أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوشنك بروكا - الحرب بين -شمسَين-: مَن يطفئ مَن؟(2/2)















المزيد.....



الحرب بين -شمسَين-: مَن يطفئ مَن؟(2/2)


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أردوغان في فخ بيوكانيت
قبيل الإنتخابات التركية الأخيرة(22. 07. 07)، حاول رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان، اللعب بالورقة الكردية، لحصاد أكبر قدرٍ ممكنٍ من أصوات الأكراد، فقال بوجود العنصر الكردي، وبوجود مشكلةٍ، سماها ب"المشكلة الكردية"، فركبها ركوباً انتخابياً ممتازاً، ونجح نجاحاً كبيراً في حينه.
أردوغان، لعب مع أكراده، على الوتر الديني، و"الإخوة الإسلامية"، كما فعلها أجداده العثمانيون، مع أكرادهم وعربهم وأرمنهم وآشورييهم، وسريانييهم من قبل، مرقّصاً إياهم على أنغامها وتراويحها، أيما ترقيصٍ، وواعداً إياهم ب"حل المشاكل الكردية العالقة"، في "إطار تركيا العلمانية"، "الديمقراطية"، رغماً عن أنوف "أعداء الحجاب" ومانعيه، حيث خطب في جمهوره الكردي بدياربكر/ آمد، إحدى أكبر المدن ذات الغالبية الكردية في تركيا، قائلاً ما معناه: "كيف يطالبوننا(والمقصود بهم هنا، هم جنرالات تركيا العسكرية) بالتدخل العسكري المباشر في شمال العراق، ويطالبوننا بالهروب إلى الخارج لمطاردة 500 إرهابي، في الوقت الذي يقابلهم في الداخل التركي، أضعاف أضعاف هذا الرقم(5000)...فهل قمنا بحل مشاكلنا مع هؤلاء الإرهابيين في الداخل، كي نطاردهم عبر الهروب إلى الخارج؟".

آنذاك، عرف أردوغان وحزبه "المجحّب"، من أين تؤكل الكتف الكردية "المسلمة"، كما يُقال، ضارباً بذلك، أكثر من عصفورٍ، وأكثر من طريدةٍ، بحجر واحد: حصاد أكبر قدر ممكن من الأصوات الكردية، تنويم "المشكلة الكردية وأكراده ب"الحجاب" و"عدالة" حزبه، والإنتصار ل"تركيا الإسلامية" بقيادة حزبه "المسلم"، مقابل "تركيا الأتاتوركية" التي لا معبود يعلو فيها، على معبودها الأوحد، مصطفى كمال أتاتورك(1881ـ1938)، مؤسس أول جمهورية تركية سنة 1923، الذي ألغى الخلافة نهائياً، واستبدل المبادئ الإسلامية، تاريخئذٍ، بأخرى قومية علمانية.

ولكن النشوة الأردوغانية بالإنتصار، لتركيا(ه) المسلمة "المحجبة"، لم تدم طويلاً، على مستوى الشارع الكردي في أقله، كما يبدو.
فبعد حوالي ستة أشهر تقريباً من "وعود" أردوغان ب"حل" مشكلة الأكراد، التي ضحك بها على أكراده، عاد إلى أحضان العسكر وتركياهم "الواحدة التي لا شريك لها"، تائباً، طيعاً، مطواعاً، كسابقيه، الذين داروا في الفلك الأتاتوركي الأكيد، إن شاؤوا أم أبَوا.

اليوم، في المدن الكردية ذات الغالبية التركية(آمد، وان، جولَميرك، وان، سيرت بايزيد،...إلخ)، تتظاهر الآلالف المؤلفة من الأكراد، منددين بسياسة أردوغان "الفاشلة" في قيادة أكراده إلى "نعيم" تركيا "الديمقراطية، العلمانية، المسلمة"، أو "تركيا الكلّ"، كما كان قد وعدهم وشريكه، في حزب العدالة والتنمية، الرئيس التركي عبدالله غول، أثناء حملاتهم الإنتخابية الأخيرة، في مدن "تركيا الكردية".
اليوم، وعلى خلفية انبطاح أردوغان لسياسة العسكر، وإدخاله لتركيا "الموعودة"، في أتون حربٍ غير معروفة النتائج، خرجت عشرات الآلاف من الجماهير الكردية، لتقول "لا" لأردوغان، واصفةً أياه ب"القاتل"، و"الكافر"، و"المنافق"، و"مجرم الحرب"، و"الرئيس البيدق" في أيدي أمراء الحرب الأتراك.
وهو الأمر الذي يعني سقوط آخر ورقة توتٍ عن عورة سياسة أردوغان المزدوجة، والخارجة عن أي بصيص أملٍ ب"حل المشكلة الكردية"، سلمياً، في تركيا، كما كان يُعوّل على مهندسها الأوّل(رجل تركيا الثاني، كما قيل)، إقليمياً ودولياً، على أكثر من صعيد ومستوى.

