صلاح عليوة
الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 09:51
المحور:
الادب والفن
و ماذا سأذكرُ منهم
صحابي القدامى
و قد كبرتْ بيننا مدنٌ من بعاد
و غادر موجٌ
بأبناء بحارةٍ
عن قرى في الضفافِ
و حط الخريف العجوزُ
على رجفةٍ في الفروعْ
و ماذا سأذكر منهم
سوى لحظةٍ
ربما
أو أقل
و غير ارتعاد الضياء الوجيز
قبيلَ انطفاء الشموع
و ماذا سأذكر منهم ؟
تلكؤهم في طريق الوداع
تلعثمهم
حينما اعترفوا بهشاشتهم
تحت صخر القناع
تجلدهم
فوق سلمِ أيامهم
حين يذوي الضياءُ الجهير
و تصحو ارتجافتهم في الضلوع
و ماذا سأذكر منهم
سوى ما أضعتُ على طرقِ المجد
حتى أعودَ لألفتهم
نادماً
تحت نفس القلوع
و أعبر في ليلهم كالغريب
لأرثي الذي أودعوه على معصمي
من وصايا
و ما سفحوه على جعبتي من دموع
و ماذا سأذكر منهم
سوى أنهم سافروا
سافروا في الهواء القديم
حيارى
يصاحبهم قمرٌ في الليالي
و تبهت أصداءُ آمالهم
في نسيمِ النجوع
و ماذا سأذكر منهم
سوى أنهم يرجعون
بكامل أحزانهم
نحو قلبي
يعيدون ما كرروه على خاطري
ليلةً بعد أخرى
و ينسون أني
أرممُ أقوالهم في خيالي
لأبقى
و أني أسامرهم
بعدما ذهبوا
و مضت خلفهم
طرقات الرجوع
#صلاح_عليوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