أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم محمد عياش - الأمن الصناعي















المزيد.....



الأمن الصناعي


ابراهيم محمد عياش

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 03:05
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أولا :المقدمة
يعود ظهور مفهوم الأمن الصناعي إلى الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا وأمريكا،فلقد ظهرت بوادر الثورة الصناعية في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر،و كان من أهم المتغيرات التي صاحبت ذلك هو إحلال الآلة محل الإنسان العامل.
ولقد اعتبرت الصناعة النشاط الأكثر خطرا على الإنسان،وخسائرها في الأرواح و الجرحى تفوق بدرجة كبيرة خسائر ما تخلفه الحروب. فلقد أشار مكتب العمل الدولي في تقديره عن الحوادث الصناعية في بريطانيا في الفترة من 1939 ـ1945 م ( و هي فترة الحرب العالمية الثانية ) , ان عدد ضحايا الحوادث الصناعية فاق عدد ضحايا الحرب العالمية نفسها (1).
و زيادة على ذلك فقد ظهرت الأمراض المهنية أي الأمراض التي تسببها الصناعة نفسها , فأصبح من المستحيل تجاهلها , هذا بالإضافة إلى ما رافق ذلك من الكوارث الصناعية . فان الثورة الصناعية قد تمخض عنها آثار ضارة، في سبيل زيادة الإنتاج كان لا بد من تدابير و إجراءات يجب اتخاذها من اجل حماية العنصر البشري من هذه الآثار و هذا يعني الاهتمام بأمر السلامة و الأمن الصناعي كتدابير علمية حتى يمكن تفادي تلك الآثار .
ما دمنا نتكلم على الأمن الصناعي ، فمن المناسب ان نتحدث عن بعض المفاهيم التي تشكل موضوعه ، ماهيته و أهدافه .
يمكن تعريف الأمن الصناعي عالميا بأنه ( الصحة و السلامة المهنية )
حيث يعني الأمن الصناعي بتوفير ظروف العمل الآمنة و الصحية المناسبة في أماكن العمل . و ذلك عن طريق الدراسة المسبقة لكافة المخاطر المتوقعة التي قد تنشا في المراحل المختلفة التي تمر بها العملية الإنتاجية منذ البدء في التفكير في اختيار موقع المنشاة إلى آخر مرحلة من مراحل الإنتاج , مع وضع تدابير السلامة الوقائية التي تستهدف بالدرجة الأولى منع وقوع هذه المخاطر و العمل تطويقها و الحد من انعكاساتها عند حدوثها , و لاشك ان الهدف من كل هذه التدابير هو توفير الحماية الكاملة و الشاملة لكل عناصر الإنتاج و في مقدمتها العنصر البشري الذي يعتبر بمثابة المحور الأساسي في العملية الصناعية لكل هذه التدابير الوقائية بما يكفل تحقيق الكفاية الإنتاجية و يؤمن أسباب التقدم و الازدهار.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حمدان بن علي , السلامة و الأمن الصناعي , محاضرة لطلبة معهد الدراسات العليا بأكاديمية تايف للعلوم الأمنية الرياض 1995 م , ص 11 , منشورات الأكاديمية


المخاطــر الصناعيـة :

إن المخاطر الصناعية هي نوع من الأزمنة الأمنية و لكن لها خصوصياتها و اختلافها عن باقي الأزمات الأمنية , و لكن في نفس الوقت تشترك مع الأزمة الأمنية في أمور عديدة منها :
1ـ المفاجأة :
غالبا ما تكون الأزمة الصناعية مفاجأة و غير متوقعة و على الأقل في الوقت الذي حدثت فيه لذلك تشكل مفاجأة في وقت حدوثها كما ان أحداثها تتسم بالمداهمة مما يصيب الأجهزة الأمنية بالإرباك إذا لم تكن قد أعدت العدة مسبقا لمواجهة مثل هذه الأزمة (1)
2ـ سرعـة و تتابع الأحداث :
عادة ما تتسم الأحداث المشكلة للازمة الأمنية بالسرعة و التتابع فتتوالى الانعكاسات المختلفة التي قادتها في حالة الأمن و تندر باتساع رقعة المخاطر و هو ما يتطلب السرعة في التعامل مع الأحداث و مواجهتها و السيطرة عليها و الحد من نطاق انتشارها لهذا كان من اول مهام أجهزة الأمن الانتقال السريع لمكان الطوارئ و محاصرة اثاره و تطويق نتائجه .

3ـ الدرجة العالية من التوتر النفسي :
صاحب الأزمة الأمنية , و كذلك الصناعية درجة عالية من التوتر النفسي , فعندما تتصاعد الأحداث المشكلة للازمة الأمنية , فان جوا من التوتر النفسي غالبا ما يسود مسرح الأحداث , مما يؤثر على سلامة القرار و حسن التصرف في مواجهة الأحداث .
4ـ اتساع نطاق الأحداث :
نظرا لما تتسم به الأزمة من سرعة و تتابع فان نطاق الأحداث غالبا ما يتسع ليمتد الى مناطق مجاورة لم تكن في الحسبان كما أن الأحداث الأمنية المتداعية غالبا ما يكون لها انعكاسات واسعة النطاق مما يلقي على أجهزة الأمن واجبات إضافية لمنع انتشار الأخطار المصاحبة للازمة .
5ـ عدم توفر المعلومات الكافية عن الأزمة أو الكارثة :
كثيرا ما تتسم أحداث الكارثة الصناعية بالنقص في البيانات و عدم توفر المعلومات عن حجم و أسباب الكارثة لليست بالدقة مما يؤثر على سلامة تقدير الموقف و بالتالي تتسم الإجراءات حيالها بالتسرع و الارتجال .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) احمد القاضي دليل السلامة و الامن الصناعي بدون نشر , القاهرة , مصر الجديدة 1996 , ص 22

6ـ تعدد الأجهزة المشاركة :
تعتبر مشكلة حوادث العمل من أكثر المشاكل التي تسبب خسائر فادحة لكل من العمال و أصحاب و الأعمال .
المجلس القومي للمن الصناعي The national safety council
تقريرا يشير إلى ان الحوادث الصناعية تسبب خسائر قيمتها 3 بليون billion دولار سنويا , و متوسط نصيب خسارة العامل الواحد نحو خمسين دولارا سنويا , و لاشك ان الخسائر المالية فادحة و لكننا اذا نظرنا إلى قيمة الحياة و إلى الأطراف التي يفقدها الإنسان لوجدنا ان الموقف لا يمثل مشكلة و حسب و لكنه يمثل مأساة كبرى .
و بطبيعة الحال فان موضوع الأمن الصناعي و حوادث العمل من الموضوعات الهامة التي يهتم ببحثها علماء النفس في الصناعة , و ينبغي إجراء البحوث العلمية و الموضوعية بالوقوف على أسباب الحوادث و لوضع الوسائل التي تمنع حدوثها و التي تزيد من إجراءات الأمن الصناعي عامة .
و الواقع ان مشكلة حوادث العمل تمثل مشكلة كبرى إنسانية و اجتماعية و اقتصادية , و لبيان ضخامة هذه المشكلة يقول جاكوبس jacobs أن الإحصاءات تشير انه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في أي عام من الأعوام يقتل حوالي 100 ألف شخص و يصاب حوالي عشرة مليون شخص نتيجة الحوادث .
ففي عام 1962 على سبيل المثال قتل 97 ألفا نتيجة للحوادث منها حوالي 50 % ترجع إلى حوادث السيارات و 25 %حوادث وقعت في المنازل , 15% من الحوادث وقعت في أماكن العمل .
و لقد كشفت معظم الدراسات التي أجريت في مجال حوادث العمل ان العوامل البشرية او العنصر البشري هو السبب الرئيسي في وقوع معظم الحوادث أي معظم الحوادث ترجع إلى أمور المسئول عنها الإنسان .
تعتبر المبادئ السيكولوجية للسلوك الإنساني في العمل من الأمور الهامة التي تساعد على الوقاية من الحوادث Accident privontion
و على سبيل المثال فقد أشار بعض البحاث إلى أن سلامة العامل ماهي الا عملية تعليمية Learning function و توضح هذه الحقيقة دراسة أجريت على سائقي الباصات إحدى المدن حيث حضروا برنامج للتدريب على الوقاية من الحوادث لمدة 2/4 أسبوعا و بعدها أدوا امتحانا ثبتت فيه صلاحيتهم للقيام بأعمالهم و لقد سجل معدل ارتكابهم للحوادث خلال 17 شهرا ووجد ان هذا المعدل استمر في الهبوط طوال هذه المدة و تعداها إلى ما بعدها ومعنى ذلك أن التدريب فائدة كبيرة للوقاية من الحوادث .
بالرغم من تعدد العوامل السيكولوجية التي تكمن في مشكلة الحماية من الحوادث هناك اتجاه قوي في كثير من الشركات لإهمال الاتجاه السيكولوجي في وضع استراتيجية منع الحوادث , و يرجع السبب في ذلك إلى أن مهندسي الأمن الصناعي لم يدرسوا أو يتدربوا في مجالات السلوك الإنساني , أي في علم النفس .
و لكن إسهامات علم النفس لا ينبغي التقليل من شانها و الحقيقة ان مشكلة الوقاية من الحوادث و تقليلها تحتاج الى تعاون السيكولوجي و المهندس , فالمعرفة السيكولوجية تكمل المعرفة الهندسية .
و هنا نتساءل هل من الممكن ان يقوم المهندس بتصميم جهاز للأمن يكون آمنا و سالما كلية بصرف النظر عن نوعية العامل ؟
لا يستطيع المهندس ان يخترع مثل هذا الجهاز و الذي يمكن للعامل أن يديره بأعلى مستوى من الكفاية و الاقتصاد اذ لا بد من اخذ العنصر الإنساني في الاعتبار .
إن الأجهزة الآمنة تصبح شديدة الخطورة في ايدي بعض العمال و لذلك
يتطلب تصميما و عناية خاصة بالعنصر البشري Human element


تعريــف الحــوادث :
بعد توضيح أهمية العنصر الإنساني في وقوع حوادث العمل نتساءل ماهو المقصود بالحادثة , إن المشتغلين بميدان الأمن الصناعي يعرفون الحادثة بتعريفات مختلفة .فمثلا إذا سقط العامل من فوق السلم الذي كان ترتقيه و لكنه لم يصب بأية إصابة و لم تحدث خسائر او تدمير لأي آلة أو جهاز , فهل تعتبر هذه الحادثة أم لا ( في الغالب ما تكون الإجابة بالنفي ) و ماهو الموقف بالنسبة لعامل آخر يسقط أيضا من فوق السلم و ينتج عن ذلك حدوث رض أو قصع أو التواء في كعبه فهل تعد هذه حادثة ؟
في الواقع أننا في مثل هذه الحالات لدينا حدث من السلوك ينبغي ان نسميه حادثة , و بطبيعة الحال هناك فروق واسعة بين الحوادث , فهناك نتائج مختلفة للحوادث تتراوح ما بين مجرد حدوث بعض الرضوض الخفيفة او حصول إصابات قاتلة أو خطيرة تؤدي إلى الوفاة و كل هذه الإصابات الخفيفة و الخطيرة من الممكن ان تنتج من حدث واحد هو سقوط السلم و أن الاختلاف يحدث في النتائج .
و تعرف الحادثة Accident بمعناها الواسع هي كل ما يحدث دون ان يكون متوقع الحدوث مما ينجم عنه في العادة ضرر للناس أو الأشياء , فلو ترتب عليها إصابة احد من الناس سميت إصابة .
و قد جرى العرف في قياس الأمن الصناعي على أن تقتصر الإصابات على تلك التي تقعد العامل المصاب عن العمل أكثر من يوم واحد او أكثر من مصوب العمل التي وقعت فيها الإصابة .
تصنيــف الحوادث :
يمكن تصنيف حوادث العمل بطرق مختلفة .
1ـ من حيث نوعها إلى حوادث مرور أو حوادث مناجم او حوادث طائرات او الى حوادث خطيرة و أخرى غير خطيرة .
2ـ من حيث نتائجها إلى حوادث تتلف الآلات أو المنتجات او تصيب الأشخاص بإصابات مختلفة كالحروق و الكسور و فقد الحواس او الأعضاء أو التشويهات المختلفة أو الموت .
3ـ من حيث خطورتها إلى حوادث مميتة و حوادث تؤدي إلى عجز كلي دائم كفقد العينين أو اليدين و أخرى تؤدي إلى عجز دائم كفقد عين واحدة او يدا واحدة و حوادث تؤدي الى عجز كلي مؤقت أي يمنع العامل من العمل لفترة معينة و أخرى تحتاج إلى إسعافات أولية .
4ـ من حيث أسبابها الى حوادث ترجع في المقام الأول إلى عوامل بشرية كإهمال العامل او شرود ذهنه او ضعف ذكائه أو قلة خبرته او عجزه عن ضبط نفسه , و حوادث ترجع في المقام الأول إلى عوامل مادية أو ميكانيكية كسقوط أشياء على العامل او انفجار بعض المواد او تلف مفاجئ بعض المواد أو إلى تلف مفاجئ في بعض الآلات و قد وجد أن حوادث الصنف الأول تتراوح نسبتها من 80 إلى 90 % و ان حوادث الصنف الثاني تتراوح بين 10 و 20 % من حوادث الصناعة و لبعل هذا ما يشير إلى أهمية العامل الإنساني و رجحانه في وقوع الحوادث .
النظريــات التي تفسر الحوادث :
للحوادث أسباب كثيرة سواء كانت إنسانية او خارجية و نعرض الآراء المختلفة المتعلقة بنشوء الحوادث .
النظريــة القدرية :
أصحاب هذه النظرية يرون ان الناس صنفان احدهما سعيد الحظ و الآخر تعيس الحظ فمنهم من لديه حصانه ضد الحوادث و الآخر أكثر قابلية للحوادث .
و يفسرون ذلك و يرجعونه إلى القدر و لكننا نرفض هذه النظرية لأنها تقوم على وجهة نظر ينقصها المنطق العلمي .
النظريــة العلميــة :
و نقول هذه النظرية أن الشخص دائم الإصابة إنما يعاني خللا جسديا أو عصبيا و ان هذا الخلل هو السبب في هذه الحوادث و نحن نفكر أن يكون هذا هو السبب القوي الفعال في هذه الحوادث المتكررة .
نظريــة التحليل النفسـي :
و تعتبر هذه النظرية الحوادث إنما هي أفعال مقصودة لا شعورية و يعتقد أصحاب هذه المدرسة التحليلية أن الإصابة الجسدية إنما هي عدوان لا شعوري موجه للذات و يعتبر فرويد أن سبب معظم الحوادث هو الدافعية اللاشعورية .
نظريــة علم النفس التجريبــي :
هذه النظرية تقول أن للحوادث أسبابا كثيرة و متعددة و العامل يقع تحت تأثيرات كثيرة و متغيرة و إذا كان هناك أسباب متعددة للحوادث فان لها أيضا أهداف متعددة فقد يكون الدافع لها الرغبة في الحصول على تعويض مادي أو في تخفيف المسؤولية عن نفسه .
العــوامل المسسبــة للحوادث :
تختلف الأهمية النسبية للعوامل الداخلية و الخارجية باختلاف نوع العمل و ظروفه و تكوين العامل النفسي و البيولوجي ففي الصناعات التي تحف بها المخاطر كصناعة المفرقعات أو الغازات السامة أو المناجم يزداد اثر العوامل الخارجية .
إن العوامل الشخصية عميقة الأثر ,حتى في الصناعات غير المعرضة للأخطار و مما يجدر ذكره أن العوامل الخارجية وحدها أو الداخلية وحدها قد لا تؤدي إلى وقوع حوادث أو إلى عدد كبير من الحوادث , و لكن تضافر هذين النوعين من العوامل هو ما يؤدي إلى وقوع الحوادث بنسبة كبيرة كسرة الإضاءة مع ضعف الأبصار عند العامل أو سوء وضع الآلة بين عامل عصبي أو مندفع .
و بعبارة أخرى نقول أن العوامل الخارجية لا اثر لها إلا إذا تجاوبت و تفاعلت مع شخصية ذاتية هي التكوين الجسمي و النفسي للعامل و خبراته و تدريبه و مزاجه.
الأسباب الشخصية للحوادث :
1ـ الذكاء :
يميل التفكير الشائع أن الشخص الغبي يتعرض للحوادث أكثر من الذكي , و لكن الدراسات العلمية لا تجد من النتائج ما يبرر هذا التعميم .
و لقد قام ( فارمر و شامبرز Farmer and chambers (
بدراسة هذه المشكلة و لم يجد أي ارتباط بين تقديرات الذكاء و بين تعدد الحوادث بين العمال , و لقد اقترح أن الذكاء يرتبط بالحوادث التي تتضمن أخطاء في الحكم و لا يرتبط بتلك التي تتضمن مهارات يدوية , و يفسر هذا الاقتراح عدم وجود ارتباط في دراسة فرامرز و شامبرز .
2ـ حدة البصــر :
ان مدى مدة البصر و سلامته عامل يسهم في التعرض للحوادث و هناك من الشواهد ما يدل على هذا , و قد قام (تيفين ) و زميل له بتحديد ما تتطلبه كل جماعة عاملة من مطالب بصرية و ذلك بالنسبة لأثنى عشر مجموعة من العاملين ثم فحصوا لتبين ما إذا كانت الخواص البصرية اللازمة متوافرة لدى كل فرد في هذه المجموعات أم لا . و لقد بينت النتائج أن نسبة العاملين الذين لم يتعرضوا للحوادث كانت أعلى بين الذين نجحوا في الاختبار أو الفحص عن أولئك الذين رسبوا و ذلك في إحدى عشر مجموعة ولم توجد فروق في مجموعة واحدة , و قد تكونت كلية من عمال غير مهرة .
2ـ التوافق أو التآزر الحركي :
لقد عزل بعض الباحثين التوافق العضلي كعامل له تأثير على الاستهداف للحوادث و يبدو من المعقول أن نفترض أن البطء في الاستجابة تؤثر في تكرار الحوادث , و مع هذا فقد ظهر أن السرعة في الاستجابة في حد ذاتها ليس لها علاقة ذات دلالة بتكرار الحوادث في الصناعة .و لكن يبدو أن الاستجابات الأكثر تعقيدا هامة. و قد استخدم فارمر و شامبرز بطارية من الاختبارات تتكون من اختبار تنقيط , و أداة لقياس سرعة الاستجابة للإشارة .و اختبارا آخر يتطلب أن يغير المفحوص أداءه العضلي بما يتفق مع الإرشادات المتغيرة.
و حين قسم 500 من العاملين إلى مجموعتين على أساس تقديراتهم إلى مجموعة متفوقة في الأداء و مجموعة اقل نفوقا , وجد أن المجموعة الأخيرة تعرضت إلى 48 % من الحوادث أكثر من المجموعة المتفوقة .
و معنى هذا أن الارتباك و نقص المهارة و بطئ الاستجابة و ما تتعرض له أعضاء الحس من عيوب يسهم في وقوع الحوادث , و بناءا على ذلك يصعب على الأشخاص الضعاف في هذه النواحي الحسية الحركية تجنب المواقف التي تعرضهم للإصابة بالحوادث , و قد لا يكون هؤلاء الأشخاص مهملين أو مندفعين , و مع ذلك يتعرضون للحوادث .
4ـ الســن و الخبـرة:
يوضح الشكل التالي العلاقة بين الخبرة و الحوادث فوجد أن 50%
من الأفراد قد أصيبوا بحوادث في الستة اشهر الأولى من عملهم و كانت النسبة 33 % في الشهور الستة التالية و كانت نسبة من أصيبوا في حوادث بعد أن قضوا عامين و نصف في عملهم هي 3 ‰
و نسبة الإصابة بين الموظفين الجدد عالية إلى حد ملحوظ في الشهور القليلة الاولى من عملهم عنها في الشهور او السنوات التالية .
شكل 12العلاقة بين الحوادث التي وقعت للشباب و بين سنوات الخبرة :
ففي إحدى المؤسسات الصناعية للمعادن كان وقوع الحوادث لمجموعتين من العمال بين 5 و 6 في الألف خلال الشهر الأول و في الشهر الثالث نقصت هذه النسبة فأصبحت تتراوح بين 4 و 5 في الألف و في نهاية الشهر السادس انخفضت تلك النسبة فأصبحت 6 و 3 في الألف .
و أوجدت هاتان الدراستان بالحاجة إلى تدريب فعال يمتد خلال فترات زمنية أطول ينصب على العادات السليمة التيس غالبا ما تحذف مجموعتان تلقت أحداهما تدريبا خاصا بأساليب العمل و الأمن الصناعي فتناقصت الإصابات بسرعة عنها في حالة المجموعة التي لم تتلق أي تدريب ووصلت المجموعة المدربة إلى 8 و 3 في الشهر الثالث و هو معدل لم تقترب منه المجموعة الأخرى حتى الشهر السابع كما يوضح ذلك الرسم التالي .
و الواقع أن معدل وقوع الحوادث يتناقص باتساق مع العمر و يوضح الجدول الآتي معدل وقوع الحوادث إذا ما قورن بالسن لكل من الرجال و النساء في إحدى المؤسسات الصناعية .
إن معظم الأبحاث التي أجريت في هذا المجال لم تكشف عن نتائج ثابتة من مؤسسة إلى أخرى أو من صناعة إلى صناعة مخالفة لها .
كذلك هذه الدراسات ان معدل وقوع الحوادث كان أعلى بين العمال و الصغار في السن الذين يقلون في خبرتهم عن غيرهم , إلا انه في بعض المؤسسات الصناعية زيادة نسبة وقوع الحوادث بزيادة عمر العمال و بين شروزبري Shrosbree أن إحصاءات إحدى الصناعات تشير إلى أن العمال الذين قضوا مدة طويلة في المؤسسة قد يكون الخطر في سلوكهم لأنهم اعتادوا على الخطر , ومن ثم فإنهم يكونون اقل احتراسا عن غيرهم من العمال .
5ـ العوامــل الانفعالية :
هناك عاملين انفعاليين يتصلان بالحوادث التي تقع للأفراد في المؤسسات الصناعية و هما : النضج الانفعالي و الحالة الانفعالية وقت وقوع الحادثة . و ثمة تحليل للأسباب للحوادث لدى 50 عاملا في إحدى المؤسسات الصناعية الأمريكية بين أن أربعة عناصر هي : الاتجاه الخاطئ ـ التسرع ـ العصبية و الخوف ـ القلق و الاكتئاب و كانت هذه العناصر مسئولة عن 33 % من الحوادث بين أفراد المجموعة التي تمت دراستها , نستدل من ذلك على أن الحالة الانفعالية تعتبر مسئولة عن نسبة كبيرة جدا من الحوادث .
و العلاقة بين النوبات الانفعالية و بين تكرار وقوع الحوادث توضحه إحدى الدراسات التي قام بها هيرسي Hersey فوجد أن العامل المتوسط يكون منخفضا في الحالة الانفعالية حوالي 30 % من الوقت و أن أكثر من نصف الأربعمائة حادثة بسيطة التي قام بدراستها وقعت أثناء مثل هذه الفترات , و يؤكد غيره من علماء النفس مثل كاردول دور عدم الثبات الانفعالي و تسببه في وقوع كثير من الحوادث .
و يبين هيرسي أهمية الحالة الانفعالية العامة للعامل فأوضح أن إنتاج العمال الصناعيين يكون أعلى بحوالي 8 % و ذلك خلال الفترات التي يكون فيها هؤلاء العمال سعداء فرحين و يكونون أكثر تعاونا في هذه الحالة مما أو كانوا متضايقين و متشائمين قلقين , و هكذا فالحالة الانفعالية لا تعتبر أمرا مرغوبا فيه فحسب من ناحية الأمن الصناعي و لكن أيضا من ناحية الإنتاج .