ما أثير في السابق من ضجيجٍ سياسي، حول اعتبار أردوغان ب"الرجل القوي الثاني بعد مصطفى كمال أتاتورك" ل"تركيا الأحدث بعد تركيا أتاتورك الحديثة"(فؤاد مطر: الشرق الأوسط، 18 سبتمبر 2007)، ثبت خطأه كردياً على الأقل، بعد سقوطه الذريع في فخ العسكر، ورئيس أركانه ياشار بيوكانيت، وذلك عبر انبطاح الأول ورضوخه لقرار هذا الأخير(قرار الحرب)، بالموافقة على ركوب "حملة الشمس" الأخيرة، والعبور إلى أكثر من مخاطرة، وأكثر من مجهول، والهروب تالياً، إلى حل مشاكل تركيا، في "الخارج الصعب والخطر"، بدلاً من حلها الأسهل في "الداخل السهل".

حضور الجبل كردياً، هو نتيجة لغياب المدينة
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يعرف قبل غيره، أن وجود "دولة الجبل القنديلية"، والتي قررت تركيا في حملتها الأخيرة هذه، إعدامها عن بكرة أبيها، هي "الدولة النتيجة"، لا "الدولة السبب"، في كل ما آلت وتؤول إليه تركيا، كردياً.
فالمؤسسون لهذه "الدولة"، قالوها أكثر من مرة، ما معناه: "فليسأل العالم كله نفسه: "لماذا اخترنا الجبل مقاماً، وقياماً وقعوداً لنا؟...لماذا نكون الجبل مثلما هو يكوننا؟... ليعلم العالم أجمع، بأننا فتحنا الجبل، لأن مدننا في تركيا موصودةٌ ، ومغلقة بالشمع التركي المبين، أمامنا...اخترنا الجبل، لأن مدننا في تركيا ممنوعة...اخترنا لغة الجبل، لأن لسان المدينة الكردي، ممنوعٌ تركياً علينا...اخترنا الجبل، لأن تركيا تريد لمدننا، اللون التركي الواحد، والأحمر التركي الواحد، والهلال التركي الواحد، واللسان التركي الواحد، والمكان التركي الواحد، والزمان التركي الواحد، والثقافة التركية الواحدة".

من يتابع أخبار قيام وقعود القضية الكردية في تركيا، سيكتشف بسهولةٍ ووضوح، أن أكرادها لا يطالبون بأكثر من حقوقهم القومية والثقافية المشروعة، كما تنص عليها الصكوك والمواثيق الدولية ذات الشأن والعلاقة، وذلك ضمن إطار تركيا الواحدة الموحدة. ويتفق على هذا الرأي "أكراد الجبل" و"أكراد المدينة"، و"الحزب في الجبل" و"الحزب في المدينة"، على حدٍّ سواء.

كل العالم يعلم، أن "اكراد الجبل" بقيادة العمال الكردستاني، أعلنوا منذ سنة 1993، وقفاً لإطلاق النار من جانبٍ واحد، خمس مراتٍ(كانت آخرها في 01.10.06)، ودعوا عبر هذه المبادرات، كل العالم، وعلى رأسه أمريكا وأوروبا؛ ودعوا تركيا العسكرية، وتركيا المدنية؛ ودعوا كلّ من له يدٌ مباشرة أو غير مباشرة في القضية الكردية في كردستان تركيا(أو ما تسمى بجنوب شرقي الأناضول)، إلى الحوار على طاولة المفاوضات، للإتفاق على تركيا واحدة موحدة، ملونة، لأتراكها وأكرادها وسائر أقلياتها، ومع ذلك، لا يزال الحزب يوصف، في هذا الإعلام وذاك، ومن قبل هذه الجهة وتلك، ب"الحزب الإنفصالي"، و"الأكراد الإنفصاليين"، وسوى ذلك من الكليشيهات الجاهزة.

