الركابي يعود من اليابان بنتائج باهرة وتساؤلات كبيرة

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 682 - 2003 / 12 / 14 - 06:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

   عاد الأستاذ عبد الأمير الركابي الناطق باسم التيار الوطني العراقي  الى باريس قادما من طوكيو في ختام زيارة قام بها الى االيابان استمرت لاكثر من اسبوع والتقى خلالها رئيس الوزراء الياباني مرتين كما التقى عددا من الوزراء وممثلي الوزارات الاساسيه منهم وزيرة البيئه ورئيس هيئة اركان جيش الدفاع الذاتي الياباني ونائب وزير الداخليه ورئيس وكالة الامن الوطني الياباني وممثلين عن وزارة الخارجيه والدفاع .
    اذا أخذنا بالاعتبارواقع اليابان وماضي علاقة العراق وبالاخص قواه السياسيه بهذا البلد فان مستوى الاهتمام بالزيارة ومااثارته في الصحافة ولدى الراي العام الياباني من اهتمام يعد انجازا غير عادي على الاطلاق ولقد لفت نظر المراقبين ـ وقيل هذا في اكثر من لقاء امام الصحافة ـ بان السيد كويزومي رئيس الوزراء الياباني استقبل الركابي في بيت الضيافة الخاص وهو مكان لم يسبق ان استقبل فيه سوى رؤساء الدول وحضور الصحافة ووسائل الاعلام واهتمام الدولة والوزارات ومحطات التلفزيزن والاذاعات كان ملفتا للغايه وكشف بهذه المناسبه المغزى والوزن العالمي الهائل للمسالة العراقيه ، ومع ان اوساط المعارضة اليابانيه قد نظرت الى الزيارة للوهلة الاولى بتحفظ الا ان القوى اليابانيه المناهضة للعولمه وصحافتها سرعان ما تلقفت الرساله وعقدت مع الناطق باسم التيار الوطني الديمقراطي عدة لقاءات وريبورتاجات صحفيه وضحت فيها الموقف الوطني العراقي من مقاربة اليابان للمسالة العراقيه وحقيقة اهداف الزياره .
   وكان من المتوقع لزيارة كهذه ان تثير تساؤلات وان تحاول جهات عديده منها اوساط الحزب الحاكم ان تستغلها في صراعاتها الداخليه وهذا ماجرى في مجال محاولات ضبط ايقاع الاعلام والتصريحات التي صدرت عن ممثل التيار الوطني الديمقراطي كما حدث بالنسبة للتصريحات التي ادلى بها الركابي بعد انتهاء اللقاء الاول برئيس الوزراء الياباني ، فبعد حوالى ساعه من المباحثات خرج الركابي لكي يعلن عن تحقيق اتفاق كامل حول مسألتين أساسيتين هما : اضطلاع اليابان باحياء منطقة الاهوار المنكوبة في جنوب العراق وتحويل الوجود الياباني الى وجود سلمي غير مسلح يضطلع فيه اليابانيون بمهام العمل في مشروع اعادة احياء الاهوار وبقية المشاريع الاخرى واهمها اعادة تدوير المياه الذاهبة الى الخليج العربي واعادة استغلالها وتهيئة سبل تفجيرالينابيع الكامنه في منطقة كردستان ) ثمة معلومات سابقه عن وجود ينابيع غيرمستغله ترتكز الى مخزون مائي هائل موجودة في كردستان العراق قد يؤدي تفجيرها الى ظهور نهر ثالث ( وذلك في اطار مشروع طويل الامد يكسر احتمالات نقص المياه والتصحرالمحتمل بفعل عمليه التقنين التركي ويترافق مع عمليه احياء زراعي شامل .
   والنقطة الاخرى سياسيه وتتركز على دعم الحكومة اليابانيه لحق العراقيين في عقد مؤتمرهم التاسيسي الوطني المستقل وهو ماوافق عليه السيد كويزومي مؤكدا رغبة اليابان في تحقيق مايريده العراقيون ، ومع ان التبريرات التي قدمها الجانب الياباني حول اسباب حجب تصريحات الركابي تعتبر معقوله غير ان النتيجه  لم تكن مرضية من جوانب اخرى وخاصة على صعيد موقف المعارضة اليابانيه التي رات في موقف ممثل التيار الوطني غموضا يصب في مصلحة الحكومه ويساهم في تبرير رغبتها في ارسال قوات الى العراق .
    لقد أوضح الجانب الحكومي الياباني ان ماجرى بين الضيف العراقي ورئيس الوزراء يعد بمثابة خرق للكثير من الاعراف فليس من الممكن من الناحيه الدستورية عقد اتفاق مع طرف عراقي ورئيس الحكومة اليابانيه ، واي اتفاق يجب ان يتم توقيعه مع الحكومة العراقية التي ستنشا بارادة الشعب العراقي وتكون ممثلة له ، ولم يكن هذا التبرير يخلو من بعض التناقض  رد الناطق باسم التيار الوطني عليه خلال النقاشات بالقول الا انكم قد استقبلتونا مع اننا ليس لنا صفة رسميه وتجاوزتم مجلس الحكم الانتقالي بخلاف الرغبة الامريكيه وعاملتمونا كممثلين للشعب العراقي ووافقتم على اقتراحنا بخصوص دعم حق العراقيين في عقد المجلس التاسيسي المستقل ، فرد الجانب الياباني بالقول بان كل هذه المظاهر ايجابيه ويجب ان تؤخذ من قبلكم على كونها دليلا عل حسن النيه وعلى نوع الخيار الذي نريده في العراق ونتبناه .
   خلال اللقاءات مع بعض قوى المعارضة اليابانيه طرحت مسألة الموقف الامريكي وتساءل كثيرون عن اسباب تغاضي الجانب الامريكي المتدخل بقوة عادة في تفاصيل الحياة السياسيه والقرارات اليابانيه عن الزياره وقد لاحظ حتى اكثر المعارضين حدة للموقف الحكومي بان ماجرى لايخلو من دلالات غير مسبوقه وان الحدود التي وصلها كويزمي بهذه المناسبه ليس من السهل تفسيرها وقد ترددت انباء قالت بان الحكومة الامريكيه والسقير الامريكي في اليابان على علم مسبق بالزياره الا ان مااثار الانتباه على نطاق واسع هو ماجرى خلال اللقاء الثاني بين الركابي وكويزمي ففي حفل تابين الدبلوماسيين اليابانيين حضر الركابي مع نخبة الدولة والمجتمع السياسي الياباني  من وزراء وممثلي الهيئات دبلوماسيه  ووزراء ومسؤولين كبار سابقين لم يتعدوا المائتي شخصية من النخبة اليابانيه والاجنبيه وفي مكان مغلق وخاص حضر الركابي وتقدم الى واجهة الحفل ليسلم من دون كافة الموجودين نحو رئيس الوزراء وسمع الحضورالركابي يقول بعربية فصحى ـ اتمنى ان يكون هذا درسا لنا كي نغادر طريق الدم وننتقل الى طريق الصداقة والتعاون بين شعبينا ـ بينما نهض رئيس الوزراء يصافحه بحراره لعدة دقائق ورد عليه باليابانه على مراى من الحضورومن السفير الامريكي الذي كان يراقب بانتباه هذا المشهد المفاجئ والفريد .
   كل هذا جعل التقديرات تتعدد وذهب بعضها الى اعتبار الزيارة بمثابة احتمال جديد او دليل على تعاظم المازق الامريكي حتى على المستوى الدولي وبالذات في الموقع الاكثر حساسيه بالنسبة للولايات المتحده الامريكيه وحتى ان البعض اعتبر الزيارة ترشيحا لطرف من اطراف المعادلة العراقيه للعب دورحاسم في المسالة العراقيه وهذا ماقد اوردته بعض الصحف وقاله صراحة متدخلون وسائلون حضروا الندوة التي عقدها الركابي في اليوم الاخير من زيارته لليابان وحضرها جمع من المختصين بشؤون الشرق الاوسط والصحفيين والنخبة السياسيه والاعلاميه والثقافيه كما سمعت بعض المبالغات بهذا الخصوص اوردها آخرون من المختصين بشؤون الشرق الاوسط خلال اللقاء الخاص الذي عقده الركابي مع نخبه من المختصين بشؤون الشرق الاوسط .