الأسباب الخارجية للحوادث :
1ـ ظروف العمل السيئة :
لوحظ انه كلما هيئ للعامل جو مريح كلما زادت إنتاجيته حيث يترتب عليه منع حدوث الإرهاق و تحسين ظروف العمل بتوفير وسائل آلية و أدوات يدوية مريحة للعامل , العناية بالتهوية و الإضاءة في المؤسسة
2ـ أجهزة العمـل و معداتـه :
قد تنشا الحوادث من الآلة نفسها و قد يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
ـ عدم العناية بتخزين المواد الكيماوية و القابلة للاشتعال .
ـ عدم تنظيم أماكن العمل و نظافتها
ـ إهمال الآلات و عدم صيانتها
ـ تكدس أماكن العمل بالآلات
ـ عدم حجب و تسوير الأجزاء المتحركة من الآلة
الآثار المترتبـة على حوادث الصنـاعة :
لحوادث الصناعة آثارها المتعددة سواء كانت على العامل أو على المنشاة الصناعية و فيما يلي تفصيلات ذلك .
أولا : الآثار المتعلقة بالعامل :
قد تؤدي الحوادث إلى وفاة العامل أو يتعرض البعض الآخر إلى عاهات مستديمة كلية او اهات جزئية تجعله يفقد عمله . وتضطرب على اثر ذلك حياة الأسرة .
ثانيا : الآثار المتعلقة المؤسسة
1ـ كثرة الإصابات يؤدي إلى تدهور كبير في الروح المعنوية لمجموع العاملين نتيجة شعورهم بفقدان الأمن .
2ـ كثرة الإصابات التي يتعرض لها العاملون المدربون تؤثر على الإنتاجية من حيث الكم و الكيف .
3ـ تتحمل التكاليف نتيجة إصابات العمل مثل التعويضات و نفقات العلاج , و الخسائر المترتبة على النقص في الإنتاج وما للاقتصاد القومي بصفة عامة .
تعريــف الأمن الصناعي :
كثرت و تعددت تعار يف الأمن الصناعي , و لما كان الأمر كذلك فإننا سنشير الى بعض التعاريف التي وجدت قبولا مناسبا في هذا الميدان . هنالك تعريف مختصر للأمن الصناعي ( مجموعة الإجراءات و التدابير الكفيلة بحماية الأرواح و الممتلكات في المنشات الصناعية )
و تعريف آخر هو انه ( مجموعة الإجراءات و التنظيمات المتعلقة بالمحافظة على الأمن و النظام و السلامة داخل المنشات الاقتصادية و الحيوية و مرافقها بالوسائل المتاحة ).مجموعة الأساليب و الجهود الهندسية و التنظيمية التي يجب أن تتخذ .






و تعريف رابع للأمن الصناعي بأنه _( الفرع الذي يرسي إلى تهيئة جميع الظروف المادية و النفسية و الاجتماعية و التي تكفل اكبر إنتاج مع الاهتمام برضى العامل عن عمليه , فهو يهتم بالكشف عن أفضل الظروف الإنسانية للعمل , و حل المشكلات الصناعية حلا علميا ) (1)
و يمكننا ان نخرج من كل هذه التعريفات بان الأمن الصناعي ماهو إلا مجموعة من الإجراءات و النظم الخاصة بحماية الأرواح و المنشات و ملاءمتها مع استمرار اكبر قدر من الإنتاجية في كل الظروف .
مفهـوم الأمن الصنـاعي
ان مفهوم الأمن الصناعي هو إيجاد البرامج المناسبة للتصدي ما يمكن ان يؤثر بطريقة أو بأخرى على سلامة العاملين و الممتلكات و سير العملية الإنتاجية , بالاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال تتوفر فيهم الخبرة و الكفاءة لتصميم هذه البرامج و تحقيق الهدف المنشود الا و هو توفير كافة أساليب الحماية الوقائية (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نبيل عبد العزيز , التخطيط لمواجهة أخطار التهديد بالقنابل , الندوة لسابعة للأمن الصناعي , الأمانة العامة للهيئة العليا للأمن الصناعي , العربية السعودية 1428 هـ ص5

(1) السيد رمضان حوادث الصناعة والأمن الصناعي , الإسكندرية , مصر , المكتب الجامعي الحديث , 1984 م ص 77
(2) عبد المحسن ابو الليف , الأمن الصناعي , محاضرات بأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية , الرياض 1417 هـ ص 2


ان المهمة الأساسية للأمن الصناعي إنما هي مهمة وقائية لذلك فان نجاحها هو فيما لم يحدث بالدرجة الأولى .

الأمن الصناعــي :
إذ يعتبر موضوع الأمن الصناعي من أهم الموضوعات أو الميادين التطبيقية لعلم النفس الصناعي . انه ميدان أو فرع يستهدف رفع الكفاية الإنتاجية للعامل و يحرص على راحة العامل و كرامته , و انه يهتم بالكشف عن أفضل الظروف الإنسانية للعمل , و حل المشكلات الصناعية حلا علميا .
تسعى برامج الأمن الصناعي إلى المحافظة على صحة العمال و سلامتهم من الأخطار و الحوادث الصناعية و الإبقاء على معدل الحوادث الصناعية في حده الأدنى و تحسين صحة العمال إلى أعلى درجة ممكنة و بالتالي فالأمن الصناعي أهدافه وقائية بالدرجة الأولى لأنها تساعد على عدم وقوع الحوادث الصناعية و بالتالي تمنع وقوع إصابات من شانها التأثير على العامل و صحته و على كفاءته الإنتاجية بصفة عامة .
وسائــل تحقيق أهداف الأمن الصناعـي :
أولا : تكييف العمل للعامل : أي تكييف الآلات و الأدوات و العدد حتى تناسب العامل الذي يديرها أو يستخدمها .
ثانيا : تحسين الظروف الفيزيقية للعمل : كالإضاءة و التهوية و درجة الحرارة و الخ ...
ثالثا : التفتيــش : الغرض منه إظهار الأخطار المهنية في المنشات الصناعية لتفادي الخطر بالنسبة لأي عملية واردة أو مادة أو جهاز أو بالنسبة لظروف العمل بها .
رابعا : البحــوث : سواء كانت بحوث فنية أو سيكولوجية أو دراسات إحصائية :
(أ‌) البحـوث الفنية: و التي تشتمل دراسة الطريقة المثلى لأداء كل عمل من الأعمال لامكان وضع كل عامل في العمل المناسب له على نحو يكفل تلافي جميع الأسباب المحتملة لوقوع الحوادث و كذلك دراسة مخاطر الآلات و تدبير الوسائل الوقائية منها و التأكد من مطابقة تصميمها لمواصفات الآمن .
(ب‌) البحوث السيكولوجيــة : لدراسة الاستعداد للحوادث (لاستهداف الحوادث ) كما تتضمن هذه البحوث دراسة العلاقة بين نسبة الحوادث ومن العامل و مدة خدمته و دراسة العوامل الانفعالية و القدرة الذهنية و التعب و الملل و مدى ارتباطها بحوادث العمل
(ج) الدراسات الإحصائية : و يتم إعداد هذه الدراسات عن طريق تسجيل حوادث العمل و جميع الحقائق عليها , و إعداد الإحصاءات عند الإصابات .
تكييف العمــل للعامــل :
يهتم الأمن الصناعي بتكييف العمل بمعنى طرق تأدية العمل , و أدوات العمل , و ظروفه , ومكانه . ولقد دلت الملاحظات و الدراسات التجريبية على أن اغلب العمال إن تركوا يعملون كل بطريقته الخاصة لم يستطيعوا أن يقفوا على طرق سهلة اقتصادية لأداء أعمالهم , و اغلب أنهم يتمسكون بطرق عقيمة . عديمة الجدوى , فالعامل من دون إرشاد يكون اقرب إلى قيام بحركات زائدة او طائشة تستنفذ جزءا من طاقته و تسبب له التعب من غير داع و من ناحية أخرى فالمهندسون حين يصممون الآلات و الأدوات فإنهم يهتمون في العادة بصلاحيتها للإنتاج , دون الاهتمام بالشخص الذي سيديرها ثماني ساعات في اليوم , أسبوعا بعد أسبوع , و الذي لا يلبث أن يكتشف أنها تسبب له إجهادا لا داعي له .
و على سبيل المثال بعض الأخطاء العامة في تصميم الآلات من الناحية الإنسانية: فالآلات يكون ارتفاعها في العادة اكبر أو اصغر من طول العامل المتوسط .
و حتى لو تداركنا هذا العيب بوضع منصة يقف عليها العامل أن كانت الآلة أعلى منه فهذا يعرضه لمخاطر أخرى جديدة , أما أن كانت الآلة أعلى منه فهذا يعرضه لمخاطر أخرى جديدة , أما أن كانت الآلة اقصر منه , كان تكيفه لها أصعب منه في الحالة الأولى يضاف إلى هذا الآلات تتطلب استخدام اليد اليسرى مما يشق على العامل الأيمن . و من العيوب الشائعة أيضا عدم وجود مستودع قريب من الآلة .زد على ذلك أن موطئ الأقدام في كثير من الآلات تكون في العادة أضيق مما يجب بحيث لا تسمح للقدم ان تستند إليها باجمعها .
لذا فان الآلة مهما كانت معقدة فإنها تتطلب شخصا يديرها بصورة مستمرة و يستجيب لإشارات تصدر عنها او يقيم بصيانتها .
و هو في كل هذا يستجيب وفق قدراته و خصائصه و حدود طاقته , من اجل هذا لا يمكن غض النظر عن النواحي السيكولوجية في الصلة بين الإنسان و الآلة , إن العامل يتلقى على الدوام إشارات من الآلة عن طريق مؤشرات أو أصوات , و عليه أن يستجيب لهذه المنبهات و قد تكون السرعة أحيانا عاملا هاما في هذه الاستجابة او تكون الدقة هي العامل الهام و غالبا ما تتطلب الآلات سرعة و دقة في الاستجابة أو تكون الدقة و هذا يتعين أن يكون حجم الآلات يتلاءم مع القدرات الحسية و الحركية للعامل , و هذه ناحية من صميم اختصاص السيكولوجي , فحبذا لو تعاون مع مهندس الكفاية بالمصنع في هذا العمل .
موجز القول فانه عند تكييف العمل للعامل ينبغي مراعاة الاعتبارات التالية :
1ـ تصميم الآلات و الأدوات بحيث يتسنى استخدامها على نحو يزيد من الإنتاجية و لا يزيد من التعب .
2ـ ترتيب أدوات العامل و معداته و مواده بحيث يستطيع العامل أن يجدها حين يحتاج إليها في سرعة و سهولة دون أن يضيع وقتا في البحث عنها .
3ـ الكشف أن الأوضاع الجسمية المناسبة و المأمونة للعامل أثناء عمله .
4ـ تحاط الجنازير و الأجزاء المتحركة بحواجز تمنع الأخطار الناتجة منها .
5ـ يجب عند العمل على الأجهزة الكهربائية توقي أخطار التيار الكهربائي .

تفسيـر كيفية توزيع الحوادث :
لقد لوحظ ان العمال يتعرضون لنفس الأخطار أثناء العمل إلا أنهم يختلفون فيما بينهم من حيث عدد الحوادث التي يتورط كل منهم فيها , لمحاولة تفسير هذا الاختلاف نجد أربعة فرضيات تفسر توزيع الحوادث على الأفراد .
1ـ الفرض الأول ـ الصدفة
و هذا الفرض يرجع الحوادث إلى عامل الصدفة المحضة , و يرى انه ليست هناك أية عوامل شخصية .
2ـ الفرض الثاني ـ عدالة و توزيع الحوادث :
و يرجع هذا الفرض توزيع الحوادث إلى نظام عادل تخضع له .
و خلاصة هذا الافتراض انه إذا حدثت حادثة لفرد ما فانه يكون بذلك قد حصل على نصيبه من الحوادث لفترة معينة ثم يأتي دور فرد آخر من زملائه ليقع في حادثة و هكذا ...الخ و يفسر بان حدوث الحوادث للفرد يتسبب عنه تعليم من جانب الفرد و عبرة يستخلصها مما حدث له و بالتالي يساعدانه على كيفية تحاشي حوادث مستقبلية .
الطفل الذي سبق له أن احترق من لعبه بالنار لا يعاوده مرة أخرى حتى لا تتكرر حادثة احتراقه .
3ـ الفرض الثالث ـ القابلية المتزايدة :
يرى أصحاب الفرضية أن كل الأفراد في البداية يكونون ذوي استعداد متساوي للتورط في حوادث , وان أولئك الذين تحدث لهم الحوادث الأولى يصحبون ذوي استعداد يهيئ لهم حوادث أكثر في المستقبل و هكذا يؤدي تورط الفرد في حوادث إلى زيادة في قابليته لان تحث له حوادث في المستقبل . الخوف و القلق و عدم الثقة في نفسه , فيقل تحكمه السليم في سلوكه نتيجة لهذا .
4ـ الفرض الرابع ـ القابلية للحوادث نتيجة للتكوين النفسي البيولوجي الخاص بالفرد :
يرى هذا الافتراض أن التكوين النفسي البيولوجي الخاص بالفرد يؤثر في تكوين درجة ثابتة نسبيا من القابلية للتورط في الحوادث Accident Proneness لديه تختلف عن غيره و تتسبب في الفروق بين الأفراد فيما يتعلق بمدى تورطهم في حوادث , و يرى هذا الافتراض إن القابلية للحوادث تتوزع لدى الأفراد على بعد واحد مستمر هو ما يعرف بالمتصل Continuum شانها في ذلك شان غيرها من سمات الشخصية و خصائصها ,فكل فرد يتميز بدرجة معينة من القابلية للحوادث ,قد تكون هذه الدرجة كبيرة تورطه في الحوادث , فهي بالنسبة لعمل معين قد تكون عالية , و بالنسبة لآخر عند نفس الفرد قد تكون منخفضة .
تفسيــر : فلو كان الفرض الأول هو الصادق ( فرض الصدفة ) فسوف يكون توزيع الحوادث على الأفراد عشوائيا تماما , ولو كان الفرض الثاني هو الصادق (فرض عدالة التوزيع ) فسوف نجد ان معدل حوادث الفرد المرتفع في فترة يتبعه معدل منخفض في الفترة التالية و العكس بالعكس , و لو كان الفرض الثالث هو الصادق ( فرض القابلية المتزايدة ) فان معدل حوادث الفرد العالي في فترة سوف يتبعه معدل أعلى في الفترة التالية , أما لو كان الفرض الرابع هو الصادق ( فرض القابلية نتيجة للتكوين النفسي البيولوجي للفرد ) فان أفرادا معينين سوف يميلون إلى الاحتفاظ بمعدل منخفض في كل الفترات .
5ـ البيئة النفسية للعمـل :
6ـ النوع ( الجنس )
7ـ السـن :
8ـ الخبــرة
9ـ الذكاء
درس شافر سيلنغ selling ( 25. 347 ) العلاقة بين الذكاء و معدل الحوادث في مؤلف نشره في عام 1941 قارن فيه بين معدل حوادث 6829 عاملا صناعيا و بين درجات ذكائهم , و الجدول رقم (19) يلخص نتائج تلك الدراسة :


