أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عصام شكري - حول الديمقراطية والانتخابات الرئاسية الأمريكية















المزيد.....

حول الديمقراطية والانتخابات الرئاسية الأمريكية


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 11:49
المحور: مقابلات و حوارات
    


لقاء تلفزيون سيكولار مع عصام شكــــري*
---------------------------------
خيال ابراهيم : الديمقراطية كلمة تتردد في كل مكان في العالم. وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي قبل حوالي 17 سنة قالوا ان الديمقراطية انتصرت على التوتاليتارية او الانظمة الشمولية ورقص الناس في الشوارع بعد سقوط جدار برلين واحتفل الاعلام الغربي بانهيار الاتحاد السوفييتي. ولكن منصور حكمت كان له رأي اخر حول الديمقراطية وقد نقدها في اوائل بروز النظام العالمي الجديد. كيف تعلق على الديمقراطية كما تراها اليوم بعد افول النظام العالمي الجديد وانتهاء تلك الزوبعة وركودها. انا لا اتحدث تحديدا عن العراق ولكن صورة العالم بشكل عام.

عصام شكــــري: الديمقراطية كانت الشعار الاساسي في مرحلة ما بعد سقوط جدار برلين و المعسكر الشرقي والاتحاد السوفييتي. استعملت الديمقراطية من قبل الصحافة الغربية وساسة الغرب والمطبلين لساسة الغرب من قنوات السي ان ان والبي البي سي وبقية الاعلام الغربي على اساس ان الديمقراطية انتصرت على الشيوعية. بهذا المعنى شكلت الديمقراطية اعلان انتصار اليمين العالمي واشهار لهذا الاعلان. ان كلمة الديمقراطية استعملت هنا بمعنى ايديولوجي ؛ انتصار اليمين، انتصار الغرب، انتصار الرأسمالية على العامل، هزيمة العامل، هزيمة الانسان، هزيمة حقوق النساء، هزيمة المساواة في المجتمع. بهذا المعنى طبل الغرب ورقص الناس حول جدار برلين واخذوا يجمعون الحجارة منه وكان فجر جديد قد شرق على البشرية. ولكن هذه الدعاية وهذا الزيف وهذا التضخيم والتطبيل الاعلامي سرعان ما انكشف. اؤكد على ان الديمقراطية بهذا السياق كانت تبغي الاطاحة بحلم الانسان. حلم الانسان بالمساواة ، بحياة افضل ، بتحرره ، برخاءه، وبعيشه في مجتمع لا يضطهده. بهذا المعنى كانت الديمقراطية تصرخ: سقطت الشيوعية!. ولكن كما قلتِ في سؤالك فان منصور حكمت والحركة الشيوعية رفعت رأسها في تلك الفترة وقال ما سقط لم يكن الشيوعية. ما سقط هو شئ اخر: انه رأسمالية الدولة. انا لا ارى ان الانظمة الشمولية التي يتم انتقادها، في حقيقة الامر، قد غيرت من طبيعة تعاملها مع البشر. لو اخذنا الانظمة في امريكا الجنوبية او الانظمة العربية مثلا. صحيح انهم قد لبسوا الملابس المدنية و صاروا يلوكون كلمة الديمقراطية بشكل مكرر في الاعلام والخطابات، وصحيح انهم شكلوا مجموعات من الهيئات بشكل مختلف عما سبق و اسموها هيئات برلمانية (بدلا من عسكرية). ولكن ما لذي تغير في اوضاع البشر؟! هذا هو السؤال المحوري. انه سؤال اساسي. يجب ان نسأل عن حريات الناس. يجب ان نسأل عن مساواة الناس.، رفاه وامان وسلام الناس. هل تحققت هذه الاهداف بعد سيطرة الغرب؟ بعد هذه الزوبعة الضخمة التي احاطوها بهالة وسموها ديمقراطية و انتصار الديمقراطية على الشمولية. انا اتحدث الان عن الديمقراطية بهذا المغزى الايديولوجي الذي اعقب سقوط جدار برلين. ولا اتحدث عن الديمقراطية الان بالمعنى الواقعي: أي كهيئة حاكمة او ترتيب او صيغة لهيئة حاكمة من اجل سيادة طبقة معينة على طبقة اخرى. وهي اليوم الطبقة البرجوازية. ولكني اتحدث عن مدلول كلمة الديمقراطية اثر سقوط الاتحاد السوفييتي او سقوط منهج رأسمالية الدولة. حتى الاحزاب التي كانت تدعي الشيوعية مثل الاحزاب العربية التي كانت تدور في الفلك السوفييتي، فقد لفلفت اعلامها ووضعتها في الصناديق ورفعت بدلا منها الاعلام البيضاء. قالوا نحن ديمقراطيين. ركبوا الموجة وتبرأوا من الشيوعية. ولكن، ماذا تحقق اليوم؟

حسنا انتصرت الديمقراطية على الشمولية ولكن ماهي صورة العالم اليوم؟؟ اذا لم اجب على السؤال بنفسي فان الانسان في الشارع يجيب عليه. اسألي أي امراة. اسألي أي عامل في العراق وقولي له ما هي صورة هذا العالم بعد 17 سنة من اعلان امريكا انتصار الديمقراطية وانتهاء التوتاليتارية او الانظمة الشمولية.؟ لن يقول لك غير سيادة: الجوع ، الدم، الفوضى، انعدام الامان، الخوف، التمييز انعدام الحقوق، انعدام المساواة، تحقير البشر واسترخاص حياتهم. كل المنجزات الانسانية دمرت على ايدي القوى الديمقراطية و ايدي الغرب التي حاولت ولازالت تحطيم حلم الانسان بعالم افضل. ولكن يجدر القول ان تلك الملاحظات تتوقف عند حدود بدء افول النظام العالمي الجديد الذي نشهد فصوله اليوم. برأيي اننا الان على اعتاب حقبة جديدة. هذه الحقبة تمتاز بصعود اليسار. هذه الحقبة الجديدة التي اعقبت افول النظام العالمي الجديد وفشل هذا المشروع الرجعي لليمين العالمي ممثلا (برأس حربته) الولايات المتحدة الامريكية التي تزعمت هذه الاحتفالات المزيفة على وسائل الاعلام. نرى اليوم واقعا جديدا: صعود اليسار: احياء حلم الانسان وحلم العامل وحلم النساء بالمساواة. لقد وضعت تلك المطالب من جديد على الطاولة وتضع البشرية الحية تلك المطالب في اولويات اجندتها من جديد.

خيال ابراهيم: ما هو برأيك المعنى التاريخي للديمقراطية ومدى تاثيرها الاجتماعي. لقد ذكرت بان الحلم قد رجع للناس. ولكن التأثير الاجتماعي بشكل عام. كيف تفهم تلك التأثيرات بالمفهوم الماركسي. بكلمات اخرى كيف تنظر انت كماركسي وشيوعي عمالي الى الديمقراطية؟ طبعا الشيوعيون العماليون ينظرون الى الظواهر الاجتماعية بمنظور طبقي.؟

عصام شكـــري: لقد سبق ان قلت بان الديمقراطية قد استعملت بمعنى انتصار الرأسمالية ، انتصار الرأسمال على العامل؛ انتصار اليمين على اليسار، او هكذا قيل او صور للبشر في ذلك الوقت. ولكن الديمقراطية في الاساس مفهوم طبقي. انها شكل لتنظيم ادارة طبقة معينة للمجتمع، اي الطبقة البرجوازية التي استعملت الديمقراطية لادارة المجتمع من اجل اخضاع طبقات اخرى داخل هذا المجتمع. بهذا المعنى، فان الديمقراطية هي هيئة حاكمة تتبادل فيما بينها الانتخابات او يعاد انتخابها كل فترة حتى دون اشتراط وجود معيار ما يسمى الحرية في الانتخابات. لاضرب مثلا الانتخابات في السعودية. فاذا ما جرت تلك الانتخابات في مجلس الشورى وبقواعد معينة فهي انتخابات ديمقراطية بالرغم من ان مجلس الشورى لايظم امرأة واحدة ولا يشرع تشريع واحد تقدمي او مساواتي او تحرري بل يعمق الرجعية والاظطهاد الجنسي ضد النساء وضد التحرريين.

خيال ابراهيم: تقولون ان الديمقراطية عمياء. كيف تفسر هذه المقولة وتشرحها. عمياء تجاه ماذا؟ وهل بالامكان اعطاء امثلة محددة وملموسة؟

عصام شكــري: انا في البداية اقول كماركسيين وكشيوعيين عماليين لا تشكل الديمقراطية مقولة اساسية لنا. ولكن الحرية والمساواة هي المقولات الاساسية في ادبياتنا وفي الواقع ايضا. ان الديمقراطية عمياء تجاه البنية الاجتماعية والنظام الاقتصادي للمجتمع. وبتعبير اخر: فان الديمقراطية عمياء تجاه الظلم الرأسمالي للعامل. لايهم الديمقراطية تحديدا ان تقضي على النظام الرأسمالي او ان تقضي على جذر الظلم في المجتمع المعاصر اي المجتمع القائم على استغلال الطبقة البرجوازية للطبقة العاملة، الاقلية المعدودة للاغلبية الساحقة. ولكن الديمقراطية معنية جدا باحداث تغييرات شكلية او تغييرات حقوقية. مثل اخر: ترتكب في مدينة البصرة اعمالا وحشية واجرامية تقترفها قوى الاسلام السياسي المجرمة ضد النساء. قتل تقريبا 50 امراة في البصرة او بالاحرى ذبحن على ايدي العصابات الاسلامية من كل لون وطيف وخصوصا عصابات مقتدى الصدر التي تسمى جيش المهدي. منذ بدء العام 2008 ذبحت 8 الى 10 نساء. ولكن ماذا يقول البرلمان الديمقراطي للقوى الحاكمة؟ ماذا تقول العملية الديمقراطية في العراق حول هذا الامر؟ تقول: يجب ان ندخل بعض النساء بالحجاب (والعباءات) لنعمل منهم شرطيات داخل قوة شرطة البصرة!!. هكذا ! فجأة اصبح الكل يتحدث بحماس حول ادخال النساء للعمل في سلك الشرطة. اصبح هذا الامر هو المحور والجوهر!!. بنظر الديمقراطية فان هكذا مطلب سخيف وتافه مطلب جدير وصحيح. ولكن سؤالي هو هل يوجد شخص واحد من هؤلاء الديمقراطيين انتقد الاسلام السياسي نفسه؟ انتقد الاسلام كحركة سياسية رجعية؟. هذه الحركة التي تحقر المرأة وتجعلها عرضة للانتهاك من قبل الرجولية وتصورها على انها عار؟. هل هناك شخص واحد دافع عن حرية النساء ومساواتهن الكاملة بالرجل او دافع عن النضال ضد حركة الاسلام السياسي وبترها من المجتمع وارجاعها الى الكهوف للحفاظ على مدينة المجتمع؟. هل هناك غير الشيوعيين والاشتراكيين لا ارى هكذا نقد. بامكاننا ان نرى ان الديمقراطية بهذا المعنى عمياء تجاه حرية النساء ومساواتهن الكاملة بالرجل. نفس الديمقراطية تطبق في ايران. البرلمان الايراني برلمان ديمقراطي. ولكن انظري : انهم يدفنون المرأة لحد رقبتها بالرمال ويرجموها بحجارة، نفس العملية الديمقراطية تحدد حجمها (حجم الحجر يحدد بالا يكون كبيرا فتموت بسرعة ولا صغير فلا يؤذيها !!). ان حجم الحجارة التي ترمى على رأس المرأة ورقبتها يحددها البرلمان - الديمقراطية!!. ان تلك الديمقراطية ليست عمياء فقط، بل مجرمة. انها تضفي غطاء من الشرعية على انتهاك حقوق الانسان وخصوصا المرأة في المجتمعات التي تنوء بالاسلام السياسي. لذا علينا تعرية هذه الديمقراطية. هذه وسيلة البرجوازية من اجل اضفاء الشرعية على وجود الطبقة البرجوازية العفنة على رأس المجتمع المدني. وبرأيي، ومن هذا الباب يمكن وصف، ونحن ندافع عن هذا الوصف، بان الديمقراطية عمياء تجاه الانسان وتجاه حريته ومساواته وتجاه عموم البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع—الرأسمالية.

خيال ابراهيم: نتحدث الان عن الانتخابات الرئاسية الامريكية ولها علاقة بالديمقراطية بالطبع. انقسم مرشحوا الحزب الديمقراطي الامريكي المتنافسون لتمثيله في الانتخابات الرئاسية للعام 2008 حول حرب العراق في ثاني مناظرة تلفزيونية في ولاية نيوهامبشير. واختلف المرشحون في بادئ الامر حول ما اذا كان الرئيس الامريكي جورج بوش جعل العالم اكثر أمنا من الارهاب من عام 2001 ثم تجادلوا بعدها حول قرار غزو العراق وكيفية سحب الجنود الامريكيين منه. ما هو تعليقك على هذا الانقسام الشديد حول موضوع مركزي و أساسي في الانتخابات الامريكية كموضوع العراق؟. ماذا يعكس هذا الاختلاف برأيك؟

عصام شكـــري: لا اشكك بديمقراطية الانتخابات الامريكية. انها انتخابات ديمقراطية في بلد الديمقراطية. انا افضح الديمقراطية نفسها ولا افضح الامريكان فقط على اعتبار انهم ”شوهوا“ الديمقراطية. كما يتضح من جوابي السابق فاني انتقد الديمقراطية كمفهوم ومقولة اساسية للطبقة البرجوازية وكتطبيق واقعي تواجهه الجماهير يومياً او حتى كل اربع سنوات بعملية شكلية جوفاء خالية من أي محتوى: فجأة يجدون حفنة من المحامين الاثرياء وبعض اعضاء الكونغرس ذوي الارتباطات المشبوهة بالكنائس والقوى الدينية وبعض الاثرياء المرتبطين بملاكي الاراضي والعقارات ليصبح هؤلاء فجأة قادة الجماهير والمجتمع الامريكي .!! انا انتقد هذه الممارسة وهذا الخداع المسمى ديمقراطية وهي في اعلى نموذج لها في العالم أي امريكا. ولكن سؤالك هو عن جدال مرشحي الحزب الديمقراطي في ولاية نيو هامبشير حول فضح جورج بوش. برأيي ان الحزب الديمقراطي الامريكي ليس معنيا مطلقا لا بالعراق ولا بجماهير العراق. لا جون كيري ولا هيلاري كلنتن ولا باراك اوباما يهمهم حتى لو قتل 100000 مواطن عراقي. اقولها بكل صراحة. ان ذلك مبني على دراسة للتاريخ الامريكي ولنهج الحزب الديمقراطي حتى خلال حرب فيتنام حتى بعد ان اتى الرئيس الامريكي جون كنيدي الذي قتل في العام 1963 اثر نقده للسياسة الامريكية في حرب فيتنام. ان كل تصريحات الديمقراطيين ازاء العراق هي دعاية انتخابية. عندما يأتي الديمقراطيون للسلطة فانهم يفتشون عن أي نقطة بامكانهم التشبث بها لضرب خصومهم في الحزب الجمهوري. ان الحزب الجمهوري قريب جدا من المحافظين الجدد. انه حزب يميني بكل الاوصاف، وان كانت يمينيته كلاسيكية، اي ليست كيمينية جورج بوش او المحافظين الجدد الذين نادوا بالعسكريتارية والضربات الوقائية ومحاور الشر والحرب على الارهاب وغيرها. ان الديمقراطيين يأتون بمسألة العراق في جدالاتهم كذباً. لماذا يأتون بمسألة العراق؟. هم يريدون اولا حسم وضع العراق ورمي المسؤولية على جورج بوش. انهم يريدون القول بان جورج بوش اخطأ في حربه وان عليه هو حل الامر. يقولون له اذهب الان واسحب قواتك. ولكن لم يقولون ذلك؟ هل من اجل انقاذ ارواح المواطنين العراقيين او حتى من اجل انقاذ الجنود الامريكان؟. كلا. السبب هو انهم وعندما سيأتون للسلطة في العام 2009 (في حال فوز رئيس ديمقراطي بالانتخابات) فلن يرغبوا في وراثة المشكلة. يريدون ان تكون المشكلة محلولة عندها. لا يريدون ان يظطروا لان يقوموا بتنفبذ وعودهم للشعب الامريكي المحتج والمعترض على المسألة ويفضلون الا يقعوا في تناقض جديد: حينها ستطالبهم الجماهير الامريكية بتنفيذ وعودهم بسحب القوات وهو ما لن يستطيعوا الالتزام به. الديمقراطيين يكذبون حول سحب القوات وانتقادهم للجمهوريين حول المسألة انتقاد شكلي. ان الجمهوريين وحتى بعض اقطاب النظام العالمي الجديد كجورج بوش وديك تشيني يسألون الديمقراطيين: ولكن مهلاً: من وقع على قرار الرئيس بوش بشن الحرب على العراق في العام 2003 ( أي في الكونغرس)؟ اليس الديمقراطيين انفسهم؟ الم يوقع جون كيري وهيلاري كلنتن على الامر؟؟. انا اكشف ويجب فضح زيف الديمقراطيين في ادعاءهم بان العراق مسألة مركزية لهم. انهم يودون التخلص من مشكلة العراق برمي هذه المشكلة في رأس جورج بوش ويطلبون منه انهاءها لانهم يعرفون انهم في حالة وراثتهم لهذه المشكلة فلن يستطعيوا حلها. ان الجيش الامريكي في ورطة، والسياسة الامريكية في ورطة، وهم غير قادرين على بناء دولة في العراق، غير قادرين على الانتصار على القاعدة، غير قادرين على حكم المناطق التي قسموها دينيا وطائفيا وقوميا ويقوم قادتها الموتورين من القوميين الكرد والاسلاميين السنة والشيعة والمتحفزين للانقضاض على بعضهم البعض وشن الحرب الطائفية في أي لحظة. ان الديمقراطيين في ورطة ويحاولون التخلص منها من خلال الكذب او رمي مسؤوليتها على الجمهوريين.

خيال ابراهيم: من جانب اخر دافع مرشح الرئاسة الامريكية الجمهوري جون ماكين عن حرب العراق وقال انها حرب ضرورية وعادلة واتهم في كلمة القاءها في اكاديمية فرجينيا العسكرية الديمقراطيين بالاهتمام بالسياسة قبل امن الولايات المتحدة وايد قرار جورج بوش بزيادة عدد الجنود الامريكيين في مشاريع الديمقراطيين لتحديد مهلة للانسحاب من العراق. يبدو ان معسكر الجمهوريين اكثر التزاما بموضوع بقاء القوات الامريكية في العراق. ماذا تقول عن تصريحات ماكين والجمهوريين عموما؟ هل تتوقع ان تلك التصريحات هي شئ جدي ام انها هي الاخرى مجرد دعاية انتخابية؟؟

عصام شكـــري: لو تقرأون تقرير الجنرال بترايوس قائد ما يسمى بقوات التحالف في العراق حول وضع العراق، والذي القاه امام مجلس الشيوخ الامريكي في ايلول العام الماضي فستعرفون انه ليس بمقدور لا الديمقراطيين ولا الجمهوريين ولا حتى جنرالات الجيش الامريكي وقادة الحرب على حل مشكلة العراق. ان بترايوس نفسه لا يعرف:هل يزيد عدد القوات؟ يقلل عدد القوات؟ يضخ قوات سريعة الى مناطق معينة كما حصل في بغداد وكانت النتيجة تجمع القاعدة في ديالى والموصل!!. ان ذلك يعني ان جون ماكين يريد ان يحافظ على المشكلة لانه لا يمتلك حلا. ماذا سيقول في الانتخابات ؟ طبعا لن يقول ” نحن في ورطة ولا ادري ما هو الحل” بل يقول انا وطني جدا وسامسك ببن لادن واحارب الارهاب وغيرها من الترهات الاستهلاكية لليمين الامريكي. ان المشكلة برأيي هي عند الديمقراطيين لانهم يدعون انهم يمثلون الجماهير الامريكية وبتبنون مطالبها. هم الان تحت العدسات المكبرة ليأتوا بحل ما. انهم يريدون تغيير النهج الستراتيجي ولكنهم لا يدرون كيف يحلون معضلة فشل امريكا.
———————————————————
* اجريت التعديلات الضرورية على نص المقابلة لتلائم النشر. بثت هذه المقابلة في حلقة يوم 21-1-2008 في تلفزيون سيكولار. يمكن مشاهدة المقابلة مسجلة على الانترنيت بالذهاب الى الموقع http://www.socialismnow.org والنقر على رابط التلفزيون في الجانب الايسر العلوي من الصفحة العربية. يمكن متابعة برامج تلفزيون سيكولار على فضائية هوت بيرد - كانال جديد كل يوم من الساعة 3-4 عصرا بتوقيت بغداد ويعاد بثها بين 6-7 صباحا من اليوم التالي.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى حسين المضحي للاشتراكية
- حول الشيوعية العمالية والماركسية
- درس من اكتوبر
- نظام مدرسي واحد
- ملاحظات حول أفول النظام العالمي الجديد
- امنح العقل إجازة مفتوحة
- اجندة اليسار
- أفكار موجزة حول الأوهام -الثقافية- التي يشارك في إنتاجها بعض ...
- فوضى عارمة تجتاح قوى البرجوازية الاسلامية والقومية
- حول قانون النفط والغاز ومواقف القوى السياسية
- وهم ”الحضارة الإسلامية“
- الوضع الراهن وبناء الحزب
- بمناسبة الاول من أيار رسالة الى العمال والعاملات
- وقف النتائج الكارثية للحرب رهن بصعود يسار راديكالي مناهض لقط ...
- حول النداء الموجه -الى القوى والأحزاب الماركسية في الوطن الع ...
- خطة بوش ”الجديدة“! تصعيد المواجهة الارهابية
- نداء الى قوى اليسار والشيوعية والاشتراكية في الشرق الاوسط
- الانتخابات الامريكية حول فوز الحزب الديمقراطي
- بإمكاننا إسقاط ”باستيل“ آخر لهم
- حول النداء الموجه -الى القوى والأحزاب الماركسية في الوطن الع ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عصام شكري - حول الديمقراطية والانتخابات الرئاسية الأمريكية