البكاكائيون(أنصار ال ب ك ك)، أعلنوا على أسماع العالم ومرآهم، ولا يزالون، عن خريطة سلامهم الكردية مع تركيا، أكثر من مرة، وأرسلو "جماعات سلام" من أنصارها، من قلب أوروبا ومن قلب الجبل إلى تركيا، ليثبتوا للأتراك حسن نيتهم في السلام، وصدقية مشروعهم في إلقاء السلاح، والنزول من الجبل إلى المدينة، ولكنّ الجانب التركي تعنتّ، كما دائماً، وردّ على مبادراتهم تلك، بسجن كامل أعضاء تلك المجموعات، مدى الحياة، ومع ذلك لاتزال حركتهم توصف على الطالعة والنازلة، ب"الحركة الإرهابية"، علماً أن بإمكانها نقل الحرب وسعيرها، إلى قلب المدن التركية، لحرق الأخضر واليابس، ومع ذلك هي لا تفعل، ربما إيماناً بضرورة الحل السلمي وحتميته مستقبلاً، وترك الطريق مفتوحاً أمامه، ما أمكن.

قائد الحزب ومؤسسه عبدالله أوجلان، الذي خُطف في عملية قرصنةٍ دوليةٍ، مشينة، من نيروبي سنة 1999، والمسجون حالياً في جزيرة إيمرالي النائية، وسط بحر مرمرة، منذ 9 سنوات، أعلن من سجنه أكثر من مرة، ضرورة جلوس تركيا مع أكرادها على طاولة المفاوضات، وضرورة تحرير تركيا من قبضة العسكر، والدفع بها نحو تركيا ديمقراطية ملونة، كوطنٍ لكل مكوناتها، ومع ذلك، لا يقابل هو ومبادراته، سوى ب"الرفض التركي الأكيد"، و"العناد الأكيد"، و"التسميم الأكيد".
الرجل، طرح مبادرته السلمية أكثر من مرة، حتى وصل به الأمر مؤخراً، إلى الخروج عليها، نتيجةً لعناد تركيا الجنرالات، وهوسهم التاريخي بالحرب، منذ أيام تركيا الطورانية، لأن الأكراد لن يرضوا بالعيش في تركيا لا تعترف بحقوقهم، وتعاملهم، ك"أتراك" ل"تركيا الواحدة"، أو كمواطنين من الدرجة الثالثة والرابعة والخامسة، في وقتٍ يربو تعدادهم إلى حوالي 20 مليون كردي، كما تقول المصادر الكردية.
وفي آخر مقابلة له مع محاميه(27.02.08)، قالها مجدداً، ما معناه: "الحرب في الجبل، هو نتيجة لإنكار تركيا لحقوقنا وانتهاكها في المدينة".

تركيا، تتدخل في كردستان العراق متى تشاء، بحجة حماية حقوق تركمانها.
تركيا، تحتل قبرص الشمالية منذ سنة 1974، بحجة دعم حقوق واستقلال أتراكها هناك، فأقامت رغماً عن أنف كل أوروبا وكل العالم "جمهورية شمال قبرص التركية" سنة 1983.
تركيا، تدخلت ولا تزال في شئون الجمهوريات اليوغوسلافية، بحجة ضمان حقوق أتراكها هناك. مؤخراً، تم الإعتراف باللغة التركية في كوسوفا، بعد إعلانها لإستقلاها في 17 فبراير/شباط الجاري، كلغةٍ رسميةٍ في البلاد، علماً أنّ تعداد الأتراك لا يتجاوز فيها 34 ألف نسمة، وهو لا يساوي، عملياً، تعداد سكان حي كبير من أحياء مدينة آمد/ دياربكر التركية، ذات الأغلبية الكردية.
وفي الآونة الأخيرة، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بصوت عالٍ فيه أكثر من تحدًّ، أتراكه "الألمان" ب"ألاّ يذوبوا في المجتمع الألماني، وأن يحافظوا على ثقافتهم التركية"، ووصف أمام البرلمان(برلمانه)، أية محاولة ل"إذابة أتراكه" في ألمانيا، ب"الجريمة في حق الإنسانية".
والسؤال، ههنا، لأردوغان، والمنظّرين ل"حكمته التركية" مع أكراده، هو:
كم جريمة ضد الإنسانية، يومياً، لا بل على مدار الساعة، يرتكبها أردوغان وتركياه، في حق الأكراد، وسائر الأقليات الأخرى، الذين لا يتم "إذابتهم" في المجتمع التركي فحسب، بل هناك تعنت وإصرار تركي على حجبهم من كل الهوية، وكل الثقافة، وكل ما بيهنما من خصوصيات، وبالتالي ل"مسخهم" أيما مسخٍ، ومحوهم ، عن بكرة أبيهم؟

هناك البعض ممن يقول بأن هناك 21 برلمانياً كردياً يمثلون الأكراد في البرلمان التركي، وهذا يعني(بحسب رأيهم) أنّ للأكراد "فرصة تاريخية"، و"فسحة ديمقراطية"، "حقيقية"، يستطيعون أن يعبّروا من خلالها عن الحقوق والمطاليب الكردية، في إطار "الشرعية" التركية الراهنة(يُنظر عزيز الحاج: حزب العمال الكردستاني أيضاً، إيلاف، 28.02.08).
نعم، هناك فسحة، ولكن على الطريقة التركية، كما دائماً، وهي من قبيل ذر الرماد في العيون، لا أكثر ولا أقل. أسأل هؤلاء، ما التهمة التي وجهتها تركيا للبرلمانيين الأكراد السابقين(النواب عن DEP ، الناشطة السياسية الكردية المعروفة ليلى زانا وزملاؤها الثلاثة الآخرين، خطيب دجلة ، أورهان أردوغان ، سليم ساداك)، والتي تم بموجبها الحكم عليهم بالسجن 15 سنة، قضوا منها 10 سنوات في سجون تركيا "الديمقراطية"؟
ألم تكن التهمة الموجهة إليهم، برلمانئذٍ، هي "تكلمهم اللغة الكردية في البرلمان"، التي تعتبر "انتهاكاً" للقانون والدستور التركيين، الذين لا يعترفان بلسانٍ آخر، خلا "اللسان التركي الواحد، لتركيا الواحدة"؟
والآن، ألن يُواجه البرلمانيون الراهنون الحكم ذاته، والسجن ذاته، والتهمة ذاتها، حال تكلمهم في "البرلمان الديمقراطي" اللغة الكردية ذاتها ، والتي لا تزال، "انتهاكاً" ل"القانون والدستور" التركيين، لذات تركيا الراهنة؟

والحال، فإن حضور الجبل وقيامه أو قيامته كردياً، هو في المحصلة، "الحضور النتيجة"، و"القيام النتيجة"، ل"تغييب المدينة الكردية"، و"إقصائها"، و"إبعادها" و"حظرها"، و"منعها"، تركياً، منعاً باتاً.

قيام المدن كردياً، أو قيامتها
المعارك الضارية بين ال"شمسَين"، "شمس" الحملة التركية المزوّدة بأحدث التقنيات الحربية، وشمس قنديل الكردية، دخلت يومها التاسع، والنتيجة، هي حصاد المزيد من القتلى، والمزيد من الدماء من الطرفين، وسط أنباءٍ متضاربة، تقول بإنسحاب تركي جزئي، من مناطق الزاب الجبلية الوعرة. ولكن الأرجح هو أن تركيا لم تحقق للآن، تقدماً يذكر، في الميدان: تزايد أعداد القتلى في صفوف الجيش التركي، تزايد سخط الشارع التركي ومؤسساته المدنية، قيام المدن الكردية على طول تركيا وعرضها، ودخولها في العصيان اليومي، قيام أكراد الخارج في أوروبا وأمريكا...إلخ.

من قلب دياربكر/ آمد، قاد الآمديون منذ الأول من الحرب، سلمياً، أول العصيان، وأول المقاومة "المدنية"، بالتوازي مع "العصيان الجبل"، واحتجاجاً على الحملة التركية الأخيرة، ل"تصفية" هذا الأخير، و"محوه"، إلى "دون رجعة"، كما أعلنه ويعلنه الجانب التركي، بقيادة أمراء حربها، ليل نهار.
حركة المدن وعصيانها، كردياً، شملت مدناً كثيرة(آمد، بايزيد، وان، سيرت، ديرسم، تبليس، قوصر، نصيبين، ديريك، مدياد، كركوك، هولير...إلخ)، في كل من "العراق الكردي/ كردستان العراق، وتركيا الكردية/ كردستان تركيا) ولا تزال، فضلاً عن ما يقابلها عشرات العصيانات المدنية، في العواصم والمدن الأوروبية، وهو الأمر الذي يترجم بوضوح، توازي عصيان المدينة، كردياً، ل"عصيان الجبل".
فذاك الجبل، هو إذن، من هذه المدينة، وقيام ذاك الجبل أو قيامته، كردياً، هو في المنتهى من قيام أو قيامة هذه المدن.

