أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محي الدين عيسو - الأجهزة الأمنية ودورها القمعي في عالمنا العربي














المزيد.....

الأجهزة الأمنية ودورها القمعي في عالمنا العربي


محي الدين عيسو

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمحورت حلقة برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه الإعلامي المبدع فيصل القاسم في يوم الثلاثاء المصادف 5/2/2008 حول الأجهزة الأمنية في العالم العربي، والاجتماعات التي تعقد على مستوى وزراء الداخلية من أجل التطبيع والوحدة والتكامل الأمني بين الدول العربي، وكان ضيوف الحلقة من عالمان مختلفان أحدهما الكاتب والباحث يحيى أبو زكريا الذي يمثل ضمير ووجدان ومعاناة العباد، والآخر اللواء المصري المتقاعد حازم حمادة المدافع عن الأجهزة الأمنية ودورها في نشر الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان؟! حيث كانت نتيجة التصويت في نهاية الحلقة (تقريبا 97% لصالح أن الأجهزة الأمنية تعمل لحماية الحاكم و تقمع المواطن، بمقابل قرابة الـ 3 % لصالح أن الأجهزة الأمنية تعمل لحماية مصالح الدولة) دليلا قاطعا على أن الأجهزة الأمنية لا تملك أي شرعية وفقدت بالتالي مصداقيتها، وتكرس ثقافة القمع والظلم والفساد وحولت المواطن إلى دجاجة تخاف من ظلها كما عبر عنها الباحث " أبو زكريا " والحديث أن الأجهزة الأمنية لا يهمها سوى السهر على أمن المواطن وسلامته ونشر الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي؟! " مجنون يحكي وعاقل يسمع " لا يصدقها من زار هذه الأجهزة لمدة ساعة واحدة أو لم يزرها في حياته لأنها من تزوره في كوابيسه وأحلامه، وتمنع عنه الماء والهواء، فعندما نتحدث عن أي دولة عربية لا يجول في خيالنا سوى أجهزة الأمن والمخابرات، وزي الشرطي، والقمع والترهيب واعتقال المعارضين.
فالسؤال الذي يراود جميع المواطنين في العالم العربي في الخفاء أو علناً، لماذا نخشى الأجهزة الأمنية والمخابراتية، لماذا كل هذا الرعب منهم، أليسوا شريحة من مجتمعنا يأكلون ويشربون ويفكرون وينجبون ويحبون ويكرهون ويعشقون مثلنا نحن عامة الناس، ثم هل هم مخيفون إلى هذا الحد، لماذا نرتجف عند رؤية عنصر أمني، هل العلة في المواطن أم في رجل الأمن نفسه أم في تربية المواطن في العالم العربي الذي تعود منذ نعومة أظافره على الخوف والرعب والاحترام القسري، حيث يبدأ هذا الخوف من المرحلة الابتدائية عندما يمارس المعلم دوره كمعلم وكجلاد، والتلميذ يعيش حياة مليئة بالخوف والرعب إلى حين خدمة العلم " الجيش " ومن هنا تبدأ الطامة الكبرى في مسلسل الخوف والرعب بدفن الكرامة وقتل كل ما هو جميل بداخله عبر البوط العسكري.
سيادة اللواء... الأمن والمخابرات في جميع دول العالم هم في النهاية موظفون لدى الدولة مهمتهم حماية المواطن من كل أنواع الظلم، والموظف لا يخيف ولا يرعب المواطن، إذاً لماذا يخاف مواطننا من هذا الموظف؟ لماذا يقوم بإحناء الرأس أمامه؟
أنا سأجيب على هذا السؤال لأنك بكل تأكيد ستقول أعطني أسم دولة عربية يخاف المواطن من أجهزته الأمنية... لا توجد هذه الدولة .... حيث تعتقد الأجهزة الأمنية في العالم العربي بأن العنف والترهيب مع المواطن يحقق الأهداف المطلوبة بسرعة كبيرة بعكس المعاملة الحسنة والأساليب الإنسانية التي تأخذ وقتاً طويلاً وهي غير مجدية مع الإنسان الشرقي بشكل عام ومع إنساننا بشكل عام ، وتعتقد بأن المواطن في العالم العربي قد تأقلم مع هذه الأساليب ومن الصعب جداً تدريبه وترويضه على المعاملة الحسنة الإنسانية ، والمهم عند هذه الأجهزة أن النتيجة مضمونة "والنصر آت بإذن الله" ، حيث يشعر العنصر الأمني بإهانة كبيرة وكرامته أصبحت في التراب وأنه لا يستحق الرتبة التي يحملها إذا فشل في انتزاع اعتراف من متهم أو بريء ، والضابط الأمني يعرف بأن المواطن لا حول له ولا قوة ولا قانون يحميه لأنهم فوق القانون وقد زرعتهم الأنظمة الديكتاتورية القمعية شياطناً ليعيشوا بيننا نحن العوام.
ربما كان التعذيب في الماضي القريب والبعيد بشكل علني يتم على أشخاص تثبت إدانتهم الكاملة ، أما في الوقت الحالي فيمارس بالشكل السري خوفاً من وسائل الإعلام مع ابتكار وسائل حديثة للتعذيب نذكر منها الدولاب – الخازوق – بساط الريح - نزع الأظافر- كسر العظام – الصعق الكهربائي – الحرق – الضرب – الإهانات ، كل هذه الوسائل يمارسها الإنسان على أخيه الإنسان دون وجود حسيب أو رقيب للحد من هذه الممارسات التي تنعكس سلباً على المواطنين بما لها من آثار نفسية وجسدية واجتماعية خطيرة ، كما تتدخل هذه الأجهزة الأمنية التي يدافع عنها اللواء حازم حمادة في حياة المواطنين من كافة النواحي وتجد نفسها الوصي الشرعي والأب الروحي لهم . وتقوم بتقييد حرية الفكر وكسر الأقلام المعارضة عبر ممارسات بعيدة عن الأخلاق والقيم الإنسانية والتي تنافي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته ( 12 ) التي تنص " لا يجوز تعريض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة وفي شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته ولا لحملات تمس شرفه وسمعته ، ولكل شخص الحق في أن يحميه القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات "
وختام الكلام ... إن الانتقال من مرحلة استخدام الوسائل القمعية والعنفية إلى مرحلة التعامل الإنساني مع المواطن تحتاج فقط إلى مراجعة الذات والإحساس بالمواطن كإنسان من لحم ودم ، فهل يمكن للمواطن في العالم العربي أن يتخيل نفسه في وطن حر بلا أجهزة أمنية قمعية، في وطن لا يكون فيه العنف هواية والاعتقال غاية، الجميع متساوون أمام القانون والقانون يحمي الجميع وفوق الجميع، والبعض يتساءل لماذا الحراك السياسي الشعبي في العالم العربي معدوماً ، ولماذا أحزاب المعارضة لا تملك الجماهير حولها ؟ والجواب اعتقد أنه قد وصل إلى سيادة اللواء إن لم يكن معروفاً سابقاً .
* محي الدين عيسو – كاتب وناشط حقوقي سوري