 كانت المسألة الجوهريه في الزياره هي كيف يمكن ارساء علاقات وطيده مع الحكومة اليابانيه تستجيب للمصلحة الوطنية العراقيه وتمثل اختراقا للخيار الامريكي في واحدة من اهم قلاعه واكثرها حساسية بالنسبة له ، ولم يكن من السهل التوصل لمثل هذا الغرض او توضيحه في مناخ تتعاكس فيه المواقف بحده بين الحكومة والمعارضة الا ان اللقاءات مع بعض الاطراف المعارضة ومع الصحافة ومحطات التلفزيزن اسهمت كثيرا وبسرعه في كسر الانطباعات الاولى وبعد جهود مضنيه امكن ابراز مفهوم الخيار العراقي الياباني بالضد من الخيار الامريكي الذي تريد الولايات المتحده فرضه على اليابان واطلق الناطق باسم التيار الوطني الديمقراطي العراقي في المؤتمر الصحفي الذي عقدة في اليوم الاخير من زيارته تعبير ))الاعمار الشامل مقابل الصداقة (( وقال بان اليابان يمكن ان تعتمد خيار الصداقة مع الشعب العراقي وهو مايتق مع تاريخها وخصوصيات تجربتها المعروفه كامة عانت من الكارثة والحروب والاحتلال ، وبهذا يصبح هنالك خياران خيار السير في طريق دعم الاحتلال وهو مايضع اليابانيين في نفس الكفة مثلهم مثل الامريكيين ويعرضهم للمعاملة نفسها كمحتلين ، او خيار مساعدة الشعب العراقي خيارالسلم والاعمار الكبير والصداقة المديده البعيده المدى .
   وهذا هو ماقد حمله التيار الوطني العراقي الى اليابان وحصل على وعد واضح بتحقيقه تاكد خلال تصريحات واخبار جاءت من جانب رئيس الحكومة لاحقا فلقد علم ممثل التيار الوطني الديمقراطي العراقي بان السيد كويزمي سوف يبلغ ممثلي الدول الثمان الكبار في اجتماعهم المقبل بانه قد تبنى مشروع اعادة احياء الاهوار ومشاريع ضخمة اخرى في العراق ، وتم التاكيد على انه لن يقدم هذا النبا بصيغة التشاور بل بصيغة القرار ، وتم ايضا وتاكيدا لجدية الطرف الياباني الموافقة على طلب تقدم به الجانب العراقي ويتمثل في موافقة اليابان على استقبال بعثات من الشبيبة العراقيه واصحاب الاختصاصات للاطلاع على تجربة اعادة الاعمار اليابانيه في الجوانب التكنولوجيه والتخطيطيه والحضاريه وقد حدد عدد المبعوثين واتفق على تاريخ بدء ارسال المبعوثين .
  وقد  سأل السيد كويزمي عبدالامير الركابي خلال اللقاء : ما الاسم الذي سنطلقه على المشروع فقال الركابي : لديكم اسم سيوضع على الجسر الذي اقامته اليابان على السويس المصريون يريدون ان يكون اسمكم ... انا اقترح اسم مشروع الصداقة والسلم بين الشعبين ، الا ان السيد كويزمي اصر على ان يرد في المحاضر الاساسيه اسم مقترح المشروع والجهة اليابانيه التي وافقت عليه باعتبار ذلك حقيقة تاريخيه .
    من القضايا الهامة التي امكن التوصل الى اتفاق بشانها ايضا هو تعهد السيد كويزمي شخصيا ببذل جهود لدعم مطلب عقد المؤتمر التاسيسي العراقي لدى الدول الكبرى مثل روسيا والصين والمانيا وفرنسا ، والتيار الوطني الديمقراطي بصدد وضع ورقة بهذاالخصوص تم الاتفاق مع سكريتير رئيس الوزراء السيد اوجيما عليها حتى يتم وضع السيد كويزمي امام مطالب محدده وواضحه يطرحها على رؤساء الدول المعنيه .
     لاشك بان ماجرى كان اختراقا كبيرا يسجل لصالح العراق وقضيته وهو عمل بكر ولايمكن ان يخلو من وطاة تضارب التوجهات وقوة وطأة الخصوصيات لكل بلد الا ان النتائج التي تحققت في اليابان خلال ايام سوف توضع في سجل المنجز السياسي الوطني وفي تاريخ الدبلوماسيه باعتبارها واحدة من المع المحطات وأكثرها تحقيقا للأهداف من قبل طرف لايملك من مقومات التوازن مع الطرف الآخر سوى عدالة قضيته وايمانه بالموقع الكوكبي لبلاده وقضيته وسوى اصراره على مخالفة المنطق التيئيسي وال))الواقعي((السائد او الشائع باكثر صوره ابتذالا اليوم .
   تلك كانت محطة على طريق طويل يحق لشعبنا ان يفخر بها ويستبشر خيرا .

 

#المكتب_الإعلامي_للتيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات