أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - الخلط بين السلطات















المزيد.....

الخلط بين السلطات


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن الكتل البرلمانية أو الأحزاب السياسية الحاكمة في العراق تشطب باليسار ما تكتبه باليمين،فقد هللت للدستور وأستفت الشعب عليه وأدارت معركة كبرى لإقراره وفرضته على الآخرين،ولكنها تقوم الآن بالالتفاف على أهم بنوده وهو استقلالية القضاء،والفصل بين السلطات،فالسلطة التشريعية معطلة بشكل كامل ولا تمارس صلاحياتها إلا ضمن حيز ضيق،والقرارات المهمة تتخذ من قبل القادة السياسيين وزعماء الكتل المؤثرين فيما أصطلح عليه بالمطبخ السياسي،اعتمادا على الأثافي الثلاث التي كان عليها جدر سيدنا البهلول،والنواب مجرد دمى متحركة تناقش القوانين وتخلق حولها المشاكل ولا ترى قراراتها النور ،أو لا تكون نافذة إلا بموافقة الزعماء الذين يقررون وعلى ممثلي الشعب التصويت على قراراتهم حتى أن كانت مخالفة لتوجهاتهم،والقضاء العراقي الذي أصدر حكمه العادل بحق قتلة الشعب العراقي،جرى التجاوز عليه بشكل سافر عندما رفض ديوان الرئاسة المصادقة على قرارات الإعدام التي أصدرتها المحكمة الجنائية العليا،رغم أن الدستور لا يعطي للرئاسة الحق بنقض أحكام القضاء وإنما المصادقة عليها بشكل أوتوماتيكي،ويمكن تنفيذها دون المصادقة عليها،مما يعني أن ديوان الرئاسة لا يمتلك الحق القانوني بالتدخل في قراراتها،وبذلك فأن من كتب الدستور هو أول الخارجين عليه،وبالتالي لن تكون للدستور شرعيته في ظل هذه التجاوزات.
والخروج على الدستور يعني الاستهانة بالرأي العام العراقي،وعدم احترام أرادة الشعب،وهو ما بدا واضحا في هذه القرارات،فالشعب العراقي الذي تكبد ملايين الضحايا والمتضررين بسبب ممارسات النظام السابق ،لا يرضى بأقل من عقوبة الإعدام بحق القادة العسكريين الذي كانوا وراء إبادة مئات الألوف من خيرة أبناءه،والتحجج بأن القائد العسكري آلة بيد السلطة الحاكمة،ينفذ أوامرها،ويطبق قراراتها،لا يصمد أمام العقل والنطق،والكثير من قادة الجيش السابقين كان لهم اجتهادهم البعيد عن الأوامر والذي يهدف إلى الحصول على مكارم القيادة وامتيازاتها،ولا زال العراقيون يتذكرون كيف يتبختر سلطان هاشم وزير الدفاع الأسبق أمام الكاميرات بجسده المترهل وهو يتقلد الأوسمة والأنواط وسيوف القادسية وأم المعارك التي منحها له قائده الحبيب، لبطولاته الخارقة في إبادة العراقيين،وكيف منح أرفع الأوسمة بعد قمع انتفاضة آذار الباسلة،وكيف كان حسين التكريتي بجسمه الناحل منفوخا كالطاووس ليداري قصره في استقبالات القيادة العامة للقوات المسلحة،أو عندما يمنح القائد المهزوم جنرالاته أوسمة الخزي والعار،أو عندما يناقشهم في خطط الإبادة الجماعية للعراقيين.
لقد عملنا في العسكرية سنوات طويلة،ولمسنا ما يقوم به ضباط الجيش العراقي وكبار قادته من أعمال مخزية يندى لها الجبين،فهل كانت سرقة نخيل البصرة من قبل قادة الفيالق والفرق والوحدات بإيعاز من القيادة الحكيمة،أم هو اجتهاد منهم بحلية الغنائم الحربية التي أدت إلى تدمير آلاف البساتين والمزارع،وهل كانت سرقة الشعب الكويتي واستلاب معامله ومتاجره وآلياته وتهديم منازله أبان غزو الكويت اجتهادات شرعية أو أخلاق عسكرية أو أوامر حكومية،أن هؤلاء القادة الذين رآهم الشعب أذلاء في قفص الاتهام،كانوا وراء ما أحاق بالشعب من دمار،وما جرى من إعدامات بالجملة وقتل غير مبرر لآلاف العسكريين الذين حاولوا بشكل أو آخر تجنب المشاركة بالحرب أو الابتعاد عن المعارك،وكانت قراراتهم الفورية وراء إعدام الآلاف من الجنود الأبرياء،بل استغلوا مناصبهم العسكرية في سرقة المال العام وفرض الإتاوات على منتسبي الجيش،وهيمنوا على مصانع ومعامل وعمارات باستغلالهم للسلطة،مما يعني أنهم فاقدين للخلق والشرف العسكري الأصيل ،وأنهم مجموعة من القتلة والسفاكين ارتدت ملابس الشرف في غفلة من الزمن،ولم تفكر بمصلحة وطن أو شعب وإنما سعت لما يرضي نهمها وشهوتها العارمة للتسلط والاستبداد.
ولو أحصينا ما لديهم من ضياع وعقارات وعمارات وأموال منقولة أو غير منقولة للمسنا مدى الفساد الذي كان يمارسه هؤلاء،وما حصلوا عليه جراء خدماتهم المقدمة للسلطة،وكان بإمكانهم تجنب المشاركة في القتل والدمار كما كان حال غيرهم من العسكريين الذين فضلوا الانزواء في المواقع الخلفية وعدم المشاركة المباشرة في عمليات القتل والإبادة، ولكنهم كانوا من الراقصين في الجوقة الصدامية،والعاملين لتحقيق مقاصدها،وبذلك فأن جزائهم لا يختلف عن الجزاء المحيق بقائدهم،الذي أذلهم وعاملهم معاملة القرود،وهم يهزجون ويرقصون وينفذون أوامره،بل يزيدون عليها أملا بالحصول على المكاسب والامتيازات.
أن قادة الجيش يتحملون جزء من المسؤولية أن لم كن أكثرها،لارتكابهم الكثير من الجرائم التي لا تدخل تحت باب الأوامر،والدليل أن آلاف الضباط أحيلوا على التقاعد أو حرموا من الامتيازات والترقيات،أو نقلوا إلى الخطوط الأمامية،أو أعدموا رميا بالرصاص من قبل هؤلاء الذين يدعون اليوم أنهم حملان وديعة تنفذ الأوامر الصادرة إليها،ولو كانوا رجالا يستحقون الحياة لعارضوا أو تهاونوا في تنفيذها،أسوة بإخوانهم الذين حاولوا الانقلاب على النظام المقبور وإسقاطه ،وتحملوا أنواع العذاب النفسي والبدني ومنهم من أكلته كلاب صدام المتوحشة لأنهم يمتلكون شيء من الضمير والشرف العسكري الذي جعلهم ينظرون إلى الوراء قليلا ويحاولون خلاص شعبهم من جبار عنيد،فيما ظلت الزمر المجرمة أمثال سلطان والتكريتي والسامرائي ومن لف لفهم من أذناب السلطة المقبورة لصيقين به حتى ساعاته الأخيرة،مما يعني أيمانهم بتوجهاته وقناعتهم بآرائه،فحق عليهم أن يعاملوا معاملة المجرمين،وإلا هل يعقل أن يكون مدير الاستخبارات العسكرية أو المخابرات العامة وفيق السامرائي حملا وديعا ليضعه صدام في هذا الموقع الحساس،ألم يشارك السامرائي هذا في حملات الإبادة للشعب الكردي والعربي في انتفاضة آذار الباسلة،وهل كان يوزع الورود والحلوى على المعتقلين في مديريته القذرة التي قتل عشرات الألوف في أقبيتها بأشرافه وأشراف معاونيه.
والعتب كل العتب على القادة الكورد الذين تنكروا لشعبهم وتنكروا لمن أوصلهم إلى كراسي الحكم الوثيرة،ليكونوا في مقدمة الداعين لتبرئة هؤلاء المجرمين،وأن تكون مواقف رئيس الجمهورية جلال طالباني لا تعبر عن مبدأ وطني سليم،وإنما تدل على ضعف وتراخ في التعامل مع القتلة والمجرمين لأسباب كثيرة يعرفها الكثيرون ممن خبروا تأريخه الحافل بالمتناقضات،وإلا كيف له أن يجعل مستشاره الأمني قاتل الشعب الكردي والعربي في العهد الصدامي ،وهل يعتقد سيادته بتوبة أبن أوى عن أكل الدجاج.
نعم لقادة العراق التنازل عن حقوقهم الشخصية،ولكن لم يمنحهم أحد الحق بالتنازل عن حقوق الآخرين،وعلى الجميع العودة لرأي الشعب في تقرير الأمور المصيرية،وأن يأخذ القانون طريقه السليم،وعدم الاستهانة بالجماهير،فهذه الجماهير قادرة على التغيير وأن طال الزمن.





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
- حمزة عبد الرضا الغريباي
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
- محطات من حياة الراحل معن جواد(8)
- حول عودة الملكية للعراق - القسم الأول
- (روح فهم أحمد أغا)
- (احتلال الأرصفة والشوارع)
- مقدمة لكتابي حكايات أبي زاهد


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - الخلط بين السلطات