في سياق حملته الإنتخابية، في الإنتخابات التركية الأخيرة، اعترف أردوغان صراحةً، أن "حضور 500 إرهابي(المقصود بهم هم كريلا العمال الكردستاني) كردي في الجبل خارج تركيا، يقابلهم 5000 آخر في داخل تركيا"، وهو ذاته، دعا العسكر الأتاتوركيين في تركيا، إلى حل المشكلة مع ال"5000" وأتباعهم في الداخل التركي أولاً، بدلاً من الهروب إلى الخارج، لمقاتلة ال"500 إرهابي" في الجبل، على حد تعبيره.
وهذا يعني أن، المعركة مهما احتدمت في الخارج، حيث "الجبل الكردي المتمرد"، لن تحسم القضية الكردية في تركيا، ولن تقضي عليها، أو تعدمها، وتمحيها، من الحاضر السياسي لتركيا ومستقبلها، طالما هناك محوٌّ تركيٌّ، مبرمجٌ، لوجه المدينة واسمها، كردياً، ولثقافتها، ولسانها، وزمانها، ومكانها.

المشكلة الكردية في تركيا، هي مشكلة تلك الملايين الكثيرة، المهمّشة، المطنّشة، والتي تريد لها تركيا، إما أن تكون تركيةً أو تكون تركية، وإما أن تعبد أتاتورك أو تعبده، وإما أن تنسى ذاكرتها وزمانها ومكانها، لتدخل المفصّل لها تركياً، أو تنسى وتدخل...إلخ. فلا خيار إذن، لغير التركي، إلا أن يكون تركياً "نقياً"، وهذا ما يقوله ويصرُّ عليه الدستور التركي نفسه.
تركيا لا تريد أن تكون، سوى للعنصر التركي، الذي "يساوي العالم"، رغماً عن أنف العالم، والذي يرضى ولا يرضى. هذا هو بيت القصيد الكردي الضائع أو "المضيّع"، تركياً، في تركيا أردوغان التي يغنيها شعراً، على أتراكه و"أكراده"، هذه الأيام، داعياً إياهم، "مباركة" دماء فلذات أكبادهم، التي تسقط "شهيدةً" لأجل "شرف تركيا"، كما يقول.
فلماذا لم يبدأ أردوغان الحل الذي وعد أكراده به، ل"قضيتهم" من الداخل التركي، ومن مدنها الكردية، سلمياً، وسياسياً، كما كان يدّعي؟
لماذا لا يستغل "الرجل القوي الثاني بعد أتاتورك"، كما يُقال، الفرصة التاريخية(حيث حزبه يملك مفاتيح الرئاسة والحكومة التركيتين)، لمصلحة كل تركيا، بأتراكها وأكرادها وسائر مكوناتها وأقلياتها، ليغيّر الدستور التركي "الشوفيني" الراهن، ويفصل دستوراً حديثاً ل"تركيا الحديثة"، في هذا الزمان الحديث؟
لماذا لا يبدأ هذا "المسلم العادل" وحزبه(العدالة والتنمية) الخارج عن كلّ العدالة، من دياربكر(مع أخواتها الكرديات الأخريات)، ليعيد إليها أسمها الكردي آمد، كخطوةٍ أولى، كما خلقها الله، يوماً، كرديةً مبينةً، عليه؟
لماذا لا يبدأ من "جنوب شرق" أناضوله، لتصبح "كردستان"، كما يريد لها أكرادها، على طريقة العراق مثلاً، حيث كردستان الآن، التي كانت في منطق "العراقات السابقة" "شمالاً"، هي الآن تكون في بغدادها، بقدر ما هي في هوليرها، كائنةٌ قائمة؟

هروب تركيا، في مظنتي، من أكرادها في الداخل السهل، إلى دكهم ومحاربتهم في الخارج الصعب، لن يجلب لتركيا سوء المزيد من المشاكل، والمزيد من السقوط في وحل لاحلّها.

الأرجح، هو احتمال أن تدخل المدن التركية، في أول القيامة، فيما لو أصرّ الجانب التركي على التعنت العسكري، كما هو جارٍ الآن، أو الإصرار على اللاحوار، سياسياً، مع أكرادها، كما تقول أصوات المدافع، جنوب شرقاً، حيث "قنديل الجبل" الآن.
ما تنقله وسائل الإعلام، يومياً، عن عصيانٍ مدنيٍّ في هذه المدينة التركية، أو الكردية وتلك، التي تشهد المظاهرات تلو الأخرى، والإحتجاج تلو الآخر، إلى جانب بعض مظاهر التمرد الكردية الخارجة، عن سياقها السلمي، كرد فعلٍ طبيعي على قرار تركيا العسكرية، والتي تعمل تحت مسمياتٍ وشعاراتٍ، تؤدي في كل الأحوال، إلى العمال الكردستاني وأكراده، كحرقٍ للسيارات والمباني التابعة لتركيا الدولة وتركيا أردوغان، كل هذا يشير بوضوح إلى استحالة السكوت الكردي في الداخل التركي، على ما يتعرض له صوته الممثل بكريلا ال ب ك ك، في قنديل الجبل. وهو الأمر الذي يعني احتمال انتقال الحرب "التركية ـ الكردية"، من الجبل إلى المدينة، ومن خارج تركيا إلى داخلها.
الدكتور باهوز أردال، قائد قوات قوات حماية الشعب(الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني)، حذّر الحكومة التركية وأركان حربها، في آخر تصريحٍ له، لوكالة فرات نيوز التركية(المقربة من العمال الكردستاني) للأنباء، من مغبة حربهم المعلنة على قواعدهم، قائلاً: "سننقل الحرب إلى قلب المدن التركية، فيما لو أصرّ الجانب التركي، على الحرب علينا... اذا أرادوا تدميرنا فعلى شباننا جعل المدن التركية، جهنماً، وغير صالحةٍ للعيش فيها"(وكالة فرات للأنباء، 25.02.08 ).

عليه، فإنّ قضية "القضاء على حزب العمال الكردستاني"، كما تقول تركيا في حملتها(الشمس) الأخيرة(كما في كل حملاتها ال24 الأخرى السابقة) على "دولة قنديل الشمس" الكردية، ليست بتلك القضية "السهلة" حسمها تركياً، كما قد يُتصور.
هذه الحملة، كسابقاتها، سوف لن تتجاوز أكثر من كونها، مجرد لعب سياسي بالأتراك، على أكرادهم. وبدماء الأولين على دماء الأخيرين.
هذه الحملة المعنونة ب"الشمس"، سوف لن تجلب الشمس المرتجاة، أو الشمس المتوقعة، أو أخواتها، لا لأتراكها ولا لأكرادها، على حدٍّ سواء.
"حملة الشمس" هذه، سوف لن تؤمن مكاناً أو بعض مكانٍ أمنٍ تحت "الشمس"، لا لأتراك تركيا، ولا لأكرادها.
هذه الحملة، ستكون حملةً، بلا شمسٍ، وخارجٍ عليها، سواء ل"تركيا التركية" أو ل"تركيا الكردية".
قد يخسر العمال الكردستاني وأكراده، في هذه الحملة، بعض دمٍ، أو بعض جبلٍ، أو بعضُ موقعٍ فيه، ولكن المتوقع والأرجح كذلك، هو أن تخسر تركيا أيضاً، بعضاً كثيراً من هيبتها ومصداقيتها، داخلياً وإقليمياً ودولياً، فضلاً عن خسارتها للبعض الأكثر من أكرادها، ومدنها، وعلاقاتها، وأصدقائها.