جــدول رقم 01
علاقــة الإصابات بالذكــاء

درجة اختبار الذكاء الإصابات في السنة لكل 100 عامل
( مرتفعة ) أ
ب
ج
د
(منخفضة ) هـ 0,66
1,12
1,53
2,08
2,76

وواضح من الجدول تلك العلاقة السالبة بين درجات اختبار الذكاء و بين معدل الحوادث و يتايد نفس الاتجاه من دراسة تشامبرز Chambers
10ـ السرعة الادراكية و السرعة الحركية
11ـ الحالة الانفعالية الراهنة
12ـ الانتحار وإدمان الكحوليات
13ـ ديناميات الشخصية
14ـ اضطراب الشخصية:
15 الدوافع النفسية و الحوادث كمثال : (نظرية فرويد ):
درس فرويد Freud ظاهرة الحوادث في دراسات عدة تحت عناوين مختلفة منها الأفعال التي تنفذ بشكل خاطئ Erroneonsly
Carried Outaction و الأفعال العرضية و أفعال الصدفة symptomatic Chance action كما تعرض لها كظاهرة مصاحبة للاضطراب النفسي في بعض الحالات .
و في كل هذا برهن فرويد على أن الحوادث كباقي الأفعال العرضية التي يقع فيها الناس ـ ليست اتفاقية و أنها تتطلب أكثر من مجرد التفسيرات الفيزيولوجية و أن لها معنى و تقبل التأويل وان يوسع المرء أن يستنتج منها وجود دوافع و نوايا محجوزة أو مكبوتة يقصد فرويد بها أن لها دلالة و أنها تصدر عن مقصد , عن نزعة , و أنها تحتل مكانا معينا في سلسلة من العلاقات النفسية تشبه الهفوات شبها كبيرا تسمى الأفعال العارضة أو العرضية لا هدف لها في الظاهر , و إنما يمكن تفسيرها كما أنها علائم صغيرة تشير إلى عمليات نفسية أخرى أهم منها , فهي أفعال نفسية بالمعنى الكامل لهذا الإصلاح
و هناك أمثلة نلمس فيها تأييدا لنظرية التحليل النفسي في تعليل الحوادث .و بهذا الصدد يعرض لنا فرويد حالة عرضت له في خبرته الشخصية و هي لسيدة صغيرة كسرت ساقها من تحت الركبة في حادث جعلها طريحة الفراش لعدة أسابيع وكان من المدهش حقا عدم وجود إحساس بالألم و هدوئها الذي استقبلت به هذه الإصابة و كانت الإصابة مصحوبة بعرض عصابي خطير طال أمده , و في أثناء التحليل اتضحت الظروف التي أحاطت بالإصابة و الانطباعات الخاصة التي سبقتها .
14ـ اضطراب الشخصية :
قامت الدكتورة فلاندر دنبار flader dunbar بدراسة لطائفة من المرضى السيكوسوماتيين لتبين ما إذا كانت هناك خصائص نفسية يمكن تمييزها في الأمراض السيكوسوماتية لمعرفة علاقتها بالجوانب الانفعالية و كانت العينة عبارة مرضى سيكوسوماتيين ادخلوا إحدى مستشفيات نيويورك . اتخذت مجموعة ضابطة من الأفراد الذين دخلوا المستشفى بسبب حدوث إصابات لهم . حيث كانت تعتقد أن الأفراد الذين يدخلون المستشفى بسبب إصاباتهم هم أفراد أسوياء لكنها ما إن بدأت دراستها بوقت قصير حتى أتضح لها أن مجموعة الإصابات , المفترض أنهم أسوياء من الناحية النفسية , إنما كانوا في الواقع بعيدين عن السواء , وان هناك عوامل انفعالية تعمل على توريطهم في الإصابات .
و لقد أوضحت دراسات دنبار لالائك الذين دخلوا المستشفى بسبب الإصابات ما يلي :
1ـ إن 80 % من أولئك الذين ارتكبوا حادثا خطيرا , يميلون إلى ارتكاب حوادث أخرى و لهم شخصية خاصة , أما ال 20 %الباقية فهم أسوياء لحد ما , و ليس لهم نمط خاص من الشخصية و لا يميلون إلى ارتكاب حوادث أكثر .
2 الناس المعروفون بارتكاب عديد من الحوادث الصغيرة يميلون إلى ارتكاب حادثة خطيرة .
3ـ أنهم ليسوا حمقى , أو خاملين بل يميلون لان يكونوا حاضري البديهة للعمل و بالا حرى متبصرين .
4ـ أفراد مندفعون بصفة عامة يركزون على الحياة اليومية و لا يهتمون بالأهداف البعيدة و هم غالبا مستاءون من السلطة , و قد وجدت دنبار أن نمط شخصياتهم متطابق تطابقا شديدا مع نمط شخصيات الأحداث الجانحين .
5ـ زواج الأفراد القابلين للإصابات , يميل لان يكون غير ثابت على العموم .
6ـ يمتازون إلى حد كبير بخضوعهم لعامل الصدفة بما في ذلك الزواج , يبدون ميلا للمجازفة و لاتخاذ القرارات السريعة بدون تفكير كاف .
7ـ بالرغم من انه قد أتضح لدنبار إن حالات الإصابات ليست سوية إلا انه أتضح لها أيضا أنهم كانوا بصفة عامة أكثر الفئات السيكوسوماتية التي درستها قربا من السواء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرج عبد القادر طه, علم النفس الصناعي و التنظيمي القاهرة 1988 ص 314 دار المعارف .
و يتضح من نتائج دراسة ان الأفراد الذين تسهل استشارة انفعالاتهم أكثر قابلية للإصابات .
إن الاستياء و الاتجاه السلبي نحو العمل و الاستياء من السلطة و العدم الاتزان الانفعالي مرتبطة بالإصابات و الحوادث .
و بهذا الصدد يعرض لنا فرويد حالة عرضت له في خبرته الشخصية و هي لسيدة صغيرة كسرت ساقها من تحت الركبة في حادث جعلها طريحة الفراش لعد أسابيع و كان من المدهش حقا عدم وجود إحساس بالألم و هدوئها الذي استقبلت به هذه الإصابة وكانت الإصابة مصحوبة بعرض عصابي خطير طال أمده , و في أثناء التحليل اتضحت الظروف التي أحاطت بالإصابة و الانطباعات الخاصة التي سبقتها . فلقد أمضت السيدة بعض الوقت في مزرعة أختها بين جمع من أقاربها و في إحدى الليالي رقصت إحدى الرقصات التي ضاق بها زوجها الغيور ضيقا بالغا فتقدم منها و همس في أذنها قائلا : مرة ثانية سلكت كما تسلك العاهرة فتركت الكلمات أثرا كبيرا فيها , و في هذه الليلة لم تذق طعم الراحة في نومها , و في ضحى اليوم التالي أرادت أن تتنزه فاختارت بنفسها الأحصنة التي سوف تجر العربة التي تركبها و خلال النزهة كانت عصبية كما ذكرت للحوذي ان الأحصنة تفزع وما إن اعترض الأحصنة عائق بسيط حتى قفزت من العربة في فزع فكسرت ساقها , هذا بينما لم يصب احد من كانوا بالعربة .
و في هذه الحالة يتبين بوضوح تلك المهارة الفائقة في إيجاد موقف واستغلاله استغلالا مناسبا لإحداث إصابة تكيل للمراة عقابا ملائما لجريمتها التي ارتكبتها فبحدوث الإصابة على هذا النحو أصبح من المحال عليها أن ترقص لمدة طويلة و في نفس الوقت أشبعت لديها الحاجة إلى عقاب الذات تكفيرا عما ارتكبته من جرم غضب له زوجها غضبا شديدا و هكذا استطاعت الإصابة أن تحقق هدفين في آن واحد احدهما عقاب السيدة على ما ارتكبته من ذنب و الآخر حرمانها من ارتكابها نفس الجرم لمدة طويلة وما دامت الإصابة قد حققت لها كل هذا بنجاح , فانه يحق لها أن ترحب بها و لا تتألم منها .


