أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس محمد صالح - عُقم ولا حيادية كُتُب التأريخ والتراث الإسلامي .. عاشوراء نموذجا















المزيد.....

عُقم ولا حيادية كُتُب التأريخ والتراث الإسلامي .. عاشوراء نموذجا


أنيس محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم

نحن اليوم , نستقرأ حقيقة التراث وكتب التأريخ من خلال أنظمة حاكمة باطلة غير شرعية ومنذ 1200 عام قامت أساسا على العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله أولا , ومؤسسات دينية مفروضة علينا ولم ينتخبها أحد ومُعينة من حاكم غير شرعي ( فما بُني على ياطل فهو باطل لا محالة ) , ومهمتها تكمن في التشريع لهذا الحاكم غير الشرعي وبما لم ينزل الله به من سلطان !!!

وأضرب لكم مثلا اليوم , إذا أردت من خلال تأليف كتاب , وأن تقول فيه كلمة حق وقد توفرت لديك كل القرائن والدلائل والإثباتات والبراهين من القرآن الكريم , يقول بالحجة إن هذه الأديان الأرضية الوضعية المذهبية المُختلقة الملكية ( السُنية والشيعية ) باطلة غير شرعية وإن الحاكم غير شرعي !!! فهل تستطيع نشر هذا الكتاب ؟؟؟ بالطبع لا يمكن نشر كتابك في ربوع الوطن العربي والإسلامي ... لماذا ؟؟؟
إذا نحن أمام موروث عقدي عقيم وغير ثقافي وغير أمين وغير صادق ولا يجوز الأخذ به , وغايته واضحة للعيان تماما , وهو لإدكاء نار الفرقة والفتنة بين الناس , وطالما إنه قد سُمح لهذا الموروث بالنشر منذ القديم , ونشر ما يوافق عليه ويرضي الحاكم غير الشرعي ويرضي ويوافق مؤسسة هذا الحاكم الدينية غير الشرعية , ما يؤكد إن من كتبوه في ذلكم العهود والقرون, هم ليسو على الحياد ولم يستطيعوا إلا أن يكتبوا تاريخ يرضى عنه الحاكم غير الشرعي ومؤسسته الدينية غير الشرعية... ولهذا تم نشر كُتبهم !!! أليس كذلك !!!

وجميعنا يعلم , إنه مرت أُمة سيدنا محمد الصادق الأمين بعد موته، بفتن عديدة وحروب طاحنة بين المؤمنين فيما بينهم... وبدأت تلك المرحلة من التمزق في التاريخ الإسلامي بموقعتين شهيرتين هما موقعة الجمل.. ومعركة صفين الاسلاميتين الشهيرتين بعد مقتل أمير المؤمنين الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، أتت على الأخضر واليابس بين كل صحابة الرسول سيدنا محمد !!! وآل بيته الطاهرين !!! والتي اُثيرت فيها الفتن من قبل أعداء دين الله والإنسانية ... ومن خلال سادة وعبدة الأصنام من كُفار وسادة قريش ؟؟؟ الذين رفضوا الشورى بين الناس وببيعة الشعب لإختيار الحاكم المناسب , كما جاء في كتاب الله جل جلاله.
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144} آل عمران

ويأتي السؤال... فلقد وجدت أن الأئمة من الشيوخ الأفاضل المدَعين, جاؤوا بدلالات ضعيفة يُمنع فيها التطرق الى تلكم المعارك والتأريخ والموروث الديني !!! التي حدثت بين المؤمنين أنفسهم, والتي على أساسها تقسمت أمة سيدنا محمد ... إلى طوائف وشيع وجماعات وأحزاب ومذاهب , وفرقوا دينهم وجعلوها شيعا... يفتي الائمة بزعمهم أن التطرق إلى ذلك... هو ايقاظ للفتنة !!!
والسؤال الهام هنا:
أي فتنة بحاجة إلى إيقاظها؟؟؟ والفتنة هي أساسا قائمة دونما مبرر حتى يومنا هذا؟؟ تريد من يخمدها ويهدأها لتنام؟؟؟
وما الذي يخيفنا من أن نفتح تلكم الملفات في التاريخ والموروث الإسلامي؟؟؟ وهل في الاسلام من الأسرار ما نخشاه أو نخاف عليه أن يتكشف أكثر مما وصلنا إليه اليوم من تمزق وفتنة وطوائف وشيَع وفقر وجهل وتخلف وفساد ومهانات لكرامات الإنسان وأحزاب ومذاهب وإذلال للشعوب وخيانات الحكام للأمة الإسلامية؟؟؟ وإقتتالات وتربص للمسلمين لبعضهم البعض؟؟؟ ونحن كنا خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر!!!
ولماذا حل الألغاز والخلافات لا يتم إلا بالحروب؟؟؟ ألا يوجد في كل تلك الأمم من هم أهل للإيمان والحكمة؟؟؟ أم أن إستمرار الحال كما هو عليه الآن هو يحقق للملوك والأمراء والسلاطين غير الشرعيين المصالح؟؟؟ بنظرية ( فرق تسد ) ؟؟؟ وعلى حساب الشعوب المغلوبة على أمرها؟؟؟ وإن هذه الشعوب تستحق ما هي عليه عقابا لها على جهلها؟؟؟ وطاعتها العمياء للحاكم غير الشرعي؟؟؟ حتى وهي ترى باُم عينها خروج الحاكم عن شرع ومنهج الله عز وجل؟؟؟ والقائم على الشورى بين الناس ؟؟؟
ولماذا يظل التجهيل للشعوب هو أسلوب حياة؟؟
لماذا لا يتصارح الأخوة الأعداء للوصول إلى صيغة واحدة مشتركة، وعلى كلمة سواء؟؟؟ هي صيغة التوحيد والاسلام لله وحده لا شريك له... له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.. واليه المصير.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. بعيدا عن الزج بشعوبهم المستضعفة في حروب تحصد الأخضر واليابس؟؟

