أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد بلغربي - مصريون: نحن لسنا عربا، والعربية ليست لغتنا الأم















المزيد.....

مصريون: نحن لسنا عربا، والعربية ليست لغتنا الأم


سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد النكسات المتتالية التي عرفها المد العروبي القومي مرورا بما يعرف بهزيمة 67 الشهيرة وصولا إلى نكسة العراق الدموية، أصبح الوعي الإنساني بالهوية والإنتماء في الدول الغير العربية يتجذر ويتجدد بقوة من خلال مجموعة من المبادرات الفردية والجماعية الداعية إلى التخلي عن العروبة بإعتبارها فكرا هداما ودخيلا يمتهن ويؤمن بالوصاية والهيمنة والإستعمار ونحر لذيذ ومستمر للهويات والقوميات الغير العربية والتي لم تجني منه الشعوب التي مارسته سوى الويلات والخراب، وتتجلى هذه المبادرات من خلال الدعوة إلى تأسيس إطارات ثقافية وسياسية وحقوقية والإنخراط الصريح الداعي بالعودة إلى الأصل والهويات الحقيقية لهذه الشعوب.

كان “جمال عبد الناصر” يقف كأحد أعمدة ورموز القومية العربية في مصر بلباسه العسكري كزعيم ثوري لم يخلق مثله في البلاد، يركع تحت أقدام ديكتاتوريته شعب كامل هذا الأخير الذي حكمه بقبضة من فولاذ، وهو يروج مبشرا بالدين الجديد الذي هو القومية العربية عبر مكبرات راديو صوت العرب موجها خطاباته إلى “الأمة العربية” من الماء إلى الماء، مستهلكا لمعجم عبارات رنانة إستطاع من خلالها أن يؤسس إلى جانب قوة الرصاص والمقصلات فكرا قوميا على حساب الإنتماء المصري للمصريين، إلى أن أمست هذه المنطقة قلعة من القلاع الحصينة للقومية العربية وعلى أراضيها تقبع بناية الجامعة العربية المشبوهة بإعتبارها أخطر جامعة مبنية على أسس عرقية في العالم، والهادفة إلى تأسيس كيان عربي موحد بأغلفة ديموقراطية هشة على حساب هويات الشعوب الأخرى ومن خلال أبوابها وأبواقها خرجت كل تلك السموم الداعية إلى السجود للعروبة بإعتبارها ركنا سادسا من أركان الإسلام، فتسلحت بالمقدس والمدنس لبناء إديولوجياتها الهادفة إلى تحنيط الجميع بالعروبة أرضا وماءا وإنسانا…، الخطاب الديني من جهته يعلم للأبناء أن النبي الكريم محمد (ص) عربي وكل من أهان شخصيته أهان العرب… وأن كل من تكلم العربية فهو عربي وأن لسان أهل الجنة عربي وغيرها من الأفيونات التي تزعمها وتزرعها هذه الفئة من العروبيين في كتب المدارس تغذيها للأبرياء من أطفالنا بدون حسيب ولارقيب، إلى جانب ما تروجه بشكل يومي ومستمر من أساطير عروبية في وسائلها الإعلامية المحسوبة على إديولوجياتها، الممولة بشكل لاشرعي من جيوب الشعب الذي يؤدي رغما عنه ضرائبا إجبارية غير قانونية يساهم بها في وأد وقتل وتمزيق شخصيته وهويته وتاريخه الحقيقي بطرق غير مباشرة.
ومنهم من تسلحوا بالمدنس، لفرض قوتهم فخلقت عسكرتهم مليشيات بعثية تتباها بعدد سجونها وسجانيها الأبرياء وتعمل على إغتصاب وقطع ألسنة ورقاب كل من تجرأ على أن يكون مختلفا، أو يدعي الإنتماء إلى جلباب غير العروبة التي بالأرواح والدماء يفدونها ليلا ونهارا. من المصريين من بدأو يستفيقون من سباتهم العميق وعرفوا أن السر في تخلف بلادهم راجع بالأساس إلى إنسيابها نحو الفكر القومي العروبي، ومن المؤكد أن حضارتهم الفرعونية التي لم يجد الفناء إليها سبيلا لو كانت مبنية على فكر يشبه في الأساس الخطاب العروبي البعثي لا إندثرت في المهد كحبات الرمل في البيداء، لكن الفكر الفرعوني الراقي كان واعيا بقضية الإنتماء ورد الإعتبار للهوية واللغة الفرعونية وذلك من خلال ما تبينه تلك الحضارة الصامدة في وجه التعب والفناء، إلى جانب ما تؤكده الدراسات الغزيرة في هذا الشأن والمتعلقة أساسا بالهوية الفرعونية واللغة الهيروغليفية المحفوضة بإتقان في البرديات وفي آثار النقوش الفرعونية الكثيرة.
مصر مصرية وليست عربية:
حول إشكالية إستعمال اللغة العربية في مصر، يؤكد الكاتب المصري فتحي سيد فرج في مقال له نشر بصحيفة “الحوار المتمدن” الرقمية عدد 2064، تحت عنوان “إزدواجية اللغة وإزدواجية الإنتماء” أن المصريون يضطرون للحديث والكتابة بلغة غير لغتهم الأم، هذا ما يجعلهم في مشقة دائمة بدأ من دخولهم المدرسة لتعليمهم لغة غير لغتهم القومية. ويقول مواصلا كلامه: من الصعب إنكار أن غالبية المصريون لا يجيدون استخدام اللغة العربية المسماة بالفصحى سواء في النطق أو الكتابة، فبعد سنوات طوال من التعليم بمراحله المتتالية يعجز عدد كبير منهم عن نطق حروف (ث، ذ، ض) بإخراج اللسان، مثلما ينطقها المتحدثون بها في الجزيرة العربية والعراق وبعض بلاد الشام. ويرى أن العربية الفصحى فرضت على المصريين وهي بالتأكيد ليست لغتهم الأم نظرا لإختلاف قواعدها مع اللغة المصرية المتداولة، في النحو أي كيفية تركيب الجملة، وتصريف الكلمات، وطريقة نطقها من خلال وحدات صوتية مغايرة، مستندا في ذلك إلى أراء علماء اللغة في هذا الشأن.
وعن العروبة في مصر يقول الكاتب والسيناريست المصري المعروف أسامة أنوار عكاشة: “مصر مصرية وليست عربية، وأن الأمة المصرية هي المجموعة البشرية التي وجدت في هذا المكان من قبل العصور التاريخية”، وحول نشأة أوهام الوحدة العربية يضيف عكاشة قائلا: “الوحدة العربية بدعة أخترعها أثنين من جواسيس بريطانيا هما لورانس العرب وعبد الله فيلي حيث قاما بإقناع الشريف الحسين عشية الحرب العالمية الأولى بأنه سيكون ملك العرب إذا ساعد بريطانيا وأعوانها ضد الحكم العثماني لكن بعد الحرب جاءت إتفاقية سايس بيكون التي قسمت المنطقة، وبمرور الوقت تبلورت أفكار حزب البعث وحركة القوميين العرب الداعية إلى القومية العربية والوحدة بين جميع الدول العربية لكن ظلت عاجزة على الإنتشار إلى أن جاء عبد الناصر الذي كان البطل الذي يسعى إلى هذه الوحدة لا سيما بعد مأساة ومقلب الوحدة مع سوريا التي أستمر 3سنوات وفشلت لأن مقومات الوحدة غير موجودة”.(مرجع: متابعة إسحق إبراهيم، مجلة الوطن الرقمية).
في نفس الصدد يقول سامي حرك وكيل مؤسسي حزب “مصر الأم” في مقالة له تحت عنوان (رداً على النكساويين: نعم.. مصر ليست عربية) والمنشورة في مدونته الشخصية على الإنترنيت: العرب إخواننا وأخواتنا، جيراننا وجاراتنا، أصدقاؤنا وصديقاتنا، هموم كثيرة وأحلام عديدة ومصالح مختلفة بيننا مشتركة، لكننا مصريون، وهم عرب، لانريدهم أن يقولوا عن أنفسهم مصريين، ولا نقبل أن يقال عنا أننا عرب !!!



#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “عباس الفاسي” والحركة الأمازيغية بالمغرب: تاوادا هي الحل !!
- الطفل الأمازيغي بالريف والأسئلة المقلقة :حوار
- في كتالونيا نطالب الدولة المغربية بإرسال أساتذة مختصين في ال ...
- محمد زاهد، رئيس جمعية “آيت سعيذ للثقافة والتنمية”:مقاطعة الإ ...
- الكاتب الفلسطيني -جورج كتن- يتحدث عن الأمازيغية والكردية وال ...
- الحكم الذاتي بالريف...وأشياء أخرى في حوار مع الناشطين الأماز ...
- حوار مع الباحث المغربي جميل الحمداوي: تجليات الحركة الثقافية ...
- حوارمع الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي :
- جريدة “صوت الشمال” تستضيف الكاتب الأمازيغي سعيد بلغربي
- خبز مزيت وسكر وقصص قصيرة جدا
- المرأة الأمازيغية بالريف في وصف الكتابات الكولونيالية
- تيمات الأرض/ المرأة في الشعر الأمازيغي بالريف /قصيدة “ذا دّي ...
- المرأة الأمازيغية بالريف بين السلطة الأبيسية والرغبة…قراءة ف ...
- المرأة الأمازيغية بالريف, علاقتها بالذات و الآخر / صورة المر ...
- رسالة برائحة البرقال... و قصص قصيرة جدا
- المرأة والوشم في الشعر الأمازيغي بالريف أو حينما يصبح الجسد ...
- أشعة ما فوق العشق
- ...وجع في تابوت
- المرأة الأمازيغية بالريف علاقتها بالذات و الآخر ,المرأة و ال ...
- إذا زلزلت القرية زلزالها و نصوص قصيرة جدا


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد بلغربي - مصريون: نحن لسنا عربا، والعربية ليست لغتنا الأم