(أ‌) توصيات مقترحة لزيادة الأمن الصناعي و تخفيض الحوادث :
ارتاينا تسطير بعض التوصيات المهمة للاخذ بها بناء على نتائج البحوث المتعلقة بمشكلة الامن الصناعي و تخفيض الحوادث و بها نحقق اهم اهداف علم النفس في ميدان الصناعة و العمل و الاخص لتحقيق افضل انسجام بين العامل و عمله بحيث نودي الى زيادة الانتاج و المحافظة على الراحة النفسية للعمل و تقليل الخسارة المادية و البشرية و المعنوية الى اقل حد ممكن .
و هذه التوصيات مصنفة تبعا لمجالات مهمة في ميدان الصناعة و العمل .
1ـ بالنسبـة لظروف العمل الفيزيقية :تتمثل في الاضاءة و درجة الحرارة و قلة الضوضاء و نقص التعب و الاجهاد هذه العوامل تساعد على تخفيض معدلات الحوادث و خلق جو ملائم للعمل , لذا ينبغي تحسينه و تطويرها للحد من الاخطار اذا ان هذه الظروف تختلف بتنوع الوظائف و البيئة هذا من جهة و لا يخاف هذه العقبات لا بد من توفر شرط اخر و هو على مهندسي الآلات صناعتها صناعة تقل درجة الخطر اذ لا بد من تطويرها و العمل على تحسينها و ان تكون البيئة مناسبة للقيام بهذه المهن و هو كالقيام بعمليان نوعية كذكر أهمية هذه الأدوات و حماية العامل من الأخطار المحدقة بها , كوضع الخوذة , نظارة , أقنعة لوقايته ومن اجل سلامته .
2ـ بالنسبة لملاءمة العامل للعمل :
إن للاضطرابات النفسية ( الانفعالية ) و نقص القدرة على الانتباه و التركيز و نقص الخبرة , إدمان الخمر و الميل للانتحار و المخاطرة و التمركز في الذات و القلق كما تكون هذه الاضطرابات موجهة للأخر او للأشياء و حتى للنفس أيضا , لذا ينصح و يؤكد اهمية وضع برامج تدريبية مناسبة تساعد ديثي الخبرة على اكتساب الخبرات اللازمة للنجاح في العمل و الابتعاد عن حوادثه .
3ـ بالنسبة لرعاية العامل في عمله :
ان بيئة العمل النفسية لها دور كبير في خفض معدلات الحوادث و الحد منها او رفعها و هذا ما تبين خاصة من حدوث ( دكير ) وزملائه على وجه الخصوص لذا الاهتمام لبيئة العمل حتى ينخفض مستوى الحوادث قدر المستطاع .
فلتخفيض عاملي التعب و الملل المسببان لضيق النفس ومن ثم يخلق فرص وقوع الحوادث تقسيم العمل وإعطاء العامل فرصة للتغيير و التنوع في طبيعة الأعمال و إتاحة فرصة كافية للراحة و إدخال برامج الترفيه بين الحين و الأخر .
اما فيما يخص العمل و الروح المعنوية للعامل ان (ريان و سميث ) ارجعا كثرة الحوادث في المؤسسات تعود الى الروح المعنوية السائدة بين العمال في المؤسسة و هو العلاج يرفع الروح المعنوية لهؤلاء العمال بالطرق السيكولوجية كما ان للباحثين ( دافيدز وماهوني ) نفس الرأي.
أما (روبير) فيلخصها في :
1ـ الضمان Securité : حق العامل في اجر معقول من غير ان يخشى الوقت .
2ـ إتاحة فرصة التقدم أمامه .
3ـ معاملته باحترام وحفظ كرامته.
كما ان هذه العوامل وجد لها صدى فأشركوا العامل في أرباح مؤسسته وتمثيل في مجلس أدارتها .
اما ارتباط الحوادث سوء التوافق و الاضطرابات النفسية : العمل على علاج مشكلات العاملين النفسية و اضطرابا تهم التوافقية ومن بين الباحثين الذين درسوا هذه الحالات ( فيتلس ) فدرس حالات 154 ممن تكرر وقوعهم في الحوادث في المدة بين 1 يناير 1929 و 1 يناير 1930في عيادة لتالفي وقوع الحوادث أسستها شركة ملووكي للسكك الحديدية و الكهرباء و نقصت الحوادث من 1218 إلى 331 كما فصل 3 عمال فقط , و توصلت شركة كليفلندا إلى نتائج مماثلة , و للرعاية الطبية للعمال تساعد كذلك على التقليل من الحوادث .
تحسين الظروف الفيزيقية للعمل :
تتوقف انتاجية العامل الى عدة عوامل داخلية وخارجية :
أ ـ الداخلية : (الشخصية ) قدرات الفرد واستعداداته وسمات شخصية وقوة دوافعه وخبرته وتدريبه .
ب ـ العوامل الخارجية : الظروف الفيزيقية : الظروف الاجتماعية التي تحيط به في عمله اما العوامل الفيزيقية :
أ ـ الإضاءة :
الإضاءة الجيدة : تعين العامل على رفع مستوى الإنتاجية و بمجهود اقل اذ لا طالما تعتمد الكفاية الإنتاجية على سرعة الإدراك البصري و الدقة في التمييز بين الأشياء او الملاحظة الموصولة او الثقيلة إما الإضاءة السيئة تثير في نفوس الكثيرين من الشعور بالانقباض و ما يؤدي إلى إرهاق البصر وزيادة التعب والأخطار فيجب إن يكون كافيا ثابتا موزعا توزيعا عادلا فضوء الشمس المباشر قد يحقق دائما هذه الشروط الأربعة يجب تصويبه وتعزيزه غالبا بإضاءة صناعية .
و للإضاءة الجيدة فوائد أخرى فضلا على الأركان و ألاماكن القذرة كما أنها تختلف من مهنة إلى أخرى حسب الاحتياجات وتتخذ مشكلة الإضاءة دلالة اكبر إذا عرفنا ان كثيرا من العمال المصابون بعيوب في الإبصار يهملونها أولا يفطنون إليها .
كما ان الإضاءة تختلف شدتها باختلاف نوع العمل و العامل و كلما ازداد عمر العامل احتاج إلى إضاءة اشد لإتقان عمله , كما إن الأشياء الناصعة إزالتها لأنها تسبب الصداع لذا يستحسن طلاءها كما ينصح أيضا الاهتمام بارتفاع الأسقف و أشكالها و ارتفاع المصابيح .
ب ـ التهوية : و يعني تزويد العمال باستمرار الهواء النظيف الخالي من الأدخنة و الرطوبة الزائدة ويقدر الهواء اللازم للفرد الواحد في الساعة .
1000: قدم مكعب من الهواء في الأماكن المزدحمة العادية .
2000: // // // المتوسطة في حالات العمل .
و تساعد التهوية الطبيعية بتهوية صناعية وذلك بعمل ناقلة ( ضاغطة حيث تقوم بضغط الهواء من الخارج إلى داخل المبنى .
وجدت شركة فيلادلفيا للكهرباء إن تزويد مكاتب الموظفين بأجهزة لتكييف المواد وقد انقص من نسبة مرضى الموظفين و بالتالي قد انقص من الوقت الضائع .
ولتفادي أضرار الرطوبة فانه ينبغي مراعاة :
أ ـ عدم تبليط أرضية مكان العمل إلا بعد الانتهاء من تركيب الآلات و إقامة المعدات المختلفة اللازمة للعمل .
ب ـ يجب ان تكون الأرضية صماء غير منفذة للرطوبة .
3/ الضوضــاء :
الضوضاء عامل مزعج مشتت للانتباه وهي نوعان :
أ ـ الضوضاء الموصولة : ليس لها اثر كصدور عن جماعة يكتبون على الآلات الكتابة .
ب ـ الضوضاء المتقطعة : أو غير مألوفة قد يكون لها الأثر الضار الصادرة عن أبواق السيارات في الطريق دخول و خروج أفراد .
و الأعمال العقلية تتأثر بالضوضاء أكثر مما تناثر بها الأعمال الحركية البسيطة .لان الأعمال بتدريبها تصبح عادة و يسهل وممارستها أما العقلية فهي تتأثر بالفوضى .
الرعاية الطبية و الصحية : ترتبط صحة العامل الجسمية بعدة عوامل منها : بنيته الطبيعية وتربيته المنزلية في السنين الأولى من نشأته وحالة معيشته عند البلوغ وحالته الصحية في البلد الذي يعيش فيه و المصنع الذي يعمل بداخله .
أصبحت الرعاية الطبية للعامل من اهم العوامل التي ترتكز عليها أي مؤسسة اذا ان في القديم كانوا لا يهتمون بصحة العامل ان مرض استبدل بآخر فهدفهم كان الاستغلال إلى أقصى درجة .


