أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أنيس محمد صالح - مفهوم الحجاب في الإسلام















المزيد.....

مفهوم الحجاب في الإسلام


أنيس محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 10:54
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني

سأحاول الحديث في هذا الموضوع الحساس كثيرا ... من عدة محاور:

المحور الأول:
لمحة تأريخية من الناحية الدينية والشرعية والإسلامية ؟؟؟

وبالحديث عن الناحية الدينية فهي بالضرورة تعني (الدينية الإلهية السماوية ) , أي إنها تعني على دين الله وحده لا شريك له.
وبالحديث عن الناحية الشرعية فهي بالضرورة تعني ( بالشرعية والدستور الإلهي السماوي والذي يكون مصدره الرسالات السماوية الإلهية ).
وبالحديث عن الناحية الإسلامية فهي تعني بالضرورة ( بإسلام الوجه لله وحده لا شريك له ).
وأية تأويلات أو إجتهادات أو تفسيرات تتناقض وتتعارض مع مضمون وجوهر وروح الشروط الثلاثة أعلاه فهي بالضرورة تكون تأويلات أو إجتهادات أو تفسيرات باطلة جملة وتفصيلا لا محالة!!!

لقد حاولت أصلا للبدء بهذا المحور, لأننا نعلم جيدا نحن معشر الدول العربية والإسلامية, بأنه يوجد اليوم الكثير من الإجتهادات والنواحي المذكورة أعلاه ولكن بصيَغ أخرى!!! وهي تتلخص بالتالي:

يوجد لدينا اليوم مرجعية دينية أرضية مذهبية؟؟؟ ( سُنية على دين سادة وكُفار ومُلوك قريش!!! وشيعية على دين سادة وكُفار ومُلوك فارس!!! ) ولديهم ممن يُعرفون بمشرعي الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ غير الشرعيين؟؟؟ وهم أساسا لا علاقة لهم بدين الله جل جلاله السماوي , لأنهم مشرعي الحاكم غير الشرعي بنظام الوراثة والاُسر الحاكمة, فهم بالضرورة غير شرعيين!!! فما بُني على باطل فهو باطل؟؟؟

ويوجد لدينا اليوم مرجعية تشريعية وفقهية أرضية مذهبية؟؟؟ وهم ممن يُعرفون بمشرعي الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ غير الشرعيين؟؟؟ وهم أساسا لا علاقة لهم بدين وتشريعات الله جل جلاله السماوي , لأنهم مشرعي الحاكم غير الشرعي بنظام الوراثة والاُسر الحاكمة !!! فهم بالضرورة غير شرعيين!!! فما بُني على باطل فهو باطل؟؟؟

ويوجد لدينا اليوم مرجعيات إسلامية أرضية مذهبية؟؟؟ وهم ممن يُعرفون بمشرعي الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ غير الشرعيين؟؟؟ وهم أساسا لا علاقة لهم بدين وتشريعات وإسلام الوجه لله جل جلاله السماوي!!! لأنهم مشرعي الحاكم غير الشرعي بنظام الوراثة والاُسر الحاكمة !!! فهم بالضرورة غير شرعيين!!! فما بُني على باطل فهو باطل؟؟؟

فلنأخذ مثلا الأزهر في مصر!!! هم تأريخيا مشرعي الخديوي سعيد والخديوي إسماعيل!!! وهم تأريخيا مشرعي الملك فؤاد والملك فاروق!!! والله جل جلاله لا يشرع بنظام الوراثة والأسر الحاكمة؟؟؟ وهؤلاء المشرعين هم أصلا مُعينين بأمر ملكي وليشرعوا للملك غير الشرعي والذي لم يأتي من خلال الشورى بين الناس أو من خلال بيعة الشعب للحاكم؟؟؟ فهم بالضرورة تأريخيا غير شرعيون؟؟؟

ولنأخذ كذلك هيئة كُبار علماء آل سعود؟؟؟ هم في الأصل مشرعي الأسرة الحاكمة بنظام الوراثة والأسرة الحاكمة غير الشرعية والتي ضمت اليها نجد والحجاز وسمتها بالمملكة العربية الآل سعود دية؟؟؟ ظلما وعدوانا!!! وهؤلاء المشرعون هم بالأصل مشرعي هذه الممالك غير الشرعية؟؟؟ فهم بالضرورة غير شرعيين؟؟؟

