أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبد المجيد - تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء














المزيد.....

تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1993 - 2007 / 7 / 31 - 11:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


لماذا تكون معاركُنا العربية بين السلطة وأفراد خارجين عن عصا الطاعة أو بين جماعات متناحرة أو بين قوى حزبية وسياسية ودينية هي في أكبر قدر ممكن من استغباء واستحمار المواطن؟
تقع الجريمةُ فينقسم الناس إلى مؤيد ومعارض وفقا لعدد مرات مشاهدته التلفزيون وبرامج الحوارات والخبر الأول المفبرك استوديويا والموجه أصلا لدغدغة مشاعر الجماهير.
الجماهير هي التي وصفها عبقري عصر النهضة قاسم أمين بأنها ( مُعينة الظلم وداعمة الطغيان ).
لذلك تبدأ المعركة من الشاشة الصغيرة فالانسان حيوان تلفزيوني، يتابع الأخبار، وقد يقرأ، ويسمع آلاف الحكايات ثم يأتي عباقرة التزييف ليعيدوا تشكيل هذا العقل الذي يضع نفسه بين أيديهم فيفعلون به مثلما تفعل القروية في عجين الخبز قبل أن تلقي به فوق النار.
المفترض أن الشعب الفلسطيني بحكم خبرته وتجاربه ومرارة صداماته وقوة وعّيه السياسي قادر على التصدي لأي عملية استغباء تقوم بها جهة وطنية أو حزبية أو قيادة تحت أي مسمى أو أيديولوجيا.
لكن الذي يحدث للأسف الشديد هو العكس تماما، وكلما مرت سنوات التجارب التي تجعل من أكثر الفلسطينيين جهلا وأمية وتخلفا خبراءَ في التحليل السياسي واستشراف الخطر ومعرفة الفارق بين الحق والباطل، فإن الذي يحدث هو مخالف للتوقعات، فأهلنا في فلسطين يسقطون في أي فخ يتم نصبه لهم، وينحازون بنفس سرعة سماع الخبر إلى أحد الأطراف قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
تختلط لديهم المفردات والكلمات والمعاني فلا يدري المرءُ الفروقات بين العميل والوطني والمجاهد والمناضل والمتعاون والسلبي.
تخرج الجماهير لتأييد حماس في الانتخابات ويظن المتابع أنه قرار وطني وعقلاني، فإذا بجماهير غزة بعد الانقلاب تتحمس لحماس، وجماهير الضفة تؤيد فتح. ولكن ماذا لو أن أبا مازن هو الذي قام بالانقلاب في غزة وتسللت حماس لتضرب ضربتها في الضفة الغربية؟
أغلب الظن أن نفس الحمساويين في غزة سيصفقون لحِكْمَة فتح وشرعية الرئيس محمود عباس، أما الفتحاويون الذي يَرَوّن المشهدَ العسكري والمهيمن على الضفة من حماس فسيرقصون طربا في الشوارع لانتصار رئيس الوزراء المنتخب جماهيريا.
إن الخوف هو الذي يحرك الجماهير، والمواطن المسكين لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة أمام حامل سلاح يطلق رصاصات عمياء في الهواء لكنه يبخل على القوات الاسرائيلية بها إن توغلت واختطفت من تشاء في أي بيت تشير إليه مخابراتهم العسكرية.
إسرائيل تقدم رشوة لحكومة محمود عباس، وتتسابق واشنطون وتل أبيب لاحتضانها، أما حماس فتظن أنها تستطيع أن توفر لشعب غزة الطعام والشراب من الشعارات والمفردات النضالية ورفض الحوار.
الحمساويون صنعوا معسكرا ليتم ضربهم ضربة واحدة بعدما تتحول غزة إلى ثكنة عسكرية، وشعب لا يجد قوت يومه، وشعارات دينية لا تفهمها بطون خاوية لأطفال في كل مكان.
والفتحاويون يعيشون الغرور بكل مقاييسه، فهم الشرعية الحاكمة، وهم قيادة النضال، ولكنهم أيضا رؤوس الفساد، وأكثر المتعاونين مع عدوهم خرجوا من هذا الفصيل، ولصوص الشعب وأثرياء النضال المزيف ليسوا بعيدين عن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كل المتصارعين في فلسطين مجرمون بصورة أو بأخرى، وكما قلت سابقا بأن على الفلسطينيين أن يتعلموا ألف باء السياسة بعد ستين عاما من إنشاء الكيان الصهيوني العنصري فوق أرضهم الطاهرة.
الشعوب المستعبَدة تحت أنظمة ديكتاتورية تستجيب لأوامر السلطة كما تستجيب الماشية لعصا راعيها، أما الفسطينيون الذين يعيش أكثر من ثلثيهم أحرار في المهجر وفي المنافي ومعسكرات اللجوء أو يعملون في دول عربية وأوروبية بعيدا عن قبضة قيادات ميليشياتهم يقعون في نفس فخ السلطات المستبدة للشعوب المَسَيّرة من رقابها.
هكذا اصطدم الفلسطينيون في لبنان، وأقاموا المتاريس، وانحازوا لجانب دون آخر وهم ضيوف، فدفعوا ثمنا غاليا، وارتكبت قوى الشر مذابح في مخيماتهم راح ضحيتها الأبرياء.
والفلسطينيون في الكويت إبان الغزو العراقي الآثم انحاز أكثرهم إلى قوى البغي والاحتلال ضد مضيفيهم، وخرجت المظاهرات في كل الأراضي الفلسطينية واللبنانية ترفع صور صدام حسين، وتمنح للكيان الصهيوني صَكّاً بالبراءة، فالاحتلال العربي لبلد عربي مسموح به في أدبيات النضال الجماهيري الأحمق.
لقد توقفت الانتفاضة، ودفعت فلسطينُ ثمنَ كل الصراعات العربية والمحلية والدولية، وحَرَمَتْ اسرائيل عشرة آلاف أسرة من أبنائهم وهم يقبعون في سجون الاحتلال وقد يمتد الحرمان من الأهل والحرية عشرين عاما أو يزيد.
الشرق الأوسط الجديد الذي خطط له البيت الأبيض يمزق العالم العربي قطعة .. قطعة، ويحافظ على الحكام المستبدين من أي انقلاب على الشرعية ولو كانت فاسدة حتى النخاع، والاستقرار مرهون بموافقة تل أبيب وواشنطون.
التعاطف مع أي طرف فلسطيني ضد الآخر هو الفخ الذي نصبه أعداء الشعب، والانحياز لفصيل حماقة.
كل من يشترك في الصراعات الداخلية قاتل وعدو لشعبه ولو كان يحمل تفويضا سماويا بأن الله تعالي منحاز إلى فئة دون أخرى في فلسطين المحتلة.
ما يحيرني هذا الكم الهائل من الكتابات والخطب والتحليلات والتفسيرات والنصائح الفلسطينية كأن كل فلسطيني تحول إلى مدرسة مستقلة لتعليم الآخرين مباديء الحق والنضال ووحدة فصائل المقاومة!
عندما كانوا جميعا يؤدون مناسك العمرة، ويطوفون حول الكعبة المشرفة، ويُقْسِمون أمام العلي القدير أنهم سيلتحمون مع شعبهم، وسيتقون الله في وطنهم، كانت الطبخة قد تم تجهيزها، فكل القيادات قتلة حتى لو طافوا حول الكعبة الشريفة سبعين مرة.




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يكترث حكام الخليج لخطر التواجد الآسيوي؟
- حوار بين منقبتين في أحد الأسواق الشعبية
- هل تَحَوّل الأفارقة كلهم إلى محتالين؟
- استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره
- الكتاب الأخضر في القارة السمراء .. أوهام العقيد
- ليلة القبض على سوريا
- لماذا لا يؤمن المصريون بأن مصر بلدهم؟
- ارفعوا أيديكم عن المغرب
- رسالة عتاب من إبليس إلى المسلمين
- السجونُ الأردنيةُ تخرج لسانها للسجون العربية
- العراق يحترق بنار الطائفية والكراهية و .. قوات الاحتلال
- التونسيون يتنفسون بأمر الرئيس
- محاولات لتخريب الشخصية المصرية
- لماذا أحلم بحبل المشنقة حول عنقك؟
- مدونة تجديد الدعوة للعصيان المدني في مصر
- المسلمون خصوم المسلمين، فكيف لنا أن نتحاور؟
- يا ولاد ستين ألف كلب
- الفلسطينيون يحققون أهداف اسرائيل
- القول السديد في بلاهة العقيد
- لماذا يخاف السوريون من السوريين؟


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبد المجيد - تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء