أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام السامعي - حماس الخطيئة التي أوصدت أبواب المشروع الإسلامي !!














المزيد.....

حماس الخطيئة التي أوصدت أبواب المشروع الإسلامي !!


هشام السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبثاً أحاول أن أقفز من رُكام مصائب تموت بلادي تحتها وبأنين يجعلني أفكر في أن أضع أمامها مُكبر صوت ليصل مدى أنينها أذان كل العالم عبثاً أحاول ذلك وأفكر ربما في الهروب من واقع كهذا لأناقش بطريقة غبية وأنتقد بلغة هزيلة مايحدث في البلاد الأخرى , وأدير ظهري وأتابع المجزرة الجماعية التي تحدث في غزة , أو أتسلى بالنظر إلى حجم الخراب الذي ضرب بيروت ونهر البارد تحديداً , ربما لأني عربي خالص وأحمل سلوكيات مثل تلك التي يحملها العربي المهزوم الذي خرج لتوه من داره ميمماً صوب الصحراء لينظر ماذا قسم الله من رزق يومه ذاك , ولازال يُردد قصائد البُكاء على الأطلال لطُرفة ابن العبد "وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ الْبَعِيرِ الُمعَبَّدِ إِلى أَنْ تَحامَتْني الْعَشيرَةُ كُلّهَا " .
ربما كان من اللازم جداً أن أبدأ بتلك المقدمة الملخبطة مثل خارطتنا العربية لأعود من جديد وأصنع كما يصنع كعب ابن زُهير وأبكي أطلال حلمنا في المشروع الإسلامي الذي تخيلناه يوماً على إنجازات حركة الجهاد الإسلامية " حماس " يوم كنا مؤمنين بضرورة أن تجد الحركات الإسلامية طريقها إلى السُلطة لقاء ماتناضل من أجله في أدبياتها بضرورة بناء الفكر الإسلامي عن طريق تبنيها لجملة من المُطالبات والأساسيات التي تضمن للإنسان حقه في الحياة كما كان ينادي لها الرسول الأعظم صلوات ربنا عليه وسلامه .
مشهد التهاني والفرحة التي عمت غزة أعادت إلى ذاكرتي فرحة التيار الإسلامي في اليمن بعد الانتصار الذي حققوه على إخوانهم أبناء المحافظات الجنوبية في الحرب الأهلية صيف 94م وهم غير مُدركين يومها أنهم لم يكونوا غير أوراق يُقرر متى شاء الزعيم أن يلعب بها , يومها كان البعض منهم يشعر أنه قد طهر البلاد من كل الفساد والفاسدين وأنه الآن على أبواب الجنة التي وعدته بها قياداته العسكرية أو الحزبية , لكنه عاد وعُدنا جميعاً نُمارس دور العربي الحزين الباكي على أطلال حُلمه الذي ظل يرسمه في مُخيلته ورددنا جميعاً بعدها " وكأنك يابو زيد ماغزيت " وهذا ربما ما أغفله مؤيدي حماس ساعتئذ مادفع أحدهم للتفاخر أن صوت الله أكبر سيرتفع من كل المرافق الحكومية التي كانت تحت سيطرة فتح " هكذا إذاً كل هذا القتل والدمار والرعب لكي يعلو صوت الله أكبر من هذه المقرات والدوائر الحكومية ياربي كم هم مُخلصون لك " وبلغة لاتخلو من التكفير وإقصاء الآخر ظهر بعض قيادات حماس على الفضائيات العربية ليعلنوا للعالم أنهم قد طهروا غزة من كل الفاسقين وشاربي الخمور " يا الله ما أغبانا وأقبحهم , هكذا بكل بساطة ظن المغلوبون على أمرهم أن أمراء حماس قد طهروا الشر الذي كانت تمثله فتح بأن تسحل الناس في الشوارع كما صنعت بقائد كتائب شهداء الأقصى " سميح المدهون " وهي الصورة التي تناقلتها كثير من وسائل الإعلام وقد مثّل مجموعة من أفراد حماس بجثته وتُعلن غزة مزاداً مفتوحاً للنهب والسرقة , حتى تساءل أحدهم إذا كان كل هذا يحصل باسم الدين الذي يقاتلون الآن تحت لوائه كما يقولون فماذا سيقول الغربي الذي تشكلت لديه صورة العربي المُسلم بصورة إرهابية مُفزعة , فلا بارك الله بدينٍ ينادي إلى التمثيل بجثث الناس بعد قتلهم .
لم تدرك قيادات حماس أو ربما لم يعد يهمها تداعيات هذه الفوضى على مستقبل الحركات الإسلامية " تلك التي تُنادي وتناضل بكل الطرق السلمية من أجل مشروعها الإنساني " لم تُدرك أن هذه الفوضى تنعكس وبطريقة أقبح ماتكون عبر وسائل الإعلام التي تُديرها لوبيات الأنظمة العربية الحاكمة ضد الحركات الإسلامية التي تطمح لمجتمعات أكثر تحضراً من تلك التي تشكلت في وعينا , ربما لم تُدرك أو لم يهمها أن تكون هذه التجربة الإسلامية هي انعكاس لصورة الحركات الإسلامية بشكل خاص وصورة العربي المُسلم بصورة عامة أمام المشهد العالمي .
تهاني أيها الأبطال فقد كنتم مثال للشجاعة وطهرتم بلادكم من الفاسدين و" السُكارى " الآن فقط تسكن عظام أحمد ياسين وينام قرير العين في قبره , يرحمه الله فلو كان يعلم أن هذا سيحصل لكان لكان فّضل الموت ربما قبل العام 86م من القرن الماضي .
لله دركم فقد كنتم خير دليل للحركات الإسلامية , الآن فقط يدرك حسن البنا أن دمه لم يذهب هباء , يرحمه الله فلو كان يعلم ذلك لّفكر جدياً أن يكون علمانياً خيرّ له من أن يصبح حلمه بمشروع إسلامي قائم على كل هذا الدمار والدماء .




#هشام_السامعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاَحيون .. وفِقَه الضّرورةَ !!
- حول إشكالية غياب مشروع الدولة المدنية في اليمن / (1) القبيلة
- التمرد ضد / التمرد مع : كلنا مُتمردون
- رمل يتأبط شجرا البن !!
- بكاء بين يدي / كائنات الشوق الآخر
- عن المرأة العربية , وأوصيكم بالنساء خيراً
- مذكرات من زمن الحرب
- عوالم مشوهة , مشاريع تحرر , هي نحن بالتحديد !!
- فيروز , الحب في زمن الحرب
- القمع الفكري أصل ثابت أم قاسم مشترك !!
- المرأة اليمنية بوصفها لاعباً إحتياطياً !!
- أزمة الخطاب الديني في فضاء متعولم !!
- بلاد لن تنجب الأنبياء بعد !!
- حول إشكاليات الفكر !! الليبرالية في مواجهة الدين !!
- العقل العربي .. من صراع التسلّط إلى إمكانيات البقاء !!
- أزمة الموروث في الفكر العربي المعاصر !!
- عيناك بلادي وأنا الغريب فيها !!
- ذاكرة الوطن / ذاكرة الموت !!
- حين تغيب الأميرة !!
- البردوني.. حين يرفض الخنوع حد الموت !!


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام السامعي - حماس الخطيئة التي أوصدت أبواب المشروع الإسلامي !!