أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - حقوق السوريين في خوف أقل














المزيد.....

حقوق السوريين في خوف أقل


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2182 - 2008 / 2 / 5 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    


كان شاباً في الرابعة والثلاثين من عمره تم تغييرُ الدستور في دقائق معدودة ليناسب عمرَه العرشي، فتدخل اللغةَ العربيةَ كلمةٌ جديدةٌ هي قَصْري ( نسبة إلى سيّد القصر ) لكنها مشتقة من قاصر وفقاً للدستور قبل تعديله.
كان السباق على أشدّه، فــ( أعمامُه)، أي رجال الوالد الراحل، رحمه الله، يريدون الاحتفاظَ بالوصاية. وجنرالات الاستخبارات يملكون ورقة التخويف من غضب وتمرد الشعب، لذلك فكعكتهم في الوصاية أكبر من كعكة الأعمام.
والشعب الطيب الذي كان كلُّ بيتٍ فيه مشروع انقلاب، يقوم بكتابة وثيقة تمليك من زعيم راحل إلى زعيم قادم دون المرور على ربيع دمشق.
تكبر صُوَر الرئيس الشاب في الميادين والشوارع وعلى نوافذ السيارات وفوق رأس كل صاحب محل، فتكبر رهبة السلطةُ في عيون أبناء الشعب.
المعادلة الطبيعيةُ في العلاقة بين الحاكم والمحكوم يتحدد لها وقتٌ معيّن، فإما أن يصنع الشعبُ الزعيمَ، أو يتولى الزعيمُ اعادةَ صناعةِ الشعب.
إما أنْ يقنع الشعبُ قائدَه أنه يعمل في خدمتهم، أو يقتنع أبناءُ البلدِ بأنهم في خدمة السيد.
وظهرت النتيجة في أقبية السجون والمعتقلات، وأقنعت أجهزةُ الاستخبارات السورية طبيبَ العيون الشاب أنَّ السوريين أخطر عليه من قوات الاحتلال في الجولان، وأن السلطة المُطلقة لزائر الفجر هي لحماية النظام، وأنَّ مجلس الشعب الذي وافق بالاجماع على نضوج فخامة ابن الرئيس ليصبح الرئيس الابن لم يوافق بالاجماع أيضا(!!) على أن الشعب السوري ناضح ويستحق الكرامة والحرية والاستقلال.
السلطة في سوريا أصبحت موزعة بالتساوي بين الحرس القديم والرئيس الشاب وأسرة الرئيس وأجهزة الاستخبارات، وكل طرف يدّعي أنه صاحب الحق الأوحد في امتلاك رقبة الشعب السوري.
لا مانع من تقسيم أحلام القادة المغتربين، فأن يعود عبد الحليم خدام أو رفعت الأسد أو يهرب فاروق الشرع ثم يحلم بالعودة زعيما فلن يغير من الأمر شيئا، بل قد يَمُدّ في عمر النظام لأنَّ أحلامَ الذين لا يخاطبون كرامةَ شعوبهم لا تختلف عن أحلام من يدوسون بأحذيتهم عليها، ومن اشترك في السلطة ثم غادر القصرَ وأراد العودةَ إليه مُحَرّراً يساهم في الواقع في اطالة عُمْر النظام.
الرهان هنا على غضب الشعب السوري، فالرئيس الشاب والرؤساء الفرعيون لممتلكات وأصول شركة سوريا لصناعة الاستبداد، وأجهزة الاستخبارات يؤكدون أن السوريين غير قادرين على الغضب، فقبضة السيد تُلَوّح من شرفة قصره ليتحول من ربيع دمشق إلى خريفها، ووسائل التعذيب أكثر ديجيتالية من قبل، ومن كان قادرا على تصفح موقع للمعارضة السورية على النت في مقهى بقلب عاصمة الأمويين فليتبوأ مقعده لدى ضابط أقرب أو أبعد مخفر شرطة تمهيدا لاضافة صفحة جديدة في فصل البحث عن المفقودين في تاريخ سورية الحبيبة.
الاختفاء القسري لغة لا تنتهي مفرداتها فهي ليست في كتب النحو والصرف والقواميس، إنما هي تخرج من أي فرع من فروع أجهزة الأمن، ليلا أو نهارا، فتصطدم بالمواطن الطيب الباحث عن مكان لبلده تحت الشمس فيتم نقله فورا إلى ما وراء الشمس.
المواطن عبد المجيد مجبور يتم اعتقاله من أمام محله في مدينة اللاذقية. لعله لم يعترف بأي تهمة وجهها إليه ضابط الأمن، وبعد أيام يتم اعتقال والده عبد القادر مجبور وهو من مواليد 1950.
المواطن عبد اللطيف بن سمير البحر من مواليد 1984 ولم يكن قد بلغ عامه الثاني والعشرين عندما اعتقلته أجهزة الأمن دون دون توجيه تهمة إليه!
فالمواطن المسكين الذي ظن أن حياته المليئة بالبؤس والمرض وآلام العظام والعجز في الأجزاء السفلى قد تنتهي إلى شفاء في يوم ما، لكن سلطات الأمن قد تحاول اقناعه أن أقبية سجونها هي العلاج الطبيعي. يبحث عنه أهله، وبكل الأدب والاحترام والابتسامة المخابراتية الشهيرة تأتي الجملة الأكثر شهرة: لا نعرف أين هو، ولكننا سنبذل الجهد للعثور عليه!
إنها الجملة التوأم لما يقوله زائر الفجر: نحتاج إليك في زيارة قصيرة لمخفر الأمن وستعود بإذن الله بعد ساعتين!
مع ملاحظة أن (بإذن الله) هنا ليست دينية لكنها استخباراتية، ويمكن أيضا استخدامها في أي موقف، حتى تاجر المخدرات يقول بأن البضاعة ستصل بإذن الله!
الاعتقال التعسفي هو الدرس الأول الذي يتلقاه المواطن ليتقوص ظهره قبل أن يلهبه السوط، لكنه الدرس الأخير الذي لا تتعلمه السلطة عندما يقوم مواطن بتكسير صورة السيد الرئيس في أحد الميادين الكبرى في ربيع دمشق الذي لم يأت بعد، وتنشر افتتاحيات الصحف خبر تحرير الوطن، ونَصّ البيان رقم واحد.
اللبنانيون يفشلون في اختيارهم الرئيس، والسوريون ينجحون في اختيار الرئيس إياهم.
مواد الدستور السوري كلها تُحَرّم وتمنع امتهان كرامة المواطن لكنها مثل قرارات الأمم المتحدة بالنسبة لاسرائيل.. لا أسمع .. لا أرى!
مطالب السوريين متواضعة إلى درجة الملهاة الكوميدية، فهم لا يطلبون أكثر من خوف أقل، وأجهزة الاستخبارات لا تطلب منهم أقل من خوف أكثر.
أما نحن فنطالب بتحرير الشعب والرئيس والمواطن والعقل والقلب، أعني قلب العروبة النابض. تبّاً للصمت فهو الاحتلال الثاني للوطن السجن.
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلوفي 05 يناير 2008
http://taeralshmal.jeeran.com
[email protected]
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراحيض في خيمة العقيد
- هل هناك خطوط حمراء في الحوار المتمدن؟
- أقرأ عليكم رسالة لم أتسلمها!
- الخروف والزعيم والهلال
- عشرون خطوة لتحرير مصر من أسرة مبارك
- جدار الصمت أقوى من حاجز الصوت
- الجنرال يعتقل تونس، فمتى يغضب التونسيون؟
- حوار بين وافد و ... كفيل
- ماذا لو حقن العقيدُ الشعبَ الليبي بالإيدز؟
- حياتي في الجنة .. أمنيات وتساؤلات
- مرارة التَدَيّن وعالَم الكراهية
- تقسيم العراق مفاجأة للحمقى فقط
- لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟
- مات .. يموت .. سيموت الرئيس! قراءة في حلم لم يتحقق
- أصل الحكاية ما تضحكش
- الشيطانان
- المطاوعة .. الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء
- لماذا لا يكترث حكام الخليج لخطر التواجد الآسيوي؟
- حوار بين منقبتين في أحد الأسواق الشعبية


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - حقوق السوريين في خوف أقل