شمس الحقوق الكردية لن تحجب بالغربال التركي
الواضح، هو أن ترجيح الجانب التركي للحل العسكري، في الخارج التركي، لن يجلب لتركيا كما يبدو، إلا المزيد من الخسارة، والمزيد من اللاإستقرار، والإستنزاف الداخلي، على أكثر من صعيد، كما لن يزيد من طين تركيا إلا بلةً، كما أسلفت.
منذ حوالي أربعة عقودٍ من الزمن، تقول الجنرالات التركية العسكرية، بأنها على وشك القضاء على "الإرهابيين"، أي حركة ال ب ك ك، ولا تزال تقولها وتعد أتراكها، زماناً تلو الآخر، وحرباً تلو الأخرى، بأن "النصر التركي"، على "قطاع الطرق"، و"الإنفصاليين الإرهابيين"، و"أتراك الجبال"، و"الأشقياء"، وسوى ذلك من المصطلحات التركية الإنكارية، لقريب.
خسرت تركيا، عشرات المليارات من الدولات، وحوالي 40 ألف قتيل من أتراكها وأكرادها، و آلاف من القرى المهدّمة، وملايين المهجّرين إلى المتروبولات، فضلاً عن تهميشها للمناطق الكردية، المتروكة لتخلفها الكبير في بناها التحتية، ولا تزال المشكلة الكردية، بملايينها الكثيرة حاضرةً قائمةً في أوجها.
فبدلاً من أن تستفيد تركيا وجنرالاتها(آخرهم "الجنرال" رجب طيب أردوغان، كما تقول الأوساط التركية والكردية المعارضة)، من تجاربها، وأن تجلس مع أكرادها على طاولة الحوار والمفاوضات، وأن تحل مشكلتهم سياسياً وسلمياً، فإنها تسعى على طريقة زمان "الحرب الباردة"، إلى ركوب عنجهيتها الطورانية، وركوب ظهر المدافع لقمع الأكراد، وإسكاتهم ب"التي هي أحسن"، تركياً، وبالتالي ركوب الحرب، ك"حلٍّ تركيٍّ نهائي" لمطاردة الحقوق الكردية المشروعة.
عقب اختطاف أوجلان سنة 1999، قال رئيس وزراء تركيا السابق، بولند أجاويد، "سنكشف للعالم أجمع كيف سنرمي بهذه المنظمة الإرهابية(أي العمال الكردستاني)، إلى مزبلة الناريخ"...فماذا كانت النتيجة؟
رأس الحزب أوجلان حوكم بالمؤبد، ولكن ال ب ك ك بقي، والجبال بقيت أصدقاءً أوفياء لأنصاره، و أكراده بقوا، سائرين على خطاه، يهتفون بحياته، ليل نهار، على امتداد تركيا وكردستانها، كزعيمٍ سياسيٍّ، لا يزال يملك في حوزته مفاتيح الحل لقيضتهم.

الحرب، هي الحرب، ولا انتصار فيها برأيي، لأنها لا ولن تحصد سوى المزيد من القتل والدمار، والحرمان، والبكاء.
لا شك، أنّ الميدان هو الحكم والفيصل، في أيّ حربٍ.
قد يُتوقع الكثير في الحرب، ولكن يحدث كثيراً أيضاً، ما هو خارج عن كل التوقعات، فرياح الحرب، تجري أحياناً كثيرةً، بما لا تشتهي سفنها.
لذا قد تتقدم القوات التركية(ثاني جيش أطلسي) جبلاً أو جبلين، وقد تقتل بضع عشراتٍ أو مئاتٍ من كريلا العمال الكردستاني، وقد تدمر قاعدة أو قاعدتين من قواعده هنا وهناك، وقد تحقق "عبوراً صعباً"، آنياً، إلى "دولة الجبل"، ولكنها لن تستطيع العبور إلى "الإنتصار" على المشكلة الكردية، او محوها كما يقال؛ تلك المشكلة القائمة الحاضرة في تركيا، منذ خيانة هذه الأخيرة لأكرادها وأرمنها وعربها وسائر أقلياتها، في معاهدة لوزان(24 تموز/يوليو 1923)، التي جاءت بمثابة نسفٍ وإعدامٍ حقيقيٍّ، لمعاهدة سيفر(10 آب/ أغسطس 1920) التي وقِّعت بين الإمبراطورية العثمانية وقوات الحلفاء، والتي نصت بصريح العبارة آنذاك، على استقلال كردستان في المناطق ذات الغالبية الكردية، والسماح لولاية الموصل بالإنضمام إلى كردستان(البنود 62&63&64/الفقرة الثالثة)، فضلاً عن اعترافها بحقوق الأقليات الأخرى الغير مسلمة(المواد 37ـ45).

