أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الأمني...والسياسي...علاقة وجدل !!!














المزيد.....

الأمني...والسياسي...علاقة وجدل !!!


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت عندي قضية الخلاف بين مجلس انقاذ محافظة الأنبار والحكومة المحلية فيها قضية مهمة وخطيرة وهي طبيعة العلاقة بين الأمني والسياسي , فالتهديد الذي أطلقه الهايس وبعده مباشرة حاتم السلمان ضد اعضاء الحكومة المحلية في الأنبار قد فتح الباب أمامي لمناقشة قضية العلاقة الشائكة والمعقدة بين الأمني والسياسي , وطبيعة المشتركات التي يلتقي كل من الأمني والسياسي على جسرها بالأضافة الى نقاط الخلاف والأختلاف بينهما. وقد قادني هذا أيضاً الى طرح أسئلة متعددة لعل أهمها:
هل يمكن للأمني الناجح أن يكون رجل سياسة ناجح ؟
وهل يفترض النجاح الأمني بالضرورة نجاح سياسي ؟
وهل الأسس العملية لرجل الأمن يمكن ان تؤهله لكي يكون رجل سياسة وحكم وادارة ؟
المثال الذي أمام اعيننا الأن هو ماحدث في الأنبار حيث كما يعلم القارئ ان عشائرها قد استطاعت ان تفعل مالم تقدر عليه القوات الحكومية ولا القوات الأمريكية حينما سحقت هذه العشائر تنظيم القاعدة في الأنبار بعد حرب شاملة اعلنها المرحوم الشيخ ابو ريشة على هذا التنظيم الذي ارتكب مجازر فظيعة في محافظة الأنبار, كما فعل ذلك في محافظاتنا الأخرى, وقد كان أغلب أن لم اقل جميع هؤلاء من رجال الأمن , لابمعنى رجال أمن النظام السابق كما قد يفهم البعض , بل بمعنى رجال معارك وساحات قتالية , وهم قد واجهوا القاعدة بضراوة وأستخدموا عين القوة التي مورست تجاههم ولم يكونوا أصحاب نظريات أو رؤى أو أفكار دبلوماسية في تعاملهم مع القاعدة , لهذا أنتصروا لعدة أسباب منها موضوعية وأخرى ذاتية معنوية لامجال للأسهاب فيها الأن.
وبعد أن أنتصر هؤلاء على تنظيم القاعدة وطردوهم من أرض الأنبار بدأت تظهر في نفس المحافظة تشكيلات جديدة منشقة او تابعة للصحوة ولكل منها قيادات ومجاميع ورؤساء تصرح هنا وتعقد مؤتمرات وندوات هناك وتطالب الحكومة بكذا وكذا وكل منهم يحاول أن ينسب أنتصار الأنبار على القاعدة لنفسه , وهو أمر معروف تاريخياً أذ يدعي الجميع الأنتصار حينما تضع المعارك أوزارها في حين أن الكل يتنصل من تحمل مسؤولية الهزيمة أن حصلت في نفس المعارك والحروب .
وبدأ بعض من هؤلاء يطالب بالحكم والدخول في الحكومة المحلية في الأنبار وأن يكون لهم قرار سياسي في أدارة شؤون المحافظة, وأن يكون لمقاتليهم حصة في تعيينات قوى الأمن التابعة لوزارة الداخلية والدفاع , وهو حق شرعي واستحقاق وطني أن كان لهؤلاء الرجال دور حقيقي في أنقاذ الأنبار من الفوضى والقاعدة...ولكن لابد أن لانخلط بين المطالب المشروعة والغير مشروعة من جهة فضلاً عن المطالب المشروعة واليات تنفيذها بصورة قانونية أو بصورة غير قانونية من جهة ثانية , حيث يجب تمحيص المطالب بدقة وفرز الموضوعي والواقعي منها من الخيالي والطوباوي والمستند الى أمور شخصية .
أن على من تصدى لحرب القاعدة في محافظة الانبار ان يدرك نقطة مهمة ، ان العمل الوطني ليس له ثمن ولا يجب ان يكون امامه مقابل والا لما يصح اطلاق وصف وطني عليه ، فتحرير العراق من الارهاب والعنف والمليشيات وكل القوى الخارجة عن القانون هو هدف وطني وشرعي يجب ان لاتختلط معه وتشوبه شوائب اخرى براغماتية , نعم المراكز والسلطة والقوة المعنوية والمادية تاتي بعد ذلك لامحالة بالتدريج والخطوة الهادئة بعد الخطوة .
كما لابد للسلطة _ طبقاً لهذه المعطيات والحقائق _ أن تكون بيد الأكفئ سياسياً والأقدر دبلوماسياً على أدارة ألأزمة والسيطرة عليها والأمساك بخيوطها , بينما رجل الأمن والعسكري لايقدر على ذلك في مرحلته الراهنة ، حيث في رأيي الشخصي , أنه لايجب على رجال الأمن ان يعملوا مباشرة في السياسة ويُباشروا تقنياتها والياتها لسببين :
الأول: لانهم رجال تطبيق ومعركة وارض وواقع لا رؤى ونظريات وأطروحات وتنظير, والسياسة تحتاج الى عناصر نظرية وفكرية في مستواها العمودي . لكن هذا الرأي لايعني الأقصاء والأبعاد من عالم السياسة ، وأنما يعني الأبعاد الأرادي عنها لفترة محددة حتى تختمر لديهم عقلية السياسي وتنضج لديهم ملكة السياسة .
الثاني:
لابد لكي ينتقل الأمني الى السياسي أن يكون ذلك وفقاً لأطر القانون والدستور والشرعية التي تحكم البلد , والا لكان حالهم يشبه حال من قاتلوهم بحجة ارتكاب الجرائم والخروج عن القانون والشرعية , فالخروج من بوتقة الأمن الى بوتقة السياسة ، لابد أن يتم , أستناداً للقانون ، واليات اللعبة الأستراتيجية ، وقواعد الطبخ السياسي , وقد قال الاستاذ الهاشمي ذلك بوضوح في زيارته الأخيرة الى الأنبار تعليقاً على مايحدث فيها حيث أشارالى أنه " من حق المواطن أن يطالب بالإصلاح وتحسين أداء مجلس المحافظة ومن حق المواطن أيضاً المطالبة بالتغيير إذا لم يتحقق الإصلاح, لكن ذلك ينبغي أن يكون من خلال النشاط السلمي في إطار العراق الجديد". فالعراقي لايقبل أن يعود زمن الأنقلابات والدبابات وبيان رقم واحد وأستلام السلطة بواسطة السلاح والقوة !!! ولعل مافعله الهايس مثال على هذا الأمر المرفوض وذلك حينما يهدد باستخدام القوة بعيداً عن شرعية الحكومة , فهذا أمر مرفوض ولايمكن قبوله أبداً كما اشار الى ذلك الامين العام لحركة صحوة الأنبار الشيخ أحمد ابو ريشة , والأمر لاينطبق على الأنبار فقط بل يشمل كل محافظات العراق من جنوبه الى شماله .
أن السياسي يختلف عن رجل الأمن في الرؤى والأساليب والمناهج والمنطلقات.....فالسياسي _ مثلاً _ يقول للكلب أيها الكلب الجميل الى أن يتمكن من التقاط حجر لكي يضرب بها رأسه ...بينما رجل الأمن لايستطيع أن يمارس هكذا تكتيك . والسياسي _ أيضاً _ يقول لك اذهب الى الجحيم بنفس الطريقة التي يقول لك فيها اذهب الى رحلة جميلة بينما يعز على رجل الأمن أن يقولها على هذا النحو الألتوائي .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية ديمون والفوضى الدلالية لقناة الجزيرة
- نشر الغسيل السياسي في العراق !!!
- 935 تصريح خاطئ لبوش !!!
- رثاء الأمام الحسين في بيان الهاشمي
- الأمام الحسين ...مقتولاً عام 2008 !!!
- الهاشمي العميل يلتقي المالكي العميل !!!
- حول بيان الشيخ اليعقوبي الأخير
- التيارات السياسية الشيعية في العراق !!!
- رهانات الأنتصار بين السيد المالكي وبن لادن !!!
- اياد علاوي هاجس ام طيف؟
- التيارات السياسية السنية في العراق !!!
- الدكتور طارق الهاشمي والمصاهرة الوطنية !
- إستراتيجية الأمن القومي العراقي
- المرأة السعودية بين صورة الثقافة وثقافة الصورة
- أخطأت هنا ....سيادة المالكي
- يونس الإرهابي ونور ألصفوي وهوار العميل !!!
- حبيبتي في الأعظمية !!!
- مقال للكاتب الالكتروني فقط
- جورج بوش...أنها وقاحة وليس صراحة
- حزب الدعوة الإسلامية... والمأزق الحالي


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الأمني...والسياسي...علاقة وجدل !!!