أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام السامعي - موسم العاطفة الدينية














المزيد.....

موسم العاطفة الدينية


هشام السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أدري لماذا تصر الصحف الأوروبية على استثارة شعوب هي تعلم أنها لا تجيد غير الصراخ والشجب والتنديد .
إنه موسم العاطفة الدينية , موسم القضية الكبرى , موسم الشجب والتنديد والاستنكار والتهديد الباهت .
ترى لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم موجوداً الآن في زمننا هذا هل كان سيرضى بحالنا هذا , هل كان سيقتنع أن نشر هذه الرسوم هي القضية الكبرى للشعوب العربية والإسلامية , الشعوب العربية التي تستورد كثير من حاجياتها من دول أوروبا , من الدنمارك التي تصدر لنا الحليب الذي تنمو معه الأجيال , الجبنة التي تزين طعامنا وتمنح أجسادنا نعجز أن ننتجها نحن لكي نحافظ على قوة أجسادنا , إنه موسم الصراخ العظيم , موسم المنابر التي ستضج بالدعاء بالهلاك والدمار على دول أوروبا واليهود والنصارى , واللهم يتم أطفالهم وأرمل نسائهم .
مع أشد أسفي على الطريقة المستفزة التي تم فيها إعادة نشر هذه الرسوم , ومع حزني الشديد على رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوان المحبة والتسامح والسلام , إلا أني أأسف كذلك على الشركات التي ستتضرر مصالحها من هذه الحملة وهي لا علاقة لها بنشر هذه الرسوم بل وربما تكون بعضها غير راضية عن نشر هذه الرسوم ولا ذنب لها سوى أن شعوباً عاجزة عن تمثيل قوة للانتصار لذاتها والانتصار لمقدساتها وجدت في خيار مقاطعة منتجاتها الحل الذي ستردع به من تسول له نفسه النيل من كرامة هذه الشعوب , أسفي على كل المسلمين المقيمين في أوروبا والدانمارك تحديداً الذين سيعانون كثيراً بسبب المضايقات التي ربما تحدث لهم بسبب تعرقل مصالحهم في حال برزت أمراض التعصب الديني من قبل الآخرين .
إنها عقلية المدينة المغلقة , عقلية القوة البوليسية التي بقدرتها أن تطبق السماء فوق رؤوس الجميع , هذه العقلية هي التي تنادي بإغلاق الصحف التي نشرت وأعادت نشر هذه الرسوم , العقلية الغير قادرة على مواجهة القوة الإعلامية بقوة إعلامية مقابلة , العقلية الغير قادرة على تأمين أبرز حاجياتها ورغم ذلك تظاهر أنها ستقاطع هذه الأساسيات .
بربكم كيف يمكن أن نتخيل بيت أحد أباطرة الأنظمة الحاكمة وبيته خالياً من " جبنة لورباك , أو حليب دانوا أو أنكور " كيف نتخيل أن أحد أثرياء البلدان العربية يصحو من نومه ويخلو فطوره من الزبدة والمايونيز , بربكم يكفي إستخفاف بعواطفنا فالرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من أن يصبح قضية عاطفية تستغلها الأنظمة القمعية للاستخفاف بشعوبها .
مقطع من قصيدة للشاعر عبدالله البردوني " بشرى النبوة "
مضى إلى الفتح لا بغيـا ولا طمعـا = لكـن حنـانـا وتطهـيـرا لأوزار
فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا = عـدلا تـدبـره أفـكـار أحــرار
يا قاتل الظلم صالـت هاهنـا وهنـا = فظايع أيـن منهـا زنـدك الـواري



#هشام_السامعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزعيم يشتي يفرح
- مارسيل خليفة
- أشياء تهمني وتعني بي !!
- الشراكة تحت مُبرر الوحدة !!
- خطاب قصير للتاريخ !!
- حتى لا تصبح - ثورة مغدورة -
- البحث عن وطن أوسع من حدود القبيلة
- وحدة زائفة المعنى , مطالب بتمزيق زائف أيضا
- بغباء جديد / الديني نداً للسياسي
- لاتسرف بالكذب ولو كنت حاكم شعب عرطة !!
- بطلوا جنان !!
- يعلم الله أين !!
- ثلاثة عقود والأزمة تتجدد والنظام ذاته .
- إذا غريمك الدكتور أو المعلم !!
- القليل من الثرثرة !!
- حماس الخطيئة التي أوصدت أبواب المشروع الإسلامي !!
- الإصلاَحيون .. وفِقَه الضّرورةَ !!
- حول إشكالية غياب مشروع الدولة المدنية في اليمن / (1) القبيلة
- التمرد ضد / التمرد مع : كلنا مُتمردون
- رمل يتأبط شجرا البن !!


المزيد.....




- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط -حسم- الإخوانية لإحياء الإرهاب ...
- الرئاسة الروحية للدروز تطالب بسحب -قوات دمشق- من السويداء
- الاحتلال يسرع السيطرة على المسجد الإبراهيمي


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام السامعي - موسم العاطفة الدينية