أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - قطب سياسي















المزيد.....

قطب سياسي


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 08:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شاهدت تسجيلا للحديث الذي أجرته مؤخرا احدي القنوات الفضائية المصرية . برنامج " العاشرة مساء " تقديم المذيعة اللامعة " مني الشاذلي " - مع القطب السياسي المصري دكتور رفعت السعيد . رئيس حزب التجمع .
والدكتور رفعت السعيد مفكر ومؤرخ سياسي أكثر من رائع بالاضافة لكونه مناضلا سياسيا .
وما أجمل أن يصل لقمة السلطة في بلد ما : مفكر . لا طيار حربي .. .. فشتان وشتان ..
وأعتقد أن رفعت السعيد المفكر والمؤرخ . سوف يكون أبقي وأقيم من رفعت السعيد السياسي ..
عندما كتب رفعت السعيد المؤرخ اليساري عن " سعد زعلول " و " مصطفي النحاس " - الزعيمان الوطنيان الكبيران - رغم الاختلاف الايديولوجي السياسي بينه وبينهما . كتب بامانة شديدة وأعطاهما ما يستحقان من الاحترام .
كنت اتمني من رفعت السعيد المفكر والمؤرخ أن يضرب مثلا للحياة السياسية في مصر ولاعضاء حزبه في الديموقراطية والتعفف السياسي . بأن يفسح المجال للقيادات الشابة لتتولي رئاسة الحزب ويرجع هو للصفوف الخلفية لخدمة الحزب وتقديم خبراته كأب و جد لاعضاء الحزب.. وأن يسن سنة ديموقراطية لحزبه - ومثال لباقي الاحزاب المصرية – بألا يبقي أحد في منصب قيادي سوي ما يعادل مدتين انتخابيتين فقط ويفسح المجال لغيره من تلقاء نفسه دون الالتفات الي أية عوامل حقيقية أو مصطنعة تدعوه لمواصلة البقاء في المنصب .. ولكنه مع الأسف لم يفعل . وان كان الأستاذ خالد محيي الدين نفسه لم يفعل ذلك واستمر زعيما للحزب لمدة ربع قرن من الزمان ولم يترك المنصب الا ربما مللا وربما لعامل الشيخوخة .. رغم أنه كان من الضباط القليلين زملاء عبد الناصر الذين طالبوا بالديموقراطية .. واستبعده عبد الناصر عن السلطة لهذا السبب ..
الا أنني كنت أتمني أن يفعلها المفكر والمؤرخ رفعت السعيد مادم الضابط - خالد محيي الدين – لم يفعلها ولا لوم عليه كثيرا فهو ضابط كباقي زملائه ضباط حركة 23 يوليو 1952 وان كان أطهرهم وانبلهم وممن طالبوا بالديموقراطية منذ بداية الحركة ..الا أن المفكر و المؤرخ لم يفعلها وتشبث بزعامة الحزب وخاض الصراع علي الزعامة مع شباب الحزب وضن عليهم بمنحهم الفرصة لادخال دماء جديدة علي حزب اسمه التقدمي .. ( التجمع الوطني التقدمي ) ..
وقد دهشت عندما لاحظت أن رفعت السعيد الذي ربما أكمل أو اقترب من عامه الثمانين ( اعرف أنه قير نحيل ضئيل الحجم ) .. لا يزال كما هو عملاق الشخصية رغم ضآلة حجمه . ولا يزال صوته صافيا ونافذا وذهنه متوقدا وحديثه متدفقا دقيقا سديدا .. ولم يبد عليه اي اجهاد أثناء الحديث مما بمكن أن يبدو علي من بلغوا هذا العمر .. فاللهم لا حسد ونتمني له دوام الصحة ..
وقد راجعته الأستاذة " مني الشاذلي " – مقدمة البرنامج – عندما أراد ضرب مثل فقال لو واحد اشتري بخمسة تعريفة .. " هنا قالت له لا توجد تعريفة الآن - والتعريفة كانت من وحدات الجنيه المصري اختفت من حوالي 20 سنة حسبما اتذكر لانعدام قيمتها الشرائية .. واستغربت كيف أن رئيس حزب الطبقة العاملة لا يعرف ذلك ؟!
فعاد دكتور رفعت . ليقول مصححا كلامه " لو واد أخد ريال واشتري به 4 ارغفة .. "
ومبلغ علمي أن الريال الآن لا يشتري رغيفا واحدا ! وهو ما أكده لي صديق كان في زيارة لمصر من شهور قليلة أن الرغيف الواحد ثمنه يزيد عن الريال الذي تكلم عنه دكتور رفعت السعيد !! بربع جنيه الرغيف الواحد .. ألا يعرف ذلك رئيس حزب التجمع الذي يضم اليساريين الاشتراكيين ؟! يبدو هكذا أن معلوماته عن ثمن رغيف الخبز توقفت عند سنوات مضت ... لك الله يا شعب مصر ..!
وفي حديثه عن معارضة السلطة وسياستها الفاشلة التي تنقل مصر من حضيض لحضيض أسفل منه ..! تكلم عن انتقاده بشدة سياسة حكومة دكتور نظيف رئيس الوزراء .. .. ونحن نستاذن مفكرنا ومؤرخنا ، والسياسي الكبير في أن نساله : ولماذا تلوم حكومة دكتور نظيف يا دكتور رفعت ؟ لماذا ؟ !
لن اذكرك بأنك سبق أن لمت وانتقدت الحكومة السابقة لها والحكومة الأسبق .. بل ساذكر بانتقاد حاد لك لحكومة سبقت الحكومات الثلاثة الاخيرة !! انها حكومة السيد / كمال حسن علي - الذي كان وزيرا للدفاع ثم عينه مبارك في عزبته – مصر ! – وزيرا للخارجية ثم أسند اليه رئاسة الحكومة ! – رئيسا للوزراء – ولم يكن اقل فشلا من رئيس الوزراء الذي جاء بعده ولا من جاء بعده وحتي رئيس الوزراء الحالي دكتور نظيف .. أذكرك بعنوان مقال كتبته بسخرية حادة من رئيس الحكومة الأسبق من الاسبق ! " كمال حسن علي " اذ كان عنوان مقالك " السيد / كلام حسن علي " أبدلت اسم رئيس الحكومة ب كلام بدلا من كمال .. الي هذا الحد ولكن كل من جاءوا بعده كانوا أسوأ منه فلماذا تنتقد رؤساء الحكومات وأنت تعرف أن كل هؤلاء الفاشلين في قيادة البلاد انما تخصص ويحتكر اختيارهم رجل واحد أنت تعرف اسمه وهو " الطيار الحربي محمد حسني مبارك " ؟؟!!!
ولو أنك وباقي المعارضة قد طالبتم حسني مبارك مباشرة بترك السلطة . وباصرار . وبان يكون رئيس الوزراء بالانتخابات العامة . وعلي مبارك احترام مبدأ تداول السلطة . ولو أنك يا دكتور رفعت قد فعلت في حزبك مبدأ تداول المنصب وتركت لغيرك فرصة تولي منصب امانة الحزب و رئاسة الحزب .. أنت وباقي أحزاب المعارضة لربما حال ذلك دون انحدار حال البلاد الي الهوة السحيقة التي انحدرت اليها ..
قابلت دكتور رفعت السعيد في النصف الأول من التسعينيات الماضية – تقريبا - عندما انتهيت من تأليف كتاب سياسي بعنوان " الايدز في مصر " . لأعرض عليه هذا الكتاب أملا في أن يتحمس حزب التجمع لطباعته بمعرفته فيعفيني من تحمل نفقات كان من الصعب علي تحملها بمفردي في حينها .. ( ولم أكن عضوا بالحزب ولا بأي حزب سياسي آخر )
قابلني باستعجال وأخذ مني الكتاب – مكتوبا علي الآلة الكاتبة - قلت له فقط انني أريد أن أعرف رأيه في الكتاب . وو عدني بأن يتم ذلك بعد أسبوع . حتي يكون قد قرأه ..
وبعد أسبوع ذهبت لمقابلته . فقابلني هذه المرة بحفاوة واهتمام .. ودعاني للجلوس بمكتبه . و طلب لي مشروبا . .. جلست وكان معه عدد من الزوار لا أعرفهم . ان كانوا أعضاء بالحزب أم غير ذلك .. ثم قال : كتابك من الصعب نشره بمصر ..
ثم استطرد : ليس لأن به عيب لا لا .. لا عيب فيه بل العكس ، والتكنيك ( ثم رفع يديه لأعلي .. معبرا عما يقصد ) .. ولكن لا يمكن نشره في مصر ..
وهنا أثار فضول الحضور معه بالمكتب فسألوه : ليه يا دكتور رفعت ؟! ..
فقال لهم وهو يشير الي ويضحك : واحد بيكتب وكأنه قاعد في باريس موش في مصر ..! بيكتب وهو رامي وراء ظهره تماما كل محاذيرالتعبير و كل محاذير الطباعة والنشر هنا في مصر . ويكتب ...!
فقلت له : طيب والحل ؟!
فقال لي نصيحة كلما تذكرتها أضحك .. خاصة وأن تلك النصيحة ساقها لي رفعت السعيد . نقلا عن الكاتب والصحفي المصري الراحل الشهير " مصطفي أمين " ..! وهما نقيضان في الفكر .. !