وأضرب لكم مثلا آخر اليوم , ماذا نستفيد اليوم من إحياء موروث عقائدي ديني عمره مايقارب 1400 سنه إثر حروب طاحنة ومعارك !!! كمناسبة عاشوراء هذه الأيام !!! وأنظر إلى حالة الطوارئ وممنوع التجوال في العراق أثناء هذه المناسبة ؟؟؟ وكم سيموت من أجل مناسبات أُريد من خلالها تعظيم غير الله ؟؟؟ وأنظروا ماهي نتيجة هكذا موروث يقوم على تعظيم وتأليه غير الله وحده لا شريك له !!! والله تعالى يقول في الكتاب:
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 134 ) البقرة

أليس الله جل جلاله يبين لنا إن هذا القرآن العظيم هو لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة... وأن نحتكم إليه بالإستعانة بأوامر الله ونواهيه في الكتاب !!!
أليس من التأريخ نحن نتعلم ونتعظ للمستقبل !!! هل يحق لكائن من كان أن ينتقد هذا التأريخ غير المُحايد اليوم , الحضيض غير الثقافي ليعود الناس إلى تأليه الله جل جلاله وتعظيمه ونصرته والإستعانة به وحده لا شريك له.

ألا تتفقون معي في قرائتنا لهذا الموروث غير الثقافي وغير المُحايد !!! سبب حضيض الأمة العربية والإسلامية !!! هل يستحق منَا اليوم أن نقتتل فيما بيننا ومن خلال هذا الموروث العقيم !!! الذي قام أساسا على العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله !!! لنحقق مآرب هذه الأنظمة غير الشرعية ومشرعيهم غير الشرعيين ؟؟؟

أليس هذا التأريخ والتراث يخدم بالحقيقة الأنظمة الدكتاتورية القمعية البطشية غير الشرعية بنظام الوراثة والأسر الحاكمة عملاء الإستعمار القديم والجديد , والتي لا يشرعها كتاب الله والقائم على الشورى بين الناس وبيعة الشعب للحاكم !!! والتي من مصلحتها تحديدا أن يقتتل الجميع ( بنظرية فرق تسُد ) وهذا يحقق لها الإستمرارية والبطش والقوة !!! وهي التي جعلت هذا التأريخ المشوَه والمُحرف والمزوَر غير الحيادي وغير الأخلاقي والتي كتبت حروفه بالدماء جعلته خطوط حمراء ممنوع الإقتراب منه , وألغت وهجرت القرآن الكريم كمصدر وحيد للتشريع ؟؟؟ فماذا الذي نريده نحن من موروث , يقوم على الشقاق والفتنة والإقصاء والأحقاد والكراهيات والبطش والتنكيل والقمع والإكراه والإرهاب والنفاق ؟؟؟



#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آل سعود وراء الإختلالات والخروقات الأمنية والتنموية في اليمن
- تأليه الرسول محمد وتقويله !! بعد موته بقرنين ونصف ... باطل ش ...
- ردا على الأستاذ ( نهرو طنطاوي ) ماذا قدم أهل القرآن للإسلام
- أيه يابطرس غالي !! ليه هو الأزهر ... الشرييييييييييف ؟؟؟ ما ...
- أسئلة بحاجة إلى إجابات !!!
- يكذب من يدَعي إننا مُسلمين !!!
- هل النساء اليوم أصبحن أكثر رجولة من الرجال ؟؟؟
- الفرق بين القرآن الكريم والفرقان الكريم (2) ...
- الفرق بين القرآن الكريم والفرقان الكريم ( 1 )...
- إطلاق مصطلح *غير المُسلمين* على اليهود والنصارى ... باطل شرع ...
- مفهوم * ملك اليمين * من القرآن الكريم ...
- حوار حول المقال (آل سعود وقمة مجلس التعاون الخليجي ال 28 وتح ...
- جرائم الشرف بإسم الدين في عالمنا العربي والإسلامي
- آل سعود وقمة مجلس التعاون الخليجي ال 28 وتحالفها مع إيران !! ...
- هل علماء المذاهب والملوك هم من أصحاب الدرك الأسفل من النار أ ...
- إلى متى سنظل في الحضيض وفي أسفل السافلين بين الأُمم ؟؟؟
- ما هو الفرق بين الإنسان والحيوان في القرآن الكريم ؟؟؟
- رسالة مفتوحة إلى هيئة تحرير وكُتَاب الحوار المتمدن المحترمون
- القدس الشريف بين الحقيقة والخيال والهدى والضلال ...
- الحوار المتمدن مرآة للفكر العربي العلماني المتجدد الحُر ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس محمد صالح - عُقم ولا حيادية كُتُب التأريخ والتراث الإسلامي .. عاشوراء نموذجا