#محي_الدين_عيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسد يمنح السوريين في الجولان الهوية السورية ..... عقبال عن ...
- إبراهيم صموئيل في فضاءات من ورق ... فضاءات من الإبداع
- المواقع الكردية السورية بين الواقع والطموح
- المنظمات الحقوقية ودورها الريادي في عالمنا الأمني
- آراء في انتخابات الادارة المحلية بسوريا
- لن أتحدث بعد هذا اليوم
- الأكراد وصلاح الدين
- التعذيب في السجون - الوسائل والآثار
- نداء للكشف عن مصيرفهد خليل الجاعد
- دور المنظمات الحقوقية في العالم العربي
- المنظمات الحقوقية السورية والتمويل الخارجي
- إلى متى ملف المجردين من الجنسية
- المنظمات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني الكردي في سوريا
- الجزيرة السورية تكافح الفقر بالإنجاب
- الجزيرة السورية: الشعر أكثر من القمح وأحاديث لم يروها أبو هر ...
- استبداد السلطة في قمع المواطن
- أين الحركة الكردية من الاعتقالات الأخيرة
- ببساطة هذه هي سوريا
- رسالة إلى محمد غانم
- حقوقنا الآن وليس غداً


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محي الدين عيسو - الأجهزة الأمنية ودورها القمعي في عالمنا العربي