صلاح عليوة
الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 08:59
المحور:
الادب والفن
إنني قد تركتُ جراحا ورائي
تركتُ عيونا يبللها الدمعُ
حقلاً من الفلِ
أفدنةً من غلالٍ
تحممها الشمسُ
بين أكفِ النسيمِ العليلْ
و جئتُ لأبوابكم
لائذاً من هديرِ السيولِ
و من بطشةِ البحر و البرِ
و الريحِ مسكونة بالعويل
أنا جئتُ من شرقِ ممفيسَ
عطرتُ آونةََ الشدوِ
سيّرتُ جيشا إليكم
من الليلكِ الجبلي
و من أغنياتِ بناتٍ تدربنَ شهرا
على دقةٍ بالطبول
و قلت : افتحوا لغريبٍ تهاوتْ أناشيدهُ
في رمادِ الطلولْ
أنا قد تركتُ الليالي ورائي
معطرةً بأغانٍ
عن الوجدِ و الياسمين
و أنغام حبٍ
تخزّن وجهَ المسرات
في طيها
و تؤجلُ خطوَ الفصولْ
و خلّفت في مدنِ الأهلِ نهرا
و في البيد خيلاً مطّهمةً
تتصاهلُ مسرورةً في السهولْ
و جئتُ إليكم
فلا تجعلوني
قرينَ الأسى
و انتظارٍ يطولْ
و لا تهجروني
على الباب مثل الغريبِ
أفيضوا بآيات ترحابكم
و امنحوا شفتيّ الكلام
الذي أرتجي أن أقولْ
تعبتُ
على رملِ تلك البوادي
أقلّبُ عينيّ
في النجمِ
و البدرِ
و الشمسِ
كلٌ يطلُ قليلاً
و يهوي لقبرِ الأفولْ
فمدوا حبالَ الخلودِ
بأوتادِ صوتي
و قولوا: استرحْ
فالبقاءُ قليلٌ قليلٌ هنا
و الرحيلُ طويلْ
#صلاح_عليوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