أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر رزيج فرج - نقد قصص عراقية قصيرة















المزيد.....

نقد قصص عراقية قصيرة


شاكر رزيج فرج

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:14
المحور: الادب والفن
    



قصص قصيرة جدا
نبيل جميل
يمكن ان نشبه قصص ـ نبيل جميل القصيرة بلوحات تشكيلية تعج سطوحها التصويرية بالالوان الحادة المتقاطعة والتي تنتهي ذوائبها عند نهايات غائمة ، على المتلقي ان يرسم فواصلها بلون يحمله في مخيلته ، ذلك ما رأيناه
في مجموعته ـ حارس المزرعة ـ كمثال وما نشره على هذه الصفحة في اوقات متباعدة ومنهاهذه القصص ، ففي ( سمو ) قصته الاولى ، نجد اكثرمن بؤرة داخل النسق الواحد حتى ليبدووكأنه يمضي ـ بالنسق ـ الى ما نهاية (اهتاج وهو يرى الرعاع جلوسا فوق آرائك الشموخ(..) جن جنونه (..) ولم يعره الاخرون اهتماما ــ ـ ـ النص )
ومن ثم ما يتقاطع وعدم اهتمام الناس ، (اثاره الاستغراب (..) هو الفوز بغالبية الاصوات ـ النص ) .
( بادر بالتحية (..) حتى رشقته صلية اطلاقات ـ النص ) واخيرا قبل ان يتهاوى
منكفئا بدمه ، رفعته الايدي والاكتاف .
وهذا يعني : ان البنية اللغوية تتشكل من مجتزءات متضادة سواء بما يتصل بموحياتها التأويلية او مفرداتها المجردة/ اهتياج/جنون/استغراب/ فوز / تحية /رصاص= موت/ رفع بالايدي والاكتاف ، بينما نرى ان المضمون ينبثق من بين طبقات تكاثف هذه الالوان الحادة ، جليا غير محتاج الى جهد عال لاكتشافه ، اي انه ماكان ينوء تحت ثقل اللغة او يتمترس خلف جدرانها اسيرا .
في اقصوصته الثانية ( تبادل ادوار) تتحدث ببساطة عن رجل اراد الهجرة بمساعدة صديق سبقه الى بلاد الغربة فلم ينل من صاحبه غير الاعتذارات ،لكنه يحقق هدفه متخذا من مكان منعزل مأوى له ، ولاسباب شتى تتحسن احواله ،مما يدفع ـ صديق المراسلات / الغربة ـ للتودد اليه .
في اقصوصته الثالثة المميزة ( دوارة حرب ) فقد نصحه الطبيب بالسفر ولم يبارح المنزل ( كانت روحي تهرع وبلهفة لدروب طفولتي المستكينة ..) ولان امنياته ايام الحرب لم تخلف له غير شعر ابيض واسنان تساقطت وشبابا قد رحل ، فانه احس بالارتواء من هذه المآسي والاحزان لتندلق اشعارا وقصصا وروايات ، وهي بالتأكيد معادل/ مُنتج تقني/ لما حدث لبطل الاقصوصة في الماضي يحمل معنا مفاهيميا وجماليا لاي منجز ابداعي جيد .




ترتيلة الحياة الشجنة
حسين رشيد
وهي اقصوصة تزخر بوقائع واحداث متنوعة ،لكنها تنشد الى خيط من السرد المترابط ابتداءا من الاستهلال حتى النهاية تتدلل على قدرة القاص في الوصول الى رؤاه دون ارتكاسات او دوران ، فالشخصية المحورية ، تبدأ دون مقدمات ـ بشراء
كفن!! ويخط نعيا له عند احد الخطاطين ويذهب الى الجامع لاحظار تابوت ،ثم يذهب الى المقبرة وسط البرد الشديد ليحفر له قبرا/ ولعل الرجل قد بلغ حد اليأس ، واستشعر ان حياته قد بلغت حدا لايطاق ، وعليه ان ينهيها على هذا النحو، الا انه وقبيل ان يتم فصله الاخير، يحس بان هناك امرا يجري في الجوار،رجلان يحاولان سرقة قطع المرمر من شواهد القبور، فيفكرببممارسة لعبة ما معهم ، اللعبة الاخيرة في حياته ، فيبدأ باطلاق اصوات / ذئب، بوم،غراب...الخ /مما يثير الفزع في قلبي الرجلين اللذان سرعان ما يفرا تاركين كل شئ ، ويبدو ان ـ لعبته!ـ قد اعادت الصفاء الى ذهنه المضطرب ، فكانت خطوته الاولى ان يتفادى هذا البرد القارص ممزقا كفنه ليلتحف به ومن ثم بدأ بتكسيرـالتابوت ـ وجعله حطبا ليتدفأ بناره ، وما ان اشرق الفجر حتى هرع الى السوق لينزل نعيه ثم يعود الى البيت وسط زغاريد الاهل والجيران .
واذا ما اردنا ان نضع معيارلتسلكات ـ بطل الاقصوصة ـ فاننا سنواجه مسألة هامة، الا وهي ان الرجل كان قد خطط عن وعي ـ لموته !ـ وان هذا ـ المخطط ـ قد اُسقط في حالة استيقاظ بتأثيرـ فعل خارجي! ـ طارئ استطاع ان يهز القناعات الاولية
/ اختلال التوازن /والتي تتسم بالسوداوية والنظرة التشاؤمية والعدمية للحياة بالضد مما آل اليه / تعلقه ثانية بالحياة / وبان ما اراد تحقيقه هو مجرد عبث ، وان قوة وتصميم الانسان لقادرتين على تجاوز المحن ، واي مأساة مهما بلغت شدتها وصعب امرها وطالت مدتها .
النور
حسن صكبان
من آراء ـ ريكاردوـ المعتبرة ، ان الوصف يمكن ان يعرض الى كفاءة منظورة / امكانية التوحد / اي يمارس دوره كموحد ، على صعيد البعد المرجعي للموضوع الموصوف / اي ان الفكرة جزء من اجزاء متزامنة تتماسك دلاليا (..) هذه الافكار التي يمكن اسطرتها اووضعها على مقتربات من الاقصوصة التي بين ايدينا .
فالقاص ـ حسن صكبان ـ استثمرالوصف بشكل مكثف للوصول الى ثيمته الذكيةَّّ !
فبعد ان قدم للمتلقي صورة للحصن الاثري الذي يحرسه الناس من اللصوص وضع في مكان نائي عال منه / نسرا/ شرها ، يجن جنونه ، ويهاجم اي واحد اذا لم يقدم له الطعام ، ولأن الايدي لاتستطيع ان تطاله ، اضطرالناس على تلبيه رغباته ، وفجأة اكتشف ان نسرا اسودا ذليلا جاء وقبع في احد الزوايا ( الى ان هبت عاصفة جنونية زلزلت بسحابة ثقيلة من الغبار الاصفر..... النسر الاسود الذليل يتبوء مكان النسر السابق مع نسور اخرى سود ...) فاشتد اذى الناس وتحولت حياتهم الى جحيم لايطاق
وبدأ ـ الحراس ـ يفكرون في الخلاص مماهم عليه ، اقترح احدهم بمحاربته بـ ـ النورـ وذلك بتصويب اشعة الشمس تجاه عيون النسور بواسطة ـ مرايا ـ وما ان نفذت الفكرة حتى هربت واختفت تماما .
ويتضح المضمون من خلال استثمارمفردة ـ النور ـ لما تحمله من ترميزللخير والمعرفة والحكمة بالضد من الظلامية التي لابد لها من تهزم ولو الى حين .
الشاعر
عبد الحسين الشيخ طعمة
قدم القاص صورة مأساوية لشاعر سجين جرى تعذيبه لمرات عديدة ، ثم ترك في المعتقل فملأه القمل وتهرأ جلده ، حتى ان المحققين لم يطيقوا رائحته ، وكانوا يضطرون لمواصلة التحقيق من حمله الى الغرفة ، وكان جل ما فعله هو مجموعة من القصائد كتبت في دفتر قبل ان تطبع ، وما ان يطلق سراحه لايام قلائل حتى تخبره اخته بانهم ينتظرونه في الصالة ، فيرمي بنفسه من فوق العمارة منتحرا .
وربما يؤخذ على ـ القاص ـ هذه النهاية ، الا اني اعتقد ان ـ عبد الحسين ـ اراد ان يستظهرمسألة اخرى ، الا وهي شدة العذابات والآلام التي تعرض لها ، وعدم قدرته على تحملها ثانية ،بحيث تخلى عن حياته بالكامل ،فكان موته ، خلاصه .
آخر احلام البنفسج
صارم داخل احمد
لانجاز عمل ابداعي متميز، يلجأ العديد من القصاصين الى ترسيم بنى حكائية تكاد ان تكون غير مألوفة ـ بشكل عام ـ لاعتقادهم بان الارتكان الى ماهو موجود من اتجاهات ومدارس ادبية لم تعد تستوفي متطلبات الرؤى والافكار العاصفة التي تجتاح الحياة عموما والادبية منها على الاخص ، وان التقدم العلمي وما انتجته العولمة ، ومنها الثقافية ، تتطلب : ايجاد مخرج مناسب لادب يتجانس والاوضاع الجديدة ، وـ آخر احلام البنفسج ـ انموذج لهذا الرأي / دون ان نثقل عليها / فالقاص
ينحو عند الاستهلال / وبضمير المتكلم / المنحى الواقعي ـ انا طفل كثير الاحلام ـ
ولانه يكره درس الرياضيات فهو يحاول ان يجد له عذرا كي لايمتحن ،الا ان القاص ينعطف بمسروده باتجاه غرائبي / غير منتم الى اي مكان وزمان /يضاف لها ان الحلم الذي يغرق في تفاصيله لايتناسب ومدارك ـ طفل !ـ وكأن الحوادث والوقائع تجري في اماكن متباعدة ومختلفة ليس بينها من رابط غير اللغة ـ اسراب من اسماك بنفسجية محلقة في فضاء المدينة (..) على الاسفلت تجري خيول حمراء تدخن السكائر(..) قطط سيامية تتبختر(..) ديكة تتباهى بريشها وهي تكتب الشعر على الجدران (..) ثم ينقطع الحلم على صوت امه وهي تناديه ( انهض ايها الكسول الى المدرسة ) ولانه يعاود النوم ثانية ، فا حلما آخريخايله ـ رجال كثيرون بملابس سوداء ووجوه شاحبة وملامح قاسية يدخلون المنزل ويأخذونه بعيدا ، يلقون به داخل عربة بعد ان يلبسوه ملابس مضحكة ( تلاشى وجه امي بالتدريج ونسيت ملامح بيتنا ـالنص ) ، تساقطت اسنانه ونسي اسمه وفقد البصر ثم انزلوه في حفرة ( في الصباح رأيت معلم الرياضيات ينام على اسلاك الغسيل المعدنية ـ علمت ان ابي لم يسافر ـ
ربما ينام مثل معلم الرياضيات ) .
لقد تقصد ـ القاص ـ بشطرالمتن الى نصفين متناقضين ، الحلم الاول : والذي يحلق بنا الى عوالم وفضاءات ساحرة ، مبهجة ، والحلم الثاني والذي هو بمثابة كابوس
ثقيل / الفصل بين عالم الطفولة الذي لابد ان يكون ، وما يجري على الارض من مصائب واهوال ، علقت هذه العوالم على رماح القتل والتدمير والتهجيربحيث باتت
احلام الاطفال امتدادا لوقائع مفروض بلا رحمة ، وهذا باعتقادي المغزى لهذه الاقصوصة الطامحة ، المميزة .
قصتان قصيرتان جدا
محمد عبد الجبار كاظم
1ـ تحدي : ـ والاقصوصة ، دعوة صريحة للتمرد باعتباره الرد والحل الوحيد لما يحدث ، ولكن اي تمرد يعني ؟؟ انه التجول في الزحام وعدم الخشية من الموت او التهديد ، انه التأكيد على انك موجود ، وان الحياة لايمكن لها ان تتوقف مهما فعله او سيفعله الظلاميون ، ولأن وجودك في الساحة دائم الحضور، فان قضيتك التي تحاول ان تشيعها بين الناس ستأخذ بعدا انسانيا عميقا .
2 ـ شموخ : ـ اتخذ القاص من ، مأذنة الجامع والنخلة وبرج كنيسة سيدة الاحزان اشارات لترميز دلالي لقضية كبرى ، الا وهو الشموخ والرفعة والثبات والتحدي
( لابد للارادة ان تتحدى الطغيان ـ النص ) ، وقد وفق ـ القاص ـ في اختياره لرموزه الثلاثة ، رغم ان بعضها يتناص وقصص اخرى ، ولعل حسنته هو تجسير هذه الرموزواظهارها وكأنها تنتمي لشئ واحد
اكتب
موفق مجيد
وحده في الغرفة المظلمة !! بينما بقية الشقق مضاءة ، يريد ان يكتب ، الا ان يعجز عن ذلك , لانه لم كاتبا , وصوت مولدة الكهرباء يقلقه ويدفع به الى الجنون .
( اكره تلك الحركة التي تمتلك يدي ، تجتزها وتخرجها عن افعالها المألوفة ، انا احب ان امتلك جسدي كله ... النص ) .
طفل على الباب بملابس رثة ، يحمل خارطة العراق وقد كتب عليها ـ بلد المنفى ـ
سلمه اقلاما وهويقول له : بانه وجدها في سلة المهملات ، وعليه ان يعيد اليها روحها
وان يدعها تتنفس من جديد .
لقد حاول القاص ـ موفق محمد ـ ان يقوم بتجميع لقطات ولصقها على شكل كولاج للوصول الى رؤيته / وهذه الاسلوبية تحتاج الى مهارة تقنية عالية ، ليتوازن ، البناء الشكلي والمضمون ، يضاف اليها ـ وهي من مزايا القصة القصيرة ـ الابتعاد عن المباشرة ، او اقحام بعض العوامل الخارجية لتهمين على كامل النص ، وبحيث يفقد كونه عملا ابداعيا مخلقا ، يضيف الينا شيئا جديدا .
اتمنى للمبدع ـ موفق محمد ـ تقدما قابلا ، فانه يمتلك تلك القدرات كما هو واضح في هذه الاقصوصة الملتزمة .



#شاكر_رزيج_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد قصة يوسف ابو الفوز
- نقد مجموعة علي السباعي
- نقد المجموعة القصصية حارس المزرعة
- نقد / مسرح يحيى صاحب
- اذكر ..... اني
- نقد الغرائبية
- نقد مجموعة نجمة الظهر
- نقد قصصي
- نقد مجموعة قصصية
- نقد لمجموعة قصصية


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر رزيج فرج - نقد قصص عراقية قصيرة