|
الإعلان عن محاولة اغتيال محمد السادس بموريتانيا
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2207 - 2008 / 3 / 1 - 10:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الإعلان عن محاولة اغتيال محمد السادس بموريتانيا تهديد فعلي أم مجرد افتعال ضجة إعلامية لتأكيد الوجود
في كل نشاط أو فعل إرهابي ضحايا وجناة.. أو "مشاريع" ضحايا و"مشاريع" جناة، لم تُستثن من هذه القاعدة أي نازلة إرهابية منذ أن تمركزت الجماعات السلفية الجهادية بمنطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي. وبلادنا ليست خارجة عن هذه الدائرة، دائرة الاستهداف من طرف جماعات تابعة لتنظيم القاعدة أو متشبعة بفكره ونهجه واستراتيجيته المدمرة، وذلك منذ أحداث الدار البيضاء الدامية الأولى في 16 مايو 2003 وصولا إلى أحداث أبريل 2007، مرورا بمختلف المؤامرات التي تم إجهاضها في المهد، لذا ظلت المصالح الأمنية متأهبة وحالة الاستنفار قريبة من مستوى الدرجة الحمراء. يمكن التشكيك بقدرات وإمكانية وخبرة جماعة "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، في تنفيذ التهديد المستهدف لشخص الملك محمد السادس خلال زيارته المرتقبة لموريتانيا آخر شهر فبراير الجاري، الذي أعلنت عنه في رسالتها الأخيرة، لكن ما لا يمكن الشك فيه بتاتا، أن هناك جماعات تلقت تداريب مكثفة، مهما كانت رداءة مستواها، خصيصا لاستهداف المغرب. من هنا حرص "المشعل" على إيلاء أهمية خاصة لفحوى ومضمون البرقية الإلكترونية التي توصلت بها "وكالة نواكشوط للأنباء" لمحاولة كشف تداعياتها وتسليط الأضواء عليها وعلى الجهة التي أصدرتها، والاستعانة بحوار مباشر مع مدير وكالة الأنباء التي حظيت بسبق نشرها.
"كتائب الزرقاوي" تستهدف محمد السادس
توصلت "وكالة نواكشوط للأنباء" المستقلة في الأسبوع الأول من فبراير الجاري برسالة إلكترونية تحمل شعار الجماعة السلفية للدعوة والقتال، موقعة باسم "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، تضمنت تهديدا واضحا يستهدف شخص الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية المرتقبة إلى الديار الموريتانية. وأقرّت البرقية أن استهداف الملك هو من أجل الثأر لمعتقلي السلفية الجهادية المتواجدين حاليا بالسجون المغربية. وأكدت الوكالة الموريتانية أنه لم يتسن لها التأكد من صدقية البرقية من جهة محايدة، مع الإشارة إلى أن متن الرسالة احتوى أخطاءا لغوية وأخرى مطبعية عديدة. علما أن نفس الوكالة سبق لها، منذ أسبوعين ونيف من توصلها ببرقية تهديد الملك، أن وردت عليها برقية أولى موقعة بنفس الاسم (كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي) ورادة كذلك من نفس العنوان الإلكتروني، هددت باستهداف ضباط أمن موريتانيين، نعتتهم بالجلادين، والمعروف أنهم يباشرون التحقيق في ملفات القضايا الأمنية الكبرى وتلك المرتبطة بالإرهاب. إن البرقيتين معا مكتوبتان باللون الأحمر وخط صغير من نفس الحجم. وما لم تذكره وكالة نواكشوط للأنباء أن البرقية المرفقة بإحدى الرسالتين تحمل توقيع "أبو زيد أبيزيد". وتزامن بعث البرقية الأولى المتعلقة بتهديد الضباط الموريتانيين مباشرة بعد الهجوم على مقر السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الموريتانية، والثانية قبيل حلول موعد زيارة الملك محمد السادس إلى موريتانيا بعد إرجائها إلى نهاية فبراير الجاري. ومن المعلوم أن أيمن الظواهري، دعا يوم 3 نونبر 2007 المسلمين بالمغرب العربي إلى الإعلان عن الجهاد ضد المصالح الأمريكية والفرنسية والإسبانية بشمال إفريقيا وإلى قلب أنظمة بلدان المغرب العربي. ورغم أنه من الصعب التأكد مما إذا كانت البرقية المتضمنة لتهديد الملك بعثت من موريتانيا أو من خارجها، إلا أنه من المؤكد أن موريتانيا تتميز بالنسبة للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، بسهولة الضرب فيها أكثر من المغرب وتونس وليبيا، ومرد ذلك أن معسكرات القاعدة في الصحراء الواقعة شمال مالي وجنوب الجزائر تشترك في حدود صحراوية تمتد آلاف الكيلومترات مع موريتانيا، الشيء الذي يعني سهولة دخول الأراضي الموريتانية عبر تلك الصحاري وتنفيذ عمليات بداخلها والعودة إلى المعسكرات بسلام. هذا فضلا عن هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية الموريتانية قياسا بباقي بلدان المغرب العربي الأخرى، وضعف التسلح والتكوين والخبرة وندرة الإمكانيات والمعدات المتوفرة. إضافة إلى ذلك لازالت الجماعات التابعة للقاعدة تنظر إلى موريتانيا كبلد اختار، ضدا على إرادة الشعب، التطبيع مع إسرائيل، إذ تحتضن نواكشوط سفارة رسمية وعلنية للكيان الإسرائيلي، علما أن الرئيس الحالي، محمد ولد الشيخ عبد الله، اعترف بوضوح بأن العلاقات مع الدولة العبرية كانت خطأ فادحا ارتكبه الرئيس السابق ولد الطايع، وتعهد بإعادة طرح القضية على البرلمان للبث فيها قريبا. ومهما يكن من أمر تظل موريتانيا الحلقة الأضعف بين دول المغرب العربي. وحسب المعلومات المتوفرة لدى أحد الصحفيين الموريتانيين، إنه من المحتمل جدا أن يكون بعض أعضاء جماعة "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" على صلة وثيقة ببعض عناصر مجموعة 14 التي اعتقلتهم السلطات الأمنية المغربية في نهاية شهر يناير من سنة 2006،ن بعد الاشتباه في انتمائهم إلى جماعة إقليمية على صلة بتنظيم القاعدة. آنذاك كانت السلطات الأمنية المغربية قد كشفت أن المشتبه بهم المعتقلين كانوا يخططون لتنفيذ "مؤامرة إرهابية" ضد المغرب بمساعدة مقاتلين أجانب على صلة وثيقة بالقاعدة دأبوا على السفر عبر مناطق الساحل والصحراء. وبعد أيام من اعتقال المجموعة، صدر بيان رسمي أكد أن المجموعة على صلة بحركة إرهابية عالمية، ضمن شبكة أخطبوطية، تضم جماعات صغيرة تعمل في منطقة الساحل والصحراء، وأخرى كانت تتمركز على الحدود الجزائرية المالية، وأغلب هذه العناصر كانت تنشط ضمن صفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. وبعد مرور فترة، أكدت تقارير أمنية صادرة عن جهات من شمال إفريقيا وأوروبا أن الجماعة الجزائرية المذكورة شكلت مركز استقطاب بالنسبة للإسلاميين في المنطقة وموفرة لهم السلاح والتدريب العسكري في مناطق الصحراء. وحسب الصحفي الموريتاني من المحتمل جدا أن تكون بعض عناصر هذا "التنظيم" الجديد مَن هيأوا العملية الانتحارية ضد ثكنة "ديليز" بالجزائر والتي كان انتحاريها شاب يدعى نبيل بلقاسم (15 سنة) الذي أطلق على نفسه: أبو مصعب الزرقاوي، كاسم حركي، قبل القدوم على تفجير نفسه في مكان قريب جدا من الثكنة. وحسب المتتبعين لقضايا الإرهاب بالمنطقة، هناك تشابه كبير بين الصيغ المستعملة في رسالة "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" وتنظيم آخر سبق أن ظهر ثم سرعان ما اختفى أثره مع ولادته، وقد أطلق على نفسه "أنصار الإسلام في الصحراء". وقد سبق لهذه الجماعة أن أعلنت بأنها تسعى إلى الاستيلاء على منطقة شمال إفريقيا، وكذلك جنوب إسبانيا وإقامة شريعة الله، وبالرغم من أنها تكن العداء لجبهة البوليساريو فقد دعت قادتها إلى التوبة.
فحوى رسالة التهديد
توصلت "وكالة نواكشوط للأنباء" المستقلة ببرقية إلكترونية تحمل شعار "الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال"، موقعة بعبارة: "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، فيما يلي مضمونها بالحرف: "بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله معز الإسلام بنصره ومذل أعدائه بمكره وعدله، والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه، وبعد أما أنت أيها (...) السادس فإننا في انتظارك على أحر من الجمر، فلقد أعددنا لك أسدين من أسود التوحيد. وصبرا يا أخوتنى [إخوتنا] في المغرب وعلى رأسهم إبراهيم (محمد سعيد الدغيري)، فلن ننساك وإن كان قد فجعنى [أفجعنا] الطاغوة [الظاغوت] المغربي في أسركم فسنرد له الكيل كيلين إن شاء الله". كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي ملحوظة: تعمدنا ترك الأخطاء كما وردت في البرقية الأصلية
محمود ولد أبو المعالي/ مدير وكالة نواكشوط للأنباء الموريتانية رسالة التهديد ذكر فيها اسم معتقل سلفي قيل إنهم سينتقمون له
تعتبر "وكالة نواكشوط للأنباء" المستقلة، أول جهة التي توصلت ببرقية جماعة أطلقت على نفسها اسم "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، والتي تضمنت تهديدا واضحا موجها للملك محمد السادس بمناسبة قرب زيارته الرسمية إلى موريتانيا، وهي الزيارة التي أرجئت إلى أواخر شهر فبراير الجاري بعد أن كان موعدها قد تقرر في منتصفه. ولتسليط الأضواء على فحوى وتداعيات تلك الرسالة التهديدية، أجرت "المشعل" حوارا مع محمود ولد أبو المعالي مدير "وكالة نواكشوط للأنباء" المستقلة، ومدير نشر يومية "أخبار نواكشوط" التي حظيت بسبق نشر الخبر تحت عنوان: "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي تهدد باستهداف العاهل المغربي".
- ما هي المعلومات المتوفرة عن جماعة "كتائب الزرقاوي"؟ + "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، هو اسم لم يظهر إلا قبل أسابيع، ولم يسبق أن سمع عنه من قبل في موريتانيا أو خارجها. وظهر لأول مرة في رسالة إلكترونية موقعة بـ "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، تحمل شعار الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وكان هذا هو البيان الأول الذي توصلت به "وكالة نواكشوط للأنباء"، التي أدير شؤونها، تضمن تهديدا لبعض ضباط الأمن الموريتانيين وردت أسماؤهم، بعد نعتهم بـ "الجلادين". والأسماء التي وردت هي لبعض الضباط المتخصصين في التحقيق في القضايا الأمنية وتلك المتعلقة بالإرهاب. وبعد مرور أسبوعين ونيف توصلت وكالتنا بالبيان الثاني، وهو المتعلق بتهديد جلالة الملك محمد السادس. - متى كانت الرسالة الأولى، ثم الثانية؟ + الرسالة الثانية المتضمنة لتهديد ملك المغرب وصلتنا في غضون نهاية الأسبوع الثاني من شهر فبراير. أما الأولى المتعلقة بتهديد الضباط الأمنيين الموريتانيين، فقد سبقتها بأسبوعين أو أسبوعين ونصف. - بالنسبة لكم، أنتم أول من توصل بهذه الرسالة، لقد أعطيتموها أهمية ودرستموها واستقيتم استشارات من جهات متتبعة لهذه الجماعات، هل تعتبرون فعلا خطيرا مثل الذي تضمنته يمكن كشفه قبل تنفيذه، إن كانت هناك فعلا رغبة في تنفيذه أصلا؟ + كما تعلم هذه الجماعات والعناصر السلفية أصبحت تلجأ إلى "البروباكاندا" والدعاية السياسية، ومن خلال تحليلنا وقراءتنا بتمعن للرسالتين (الأولى المتعلقة بالضباط الأمنيين الموريتانيين والثانية بالملك محمد السادس)، وصلنا إلى خلاصة مفادها أن الأمر مجرد عمل سياسي صادر عن جهة ما، وعلى سبيل المثال، الرسالة الأولى، المتعلقة بالضباط الموريتانيين، نحن نعلم، حق العلم، لو كانت هناك جهة، جادة في نية الاغتيال، كما ورد في الرسالة، لما وجهت برقية التحذير، وبالتالي فالأمر يقتصر على الرغبة في نوع من أنواع الدعاية السياسية و"البروباكاندا". لكن تشكلت لدينا قناعة أن الأمر صادر عن جهة سلفية جهادية. - هل تعتقدون أن ما سميتموه "البروباكاندا" يستهدف من ورائه النيل من العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا والتي هي سائرة نحو التقوية منذ سنوات؟ + لا أعتقد أن مثل هذه الجماعة (كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي) بإمكانها الوصول إلى هذه الدرجة من بعد النظر، ويبدو أنه ليس بمقدورها التفكير بهذا المستوى. فمثل هذه الجماعات "التكفيرية الجهادية" تنظر إليك وإلى الآخرين على أنهم كفار وتجب تصفيتهم، وبالتالي فهي لا تهتم بإشكالية تقارب الشعوب أو تنافرها، بل إنها تكفر الشعوب وأنظمتها. فهي فقط، تريد انتهاز أية فرصة لتقول للأنظمة إنني موجودة لتهدديها. وفي هذا الإطار عرفت موريتانيا مؤخرا مجموعة من النشاطات الإرهابية، فقد قتل فرنسيون وجنود موريتانيون وهوجمت السفارة الإسرائيلية.. وأنا أضع الرسالتين التي توصلت بهما "وكالة نواكشوط للأنباء" في هذا السياق الذي تشهده موريتانيا في وقت تحولت فيه السلفية الجهادية من مجرد فكر وخطب إلى عمل ميداني. - كيف كان رد فعل السلطات الأمنية الموريتانية على رسالة التهديد التي استهدفت ملك المغرب بعد نشركم للخبر؟ + اطلعت على الموضوع ولم تعبأ به، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا إن السلطات الموريتانية تعاملت مع "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" بشيء من عدم الجدية طالما أن الأمر لا يعدو أن يكون فردا أو أفراد يكتبون بعض الرسائل الإلكترونية ليس إلا، هكذا تعامل الأمن الموريتاني مع هذه النازلة. علما أن الأجهزة الأمنية لديها بنك معلومات عن مثل هذه الجماعات، وأعتقد أنها لم تجد ما يشير إلى أي خطر يستدعي الاستنفار أو أنها أرادت التكتم على أشياء تعلمها. أما نحن كوكالة أنباء مستقلة، لا نستطيع إلا أن نتعاطى معها وأن نقول للرأي العام، للشارع، وللقارئ إن هناك من قال إن اسمه "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" وإنه هدد وهدد، ونحن لسنا ندري أجاد هو أم هازل، وهل له مصداقية أم لا، هذا ما نستطيع قوله ونقله لقرائنا بأمانة كإعلاميين. - هل تشكلت لديكم درجة صدقية هذه الرسالة، وأنها ليس من طرف شخص عابث؟ + نعم، هذه من النقط التي تدارسناها بوكالة نواكشوط للأنباء" بمناسبة التوصل بالرسالة الأولى المتعلقة بالضباط الموريتانيين، وبعد التحليل المعمق والاستعانة ببعض الخبراء المتخصصين، توصلنا إلى أن الأمر صادر عن فكر جهادي سلفي، ومن هنا رأينا قسطا ولو بقليل من الجدية في هذه الرسائل، على الأقل من طرف الجهة التي تحملها، فارتأينا أن واجب الإخبار وواجب إطلاع الرأي العام يفرض علينا نشرها مع ذكر – وهذا ما حرصنا عليه بخصوص الرسالتين معا – أنه ليست لدينا تأكيدات من جهة محايدة وموثوق بها على جدية ومصداقية هاتين الرسالتين. وبالتالي حرصنا على ذكر الخبر كما هو بدون زيادة ولا نقصان. - هل في علمكم ما يفيد أن "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" بعثت كذلك بالرسالة إلى جهات مغربية؟ أم أنها اكتفت بتمريرها عبر وكالتكم؟ + ليس بحوزتي إلى حد الآن معلومات أكيدة تفيد أننا الوحيدون الذين توصلنا بالبرقية الإلكترونية.. ربما قد تكون وصلت إلى جهات أخرى سواء بموريتانيا أو خارجها، لا يمكنني أن أجزم في الأمر. ما يمكنني أن أقر به هو أننا توصلنا بالبرقية عبر البريد الإلكتروني للوكالة، ثم عقدنا اجتماعا طارئا، وحللنا مضمون البرقية كما فعلنا بخصوص التي سبقتها، ودرسنا المسألة من مختلف الجوانب، وتوصلنا في آخر المطاف إلى أن الرسالة صادرة عن جهة سلفية أو عن تنظيم يتبنّى الفكر السلفي ومتشبع به. وارتأينا أنه من واجب الإخبار وواجبنا اتجاه الرأي العام إطلاعه على هذا المستجد، لذلك قررنا نشر خبر عن الرسالة كما وردت، علما أننا حرصنا على أن نلفت الانتباه إلى أنها تضمنت أخطاءا إملائية ومطبعية، لكن اللغة التي وردت بها كانت كما عُهد بها عن التنظيمات السلفية الجهادية وكذلك الصيغ المستخدمة، هذا فضلا عن أن الرسالة الثانية ذكر فيها اسم معتقل سلفي في المغرب، قيل إنهم سينتقمون له. - هل لديكم تأكيد أن الرسالة واردة من موريتانيا وليس من خارجها؟ + في الواقع لا يمكن تحديد ذلك بدقة، وليس في استطاعتي الجزم في الأمر، سواء في هذا الاتجاه أو ذاك، الأكيد أن الرسالة الأولى (المتعلقة بالضباط الأمنيين) صادرة عن جهة لديها إطلاع عما يجري بموريتانيا وعن الوضع فيها أو عن موريتانيين متواجدين خارج التراب الموريتاني، وذلك لورود أسماء محددة ومعروفة أنها تعمل في هذا الإطار. أما بالنسبة للرسالة (المتعلقة بتهديد الملك محمد السادس)، وهي واردة كذلك من نفس العنوان الإلكتروني التي وردت منه الرسالة الأولى. لكن لا يمكن الجزم أنها واردة من داخل موريتانيا أو من خارجها، لاسيما وأنها كانت مختصرة جدا ولا تتضمن ما يخص موريتانيا، كل ما يدل فيها على المكان والجهة المعنية هو الحديث عن أحد المعتقلين، في إطار السلفية الجهادية، والمتواجد حاليا بأحد السجون المغربية. - هل جماعات مثل "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" بمقدروها أن تستهدف ضيوفا وازنين لموريتانيا؟ + بكل تأكيد، أقول إن مثل هذه الجماعات لا تشكل خطرا كبيرا على موريتانيا بقدر ما تشكل بعبعا قد ينجح أحيانا في التخويف السياسي أو الإعلامي أكثر من التخويف الواقعي. وأنا أعتقد جازما أن تهديد حياة جلالة الملك محمد السادس هو أمر لا معنى له إذا نحن نزلنا إلى أرض الواقع، إنه عمل سياسي، إعلامي ودعائي، ومن هذا المنظور تعاطينا معه ومن باب الإخبار وإطلاع الرأي العام. وأعتقد أن التحليل الموضوعي يؤكد أن مثل هؤلاء لا يستطيعون الوصول إلى أي كان، والعمليات البسيطة التي قام بها أمثالهم كانت بتدبير سيء جدا، ورغم الإمكانيات المحدودة للأمن الموريتاني فقط استطاع رجال الأمن بعد ساعتين من الحادث، تحديد هوية الجناة ومعرفتهم والطريق التي سلكوها وتم تتبعهم، لذا أعتقد أن عناصر الجماعات التي تنشط بموريتانيا، لازالت بدائية ولا تتوفر على الحنكة والجدية بالدرجة التي قد تشكل تهديدا أو خطرا، فأغلبهم لازالوا صغار سن، كما أنها تفتقر إلى القيادات القادرة على الشحن والتنظيم والتخطيط، إنهم أفراد يتحركون هنا وهناك، وأحيانا كثيرة بشكل لا يخلو من السذاجة والبساطة، ربما ساعدهم الضعف النسبي للأجهزة الموريتانية لكي يتمكنوا من إنجاز العمليات الإرهابية التي قاموا بها. لكن الأكيد أنهم لا يشكلون خطرا كبيرا، سيما إذا تعلق الأمر بزعيم دولة تحتاط له الدولة المضيفة أمنيا، لا أعتقد أنها تمثل ولو 0.5 بالمائة من التهديد، بقدر ما تمثل عملا سياسيا لدى هؤلاء ورسالة أرادوا إيصالها لا غير. - ماذا يمكنكم قوله للرأي العام المغربي، من موقع أنكم أول من اطلع على الرسالة المهددة لملك المغرب؟ + ما أستطيع قوله للرأي العام المغربي، إننا في وكالة نواكشوط للأنباء" تعاطينا مع الرسالة التي وصلتنا بمنطق إعلامي مهني محايد، وارتأينا أن نقول لقرائنا، مغاربة وموريتانيين وغيرهم إنه توصلنا بكتاب يتضمن تهديدا، ورأينا من خلال قراءة خطابه وتحليله أنه صادر عن جهة تحمل الفكر الجهادي، وأخبرناهم بما توصلنا به، مع التأكيد لهم أنه ليس لدينا ما نخبرهم به في هذا الشأن أكثر من هذا، ولا ندري هل الأمر جدي أو فيه خطر؟ فما لدينا ها هو، بكل أمانة، نعرضه على قرائنا من باب أننا ألزمنا أنفسنا بنشر الخبر عندما اشتغلنا في مجال الصحافة المستقلة. - هل اتصلت بكم جهة أمنية مغربية بهذا الخصوص؟ + لا.. إطلاقا، ولا أية جهة رسمية مغربية أخرى. - هل هناك من علاقة بين فحوى الرسالتين والهجوم على سفارة إسرائيل بالعاصمة الموريتانية، نواكشوط؟ + أستطيع القول بأن الرابط بين كل الأحداث الأخيرة، التي كانت موريتانيا مسرحا لها، يكمن في مسؤولية هذه الجماعات التي تعمل على ضرب الدولة أينما استطاعت ووقتما أتيحت لها الفرصة لذلك، فهي ضربت السفارة الإسرائيلية رغم الرفض الشعبي الكبير للتمثيلية الإسرائيلية بالتراب الوطني الموريتاني، وتقتل السياح الفرنسيين والجنود الموريتانيين، وتهدد ضيوف موريتانيا الرسميين، وكل هذا يدخل في إطار محاولتها توجيه ضربات قاسية للحكومة الموريتانية، وهذا عمل وجب وضعه في سياق عملها ضد النظام الموريتاني بالدرجة الأولى. - هل هناك معلومات تفيد بوجود مغاربة ضمن تلك الجماعات؟ + إن مختلف المعلومات المتوفرة تفيد أن العناصر التي تنشط ضمن تلك الجماعات هم موريتانيون وجزائريون ومغاربة وماليون وتشاديون ونيجيريون وليبيون، إنهم من شتى بلدان المنطقة، إن ما يتحرك حاليا بالصحراء الجزائرية، في حدودها الجنوبية هو "كوكتيل" من كل بلدان المنطقة بما فيهم التونسيين والليبيين. والمعروف كذلك أن أغلب الموريتانيين الذين ينشطون ضمن الجماعات السلفية الجهادية بموريتانيا هم من خريجي "مدرسة" جنوب الجزائر وشمال مالي، كلهم وبدون استثناء، فكلما اعتقلت الشرطة الموريتانية أحدا منهم إلا واكتشفت أنه تلقى تدريبه بمعسكرات مرابطة بجنوب الجزائر أو شمال مالي. فلا أحد ممن ينشط ضمن تلك الجماعات جُنّد أو دُرّب بداخل موريتانيا على الإطلاق، ولا بالمغرب ولا بتونس، كلهم تلقوا تدريباتهم في منطقة شمال مالي وجنوب الجزائر، لكن بالتأكيد أنهم احتكوا وتعارفوا وأصبح بعضهم نصيرا لبعض. - هل يوجد معتقلون مغاربة بموريتانيا في قضايا مرتبطة بالجماعات "الإرهابية"؟ + لا يوجد معتقلون على الإطلاق مغاربة ولا أجانب، كان هناك معتقلون تونسيون وأفرج عنهم صباح اليوم (الاثنين 18 فبراير 2008)، أطلق سراحهم النائب العام بعد أن تأكد أن لا علاقة لهم بالجماعات الجهادية، وحسب معلوماتنا لا وجود لأي معتقل أجنبي على نية التحقيق في الجماعات الجهادية في موريتانيا إطلاقا. - هل هذه الجماعات الراغبة في إلحاق الضرر بالحكومة الموريتانية هي ضمن تلك الجماعات التي تنشط في الصحراء الجزائرية على حدودها الجنوبية؟ + أولا وجب التذكير مرة أخرى أن اسم "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" لم يعرف من قبل، لكن معظم النشطاء في التيار السلفي الجهادي هم من الجماعات التي تتواجد بشمال مالي وجنوب الجزائر. - هناك أخبار مفادها أن المخابرات الأمريكية (C.I.A) وكذلك (FBI) يلاحقون عناصر من "القاعدة" بالمنطقة، وأنهم اعتقلوا أشخاصا وأودعوهم بمعتقلات سرية مشابهة لمعتقل غوانتانامو وتوجد بأثيوبيا، هل تتوفرون على معلومات بهذا الخصوص؟ + بالتأكيد أن الولايات المتحدة الأمريكية، يقظة وحذرة جدا اتجاه الجماعات النشيطة في شمال مالي وتتابعها عن كتب، وتسعى الآن لإقامة "أفريكوم" تحسبا لهذه الجماعات المنتشرة في الصحراء، كما لديها مناورات وتدريبات شبه روتينية ومستمرة مع قوات الأمن وجيوش دول المنطقة، وبالتأكيد إنها تلاحق هؤلاء. أما بخصوص المعتقلات التي يجري الحديث عنها، فالمعلومات المتوفرة تتحدث عن أن الأثيوبيين والكينيين اعتقلوا عشرات الصوماليين، خصوصا من نشطاء المحاكم الإسلامية، وكما يشار إلى الأمريكيين، هناك حديث عن المعتقلات السرية بإثيوبيا وكينيا ومناطق أخرى. والأمر يظل متعلقا بأحاديث صحفية مرتكزة على التخمينات والتحليلات وعلى قراءة معلومات غير كافية وغير وافية.
استهداف الملك
لم يكن تهديد "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي"، هو الأول الذي استهدف الملك محمد السادس، وإنما سبق لجماعة "أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة أن قامت بالمثل في صيف 2007 في بيانها، وقد اعتقدت المصالح الأمنية المغربية أن هذا التنظيم الجديد آنذاك يتكون أساسا من مغاربة وجزائريين اتخذوا من إسبانيا مقرا لهم، فيما ذهبت المخابرات الجزائرية إلى القول بأن التنظيم المذكور يمثل فرعا من فروع التنظيمات المسلحة التي تتبنى فكرة القاعدة والناشطة في منطقة الصحراء وشريط الساحل الإفريقي. آنذاك كان "ريان هنري"، من وزارة الدفاع الأمريكية، قد قام بجولة بشمال إفريقيا التقى خلالها مع المسؤولين عن الدفاع والأمن في كل من المغرب والجزائر وليبيا ومصر وجيبوتي بخصوص استعدادهم لاستضافة قيادة أفريكوم (القيادة العسكرية الجديدة بإفريقيا التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية)، وكان مقررا أن تبدأ عملها مع حلول خريف 2008، إلا أن المغرب وليبيا والجزائر رفضوا استضافتها.
محمد سعيد الدغيري
أشارت برقية "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" المهددة للملك محمد السادس، إلى اسم "إبراهيم محمد سعيد الدغيري"، وهو الشخص الذي تم تقديمه للعدالة سنة 2006 ضمن مجموعة 14 متهما بدعوى انتمائهم إلى جماعة إسلامية إقليمية مرتبطة بتنظيم القاعدة، كانت تخطط لمؤامرة إرهابية بالمغرب بمساعدة مقاتلين أجانب على صلة بالقاعدة كانوا سيسافرون من منطقة الساحل والصحراء في اتجاه المغرب. ففي خريف 2006 تعقب رجال الأمن محمد سعيد الدغيري، بعد أن شكوا في أنه غادر المغرب للانضمام إلى إحدى الخلايا الإسلامية في منطقة الساحل الإفريقي لتلقي التدريب ثم العودة إلى المغرب، أعتقل بمركز الحدود المغربية الموريتانية بعد التعرف عليه، إذ كان مبحوثا عنه على خلفية نشاطات مرتبطة بالإرهاب. وكان قد سبق له أن غادر المغرب وانضم إلى إحدى الخلايا الإسلامية الصغيرة في منطقة الساحل الإفريقي لتلقي تدريب عسكري. ويعتقد أن محمد سعيد الدغيري سبق له أن التقى بأبي مصعب الزرقاوي عندما كان عضوا في خلية الساحل الإفريقي التي ساهم بعض عناصرها، بعد تفكيكها، في الهجوم على ثكنة عسكرية بموريتانيا للاستيلاء على الأسلحة لاستخدامها في التداريب، علما أن الزرقاوي سبق له أن اقترح على أعضاء الخلية تنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب بدل التوجه إلى العراق، وبعد ذلك قام محمد سعيد الدغيري باقتناء منزل بمدينة طنجة قصد الإعداد لعمليات استهدفت المغرب. وفي اتصال هاتفي مع عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير، أكد لنا أنه بلغ إلى علمه أن اسم محمد سعيد الدغيري ذكر من طرف المجموعة التي تم اعتقالها مؤخرا والتي على خلفيتها تم اعتقال مصطفى المعتصم ومحمد الأمير الركالة (البديل الحضاري) ومحمد المرواني (حزب الأمة).
"القاعدة" بدأت تستهدف قادة بلدان المغرب العربي
البرقية الالكترونية لجماعة "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" ليست هي الحالة الوحيدة لتهديد أحد قادة بلدان المغرب العربي، وإنما سبقتها تهديدات توعدت أكثر من بلد مغاربي لكنّها ظلت مجر تهديدات كلامية، إلا أنه مؤخرا بدأت الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تحاول تنفيذ تهديداتها على أرض الواقع، ولعل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة هو الأكثر استهدافا، إذ تم مؤخرا (منتصف يناير المنصرم) كشف مخطط لاغتياله من طرف عناصر تنظيم القاعدة بمناسبة زيارته إلى ولاية قسطنطينية مما أدى إلى إرجائها، علما أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "تبنى تفجيرا كان قد استهدف الموكب الرئاسي في شرق الجزائر منذ شهور قليلة.
القاعدة تبني نفسها من جديد بشمال إفريقيا
إذا كان للوضع في الجزائر خصوصياته، فإن المعلومات المتوفرة بخصوص نشاط الجماعات السلفية في الصحراء الجزائرية والتخوم الموريتانية الجنوبية وشمال مالي والصومال، وكذلك تناسل العمليات الإرهابية التي كانت موريتانيا مسرحا لها مؤخرا، تفيد أن الفكر الجهادي مازال قادرا على تجديد نفسه، إذ أن بصمات الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة أضحت جلية ونوعية عبر تناسل جماعات هنا وهناك، ومنها جماعة "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" التي لم يكن لها أثر منذ شهور، وبالتالي بات واضحا الآن، بمنطقة المغرب العربي، أن المشكلة ليست في التنظيم بقدر ما هي في الأماكن الحاضنة التي تفرخ يوميا "مجاهدين". فمنذ أن تم الإعلان عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، استفاد هذا الأخير من عوامل جيوسياسية ولوجستيكية ساهمت في إنجاح ضرباته ونشاطه، سيما بفضل التراخي الأمني في المناطق الصحراوية الممتدة بين مثلث الجزائر/ مالي/ تشاد. كما ساعدته كذلك تداعيات الخلاف الجيو سياسي القائم بين المغرب والجزائر بخصوص الصحراء وانعكاساته على مختلف مستويات التعاون الأمني واللوجيستيكي بين الأجهزة الأمنية والمخابراتية للبلدين، مما استدعى وساطة فرنسية بين الجارين، المغرب والجزائر، لتفعيل درجة مرضية من التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما. لا يكاد يمر شهر أو أقل، حتى يتم الإعلان عن ظهور جماعة جهادية لم نسمع عنها من قبل، "أنصار المهدي"، "تحرير الأندلس".. في المغرب، أو "التوحيد والجهاد" في تونس، ومؤخرا "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" في موريتانيا. ويبدو أن ظاهرة تناسل وتقعيد الجماعات الجهادية أضحت أحد ميكانيزمات تنظيم القاعدة بشمال إفريقيا في إعادة تشابك التنظيمات الجهادية. وتظهر عمليات بعض الجماعات حديثة الظهور كما لو كانت بمثابة الحصول على "فيزا" الاعتراف بها من طرف تنظيم القاعدة على غرار ما يحدث حاليا بجنوب الجزائر وجنوب موريتانيا وشمال مالي. قبل ظهور "كتائب الزرقاوي في المغرب الإسلامي" عبر الرسالتين الإلكترونيتين الموجهتين إلى "وكالة نواكشوط للأنباء" المستقلة، منذ شهور قليلة، برز بيان باسم "مجلس شورى الملثمين" الذي يدعو الشباب في الصحراء المسلمة وفي غيرها إلى الانضمام إلى صفوف "المجاهدين" أينما كانوا ودعمهم بمختلف الوسائل، وحامت شكوك كبيرة جدا في انضمام مغاربة إلى هذا المجلس، وهو تنظيم، ينشط عناصره في شمال مالي وبعض المناطق المتاخمة لموريتانيا، وهدد في إحدى أشرطته المغرب ونظامه. وقد تزامن تناسل مثل هذه الجماعات مع تكاثر معسكرات للتدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات في مناطق صحراوية بين شمال مالي وجنوب الجزائر، والتي بدأت تنشط مع بروز أبي مصعب الزرقاوي.
المغرب يساعد موريتانيا أمنيا
لجأت موريتانيا إلى خبراء أمنيين مغاربة لفك لغز الهجمة الإرهابية على السياح الفرنسيين في منطقة " ألك" الموريتانية، وبفضل مساعدة عناصر من الشرطة العلمية المغربية تمكنت أجهزة الأمن الموريتاني من التعرف بسرعة فائقة على مقترفي تلك العملية الإجرامية، وكانت انطلاقة البحث والتقصي بخصوص التعرف على الجناة بالاعتماد على البصمات، وتكلف بهذه المهمة خبراء مغاربة بدءا من السيارة التي تخلى عنها منفذو العملية وكذلك سيارة الأجرة (الطاكسي) التي استخدموها، هكذا تمكنت قوات الأمن الموريتانية من تعقب آثار الجناة ومعاونيهم ساعات قليلة جدا بعد اقترافهم الجريمة، وفي هذا الصدد دعت جريدة الوطن الجزائرية سلطات بلدها الأمنية إلى الاستفادة من الخبرة المغربية في هذا المجال.
تنظيم "القاعدة" بإفريقيا
منذ سنوات أضحت المناطق الواقعة جنوب الصحراء، سيما تلك المتاخمة لمالي وجنوب الجزائر وموريتانيا مرتعا للعديد من الجماعات الإرهابية ذات العلاقة بشكل أو بآخر، بتنظيم القاعدة. علما أن قيادة القاعدة لم تخف نيتها بخصوص نشر الأعمال الإرهابية بالقارة السمراء، وذلك استغلالا للثغرات الأمنية التي يعيشها عدد من المناطق الإفريقية علاوة على أن تفكك النسيج السياسي وضعف الحكومات الإفريقية وسيادة الرشوة والفساد، من الأسباب التي ساعدت على توفير شروط تحرك وتنقل عناصر القاعدة بالمنطقة بسهولة لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم. وهذا ما يفسر اهتمام تنظيمات القاعدة بهذه المنطقة منذ أن بدأ يشتد عليها الخناق في المناطق التي شكلت مرتعا لها. وفي هذا الإطار يدخل اهتمام عناصر المخابرات الأمريكية (CIA) والمكتب الفدرالي للأبحاث (FBI) بالمنطقة لتعقب وملاحقة القاعدة، حيث وضعوا أيديهم على عدة عناصر مشتبه بهم في جنوب موريتانيا والصومال وكينيا على امتداد الثلاث سنوات الأخيرة، وقاموا بترحيلهم إلى معتقلات سرية شبيهة بكواتنامو بإثيوبيا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بإفريقيا حاليا.
الأمريكيون تنبهوا مبكرا لمنطقة الساحل
في خضم حربهم على الإرهاب تنبه الخبراء الأمريكيون مبكرا بخصوص قدوم تنظيم القاعدة على نقل نشاطها إلى منطقة الساحل جنوب الصحراء لكونها شاسعة ولا تخضع لأية رقابة ولا مراقبة. وقد أثيرت هذه القضية بحدة في عدة اجتماعات ضمت أمنيين من بلدان المغرب العربي ودول أوروبية تحت مظلة الحلف الأطلس، سيما وأنه لوحظ تناسل معسكرات التدريب بها وانتعاش تجارة الأسلحة والهجرة غير الشرعية وغيرها من الممنوعات، هذا ما فرض تنسيقا أمنيا واستخباراتيا بين الجارين المغرب والجزائر رغم خلافاتهما العميقة.
وكالة نواكشوط للأنباء
وكالة نواكشوط للأنباء تابعة لمؤسسة موريتانية تعمل في مجال الصحافة والنشر والطباعة، والتي تصدر صحيفتي "أخبار نواكشوط" بالعربية و "نواكشوط أنفو" بالفرنسية اليوميتين، تسعى هذه المؤسسة إلى سد الفراغ الذي تعاني منه المنظومة الإعلامية المستقلة في موريتانيا نتيجة غياب مصادر إخبارية مستقلة.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فساد المال من فساد السياسة
-
أوضاع سياسية واقتصادية كارثية واليسار تخلى عن دوره
-
السيدا: من المتعة إلى الموت
-
جولة فالسوم لإنقاذ مفاوضات الصحراء
-
محاولة اغتيال الملك الحسن الثاني ومحمد أفقير ورضا كديرة بمرا
...
-
فلاش باك2
-
لا زلنا نشعر أننا بلا أمل
-
تقرير المجلس الأعلى للحسابات عرّى جوانب من المستور وأقر بضرو
...
-
تعددت المؤشرات والإحباط واحد
-
هل مشروع القانون التنظيمي للمحكمة العليا للتفعيل أو لمجرد تأ
...
-
باحثون وفاعلون سياسيون يناقشون السيناريوهات المحتملة للتعديل
...
-
السيناريوهات المحتملة للتعديل الحكومي المرتقب
-
عقلية -التقوليب-
-
المكتب الشريف للفوسفاط هل عملية التحويل لشركة مُساهِمة تُضْم
...
-
الخوصصة هي المقصودة والصيغ الحالية هي تمهيدية ليس إلا
-
استقرار أم استضرار؟
-
ندوة -المشهد السياسي بعد انتخابات 2007 وآليات حماية المال ال
...
-
نكافح انتشار السيدا أم نشجعه بالمغرب؟
-
طرائف-البروتوكول الملكي-
-
هكذا تكرس المواطنة عندنا
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|