أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبد القادر - غلق المساجد














المزيد.....

غلق المساجد


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2217 - 2008 / 3 / 11 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حديث مع صديق شكا لي كيف أن الحكومة المصرية غلّقت المساجد في شهر رمضان ومنعت الإعتكاف، فقلت له إنني لا أدافع عن الحكومة المصرية فلها أخطاء فادحة يعرفها القاصي والداني،خاصة الفساد المستشري فيها حتى النخاع، ولكن الحكومة معها الحق كل الحق في ذلك. فقاطعني محتداً:معها الحق؟! إنها تحارب الله ورسوله عندما تغلق المساجد. قلت له:الحكومة لا تحارب لا الله ولا رسوله ،ولكنها تحارب الإرهاب المتأسلم.
فلقد سمي الله المساجد ببيوته،فهل يعقل أن تكون بيوت الله عبارة عن أماكن لتفريخ الإرهابيين،وكذلك مستودعات لتخزين الأسلحة والمتفجرات والصواريخ، لقداستطاع المتأسلمون-كعهدنا بهم- قلب الحقائق،ورفع كلمات الحق ليريدوا بها الباطل،تماماً كما فعل معاوية وعمر بن العاص مع علي إمام المتقين،فقد قال الله في محكم كتابه : "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والمعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ، وجعل من بيته مكاناً آمناً للراحة والسكينة وهدوء النفس والروح. المسجد يجب أن يكون ملاذاً للحزاني والمكروبين للدعاء، عسى أن يخفف الله عنهم كروبهم،أو لطلب الرحمة والمغفرة عن ذنب إقترفوه ،هذا هو دور المسجد كما أراده له خالقه، ولكنه تحول على أيدي المتأسلمين،ومافيا الدين "المهربين الدينيين"كما تسميهم "الأحداث المغربية"، إلى مكان لتجنيد الإرهابيين كما أوضحت لكم ذلك في مقاليّ[ "دور مساجد الضرار في تجنيد الانتحاريين" إيلاف 22/2/2008"] ومقالي ["رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور " إيلاف 1/3/2008" ]،فقد حولوا المساجد إلى أبواق للحث على كراهية المرأة وعداء الآخر المغاير ونعت اليهود بـ"أولاد القردة والخنازير"،والمسيحيين بـ"الضالين" وأوكاراً لتجنيد الانتحاريين المكتئبين نفسياً والمكبوتين جنسياً. وأحلف بالله العظيم أن الغرب لا يكره لا الإسلام ولا المسلمين، ولكن يكره الإرهاب والتعصب وكل ما يمت لهما بصلة تحت أي مسمي،فلو كان تحت ستار الدين،فهو يكره هذا الدين، لأن الدين-أي دين- لا يحث على قتل الإنسان،أي إنسان، إلا بالحق.
عندما أغلقت الحكومة المصرية أبواب الجوامع في شهر رمضان لمنع الإعتكافات في المساجد،لم تفعل ذلك لأنها تكره الإسلام، ولكن لأنها تعلم مايدور في هذه الأمسيات، وتعلم إنها أمسيات للتآمر على أمن وسلامة الوطن والمواطنين،وتجنيد الإرهابيين، ماذا يريد المتأسلمون بعد أن فرغوا من أداء صلاة العشاء،وصلاة التراويح؟ هل يريدون أن تظل الجوامع مشرّعة الأبواب لتجنيد الإرهابيين وحث الشباب المكبوت حنسياً والمكتئب على النحر والانتحار، كما أوضحت ذلك في مقاليّ المذكورين؟ أوليس بغلقها للمساجد تأمن شر هؤلاء التجار الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلا يريدون به عرض الحياة الدنيا الفانية؟أليس ذلك منعاً احتياطياً لتحويل بيوت الله إلى مساجد الضرار لتجنيد القتلة؟!.
وقد ينبري لي متأسلم متحذلق ليقول لي : يا أخي كان المسجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كل شيء،حيث كانت تقام فيه الصلاة،وتعقد فيه الصفقات، وتجيّش فيه الجيوش. أليس كذلك؟!. أقول له:نعم. ولكن أين الظروف التاريخية والبيئية التي كانت تحيط بالمسلمين في ذلك الوقت؟ ولماذا تريدون أخذ مكان النبي صلى الله عليه وسلم،فهل ينزل عليكم وحي مثله؟ وعلينا أن ننزل الأحداث والنصوص موقعها التاريخي، فالمسلمين كانوا عبارة عن مجموعة من الخيام تعيش في صحراء قاحلة، والمسجد عبارة عن مكان محاط بسعف النخيل، وكان المنبر جذع نخلة، فهل هذا هو حال عصرنا اليوم؟ حيث البنايات العالية الضخمة لمجالس الشعب والشوري،والأحزاب،والنقابات حيث تناقش قضايا الشعب، ففي عصرنا ،عصر الإختصاص ،أصبح لكل مجال مكان خاص به ليحل مشاكله، صحيح أن الجامع كان هو كل شيء للمسلمين الأوائل، لأنه لم يكن يوجد غيره، وما سمي "جامع" إلا لأنه كان يجمع المسلمين، ولكن الآن كل شيء تغير، وما كان يصلح لفترة معينة لإناس معينين ، لا يصلح بالضرورة لنا ولروح عصرنا الآن،فكل شيء يتغير إلا قانون التغير،فالجامع-للأسف- لم يعد يجمع المسلمين بل أصبح-بفعل المتأسلمين- يفرقهم إلى شيع وأحزاب وطوائف يكفر يعضها بعضا ... السنة يسمون الشيعة "روافض" أي رفضوا بيعة أبو بكر وعمر، والشيعة يسمون السنة "نواصب" أي ناصبوا آل بيت رسول الله العداء ... وهلم تبديعاً وتكفيراً ...
علينا أن ننزل المساجد منازلها:هي دور للعبادة بعيدة كل البعد عن السياسة والشؤون الدنيوية، يجب أن تكون مكاناً وديعاً آمناً نشعر عند دخوله بالأمن والأمان والراحة الروحية والنفسية، لأننا سنكون في رحاب الله، الذي قال عن نفسه"كتب ربكم على نفسه الرحمة"، الله "الرحمن"،"الرحيم" "الغفار" "الودود"...إلخ.
نعم من حق الحكومة أن تغلق المساجد عقب كل صلاة حفاظاً على أمن وسلامة الوطن والمواطنين، وعلى من يريد أن يتهجد طوال الليل أن يلزم بيته، أوليس هو هو نفس الرب الذي نصلي له في البيت و المسجد،ألم يقل المبعوث رحمة للعالمين"اتقوا الشبهات" ألا لعنة الله على الكاذبين.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
- دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين
- رسالة إلي يهود باراك: إذا قتلت هنيه فقد قتلت السلام
- قائد من حماس: يدين إنقلاب ميليشيات حماس
- الغنوشي يهددنا
- الغنوشي يتحدي مفتي السعودية
- خفاش تونس :مطرود من السعودية
- الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية
- بشائر عام سعيد
- لا لخفافيش الإرهاب: لا ترحل يا ساويرس
- المشروع الطالباني دموي
- دفاعاً عن مفتي السعودية :ضد الإرهاب
- دفاع جبان عن القاعدة
- سمكة الإرهاب تختنق
- على غرار تونس:شجعوا المعارضة الديمقراطية البناءة
- د. سعد الدين إبراهيم:لم يفقد عقله
- المتأسلمون مجانين دمويون
- حادثة جديدة من مسلسل كريه: الأقباط مستهدفون
- ثعالب المتأسلمين تجندوا: لتقويض حكومة الوحدة الوطنية
- نداء إلى الترابي وأودرغان


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف عبد القادر - غلق المساجد