أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - خمسون عاما على الوحدة العربية














المزيد.....

خمسون عاما على الوحدة العربية


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوحدة العربية: هذه الثكلى، الذليلة، المهانة في منطقتنا العربية والمصابة بالجرب وزكام المثقفين. دعاة الوحدة هذه الأيام منفرين، غير مرغوب فيهم في زحمة المهام وتعقيدات الحياة، بينما الواقع يقول عكس ذلك. فالواقع يدلل على أن هَمَ الوحدة والحنين إليها سمة عربية أصيلة لدى الجماهير العربية، وشمٌ للعزِة والكرامةِ. إن يذكر شموخ العربي وأنفته فلا بد من أن تذكر وحدته ولمُّ شمله الذي مزقه الطغاة والعسكر.
الخارج قسمنا نعم، لكن السلاطين والزعماء والقادة حفروا أخاديد وأقاموا سدودا وسجونا كي لا نتوحد .
اليوم تداهمنا الذكرى الخمسون للوحدة العربية الأولى بعد خنجر سايكس بيكو، خمسون عاما نفقت تحت أحذية الذل وتجرع حزيران الذي يأتي ويذهب دون أن يصفعه أحد، حزيران الذي أُبـِّد كهزيمة وثقافة .
إن أهم النتائج التي جاء بها حزيران هي أنه ثبت أنظمة الهزيمة، وكرس سلطة الطغاة كوظيفة تلغي توحد الشعب العربي، ووضع يده على ثروته الطبيعية التي وكلت للخارج. و وُكّل الخارج سلطة القمع والاستفراد بالشعب. منذ الخامس من حزيران ووعي الوحدة، وثقافة الوحدة مطاردة وخارجة على قانون السلطات، ومطلوبة باسم إثارة الفتن وتعريض الشعور القومي للوهن والضعف. إلا أن الجماهير العربية لا تزال تتهجى الميدان وتندفع إليه، متحدية عسف الطغاة وتخاذلهم، لتتضامن مع أشقائها في الجرح والهم. فهناك في العراق وفلسطين لا تزال الروح العربية تتأجج من اجل استرجاع كرامتها وشرفها الملطخ. ولهذا فإنها تنحني أمام نصر حزب الله، وتعظم سيادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. ألا يشكل هذا الموقف للجماهير العربية مفارقة ونقطة مميزة من أجل السير على طريق تحررنا واستعادة كرامتنا؟
لقد وضعت الجماهير العربية الإيديولوجيات والتعصب والمذهبية والعقيدة المتحجرة جانباً من أجل النصر واستعادة الكرامة. فقد حقق جمال عبد الناصر موقعا في قلوب الجماهير العربية لم يحققه أي زعيم على مدى القرن المنصرم. ولا يزال ذكره يوحي بالعزة، كما أنه كان الزعيم الوحيد الذي أعادته الجماهير ليقودها بعد حزيران. لقد تحشدت الجماهير في الشارع العربي لتنصب عبد الناصر زعيما للأمة العربية قاطبة. وهذه أيضاً من مفارقات عبد الناصر الذي أسر الشارع العربي متحدياً كل التيارات الدينية واليسارية بمشروع الوحدة العربية.
إن كل الأحداث وتطورات المنطقة تبين أن الوحدة العربية حالة وجدانية، وأن رفع شعارها لا يزال ممكنا. إلا أنه وتجنباً لإخفاقها تنبغي دراسة عوامل إخفاقها ومن هو صاحب المصلحة الأساسية في ذلك، وطمأنة شركائنا في الأرض والوطن بأنها لهم ولمصلحتهم بقدر ما هي لنا ولمصلحتنا. و بقدر ما تجمع الوحدة شمل هذه الأمة ينبغي بالقدر نفسه أن تراعى خطوات تحقيقها، وأن تختار أشكال خطواتها الرامية إلى التنسيق والتكامل. إذ لا يجوز أن تمر ذكرى الوحدة هذه التي مضى نصف قرن على قرعها أبوابنا دون أن نستجيب لنبضها وإعادة الاعتبار لشرفها و ألقها.
إن الحدث الذي فجره الفلسطينيون المبدعون بخرقهم الحصار يمثل نقطة مضيئة. لكن تجاوب الجماهير العربية كان - وللأسف – ضعيفا. فلم يلتقطها الشارع المصري الذي نفخر بمبادراته دائما، ولم يشكل قدوة لنا، مما سمح لبعض المثقفين وأبواق النظام بالترويج لمقولة خرق لسيادة
الأرض المصرية المضحكة المبكية! تصوّروا خرق سيادة الأرض المصرية! عن أي سيادة يتكلمون؟ وهل هناك سيادة والأرض العربية وشرفها مستباحان ؟
قد يتقول المثقفون ما يريدون ، و قد ينظّر الكثيرون.
إلا أن ما من أحد يمكنه أن يزايد على وجدان الأمة وإحساسها الذي تجلى دائما باندفاعها إلى جانب لحمة ونصرة أوطانها وأرضها.
إنه سؤال برهن حركة التحرر العربية، عساها تدرك أهمية موقف عربي موحد، إنما خارج سطوة الأنظمة والسلطات الراهنة .



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة وأربعون عاما من الأستثناء
- اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع
- إعلان دمشق وأوهام المعارضة
- الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد
- ممكن ان نكون ديمقراطيين ووطنيين
- إعلان دمشق إطار لابد من الحفاظ عليه
- نوري بوزيد بيان تأسيسي للفكر الحر
- حسين الشيخ وحده القلق يمزق هذه الوحدة
- حوارية مع الشعور القومي وآخرين
- أعادنا للحياة ومضى
- فاطمة ابراهيم جائزة ابن رشد للفكر الحر
- نجوى بركات في -لغة السر- والثورة الدائمة للعقل
- فلسطين عروس التيه العربي
- سياسة العهر، وتحول العهر إلى سياسة
- عارف دليلة كل عام وأنت بخير
- معارضة بالكيلو وعلى الميزان
- المنسي...ذاكرة في الحاضر
- اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*
- علي الشهابي ..المعتقل الدائم
- تصريحات البابا ، دوائر مغلقة


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زكريا السقال - خمسون عاما على الوحدة العربية