و هناك وسائل عدة للمحافظة على صحة العمال :
أ/ تحسين الظروف الفيزيقية في أماكن العمل
ب/ العمل أي إزالة الأخطار الصحية
ج/ الفحص الطبي الاولي قبل الالتحاق بالعمل
د/ تقديم وسائل الإسعاف الأولى و العلاج في الحالات الطارئة
هـ/ الإشراف و التفتيش على جميع ظروف العمل التي تؤثر على صحة العمال بالمنشات .
لجان الأمن الصناعــي :
تتكون اللجنة المثالية من أعضاء مختلفين منهم الإداري و الفني و المشرف و السيكولوجي و مهندس الأمن و الطبيب المهني و الأخصائي الاجتماعي و من وظائفها :
1ـ تحليل أسباب الحوادث وظروفها : وصف الحوادث وتحده الظروف التي وقعت فيها ثم تصنيفها من حيث نوعها وأسبابها و نتائجها .
2ـ الفحص الدوري الموصول للآلات و المعدات و الأجهزة للتأكيد من سلامتها
3ـ الإشراف على الظروف الفيزيقية للعمل
4ـ نشر الوعي الوقائي بين العمال عن طريق الإعلانات و الأحاديث و غيرها.
5ـ العناية بالاختبار المهني للعمال و بحالتهم الصحية و بتوزيع فترات الراحة .
المهندس و السيكولوجـي :
لكل منهما وظائفه وواجبا ته ولو ان التعاون بينهما يكون أمرا ضروريا فمن وظائف مهندس الأمان تسوير الآلات الخطرة تصميم واقيات الحوادث , مراقبة الآلات ووظائف السيكولوجي ,معالجة الإنسانية في الحوادث كتدريب العمال على اصطناع طرق الوقاية و التفطن للمخاطر الممكنة و علاج المستهدفين للحوادث , العمل على خفض حدة التعب و الملل . كما لا بد من تعليم المبتدئ كيفية الإمساك بالأدوات و الاقتراب من الآلات فحص الأدوات قبل استخدامها و لا تقدم في صورة محاضرات او تقدم اليه في صورة تحذيرات بل على ان تغرس فيه كعادات يؤديها دون الحاجة إلى بذل جهد و انتباه .
و يمكننا تلخيص الوظائف الرئيسية للسيكولوجي فيما تتصل بالأمن الصناعي فيما يلي :
1ـ تحليل أسباب الحوادث و عواملها النفسية
2ـ الإسهام في نشر الوعي الوقائي عن طريق الإعلام و الدعاية و تدريب العمال على احترام وسائل الوقاية .
3ـ تحديد اثر التعب و الملل في وقوع بعض الحوادث .
4ـ استبعاد المستهدفين و علاجهم .

التربية الوقائية Safety Education:
لجميع المؤسسات الصناعية لوائح و تشريعات تتصل بالأمن مما يجب ان يعيه كل عامل فيها , و تتلخص هذه القواعد و اللوائح في عبارات موجزة تكتب على لوحة او مجلة الحائط بالمؤسسات او تنشر على صورة كتيبات و نشرات ,
إذ أن المعلومات وحدها في مجال الأمن الصناعي و غيره من المجالات لا تكفي كل الناس على تنفيذ ما فيها ,ذلك أن المعرفة في ذاتها قوة خامدة و ليست قوة دافعة و لا يمكن ان تتحول إلى أفعال و سلوك فعلي إلا أن تحولت إلى دوافع و اتجاهات نفسية وعادات و لا يتأتى ذلك إلا بترغيب العامل فيها و أشعاره بفائدتها شخصيا , أي جعلها ذات دلالة و معنى في نظره حتى يؤمن بها إيمانا يدفعه إلى تطبيقها و ممارستها , و لتكوين هذه الاتجاهات و العادات شروط يجب ان تراعى في بث هذه التربية الوقائية .


الخاتمــة : تلك كانت أهم التوصيات التي نرى قيمتها التطبيقية , راجين ان تتهيأ الظروف المناسبة للاستفادة التطبيقية منها في تخفيض معدلات الحوادث بالنسبة لعمال الصناعة و المهن المختلفة , و بهذا فقط تتحقق الاستفادة التطبيقية من نتائج البحوث و الدراسات , و هو الذي يدفع بقوة إلى إجرائها و بذل المزيد من الجهد و التكاليف لتقدمها .

قائمــة المراجع :
1ـ ابوشامة , عباس , الأمن الصناعي . الرياض : أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية , 1999 .
2ـ عكاشة , محمود فتحي . علم النفس الصناعي . الإسكندرية : مطبعة الجمهورية ,1999 .
3ـ عبد القادر طه , فرج . علم النفس الصناعي و التنظيمي . القاهرة : دار المعارف , 1988 .
4ـ عويد سلطان , المشعان . علم النفس الصناعي . مصر : مكتبة الفلاح ,1994 .
/Amselme , B. Albasini . Les Risques Professionnels . Pars:5
Editions Nathan , 1994 .
6/Roger , mucchielli . Analyser les conditions le travail .



#ابراهيم_محمد_عياش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية السينما 5
- حكاية السينما4
- في بيتنا رجل
- التطور من المنظور الأنثروبولوجي
- حكاية السينما 3
- مراحل اكتساب اللغة
- الشائعات
- حكاية السينما 2
- على من نطلق الرصاص
- حكاية السينما
- شيء من الخوف


المزيد.....




- ليبيا تقترب من المعدلات الطبيعية لإنتاج النفط
- المخاوف المتعلقة بالإنتاج تقود أسعار النفط للارتفاع 1 بالمئة ...
- كيف تمكنت الليرة اللبنانية من الصمود وسط نيران الحرب؟
- مساعد الرئيس الروسي يعلق على إطلاق مجموعة -بريكس- منصة مالية ...
- -المنافسة مستمرة-.. من يصل إلى الهدف رقم 1000 رونالدو أم ميس ...
- الكرملين: بوتين يفضل الملابس روسية الصنع
- العراق يحقق وفرة بمحصول القمح ولكن الحكومة تتكبد خسائر
- هنغاريا: -ترك ستريم- سيدعم أوروبا إذا توقف الغاز من أوكرانيا ...
- أسواق الخليج تغلق على تباين وسط التوتر الإقليمي
- أدنوك للإمداد والخدمات ترسي عقودًا لبناء ناقلتي أمونيا


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ابراهيم محمد عياش - الأمن الصناعي