مهما كانت نتيجة الحرب الراهنة، القائمة، بين "الشمسين"، فإنّ الأكيد، هو أن تركيا، على مستوى أهدافها المعلنة، أي "القضاء" على المشكلة الكردية، عبر "القضاء" على "دولة الجبل"، سوف لن تخرج بنتيجةٍ أفضل من نتائج حروبها السابقة، مع أكراد الجبل.
فالقضية الكردية ستظل قائمةً، وبحاجة إلى أكثر من حلٍّ في تركيا، مع "دولة الجبل" وبعدها أيضاً، طالما بقيت من دون حل. فضلاً عن أنّ هذه الأخيرة(دولة قنديل) هي "الدولة النتيجة" ل"الدولة الكردية المغيّبة"(اللادولة السبب)، والحقوق الكردية المنتهكة المغيّبة، واللاإعتراف التركي المستمر بأكراده، كشعب له خصوصية غير تركية، وثقافة لاتركية، ولسان غير تركي.

الأكيد، هو، مهما حاولت تركيا الهروب من "الداخل التركي"، عبر الحرب على خارجها، ومهما كانت نتيجة حروبها السابقة، والراهنة، وربما اللاحقة، ضد العمال الكردستاني و"دولته" الممتدة من قنديل إلى آمد/ دياربكر، فإنها لن تستطيع بكل تأكيد حجب "شمس" حقوق الملايين الكردية المشروعة، ب"غربال" سياساتها وحملاتها العسكرية وإعلامها الذي لم يخرج للآن من جبة أردوغان، وخندق العسكر.

تركيا العقل بديلاً عن تركيا القتل
لا منتصر في الحرب، من وجهة نظرٍ إنسانية، ولا "شمسَ" طافئة أو مطفئة، في هذه الحرب الأخيرة، أو ربما حروبٍ أخرى قادمة، بين الدولة التركية و"دولة الجبل" الكردية.
الكلّ، في الحرب، بدون شك، يخسر.
الكلّ يفقد ويفتقد.
الكلّ يتأخر عن روح العالم.
لذا على تركيا، برأيي، أن تعترف بأكرادها، كمواطنين أكراد، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لا "أتراكاً للجبال" وفي الجبال وإلى الجبال، كما يريد لهم الأتاتوركيون.
على تركيا، أن تتعلم الدروس، من تجربتها الصعبة، طيلة أربعة عقودٍ من الزمان الصعب، والميزانيات الصعبة، والخسارات الصعبة، مع حزب العمال الكردستاني الصعب، و"دولته" القنديلية الأصعب.
عليها، أن تثبت نفسها، كشريكٍ أوروبي حقيقي، وعضوٍ حقيقي ممكن، في النادي الأوروبي الممكن، واتحاده، وثقافته، وقيمه، بدلاً من التصرف المتعنت هذا، ك"عضوٍ مستحيل".
عليها أن تجلس إلى أكرادها من قنديل إلى آمد/ دياربكر، وأن تنتصر للعقل في أنقرة، قبل القتل في قنديل.
عليها أن تنتصر لكل تركيا في تركيا، بدلاً من "الإنتصار" لبعض تركيا ضد بعضها الآخر، خارج تركيا.
على تركيا الراهنة، إذن، بأتراكها وأكرادها وسائر أقلياتها، أن تسعى ل "تركيا الحقوق"، بدلاً من "تركيا العقوق".



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب بين شمسَين: مَن يطفئ مَن؟ (1)
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً (2)
- كردستان الحاضرة العائبة إيزيدياً 1
- جمهورية سعدالله خليل
- كردستان في مهّب الفساد
- شعب الله الشفوي
- القذافي ديكتاتوراً -نبيلاً-
- شنكَال، ظلاً للسيدة الأولى كركوك
- هل الإيزيدية دينٌ اسمه رجل ؟!
- مانديلا(نا) ومانديلا(هم)
- كردستان تأكل نساءها
- وطار الرئيس...
- المام جلال ومحامي الشيطان
- د. سعدالدين إبراهيم: لا فرق بين الزرقاوي وهوشي مينه إلا بالت ...
- أكراد الله وأكراد الشيطان
- صناعة الأعداء عربياً
- الأسد: هوية مقلوبة للجولان المقلوب
- دولة الجبل والعبور التركي الصعب
- بشار الأسد: -عنترة- في أنقرة
- العراق الممكن و-العراقات- الواقعة


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هوشنك بروكا - الحرب بين -شمسَين-: مَن يطفئ مَن؟(2/2)