أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محي الدين عيسو - الأكراد وصلاح الدين














المزيد.....

الأكراد وصلاح الدين


محي الدين عيسو

الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 09:06
المحور: القضية الكردية
    


التاريخ الكردي منذ الأزل يعج بالكثيرين من الأبطال والذين دافعوا عن ما هو مقدس بالنسبة لنا وبالنسبة لهم وقدموا أرواحهم في سبيل تحقيق الهدف المبتغى، ونالوا بناء على ما قدموه الكثير من الشهرة وبقوا خالدين في وجدان وعقول الناس وبقوا خارج أسوار النقد، فعندما يفتخر أي مواطن كردي بقوميته الكردية ويعتز بماضيه المجيد يردد مقولة نحن أحفاد صلاح الدين الأيوبي، وعندما يود أي كاتب أو مثقف كردي بالرد على خصمه (بالمعنى السياسي) العربي يقول نحن أحفاد صلاح الدين وحينما يبدي أي عربي إعجابه بالقومية الكردية ويمدحها سواء كان مقتنعاً أم غير مقتنع بها يقول أنتم أحفاد صلاح الدين، فهل نحن بحق أحفاد صلاح الدين؟ وهل يفتخر الأكراد حقاً بهذا النسب؟ وأخيراً هل قدم صلاح الدين شياً للقومية الكردية حتى نعتز بأننا أحفاده ؟
في القرن الثاني عشر أسس صلاح الدين الدولة الأيوبية في سوريا .امتدت هذه الدولة إلى شرق وغرب كردستان وخراسان ومصر واليمن، وقد قسم صلاح الدين مملكته على أولاده وأخوته الـ 17 ولم يفكر ولو بتأسيس إمارة كردية صغيرة، وصلاح الدين الذي عاش هم الحضارة الإسلامية كلها ونسي كرديته لم يفكر ولو للحظة واحدة بهم الدولة الكردية وهموم الأكراد المنقسمين في أصقاع الأرض فقد كان كريات دم صلاح الدين كرديا ولكنه حارب بسيف عربي وجيش معظمه من الأكراد ولكن برؤية إسلامية فهل رفع صلاح الدين الراية الكردية في حروبه ؟؟هل كان يقول أنا كردي؟؟ هل دعى إلى تأسيس دولة كردية حتى يعتز الكردي بأنه حفيد لشخص ربما لم يتكلم الكردية أبداً ؟بالنسبة لنا فنحن الكرد لا ننظر إليه بالمعنى الشوفيني، فنحن بالتأكيد نعتبر صلاح الدين شخصية تاريخية كردية مهمة، ووجودها يؤكد للصديق قبل العدو بأن شعبا يسمى الشعب الكردي يعيش في كردستان، وليس كما يدعي الشوفينيون العرب بكون الكرد ضيوفاً ولكن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه صلاح الدين هو أنه لم يؤسس دولة كردية كما فعلها مصطفى كمال أتاتورك للأتراك في نهاية انهيار الإمبراطورية العثمانية وتأسيس جمهورية تركيا، وهذا هو النقد الجوهري بالنسبة لنا لصلاح الدين الأيوبي ولمقولة بأننا أحفاده.
صلاح الدين الذي حرر القدس سنة (1188 ) على رأس جيش إسلامي وطرد الصليبيين منها ماذا قدم للقومية الكردية حتى نفتخر بأننا أحفاده، كما أن هذه المقولة توقف التاريخ الكردي لحظة ولادة صلاح الدين الأيوبي وكأن تاريخ الأكراد يبدأ منذ ذاك الوقت ولم يسبقه أحد من تحقيق الانجازات فنحن أحفاد أول إنسان كردي ولد على المعمورة ونطق أول حرف كردي ودافع عن قوميته الكردية بلسانه قبل سيفه، فالتاريخ الكردي لم يبدأ بولادة صلاح الدين الذي أنطلق من جنوب كردستان وأفرغها من القادة العسكريين والسياسيين والذي انعكس سلباً عليها فيما بعد كما أن هذه المقولة تأتي لتعبر عن الضعف الكردي والتشتت الكردي ومحاولة إبراز الذات وكسب ود وعطف وحنان الآخر الذي يكيل الاتهامات لكل من يحاول جاهدا تحقيق الحلم الكردي .
إن مقولة أحفاد صلاح الدين تأتي في سياق ما قدمه صلاح الدين للدين الإسلامي وما قدمه للأخوة العرب من انجازات ولكن هذه المقولة تفقد مصداقيتها عندما نعلم بأن جميع الأكراد ليسوا مسلمين فهناك أكراد مسيحيين وأكراد يزيديين اعتنقوا الديانة الزردشتية عندما كان لها الذيوع في فارس وغيرهم الكثير الذين لم يعتنقوا الدين الإسلامي فهؤلاء لم ولن يكونوا أحفاد صلاح الدين لأنه ببساطة لم يقدم لهم شيئاً لا لدينهم ولا لدنياهم .
نحن لسنا أحفاد صلاح الدين بل صلاح الدين أحد أبناء الأمة الكردية التي أنجبنه وهي قادرة على أنجاب المئات من أمثاله لكن بعقلية أخرى، بعقلية التفكير بمصير أبناء جلدته الذين ينقسمون على دول تتقاسم كردستان بحدودها البرية والبحرية وخيراتها وجبالها وثرواتها وليس بعقلية صلاح الدين الذي جاء في ظل دولة عباسية ميتة، فأضاف إلى دول الخلافة دولة جديدة، وجثة جديدة إلى الجثث الموجودة، وورث الملك لأولاده وإخوته، كما يفعل حكام العالم العربي اليوم بتوريث الملك لأولاد يحكمون بالنسب أكثر من المهارة السياسية كما يعبر عن ذلك الكاتب خالص جلبي
صلاح الدين الذي حارب تحت راية الإسلام وحقق لها الكثير بكريات دم كردية لم يحقق شيئاً لكرديته لم يفكر ولو للحظة واحدة بأن أبناء جلدته سيتجاوزون الأربعين مليوناً في بدايات القرن الواحد والعشرين دون أن يملكوا شبراً واحداً من أراضيهم التاريخية وأن دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وديار بكر ومهاباد والقامشلي وغيرها ستكون للغير وبأن راية العقلية الإسلاموية ستكون المأساة الكردية من خلال آلاف المجازر والمقابر الجماعية في كل من العراق تركيا وإيران الإسلامية
أعود واكرر بأنه ليس من باب الشوفينية والرؤية من الزاوية القومية الضيقة طرح هذا الموضوع عن صلاح الدين وأن الأكراد في الوقت الحالي لا يطالبون بدولة مستقلة على أراضيهم التاريخية فقط لأن الظروف الدولية غير مهيئة لذلك ففي سوريا الأكراد يطالبون بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي والاعتراف الدستوري بوجودهم كثاني أكبر قومية في البلاد في إطار وحدة البلاد وفي تركيا يسعون إلى الاعتراف بهم كشعب يقيمون على أراضيهم التاريخية كما أخوانهم في سوريا وفي العراق الفيدرالية هي غايتهم على الرغم من قدرتهم على الانفصال وفي إيران يطالبون بحقوقهم السياسية والثقافية في إطار الوحدة الإيرانية وهذا يعني بأن الأكراد في جميع الدول التي تتقاسم كردستان لا يسعون إلى الانفصال لا بل يسعون إلى العيش المشترك مع أخوتهم وجيرانهم التاريخيين ولكن صلاح الدين لم يقدم لهم شيئاً عبر تاريخه الحافل بالانجازات والانتصارات .
وأخيراً وليس للمقارنة سؤال برسم المثقفين الأكراد وبرسم من يقول نحن أحفاد صلاح الدين هل سيفتخر الأكراد بعد ألف عام من الآن ويقولون نحن أحفاد محمد سعيد رمضان البوطي ؟! الذي قدم للإسلام الكثير عبر قلمه وفكره لكنه وضع قوميته تحت قدميه ؟ سؤال برسم الإجابة



#محي_الدين_عيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب في السجون - الوسائل والآثار
- نداء للكشف عن مصيرفهد خليل الجاعد
- دور المنظمات الحقوقية في العالم العربي
- المنظمات الحقوقية السورية والتمويل الخارجي
- إلى متى ملف المجردين من الجنسية
- المنظمات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني الكردي في سوريا
- الجزيرة السورية تكافح الفقر بالإنجاب
- الجزيرة السورية: الشعر أكثر من القمح وأحاديث لم يروها أبو هر ...
- استبداد السلطة في قمع المواطن
- أين الحركة الكردية من الاعتقالات الأخيرة
- ببساطة هذه هي سوريا
- رسالة إلى محمد غانم
- حقوقنا الآن وليس غداً
- مآسي التعليم المفتوح في سوريا
- رجال أمن أم رجال قمع
- حول إعلان دمشق
- تساؤلات مواطن غبي قبل انعقاد المؤتمر العاشرلحزب البعث العربي ...
- في البدء كانت الرصاصة .....رسالة إلى القامشلي الجريحة
- يا للعار لهكذا اعتصام
- سدنة هياكل الوهم ......... طريق الشعب نموذجاً


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محي الدين عيسو - الأكراد وصلاح الدين