أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - هزمتك يا موت الفنون جميعها .. هزمتك يا موت الأغاني














المزيد.....

هزمتك يا موت الفنون جميعها .. هزمتك يا موت الأغاني


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 04:38
المحور: الادب والفن
    


إذا كان شاعرنا الكبير محمود درويش قد تحدى الموت أن يهزم الفن ..؟! فهل يمكن لشعبنا أن يتحدى الموت بأن يصنع فنونا ، وتراثا لن يموت نودعه لأجيالنا اللاحقة جيلا وراء جيل ..؟ وهل يمكن للفن أن يعوضنا عن القليل من همومنا ومعاناتنا في غزة ..؟ نعم ! مثلما أبدع جدودنا وأهالينا في صناعة فنونهم وفولكلورنا الشعبي الذي ورثونا إياه .. نحفظه ونطوره ، نزيده ونغنيه بما يلائم مرحلتنا .. خذ مثالا : كيف حول جدودنا معاناتهم وعذاباتهم وقت الحصاد لأغانٍ وأهازيجٍ تبعث في النفس الفرح والسعادة لتنسيهم تعبهم وألمهم القاسيين ، وكذلك أنظر للبحارة كيف أغانيهم وأهازيجهم في البحر تستنفر قوتهم الكامنة ليجروا بها شباكهم الثقيلة التي يجرونها الآن بالونشات الميكانيكية .. أنظر لنساء وصبايا فلسطين الخالدات كيف صنعن من ملابسنا وفراشنا منمنمات ومطرزات مازالت بهية حتى يومنا هذا وزخرفتهن تخلب العقول .. وكيف صنعن من أبسط الأشياء في الطبيعة أدوات ساهمت في رقي الإنسان وتحضره ، أنظر إلى خالدات فلسطين كيف ابتدعن أغان لكل مناسبة سواء للفرح ، أو للحزن ! أغان للعرس بكل طقوسه .. للخطوبة وليلة الحناء وصباحية العروسين .. المهاهاة التي تتبعها الزغاريد ، أغان للنجاح وأغان للطهور وأغان للعودة من الحج وأغان للمولود الجديد وأغان للمناسبات الوطنية والموسمية .. حتى الموت كانت له أغان حزينة ذات شجن خاص ..
في الأسبوع الفارط كدت أموت قهرا وكبتا من زحمة الهموم وحالة اليأس والإحباط والاكتئاب التي يمر بها شعبنا الذي فقد كل تلك الفنون ولم يعد يذكر منها إللقليل .. في ليلة خطفني بعض الأصدقاء .. كانوا قد أعدوا لأمسية من الألحان والأغان ، كانوا يعانون مثلي .. فسرقوا من الوقت الكئيب ساعة للفرح ..! كانت كافية لعلاج الروح المكسورة .. في باحة صغيرة وسط أشجار البرتقال وعبق زهور الربيع تغمرنا جميعا .. الأستاذ عبد الله وصديقنا فاخر تبادلا العزف على العود .. الأستاذ عبد الله من مريدي الشيخ إمام عيسى ويحفظ أغانيه لحنا وعزفا عن ظهر قلب ، بالإضافة إلى أغان لفيروز ومارسيل خليفة ؛ أما الشاب فاخر فكانت تغمره الرومانسية إذ لم يفارق أغان عبد الحليم حافظ .. سعيدة تلك اللحظات التي قضيناها مع أغاني الشيخ إمام .. كنا نردد معا : شيد قصورك ع المزارع من كدنا وعمل إيدينا .. والخمارات جنب المصانع والسجن مطرح الجنينة ، وافلت كلابك في الشوارع ، واقفل زنازينك علينا ... وأغنية دلي الشكارة ، وأغنية عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول ، وأغنية أبجد هوز حطي كلمن .. افتح صفحة امسك قلم .. أكتب زي الناس ما بتنطق ... أما العازف الشاب فقد أطربنا بأغنية جانا الهوا ، وأغنية جبار ، وأغنية كامل الأوصاف ، وأغنية يا ولدي قد مات شهيدا ، وأغنية فاتت جنبنا ... مضى نصف الليل ونحن نردد الألحان الجميلة .. لم يكن معنا سوى نور القمر الذي كان يحرسنا في ليلة من ليال الربيع الرائعة ..
في أربعينات القرن الماضي حاصر الألمان مدينة ليننجراد الروسية أكثر من أربعمائة يوما ، كانت المدافع الألمانية تحف المدينة من كل صوب ، قتل من سكانها أكثر من سبعمائة ألف من البشر نتيجة الجوع والمرض .. مع ذلك كانت الأوبرا الروسية تصدح أقوى من مدافعهم .. مات هتلر وانهزمت ألمانيا ، لم يمت الفن الروسي ، ولم تمت ليننجراد ...إذا كنت تعيش في غزة فلن تسمع أغنية عاطفية مهما كانت .. أو حتى أغان الثورة القديمة لن تسمعها .. أغاني فرقة العاشقين سرقت ألحانها وزيفت بما يروق للمخبولين الذين يجهلون الفن وقيمته وأثره على النفس البشرية ، وكذلك قيمته في حفظ التراث الإنساني ... لا يريدون لنا الحياة ..! لوثوا كل شيء جميل وإنساني في حياتنا .. إذا كنا نقاتل ونقاوم من أجل الإنسان الذي نقمع حريته ونقتل إبداعاته .. صار القتال والموت هو الغاية ، لم يعد للفنانين والمثقفين أي جمهور .. أصبحوا يتغنون بأنفسهم ويكتبون لذاتهم .. عفوا يا سيدي يا " محمود درويش " في غزة هزم الفن وانتصر الموت ..!



#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطاع غزة قطاع لليأس والموت ..؟!
- قراءة سريعة لنتائج امتحانات الفصل الأول لمدارس وكالة الغوث ف ...
- أين اليسار الفلسطيني ..؟؟
- لماذا حذفت الفلسفة والمنطق من المنهاج الفلسطيني ؟؟
- غزة والبحث عن المفقود ..؟
- حصار السلام ..؟!
- انقلاب حماس هدفه تدمير الديمقراطية وعدم إقامة دولة فلسطينية
- حركة حماس .. وكهف أفلاطون !؟
- سيمفونية الحج رواية
- ليلة حلم في فضائية ( LBC )
- من عرفات وغزة ..!
- يا شعبي في غزة ..!
- يا حماس ويا فتح ويا كل التنظيمات : ابتعدوا عن أطفالنا ..!
- المهاجرون المصريون والعرب إلى إسرائيل ؟!
- بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟! ( 2 ...
- بين فلسفة المقاومة وصراع التنظيمات الفلسطينية المسلحة ؟!
- خطاب السيد هنية سرد صحفي وديماغوجي وتغييب لوعي الجماهير
- عندما يفلت المجرمون من العقاب يصبح كل الوطن مستباحا ؟؟
- للنساء فقط ..!
- إسرائيل ونظرية الزمن ؟؟


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم عليان - هزمتك يا موت الفنون جميعها .. هزمتك يا موت الأغاني