هشام السامعي
الحوار المتمدن-العدد: 1698 - 2006 / 10 / 9 - 10:00
المحور:
الادب والفن
ليت
وأصمت حيناً من الحزن
وأقوى على اقتراف الدمع
إذا غاب الليل وأنا عند أطراف المدينة أهذي
عن زائرةٍ لم تأتِ مذ غابت عن بيتنا الشمس
قبل عامين
يوم ودعتها النساء بالثياب المعلقة فوق الأسطح الخشبية
وكنتِ تقولين في فرح حزين
نكون الشمع إذا جن الظلام
ونشعل من قلوبنا المواقد
كي نستريح إذا تبعثرت خطواتنا
فلم تخُر قواي رغم أني رأيت الموت
ملئ الأرض يخطف الأقارب
خلسة من عيون الأمهات
وكان يراودني عن الرحيل
فأنتظرنا ولكن الخيل لم تأتِ
ولم يأتِ النهار
وكنت أرى النور يتصاعد من عينيها
كانت تبكي كثيراً فيظلم الحي كله
وتصمت حتى النجوم حزناً
لأن الدمع يجري من عينها ويمزق قلبي
وأنا الغريب بين الخلق لا أعرف سواها
ولم أزر مدناً لاتكون فيها النبوة
والطمأنينة في عيون الصغار
وكنت أحبها ياناس
ليس لأني أعيش بل لأني أموت حين تقول لي
أحبك
فكن كما الماء
حين يغسل المدينة
يطهرها
يكون دفئً للفقراء
وصلاةُ للعصافير إذ تخرج منتشية بالمطر
فأقسمت
قلت لن يكون لقلبي سواك شريان يجري به إسمك
إذا أنقطع الوريد عني
أو ملئت دارنا النساء حين يعزينا أمي
لن تكبر الجِرار على رأسي
ولن يثقلني الزمان حتى أراكِ الأميرة
تتزينين بثوبك الأبيض
وتمسحين دمعتي
وتنامين بين جفني
فتغفو المساءات على همسنا
ونستريح
#هشام_السامعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