فما هي نصيحة مصطفي أمين ؟!
حكي لي دكتور رفعت أنه في بدايات استلام ضباط 23 يوليو 1952 الحكم بقيادة عبد الناصر تولي الأستاذ " خالد محيي الدين " . الاشراف علي جريدة الأخبار وعمل " رفعت السعيد " كاتبا بالجريدة و كانوا قد أبقوا علي " مصطفي أمين " رئيسا للتحرير .
حينها كتب " رفعت السعيد " مقالا للجريدة . وبالطبع عرض علي رئيس التحرير – مصطفي أمين " الذي استدعي "رفعت السعيد " . ونصحه . لكي لا يعرض نفسه لما لا تحمد عقباه ولكي يمكن نشر المقال وتمريره بسلام : أن يعيد كتابة ذاك المقال عشر مرات .. .. ..!
كانت تلك نصيحته لي وأضاف : خسارة ألا ينشر هذا الكتاب ..
فهززت رأسي . وشكرته وأخذت كتابي وانصرفت ، وانا عندي قناعة بأنني لو اعدت كتابة ذاك الكتاب مرة واحدة فقط . فنفسي لن تطاوعني في كتابة اسمي عليه كمؤلف . .. وأن الخسارة هي في اعادة كتابته . حيث لن تكون له فائدة . وأري فائدته في نشره كما هو ..
وبعد أيام . كانت ظروفي المالية وقتها لا تسمح بطباعته علي نفقتي وخشيت عليه الضياع أو وقوعه تحت يد السلطات لو تعرضت لتفتيش مفاجيء فأفقده ( كما فقدت مسرحية - مسودة – عندما اقتحموا منزلي عام 2000 وصادروا النسخة الوحيدة التي كانت لدي . ضمن ما صادروه -. وتلك فجيعة للكاتب كفجيعة أب اختطف منه ابنه ) .
لذا فقد قمت بالحصول علي رقم ايداع بدار المحفوظات القومية وتصوير عدد قليل لتسليمه للحفظ .
وهكذا كان مصير كتابنا السياسي " الايدز في مصر " بينما الايدز السياسي في مصر – الفساد الشامل - حولها الآن الي درجة عدم قدرة الشعب علي الحصول علي رغيف الخبز الحاف – السيء المواصفات ! – وعدم الحصول علي ماء للشرب غير ملوث .. و حالة غليان بين كل فئات الشعب بسبب الرواتب والأجور التي لا تكفي أمام غلاء متوحش .. و .. و .. الخ .
أقول للدكتور رفعت السعيد : قرات في مكنبة السجن كتابك " التنوير من ثقب ابرة " وفهمت علي اي كتاب وعلي اي كاتب كنت ترد في كتابك هذا وعمن أخذت هذا التعبير الذي جعلته عنوانا لكتابك " التنوير من ثقب ابرة " . وان لم تذكر الاسماء . شكرا .
لم أفاجا بصدور كتابكم هذا بالرد بقدر ما فوجئت بسرعة الطباعة والنشر – مطبوعات مكتبة الاسرة - .
انني أقدر جدا دكتور رفعت السعيد المفكر والمؤرخ . وأطالبه بتخيير رفعت السعيد السياسي بأحد أمرين : اما أن يتصرف في السياسة بما يتفق وبما يليق و " رفعت السعيد " المفكر والمؤرخ .. واما أن يقطع علاقته بالسياسة ..



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن سهل . وليس علما يحتاج لمتخصصين .
- مقال في السياسة / و الباحثون عن الهوس الديني يبتعدون
- طبيخ ماما / بمناسبة عيد الام
- تسيس الفكر افساد للسياسة
- بانوراما - الناس والحرية – 6
- قناة الجزيرة وفيصل القاسم
- وزراء الدفاع . عن الفساد والمفسدين!
- بانوراما - الناس والحرية - 4
- لماذا امجاد يا عرب .؟! وأين سنغافورة ؟!
- الي غوغاء الامة . وسوقتها الأعزاء
- وزراء الاعتام والحكام . ووثيقتهم ال …!
- ليزا .. / وحق مهضوم للمرأة بالغرب!
- فكرة لمقدمي البرامج بالفضائيات
- ماما شادية – الفنانة العظيمة – عيد ميلاد سعيد
- نوادر بوكاسا ( مسرحية ) - الحلقة 6
- تطبيق الشريعة علي الفقراء بالسعودية ! والثروة للأمراء!
- بانوراما - الناس والحرية - 5
- بانوراما - الناس والحرية – 2
- طبيخ الملائكة
- ..وسعوديون يسعون للنور والحرية والحداثة!


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - صلاح الدين محسن - قطب سياسي