغوا جمدوا
ما ضر من آمنت دنيا بفكرته أن ضيف صفر إلى أصفار من جحدوا
أن هذه القصيدة تعد من معلقات ألجواهري وخرائد شعره لما فيها من صور رائعة عز مثيلها في ديوان الشعر العربي وتستحق أكثر من دراسة لما فيها من شؤون وشجون حرية بالإشارة والتسجيل عسى أن تسعف الظروف في مرة قادمة لدراسة جوانبها المثيرة وتسليط الضوء على ما فيها من أفكار.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ده عتاب مع ربنا يا إبراهيم)
- الرجل الحديدي محمد حسن مبارك (أبو هشام) 1-2
- الرجل الحديدي محمد حسن مبارك(أبو هشام) 2-2
- رزكار عقراوي ودعوته لوحدة الشيوعيين
- الشهيد جبار جاسم
- الشهيد المناضل جبار جاسم(أبو عبيس) (1-2)
- الشهيد المناضل جبار جاسم (أبو عبيس) (2-2)
- (المربي الأستاذ صاحب يحيي الموسوي))
- (الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)
- (عبد الحسين دريويش أبو شذى)
- ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي محيي الدين - مواجهة بين ألجواهري وسهيل إدريس