يا لخزينا المُشين..!

ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)

الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 07:17
المحور: الادب والفن
    

يا لخزينا المُشين..!
ناظم الديراوي
منذُ زمن بعيد وأصحاب العقل السديد والإيمان الرحيم والبيان المبين،لم يجتهدوا في تقديم تقويم مقنع– منيب،لذات العربي المُكبلة بأصفاد إرثها التاريخي-الروحاني،التي أكظمها الغيظُ الراكِدُ من ضَلالةِ وَغدر وَرئاء الرابضين على أحوال الأُمة،ونالها الجهل(المُعَقلنُ)الذي طال الراعي والرعية،وَأعياها الغُلو المُلام مُطَمئِن ذوي النفوس الخاوية.وَأضحى التشرنق والانعزال عن رياح التغيير يَقين و(ديدن)الغلاة الضالعين في هيام التكفير والفرية والشقاق،الملصق مَكراً بمذاهب الدين الحنيف التي ذهبوا بعيداً عن كُنن كتابها العاقل وينبوع قيمها السمحة ودُرر كلامها الفصيح،لانتشالها من قناعة الإيمان المتلبس بظلال أهلية انتظار زوال الباطل وَنصرة الحق دون إباحة شحذ العقول وإشاعة الجود بالمال والنفوس،والارتقاء بها نحو فضاء الانفتاح على ثقافات وعقائد لُقحت-هي الأُخرى- بخصيب مدارك وشرائع وطبائع أنجبتها حضاراتٌ نبتت وأينعت في بلادٍ ورثتها ذات العربي التي تأبى،اليوم،حتى من التمتع برياحين رياضها والاستئناس بأطياف عطاءاتها الخصبة ولو لحين..!إذ (لا يكلفُ الله نفسا إلا وسعها..).ويبدو أن ذات العربي المُسيرة،دون خيار،والتي يلازمها اللُبس والحيرة والانقطاع عن ثقافة الحواضر العاقلة مازالت تتطلعُ إلى من يفتح فيها طاقة لتستنشق من نسيم لا يُفسد ذوي الألباب،العارفين في أمور الدين والدنيا.بل هو بلية على الأفاكين الساجدين لله فجراً والناكرين له ليلاً..!أولئك المسلطون جوراً،من سفاهة المُستفتين المطعونين شرعاً ومسلكاً،على رقاب وعقول وذوات ومصائر العقلاء..أولئك الفارون أبداً من وطيس شدائد الأُمة وخناجر غدرهم تدمي اليتامى والمساكين،وبصلفٍ وبلسانِ مُستعرب،وبعدَ انفضاض الشِدَة.!فهم(لا يعرفون سوى الخطابة والفرار)أولئكَ هم مُحرفو الكَلِم،أكلت السحت-المارقون بالضلالة وسفك الدماء والمعمدون بالرجس والرفث.،والساطون جهراً،ودون وجل،على أسماء الله الحُسنى؛(من صاحب السمو..وصاحب الجلالة..إلى صاحب العظمة المعظم..!)يا لخزينا المُشين وهوانهم العسير..!(وَ لله المَشرقٌ وَ المَغربُ فأينما تولّوا فَثمَّ وَجهُ الله..).رُحماك يا رب العالمين حتى إبليس اللعين لم يجرأ على المساس بأسمائك الحُسنى..! أَ وَ لهذا يا تُرى يرجمهُ(الرُغاليون)الجدد على مرأى ومسمع من الجميع..! أَ وَ ليسَ لأنهُ بات غريمهم في المعاصي والفواحش والسطو على ما لله وما لخلقه من قسطٍ مُبينٍ..!يا لحيرتي المُفجعة..!ما الذي أقوله سوى الجهر بالقول الكريم؛(وَ لله في خلقه شئون)..!يا الهي متى يهتدي المتخمون بسلطان يبارك المارقين ويكفر الناسكين..!

#ناظم_الديراوي (هاشتاغ)       Nazim_Al-Deirawy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات