أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خيزران عثمان - شباط!..لقد قطّعتِ نياط قلوبنا يا بنت الحلال! يا فاطمة يا عراقيّة!














المزيد.....

شباط!..لقد قطّعتِ نياط قلوبنا يا بنت الحلال! يا فاطمة يا عراقيّة!


خيزران عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شباط!..لقد قطّعتِ نياط قلوبنا يا بنت الحلال!يا فاطمة يا عراقيّة
لقد بكينا كثيرا وتألمنا كثيرا جدا ..
بكيتُ كما يبكي الوليدُ ولم أكن ـــــــ جلوداً وأبديتُ الذي لم أكن أُبدي
لقد قطّعتِ نياط قلوبنا ..يا فاطمة العراقيّة !
وبودّي ان أقول أنه إلى ماكتبتِ ينتهي الأدب
كانت سطورا داميةً تتحدّى الشعر والأدب والفن وتتحدّى أعظم الكتّاب من أن يأتوا بمثل ما قلتِ
ولولا أنني متأكّدةٌ من أن في بلادنا آلاف بل ملايين الأحزان المثيلة لكنت قلت أنّكِ وحدكِ تستحقّين كل الجوائز والهدايا التي على ظهر الأرض.
أيتها العراقيّة ..لكِ اخوات وخالات وبنات قدّمن على مذبح الحرّية مثلما قدّمتِ أنتِ من قرابين!
ومثلما منحتِ وطنكِ من دموع ودماء وآلام..
كيف يتحطّم وطنٌ فيه فاطمة العراقيّة ؟ هذا هو السرّالذي يجعل وطننا عصيّاً على العدا
ليعلمِ الناسُ جميعاً أن نساء العراق ناضلنَ وضحّينَ بما يفوق أخيهنّ الرجل عندما يُحرمنَ عُنوةً من ظلّهِ ويَنخرطنَ بالعمل لتربية الأبناء والسير على نفس الخطى التي سار عليها أخوهنّ ..
منكنّ أولئك النسوةُ اللاتي كنّ يقفن طوابير على أبواب السجون والمعتقلات ؟
إنهنّ أخوات فاطمة اللاتي كنّ يتحمّلنَ أعباء المآسي التي لم يكن لها حدود ولا يستطبع أيّ كاتبٍ أن يروي مأساتهنّ مع القهر والحرمان والإساءات المتعمّدة والمستمرّة!
إنها معجزات حقيقيّة أن تستمرّ ربات البيوت في تربية الأولاد وتنشئتهم تنشئةً صالحة ووطنيّة وتدرأ المرأةُ في نفس الوقت غائلة الجوع والعوز والحرمان ومخاطر الإنحراف عن أطفالها!
لكِ يا فاطمة في كل بيت عراقيٍّ مثيل ونسخة طبق الأصل!
الليالي التي مرّت والدموع التي ما كانت تكفّ تنهمر على الخدود الأسيلة ووحشة الدرب وطول المعاناة والخوف من المستقبل والألم الذي يعتصر القلب وخشية سكب ماء الوجه لهذا وذاك .كل ذلك له حوبته ولا شكّ وحتماً.
وحبيب القلب الذي لا ياتي.. وإن جاء فمجيئه بعد أن يكونوا قد سرقوا منه أزهى وأزكى لحظات شبابه التي غيّبوها في ظلمات المعتقلات وسراديب التعذيب ودهاليز العالم السفلي..!
لكِ أخوات وخالات وبنات يا فاطمة يا عراقيّة ! جرى عليهنّ مثلما جرى عليكِ ومثلما تجرّعتِ تجرّعن هنَّ نصيبهنَّ أيضاً يا عراقيّة!
في شباط كانت أمّه تعمل بين بغداد ومحافظتنا جولات مكّوكيّة تتوسط عند هذا وذاك ولكن عندما جاء دوره وتم اعتقاله كانت كنجمٍ خرّ من السماء لقد افنت حياتها في أن تصنع له مستقبلا طيبا ..ونجحت..والآن؟
ونسوةٌ كنّ يحضرنَ منذ الساعات الأولى في الصباح الباكر يوميّاً وحتّى نهاية الدوام الرسمي يُحاولنَ الإطمئنان على أبنائهنّ وأحبابهنّ
شباط!
في الثامن منه ابتدأت مأساة ولم تنتهِ بعد..
واحداث لم نزل لا نستطيع أن نتذكّرها لفرط إيلامها وقسوتها رغم ما مرّ بعدها من القسوةِ ما هو أشدّ وأسوا
ورغم كل ما قيل وما يُقال
فإن الشمس تُشرق دائماً وكلَّ يوم.. ومثلما كان هناك يوم كالثامن من شباط كان يوم في شباط آخر أيضا أرويه لك يا فاطمة يا عراقيّة
في احد أيام شباط من عام 1959 وكنت آنذاك في عهد الصبا اليافع خرجتُ إلى المدرسة وفي الأزقّة الفرعيّة أبصرتُ لافتةً معلّقةً على باب دار قديمة تتزيّن بالأطناف والديكورات التراثيّة كما في كل محلاّت بلادنا مكتوب على تلك اللافتة(المجد والخلود لشهداء الرابع عشر من شباط)بمداد أحمر وهّاج ولم أكن أعرف من هم شهداء الرابع عشر من شباط لهذا سألت بعد أن عدت إلى البيت عنهم وقيل لي أين قرأت هذا؟ قلت في ذلك المكان! وحدّثني من كان يعلم بأن الدار كانت دار أخ الشهيد يوسف سلمان (فهد) وأن الشهداء المقصودوون هم فهد وصارم وحازم ..وكان ذلك هو المفتاح الذي فتح أبواب البحث عن الحقيقة!
إنهما شباطان! شباط ينطلق فيه القتلة والوحوش لاغتيال نور الحريّة وأزهار الخير وشباط آخر تنمو فيه أزهارفتيّةٌ من جديد، بالضبط كما هي الحال في لعبة سباق البريد
صدّقيني يا فاطمة يا عراقيّة أن النضال في سبيل الناس الطيبين وفي سبيل البلاد والقيم العليا لا يفنى أبدً وأنّكِ وأمثالك من العراقيات طوبى لكنّ..والبشرى ،البشرى..أبشري بالخير فإنها لا ينالها إلاّ الذين صبروا ..و لا يُلقّاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم
ألف تحيّة من مهجّرين مثلكم أليكِ يا عراقيّة ،وإلى الأستاذ الفاضل عبد الأخوة التميمي ألف تهنئة على هذه الجوهرة العراقيّة الغالية والفاضلة!



#خيزران_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ على حوار!
- أعودةٌ إلى من لا عمل له لا شرف له!
- منبر للحرّيّة!
- لم يعد هناك وقتٌ كثير
- مظالم لا تنتهي ..في البصرة!..المرأة أداة وثمن!
- مبدأ تطوير الأهداف
- حتّى الحظ لا يبحث له عن وكر إلاّ في العقول المؤهّلةوالمتوثبة
- هوامش على مقال الدكتور سيار الجميل (المؤرخ محترف سياسة!)
- ! إلى هنا ينتهي الأدب والفن والسياسة و كلّ شيء
- غزّة والنصر الإلهي ..لولا!
- مهلاً يا دكتور
- هل الأدب أداة تشفير؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خيزران عثمان - شباط!..لقد قطّعتِ نياط قلوبنا يا بنت الحلال! يا فاطمة يا عراقيّة!