أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام السامعي - الزعيم يشتي يفرح














المزيد.....

الزعيم يشتي يفرح


هشام السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 04:10
المحور: كتابات ساخرة
    


أحياناً عندما يصاب الإنسان بالاكتئاب يحاول جاهداً أن يبحث له عن أي وسيلة تبعث في نفسه البهجة وتشعره بالفرح وإن للحظات فالقليل منها أفضل من الكآبة المتوحشة .
ربما هذا هو السبب الذي جعل رئيس الجمهورية يعتمد كل تلك المهرجانات والحفلات من أعياد وطنية وحفلات زفاف وحتى موالد , المهم أن يخرج من شعور الكآبة الذي يحيط برجال السياسة عادةً .
هذه المرة تبدو الكآبة أكثر عمقاً في نفسية الزعيم , فزيارته لألمانيا حتماً مثلت لديه صدمة نفسية ربما لن تزول سريعاً , ألمانيا التي توحد شرقها بغربها في نفس العام الذي توحد فيه شمال اليمن مع جنوبه مع فارق أنه من الكفر المقارنة بين المشروعين , ألمانيا التي كان يعقد عليها سيادته أملاً كبيراً بتقديم دعم يخرج البلد والرئيس من ورطة كبيرة ومن كارثة باتت رؤى العين , وهو ما جعله يحشد كل تلك الملايين لمهرجان الحسينية , رغم علمنا أن المهرجان السنوي عادةً لا يصاحبه كل تلك البهرجة والزينة وحفلات الزار , كل ذلك لكي يروح عن نفسه قليلاً علها تنسيه أو تقلل من أثر الصدمة التي واجهته بها ألمانيا .
هكذا تحملنا دائماً ذهنية الزعيم الملهم أثقال البحث المستمر عن وسائل جديدة ومناسبات لكي تسعد الزعيم , لكي تبعد عنه لحظات الكآبة التي لا تزول من حياته المليئة بالأحزان , لكي لا يشعر الزعيم أنه الأكثر بؤساً في شعب يعكس البؤس صورته .
على عكس ما كان يتوقع الكثيرين عاد فخامته ممتلئاً برغبة قديمة متجذرة في البروز كقائد حقق لشعبه ما عجزت عنه قوى الغيب والباهوت وابن علوان , عاد ليلوح بيده للجماهير التي احتشدت أمام منصته جائعة حلمها العظيم أن يمن عليها فخامته ببعض عطاياه , عاد ليضع رجلاً على رجل يستمتع بالعروض التي تقدمها الجماهير الطائعة وأباطرة حكمه يحيطون به من كل جانب , عاد ليمارس هوايته في التجوال بينما تصدح حناجر الفقراء والجوعى بعبارات الفداء والتقديس , الكثير توقع أن عودته الأخيرة محملاً بالخيبات ستحدث حراكاً وتغييراً في عقلية إدارة الحكم , لكن أزمة الظهور كقائد ملهم وزعيم فذ كانت هي التي حضرت بكل تضخمها .
هكذا سيظل الشعب يدفع ثمن بؤسه الذي يؤثر في نفسية الزعيم فيجعله ينفق الملايين على حفلات تبعد عنه هذا البؤس , سيظل الشعب يتجرع الأحزان طالما وهو يشعر الزعيم بمرارتها , فالقليل من البؤس أيتها الجماهير , القليل من الحزن فالزعيم نفسيته مرهفة والبنك المركزي قوائمه المالية مرهفة أيضاً .
مقطع من قصيدة البردوني " ليالي الجائعين "
فكأن جيراني جراح تحتسي ري الأسى من أدمعي ودمائي
ناموا على البلوى وأغفى عنهمو عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم وأشقاني بهم وأحسني بشقائهم وشقائي



#هشام_السامعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارسيل خليفة
- أشياء تهمني وتعني بي !!
- الشراكة تحت مُبرر الوحدة !!
- خطاب قصير للتاريخ !!
- حتى لا تصبح - ثورة مغدورة -
- البحث عن وطن أوسع من حدود القبيلة
- وحدة زائفة المعنى , مطالب بتمزيق زائف أيضا
- بغباء جديد / الديني نداً للسياسي
- لاتسرف بالكذب ولو كنت حاكم شعب عرطة !!
- بطلوا جنان !!
- يعلم الله أين !!
- ثلاثة عقود والأزمة تتجدد والنظام ذاته .
- إذا غريمك الدكتور أو المعلم !!
- القليل من الثرثرة !!
- حماس الخطيئة التي أوصدت أبواب المشروع الإسلامي !!
- الإصلاَحيون .. وفِقَه الضّرورةَ !!
- حول إشكالية غياب مشروع الدولة المدنية في اليمن / (1) القبيلة
- التمرد ضد / التمرد مع : كلنا مُتمردون
- رمل يتأبط شجرا البن !!
- بكاء بين يدي / كائنات الشوق الآخر


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام السامعي - الزعيم يشتي يفرح