أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - الأحلام المستحيلة














المزيد.....

الأحلام المستحيلة


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2191 - 2008 / 2 / 14 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


من شرفة النافذة أعانق أشعة الشمس فأحس بحنانها ودفئها . ذاك الحنان الذي لم يسبق لي أن أحسسته مع أي امرأة قط! .
من شرفة النافذة تتراءى لي النجوم والكواكب ، أحس أني أطير كطائر خرافي في الفلك . وأشعر أحيانا كأني ألمس مجرة " الأندروميدا " المجاورة بيدي الصغيرتين !.
من المكان ذاته ، أحس أني أعيش في الجنة التي كتب عنها الكثير من الشعراء الخياليين . تلك الجنة التي رسمها أكثر من فنان تشكيلي عظيم . ليس هذا حلما ولا خيالا كما يظن البعض ، وليس جنونا ، فما زلت أتحلى بالعقل لحد الآن ، ولم أفقد سيطرتي على خلاياي! .
المكان شاهق جدا كما أحس كلما اقتربت منه ، ورغم تكذيب المحيطين بي لهذا الأمر ، فأنا لا زلت أحس بعلوه وارتفاعه اللانهائي في هذا العالم ، لا أدري ، هل أعيش حياة مختلفة . وأستنشق هواء جديدا لم يسبق لي أو لأي أحد آخر أن استنشقه . أشعر باختلافه وانتعاشه اللامحدود ، ولا أدري إن كنت محقا أم لا ، فالأيام ستحدد ذلك! .
أنا الآن في المجرة المجاورة ممتطيا ظهر الطائر الخرافي ، وكل المخلوقات وديعة ومسالمة . استغربت كثيرا من وداعة الأسود والذئاب ، ومن صراحة الثعالب والكلاب ، ونباهة الحمير و
النعاج ، وعدل بني الإنسان ، أصبحت غريبا بين هذه المخلوقات العظيمة ، وهي أيضا أحست بذلك وعرفت بأني مخلوق من الأرض فخافت أن أدنس عالمها ، ثم اختفت من وجهي !.
في المجرة المجاورة لا يوجد سجن ولا محكمة خاصة ولا عامة . كل المخلوقات تحكمها الضمائر والقيم . لا تفرقة ولا حروب ولا أحقاد . أحب أن أعيش فيها قليلا ، ولكني من الأرض . وهي تعرف أن سكان هذا الكوكب يدنسون كل الأمكنة حيثما رحلوا وارتحلوا لذلك تخليت عن فكرتي .
حاولت أن أتقرب من النجوم لكنها صدتني ومن القمر فسود وجهه في وجهي ، ومن الكواكب فلفظتني ، إنها المهزلة حقا !.
بعد دقائق ، من نفس المكان دائما ، رجعت أسرتي إلى البيت ، ورجع الجيران ، وعدت بدوري إلى الأرض في رمشة عين ولم أدر كيف . وعادت الحياة إلى طبيعتها الأولى ، ثم تيقنت أنني كنت في حلم طويل وجميل ، يتمنى كل مسكين في هذا الكوكب أن يتحقق ...!

عزيز العرباوي
كاتب وشاعر من المغرب



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة : منع روايات محمد ...
- بسياسة التماطل والعجز : لبنان سيضيع :
- عندما يكتب العرب تاريخهم : شعر :
- التلميذ القروي وعلاقته بالمنظومة التربوية المغربية :
- الحكومة المشؤومة وديمقراطية الهمة :
- أبو تريكة يتفوق على حكامنا العرب :
- الأمية العربية ودور الحكومات :
- الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي عند الأستاذ يوسف وهابي ...
- أهل الهوى :
- موت القراءة في زمن الكتاب :
- في حاجة إلى كاتب مقتدر :
- عندما يصبح بعض مثقفينا أبواقا للظلم :
- ثقافة المسؤولية السياسية :
- ثقافتنا السجينة :
- النقد الذاتي عند نخبنا المثقفة :
- التقدم عندهم والتخلف عندنا :
- العقل العربي من العقل الزراعي إلى العقل الصناعي :
- عن المؤسسة الدينية مرة أخرى : الأزهر نموذجا :
- لا تبخسوها حقها ...!! :
- الأزهر وقرارته الزائفة :


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - الأحلام المستحيلة