“البطريرك الأخير” رواية تعيد إنتاج أسئلة جديدة حول الهجرة في كتالونيا:

سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 09:12
المحور: الادب والفن
    

“البطريرك الأخير” رواية تعيد إنتاج أسئلة جديدة حول الهجرة في كتالونيا:
الكاتبة الأمازيغية “نجاة الهاشمي” تتحدى اللغة

فازت مؤخرا الكاتبة الأمازيغية “نجاة الهاشمي بوحو” من أصل ريفي بالدورة الثامنة والعشرين لجائزة رامون لول للأدب الكتالاني المنظمة من طرف مجموعة بلانيتا للنشر وحكومة أندورا المستقلة، والتي تبلغ قيمتها المالية تسعون ألف أورو، وتعد هذه الجائزة من أرفع الجوائز الأدبية الكتالانية، وتسمى برامون لول نسبة لأحد مؤسسي الفكر الإستشراقي في بدايته الأولى في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
وجاء هذا التتويج عن كتابها الأخير المعنون ب”البطريرك الأخير”، وهو عمل روائي مكتوب باللغة الكتالانية يعالج إشكالية صراع الأجيال من خلال ظاهرة الهجرة التي تجعل المهاجر في حالة من اللإستقرار النفسي والإجتماعي الناتج عن تقاطع القيم الفكرية والثقافية والعادات الإجتماعية المكتسبة في المجتمعات الأصلية والمجتمع المضيف، وتتمحور أحداث الرواية حول شخصيتين محوريتين هما ميمونت بوزيان وميمون درويش، هذا الأخير مهاجر مغربي يعمل في أوراش البناء إستطاع أن يتحول إلى مقاول صغير في نفس الميدان، كان يشتغل في إحدى النواحي الكتالانية بعيدا عن عائلته المقيمة بالريف لفترة من الزمن إلى أن إستطاع إلحاق عائلته في إطار التجمع العائلي، ليعيشو جميعا في كتالونيا.
وخصصت الكاتبة الجزء الأول من هذا العمل السردي لشخصية الأب المنغلقة في عالمه الأبيسي الرافض للحوار والتأقلم مع المجتمع الأوروبي، ليدخل عبر صراعات أثثت أحداث العمل الروائي مع شخصية إبنته المراهقة التي تعاني في العمق من إزدواجية القيم الأخلاقية والبحث عن فضاء أخر جديد في العالم وهوية خاصة بها لا علاقة لها بالمجتمعين الريفي والكتالاني. وكما تحمل الرواية مشاهد من العنف المنزلي الذي يؤطر مجموعة من الأحداث والشخصيات التي ساهمت في إنتاجه نظرا لتصادم الأفكار وبعض الرؤى الناتجة عن قراءة نقدية لمجتمعين مختلفين.
وبخصوص سؤال عن إمكانية إعتبار هذا العمل الروائي سيرة ذاتية للكاتبة، أشارت نجاة الهاشمي إلى أن أحداث الرواية متخيلة ومستقاة من أحداث ووقائع حدثت لأشخاص مقربين منها وأحداث أخرى من وحي تجربتها في الحياة.
نجاة الهاشمي تكتب في عموم المواضيع والقضايا، وأكدت في معرض حديثها عن تجربتها الإبداعية، أن هذه الرواية سمحت لها بالكتابة عن خبايا العوالم المختلفة التي يرافقنها منذ بداية وعيها بمثل هذه القضايا المرتبطة بالمهاجر وطبيعة تأقلمه مع البلد المستضيف، وفي هذا المنحى أكدت أنها من المعتقدين أنه من خلال الأدب يمكن الجمع بين العديد من العوالم المختلفة والمتباعدة من أجل التقارب والتلائم بينهما.
من جهته أشار (كارلوس بيجول) عضو لجنة تحكيم الجائزة إلى أن الكاتبة الشابة نجاة الهاشمي فازت بأغلبية الأصوات بعملها الروائي هذا والذي يقع في 390 صفحة، متفوقا بذلك على بقية الإبداعات الكتابية الأخرى المقدمة للجنة، وتمتاز هذه الرواية بطابعها السوسيلوجي، وهي قصة مليئة بالقوة والتناقضات وبحركية درامية يقول كارلوس بيجول.
وبهذه المناسبة الثقافية قامة لجنة تحكيم الجائزة “رامون لول” بحفل عشاء بدولة أندورا المستقلة وذلك بحضور شخصيات سياسية وإعلامية وثقافية وممثلي المؤسسات الأندورية والمجتع المدني الكتالاني. ومنذ أن قامت مؤسسة بلانيتا بالدعوة إلى إحداث هذه الجائزة حاز عليها عدد كبير من المبدعين الكتالانيين المعروفين، وتعتبر نجاة الهاشمي أول كاتبة كتالانية من أصول ريفية تفوز بهذه الجائزة التي تهدف من ورائها الجهات المنضمة دعم وتشجيع الكتابة والإبداع باللغة الكتالانية.

نجاة الهاشمي، سيرة ذاتية:
من مواليد 1979 بمدينة الناضور قبيلة آيت سيدال، هاجرت في الثامنة من عمرها مع أفراد عائلتها من الريف لتستقر بمدينة “بيك” ضواحي مدينة برشلونة، تابعت دراستها بالمدارس الكتالانية، صدر لها كتاب تحت عنوان “أنا أيضا كتالانية” سنة 1994 يتمحور حول قضايا الهجرة والهوية، وعملت كمقدمة لبرنامج إخباري باللغة الأمازيغية (أمازيغية الريف) بإذاعة كتالونيا الثقافية، لها عدة كتابات صحفية وإسهامات وندوات حول المرأة والهجرة والإعلام والثقافة الأمازيغية… تعمل حاليا كمرشدة ثقافية ببلدية (كران ؤييس)، وبدأت أول خطواتها في ميدان الكتابة منذ سن الثامنة عشر من عمرها، وتعتبر من بين جيل الكتاب الكتالانيين الجدد القادمين من الهجرة، وكما تعد إستثناءا في الحركة الإبداعية النسائية الكتالانية، نظرا لطبيعة المجتمع الأصلي الذي تنتمي إليه والذي لايزال مجتمعا لايساعد المرأة الأمازيغية في الكتابة والتعبير عن الطابوهات.

المصادر:
ـ موقع جريدة ألباييس الإسبانية.
ـ موقع جريدة القدس العربي.
ـ وكالات إخبارية.

ـ سعيد بلغربي
ـ سليمان بلغربي

#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل