أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عثمان - موقف مرائي من الإحتلال! (في الرد على بعض محاججات دعاة التطبيع والإعتراف بإسرائيل)















المزيد.....

موقف مرائي من الإحتلال! (في الرد على بعض محاججات دعاة التطبيع والإعتراف بإسرائيل)


أحمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مرة يرغب المهرولون للتطبيع مع الدولـــة العبريـــة في تبرير موقفهم من إسـرائيل الدولـــــة التي قامت على الإحتلال وجلب المهاجرين لأراضي تم تهجير أهلهـــا عنوة عبر الترهيب والمجــازر، يقذفون في وجه من يعارضهم الرأي مقـــولات يعتقدون أنهــا مفحمة لذا لايملون تكرارها. ولعلـــه آن الأوان لتفنيدها حتى يرحمنـــا قائلوها من هذا التكرار الممل، ونوجز تفنيدنا لها فيمايلي:-
1. إن الفلسطينيين أنفسهم إعترفوا بالكيان الصهيوني ووافقوا على أن تكون هناك دولتين فلماذا نصبح ملكيين أكثر من الملك؟
هذه المحاججة القائمة على منطق شكلي مستقيم في الظاهر، يعوزها في العمق مايلي من مشكلات:-
أ. القول بأن كل الفلسطينيين موافقون على قيام الدولــة العبرية وعلى قيام دولتين غير دقيق بالمرة، فتنظيم مثل حماس التي تمثل غالبيــة الفلسطينيين يصر على إستعادة كامل تراب فلسطين التاريخيــة ولايقبل الدولـــة في حدود ال67 إلا كمرحلـــة يعقبها التحرير الكامل، في حين أن حركة الجهاد مــثلا لاترضى بغير التحرير الكامل. ولانظن بأن وصف هذه المنظمــات التي أصبحت تمثل غالبيـــة الشعب الفلسطيني –شئنا أم أبينا، إتفقنــا معها أو إختلفنـــا- بالإرهــاب أو التطرف سيغير من الأمر شيئا. فهذه المنظمـات –وليس منظمــة التحرير الفلسطينيـــة- تمــثل الأغلبيـــة وفوز حماس بالإنتخابات شاهد على ذلك. وحتى لو إفترضنا أنها لاتمثل الأغلبيــــة، فإنها تمثل قطــاعا كبيرا من الشعب الفلسطيني لايصح مع وجوده القول بأن الفلسطينيين-كذا- إعترفوا بالكيان الصهيوني وطبعوا معه.
ب.بإفتراض-مجرد إفتراض لانسلم به- أن كل الشعب الفلسطيني قد وافق على الإعتراف بالكيـان الصهيوني والتطبيع معه، لانرى أن مثل هذا الإعتراف يشــكل مبررا قانونيا ولا أخلاقيـــا لغيرهم للإعتراف بالكيــان الصهيوني والتطبيع معه. وذلك لأن هذا الإعتراف أتى تحت الإكـراه المستمر والعنف غير المسبوق من هذا الكيان المدعوم من قبل القوى الإمبرياليــة المسنودة من قبل وكلائها من حكام المنطقــة. والدلالــة على ذلك هو قبول منظمـة التحرير بنذر يسير من الأراضي التي منحها قرار التقسيم الشهير للشعب الفلسطيني لإقامــة دولتــه. ولايعقل أن يوافق غير المكره على قبول جزء من كل كان يرفضــه. هذا فيما إذا ضربنــا صفحــا عن كل ماتم ويتم للشــعب الفلسطيني من مجــازر وقمع غير مسبوق. وشبهـة الإكــراه المذكــورة، تجعل من إعتراف وقبــول الفلسطينيين الذين قبلوا، قـبولا ورضا باطلا لايعطي أي شرعيـــة للإحتلال بل يكرس شرعيــة القوة والإستعمــار فقط لاغير. وبالطـبع على من يريد أن يعـتد بمثل هكــذا إعتراف أن يجوز رضا المكره بشكل عام وأن يقبل البينات المأخوذة تحت التعذيب أيضا.
ج. من يقارن نفسه بالفلسطينيين الذين قبلوا تحت الإكــراه والإحتلال العنصري البغيض ، عليـه أن يثبت بأنه في نفس حالتهم أو على الأقل يعاني من ضغوط مكافئــة تدفعـه للإعتراف بالكيان الصهيوني وليصبح قابلا بالأصالة، وبالعدم يكون رهن موقفــه بموقف الفلسطينيين مجرد محاولة للإلتحاق بموقف الآخر برغم إختلاف المواقع وعمق الضغوط.

2. إن الدول العربيــة نفسها إنقسمت مابين موقع لمعاهدات سلام مع إسرائيل وأخرى تقيم علاقات معها علنيـة وثالثـة علاقاتها سرية ولم يتبق غير سوريا في المواجهة وهي نفسها تبحث عن سلام مع إسرائيل.
مثل هذه المحاججة لاتصلح لتبرير الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها لمايلي من أسباب:
أ. الدول التي إعترفت وطبعت وعلى رأسها مصر لم ترهن موقفها بموقف الفلسطينيين بل غلبت مصالحها كما تراها النظم الحاكمــة فيهــا ووقعت معاهداتها دون الأخذ في الإعتبار الأثر المدمر لهذه الإتفاقيـات على قضيــة الفلسطينيين وحقوقهم، ومن يريد إستخدام هذه المحاججة عليه ألا يربطها برضا الفلسطينيين المزعوم المنوه عنه أعلاه.
ب. حقيقــة أن الدول العربيــة المذكورة قد بنت موقفهــا على مصالحهــا كما تراها النظم، تعطي للسـؤال عن مدى مشروعيـة إعترافها بإسرائيل الذي أدى إلى إطلاق يد الأخيرة في تشديد قمعها للشعب الفلسطيني والإجتهاد في تصفية قضيتــه العادلـة والتي تعترف بها كل شعوب الأرض، أهمية كبرى. وكذلك تعطي السؤال عن مدى إستفــــادة شعوب هذه الدول نفسها من مثل هكذا إعتراف وتطبيع رسمي، أهمية قصوى، ودون الجميع مصر والأردن.
ج. خضوع هذه الدول لميزان قوى يميل لصالح الدولــة العبريــة المدعومــة إمبرياليــا وإتخاذها لقـرار بالإنخراط في المشروع الإمبريالي العالمي بالمنطقة لايعني أن موقفها سليم ليتبع. فطالما أن مقاومة هذا المشروع ممكنة في ظل هذا التوازن المختل لميزان القوى، يصبح الإستسلام خيار من له مصلحة فيه وليس من ضمن هؤلاء شعوب المنطقة بحكم طبيعة إسرائيل كقلعة متقدمة للإمبريالية وسوط لقمع الشعوب.
د. بإفتراض- مجرد إفتراض لانسلم به- أن إتفاقيات السلام المبرمــة والعلاقات السريـة والعلنية مع الكيان الصهيوني العنصري في مصلحــة شعوب المنطقــة وأن هذه الشعوب قد قبلت بهــا، فمثل هذا القبول لايعني بأيـة حــال إعطـــاء مشروعية لإسرائيل لأنها دولة بنيت على الإحتلال، والإحتلال باطل ومابني عليه باطل. ولأن بطلانه أصلي، لاتلحقه المشروعيـــة بإجازة لاحقـة. فالقرار الذي أنشأ دولة إسرائيل تحت ضغط الإمبريالية في الأمم المتحدة، باطل لأنه قنن الإحتــلال الذي يخالف مبادئ الأمم المتحدة وميثــاقها، وهو لايكسب الكيان المغتصب أيـة مشروعيــة. وهذا يعني أنه حتى في حال صحــة فريـــة أن السلام مع الكيـان الصهيوني لمصلحـة الشعوب بالمنطقـة، فإن مثل هذا السلام يعيبــه الإعتراف بالإستعمار ويقوض أركانه.

ماتقدم أعلاه يؤكد حقيقــة أساسيـــة، هي أن من يدعون للإعتراف بالكيــان الصـهيوني والتطــبيع معـه عبر إتفاقيــات إسستسلام تسمى بغرض الدلع إتفاقيــات سلام، ليس لديهم موقفا مبدئيا ضد الإحتلال. إذ أن من يملك موقفا مبدئيا ضد الإحـتلال، عليـــه أن يرفض الإعتراف بالإحتلال حتى وإن إعترف به الخــــاضع للاحتلال عبر رضـا يعيبه ويمحوه الإكراه، وحتى وإن إعترفت به كل حكومــات العـالم تحت قهر الإمبرياليـــة أو ممالأة لها. فإنكسار حكومـات وقبولها بالإحتـلال حفاظــا على كراسيهــا تحت دعاوى التعـــاطي بعقلانيـــة مع توازن القـــوى ومعطيـــات الواقــع، لايبرر للفـــرد أيا كــان القبــول بالإنكسـار وشرعنــة الإحـتلال، ومن يقبل بذلك يكـــون موقفه مـــن الإحـتلال مرائيــا وغير مبدئي فيما إذا زعم أنــــه ضد الإحــتلال وقهـر الشعـوب. وبالطــبع أن الموقف المســتقيم والمــبدئي مــن الإحــتلال، يســتلزم رفــض حـل الدولتين بإعتباره شرعنـــة لإحتلال جزء من الإراضي الفلسطينيــــة وهي تلك التي احتلت قبل العــام 67. ولذلك تجــــدنا-مع إحــترامنــا للقوى الفلسطينيـــة التي ترى عكــس ذلك- ضد حــل الدولتين، ومع بقـــاء الدولـة موحـدة بشرط تحولها لدولــة ديمقراطيــة فعليــة يعـود إليها الفلسطينيين المهجرين وتلغى فيهــا كافــة القوانين العنصريــــة، وتزال آثــار الإحــتلال وتبنى الدولـــة على حق المواطنـــة لا الهويــة اليهوديـــة، بحيث يتاح للقــــوى الديمقراطية من الشعبين الإتحاد من أجل بناء وطن خير وديمقراطي تسوده العدالة الإجتماعية وينعم بالحرية والرفاه.




#أحمد_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقسام الجبهة الإسلامية الحاكمة بالسودان مرة أخيرة (ملاحظات ...
- إنقسام الجبهة الإسلامية الحاكمة بالسودان مرة ثالثة (الآثار و ...
- إنقسام الجبهة الإسلامية الحاكمة بالسودان مرة أخرى (لماذا إنت ...
- النظام القانوني للدولة المهدية-أول دولة دينية في تاريخ السود ...
- مفهوم الدولة في الشريعة الإسلامية وأثره في تغييب مبدأ سيادة ...
- إنقسام الجبهة الإسلامية الحاكمة بالسودان- صراع د. الترابي وت ...
- مداخلة في فقه مصادر القانون (التشريعات الإسلامية في السودان ...
- أخطاء قاتلة في قراءة إستراتيجية!!( حديث في محرمات السياسة ال ...
- هوامش على المتن-(قراءة نقدية موازية لمقالات الأستاذ نقد الخم ...
- في أصول ضبط المصطلح- السودان: نخبة نيلية حاكمة أم نخبة طفيلي ...
- أثر التشريعات الإسلامية في النظام القانوني السوداني
- مسائل لا تحتمل التأجيل-التحالفات وقضايا المشاركة في السلطة
- الشريعة الإسلامية وغياب مفهوم النظام القانوني الحديث
- أزمة شريكي نيفاشا- محصلة طبيعية لبداية وحسابات خاطئة


المزيد.....




- -سبايس إكس- تعتزم إجراء رحلة جديدة لصاروخها العملاق -ستارشيب ...
- تدمير أحياء غزة يكشف مخطط نتنياهو لاحتلال المدينة
- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عثمان - موقف مرائي من الإحتلال! (في الرد على بعض محاججات دعاة التطبيع والإعتراف بإسرائيل)