ومرورا بالمرجعيات الإسلامية الأرضية المذهبية السُنية ( على دين سادة وكُفار ومُلوك قريش ) والشيعية ( على دين سادة وكُفار ومُلوك فارس ) المذهبيتين في كل من إيران والعراق وغيرها مما تم التصدير له بتلك الأديان والتشريعات غير الإسلامية !!! والتي لا تمت إلى الإسلام لوجه الله بصلة؟؟؟

لقوله تعالى ومخاطبا الرسول سيدنا محمد ( عليه الصلاة والسلام):
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الأنعام
وقوله تعالى:
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم
وقوله تعالى:
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {97} التوبة
وقوله تعالى:
وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80} آل عمران
وقوله تعالى:
اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ 3) }الأعراف

والإسلام المذهبي والذي أنكره الله جل جلاله, يقوم أساسا بإسلام الوجه للإله الملك الوضعي الحاكم غير الشرعي؟؟؟ ولهذا نجد اليوم إن الملوك والأمراء والسلاطين والمشايخ هم أصحاب الجلالة الملوك المُعظمين ؟؟؟ وهم أصحاب السمو السلاطين والأُمراء المُفدى المعبودين؟؟؟ وهي كلها أدوات للتأليه والتعظيم غير الشرعيين؟؟؟ وهي كلها أسماء وصفات تأليهية لله جل جلاله وحده لا شريك له؟؟؟ فذو الجلال والإكرام هو الله جل جلاله ( وذو باللغة العربية تعني صاحب ) أي إن الله جل جلاله هو صاحب الجلالة وصاحب السمو الشرعي الإله المُعظم والمُفدى والمعبود, وليس هؤلاء غير الشرعيين الحُثالات العُتاة التافهين الطغاة العُصاة أعداء الله جل جلاله والرسول وآل بيت الرسول ( صلوات الله عليهم ) !!!

وإختصارا:
هؤلاء الملوك البشريين والأمراء والسلاطين والمشايخ غير الشرعيين ومشرعيهم غير الشرعيين, تأريخيا نجحوا وبالإستعانة بجيوشهم وشرطتهم كأدواتا قمع وبطش وملاحقات وسجون وتعذيب ضد شعوبهم وبالسيف والحديد والنار, نجحوا ومنذ 1200 عاما في تحقيق الأهداف التالية:

1- العدوان والحرب على الله جل جلاله (بعدم إتباع أوامره ونواهيه) والإشراك به والإقران معه الرسول وإبن عم الرسول وأحفاد الرسول, على الرغم من تحريمها في القرآن الكريم.
2- العدوان والحرب على حدود ما أنزل الله جل جلاله إلى رسولنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم)!!!
3- العدوان والحرب على رسول الاُمم (الرسول الاُمَي) وخاتم النبيين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتجهيله!!! على أساس انه جاهل للقراءة والكتابة!!! وتحويله بعد موته... من رسول الله معني بتبليغ رسالة الله السماوية وهو حي يرزق, إلى إله آخر يشرع مع الله ونطقوه على هواهم ( بعد موته وإنقطاع الوحي عنه ) بأكثر من 250 عاما !!! وليشرعوا ومن خلاله ومن خلال آل بيته وعدوانا عليهم وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة.
4- العدوان والحرب على الرسالات السماوية (التوراة الكريم والإنجيل الكريم), وإقصاؤها وإعتبارها ديانات لاغية بعد نزول (القرآن الكريم)!!! بما لم ينزل الله به من سلطان في القرآن الكريم.
5- العدوان والحرب على أهل الكُتُب السماوية وإعتبارهم كُفارا وانهم غير مسلمين!!!
6- العدوان والحرب في تحريفهم عمدا لتفسيرات القرآن الكريم.

7- تصديرهم لأديان مذاهبية إلى الأميين (ماتعرف اليوم بالدول الإسلامية ).

والتأثير الأكثر خطورة !!! يتمثل بعد أن هجروا القرآن الكريم ( التشريع أو الدستور الإلهي ) والذي يحفظ للإنسان القيَم والمُثل والأخلاق والحقوق والكرامات وبقيمة حقيقية للإنسانية ( والإنسانية هنا تشمل الرجل والمرأة معا ).

وقد كرَم الله المرأة في دين الله كما كرم الرجل على حد سواء , ولم يُفرق بين الرجل والمرأة من ناحية الحقوق والواجبات الدينية والشرعية والإسلامية.
لقوله تعالى:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35)
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) الأحزاب

وكلها تتأتى وتتمحور من خلال إستخدام العقل الإنساني وبالعلم ( علوم الله في السماوات والأرض وفي خلق الإنسان ) ومما وهبه الله جل جلاله للرجل كما وهبه للمرأة من معجزات وقدرات عظيمة في خلق الإنسان, فقد قيدوا العقل ومنعوا الإنسان من أن يعقل أو يفكر ؟؟؟ كوسيلة أساسية ضرورية تضمن عمل جميع مؤسسات وهيئات المجتمع المدني الثقافي والحضاري!!! وحولونا إلى حالة من الغيبوبة؟؟؟ تحولنا فيها ومنذ 1200 عام إلى وحوش ضارية قاتلة وكواسر , ومن حالة إنسانية بشرية إلى حالة حيوانية بهائمية مسعورة بغياب كُلي عن تسخير ما سخر لنا الله جل جلاله من قلوب لنفقه بها وأعين لنبصر بها وأن نسمع أو نتدبر أو نستوحي من كتاب الله جل جلاله ( القرآن الكريم ) كمصدر للدساتير والتشريعات الإنسانية البشرية؟؟؟ وأصبح الناس وقد تحولوا إلى حالة من البلادة والتخدُر ومُبرمجين!!! ولا نزال نعيش أيام الجاهلية الأولى في العام 600 ميلادية!!! وغير قادرين على التفريق بين الحق والباطل والهدى والظلال والحلال والحرام والإنسان والحيوان؟؟؟ وحولوا موقع عقل الإنسان من قمة جسمه ... حولوه ليكون عقله موجودا تحت سُرته ( تحت سُرة البطن ) ليكون حيوان أو بهيمة!!! وكل تلك السلوكات والعلاقات المشبوهة هي لا تخدم في الحقيقة إلا الحاكم الدكتاتور غير الشرعي الطاغية؟؟؟ وليسخرهم عبيدا له!!! وليأكل أموال الناس بالباطل.

المحور الثاني:
ماذا يعني الحجاب من الناحية الدينية والشرعية والإسلامية الإلهية ؟؟؟

قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) الأحزاب

وقوله تعالى:
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى

وقوله تعالى:
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) مريم

وفي جميع سوَر القرآن الكريم تبين بوضوح إن الحجاب هو ما يحجب ويفصل ويمنع كليا عن الرؤية !!!

وفي الآية ( الأحزاب 53 ) فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ... وهي تختص فقط بنساء النبي وآل بيت النبي أمهات المؤمنين , وهن حالة خاصة وهن لا يُسمح لهن بالزواج بعد موت النبي ( صلوات الله عليه) ولايجوز النظر المباشر إليهن إلا من وراء حجاب ( حاجز أو ساتر يمنع الرؤية ).

وكما هو واضح في الآية أدناه ( الأحزاب 32)
قوله تعالى:
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) الأحزاب


وكما في الآية أعلاه ( الشورى 51) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ... فلا يستطيع الإنسان أن يرى الله جل جلاله أبدا إلا من وراء حجاب... ومن مننا يستطيع أن يرى الله جل جلاله!!!

وكذلك في قصة كليم الله سيدنا موسى ( صلوات الله عليه ) كان يستطيع أن يكلم وحي الله عز وجل من وراء حجاب ... ولكنه لم يستطع أن يراه !!! لأنه كان يكلمه من وراء حجاب .

وكذلك أثناء خلق سيدنا المسيح عيسى ( صلوات الله عليه )
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) مريم
وهنا عندما جاء وحي الله جل جلاله من وراء حجاب لم تره سيدتنا مريم العذراء( صلوات الله عليها ) أبدا, لأنها أتخذت من دونهم حجاب ( حاجز أو ساتر )... فهي كانت تكلمه من وراء حجاب وقد صور لها أو تهيأ لها في هيئة بشر لم تره سيدتنا أم عيسى أبدا .

وقوله تعالى:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) الأحزاب

وهذين الآيتين أعلاه حينما كان كُفار وسادة قريش يستهدفون أزواج وبنات النبي والمؤمنات بالأذى والإساءات والملاحقات وهن قد كن عُرضة للتسفيه والقتل!!! فقد أمر الله جل جلاله النبي بأن يتنكرن ويختبئن ويدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين.

ومما تقدم شرحه, فسنجد إن مانراه اليوم من تحجيم وهتك لكرامات النساء وتحقيرها بإسم الإسلام!!! وتحويلها إلى بهيمة لا تفرق بين الحق والباطل والهدى والظلال والإنسان والحيوان!!! وتحويلها إلى إناء لتفريغ الشهوة والتسفيه !!! هو لا يمت إلى الدين لله والتشريع لله والإسلام لله بصلة؟؟؟ ما يؤكد إن ما يسمى بحجاب المرأة اليوم ليس إلا بدع وإختلاقات وإفتراءات وطلاسم وتحريف للكلم عن مواضعه, وحق يراد به باطل؟؟؟ من خلال أصحاب المرجعيات والأديان الأرضية المذهبية غير الشرعيين؟؟؟

وكثير من النساء هن أنزه وأشرف وأطهر وأذكى من كثير من الرجال , ولا يجوز بأي حال من الأحوال تقييدهن والجور عليهن وقد كرمهن الله في جميع كتبه ورسالاته السماوية.

ومما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك إن كل الأحكام والفتاوى اليوم هي من أديان مذاهبية !!! وتشريعات مذاهبية !!! وإسلام مذاهبي ؟؟؟ ولا يمت إلى أديان الله وتشريعات الله وإسلام الله بصلة !!!

فالمرأة مثلها مثل الرجل لها كافة الحقوق وعليها كافة الواجبات , وهي الوحيدة من يقرر كيفية ظهورها أمام الله وأمام الناس... ولا يحق لكائن من كان أن يُعرف المرأة بواجباتها!!! لأنها وللتاريخ أثبتت أنها أكثر جدارة وثقة وإحتراما وشجاعة من كثير من الرجال.





#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير سورة الفاتحة وعلاقتها باليهود والنصارى (1 )
- الفرق بين الرسول والنبي من القرآن الكريم
- إستراتيجية وآلية المواجهات ... لأولوية المخاطر المحدقة بنا ك ...
- هل الرئيس حسني مبارك قتل الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السا ...
- آل سعود ومؤامرة قتل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
- الترابط الوثيق والنقيض فى آن واحد بين الأيمان والكُفر
- لن تقوم لنا قائمة وآل سعود يحكمون
- لماذا وصفنا الله بأننا نحن الأعراب أشد كُفرا ونفاقا !!!
- الفلسطينيون مردوا على النواح والبكاء والعويل !!!
- لماذا لم يوجه الإتحاد الأوربي إدانته لوكر الإرهاب العالمي مب ...
- عُقم ولا حيادية كُتُب التأريخ والتراث الإسلامي .. عاشوراء نم ...
- عُقم ولا حيادية كُتُب التأريخ والتراث الإسلامي .. عاشوراء نم ...
- آل سعود وراء الإختلالات والخروقات الأمنية والتنموية في اليمن
- تأليه الرسول محمد وتقويله !! بعد موته بقرنين ونصف ... باطل ش ...
- ردا على الأستاذ ( نهرو طنطاوي ) ماذا قدم أهل القرآن للإسلام
- أيه يابطرس غالي !! ليه هو الأزهر ... الشرييييييييييف ؟؟؟ ما ...
- أسئلة بحاجة إلى إجابات !!!
- يكذب من يدَعي إننا مُسلمين !!!
- هل النساء اليوم أصبحن أكثر رجولة من الرجال ؟؟؟
- الفرق بين القرآن الكريم والفرقان الكريم (2) ...


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أنيس محمد صالح - مفهوم الحجاب في الإسلام